مـــاذا وراءك يا رجـــل؟ ...

[أبو شامة المغربي]

ماذا وراءك يا رجل؟

... فما إن طرق الخبر المفاجئ أذنيه حتى عدا مسرعا ولم يعقب، ومبلغ ما يقصد إليه أن يدركهم به قبل فوات الأوان، وقبل أن يحدث ما يخشاه، وحتى يثنيهم عما عزموا على اقترافه، لأنه سيعود عليهم بالندامة وسوء العاقبة ...
لم يقصر في عدوه نحوهم، ولم يبخل في سبيل إدراكهم بكل ما أوتي من جهد وقوة، لكن المسافة الفاصلة بينه وبينهم كانت طويلة، فعز عليه اللحاق بهم في الوقت المناسب، أما هم فأخذ بعضهم يحث البعض الآخر على المبادرة دون أدنى تأخير إلى فعل الذي اتفقوا في شأنه، وعلى الإسراع في تنفيذه ...
ثم إنه عندما وصل إلى حيث هم مجتمعون، وقد فرغوا من صنع ما أجمعوا عليه أمرهم، وبعد أن رأوه على تلك الحال المنذرة غارقا في عرقه وإرهاقه، وقد انتهى به الجري إليهم، كادوا ينكرون معرفته، إلا أنهم سألوه بلسان واحد: ماذا وراءك يا رجل؟ ...


د. أبو شامة المغربي
kalimates@maktoob.com

[نهي رجب محمد]

شكراعلى هذه القصة
بالرغم من الغموض الذي ظل فيه الخبر حتى النهاية، إلا أن القاص يذكرنا بأهميته، والتأخير في إبلاغ الجماعة عنه سيتسبب في حدوث كارثة ...
القصة علي قصرها الزمني تحمل مضمونا قريبا نفهمه لأول وهلة: تبليغ الخبر للجماعة.
والمعنى الآخر التأويلي: الحديث عن صاحب المسئولية ومن بيده التغيير، باعتباره يمتلك الخبر وقادر على التنفيذ مهما تكبد من العناء.
سهيلة15/9/2007

[أبو شامة المغربي]