إليك يا أجمل ما سكنته عينتاي ووجدي ..
يا منه النفس اني أراك من حيث لا يبصرك غيري وسواي الا رب العرش العظيم ..
اعلم أن طول الغياب عنك عذبك كما هو يحرق جسدي ..
فاعذريني وأنت خير من يعذر حالي عن طول المغيب ..
يسكن الوجع قلبي وجسدي كلما رحلت مشاهدك عني ومن أمام بصري لأسباب قد لا تعلمين جذوتها وحدتها ..
ولكنك انت مازلت وستبقى مسكن الفؤاد الذي هواك وعطره الضمير ..
ابتسمي سيدتي فاني بت على أبواب مدينتك وكما أراد الله لأكون أول من يطوف من حولك بأجمل رياحين العمر ..
فبت أدرك أمالي وأحلامي كما عاهدتك وانت تنتظرين ..
فاني قادم بحول الله ولن تعثرني الحدود ولا القيود
وأخبرك أنى صرخت في وجه الصمت وفي وجه كل من أراد تحطيم أمالي وأحلامي
ولن يحولوا دون وصول سكينة نفسي وتوأم الروح .
اسمع صوتك الهاتف ..
الهامس المسهد مما أعياه القدر وأسهده الوجع الغاشم وغيب لحن الصوت العذب
فبت اسهر الليالي واسمع فيك الوجع .
كلما تلاشت الصورة حضر الصوت من حولي مجدداً
ليعلن انك أنت عالمي الممتد من حيث الزمان والمكان .
.فبتي أنت كل زماني ومكاني ..
كلما شدني طول الانتظار حدقت على راحة كفي الممتدة لارى فيها انك مازلت تجلسين تبتسمين رغم كل الوجع ..
أرى فيها بريقا ممتدا ليعطر عالمي بحضورك دوما ..
وتحتفظ عينتاي ببريق المشهد كينبوع قدسته ملائكة السماء ..
ولم لا وأنت نوراً من يقين .
وتعلمين انك ساكنة بديار توجها الصدر بايات العشق العذري ..
أيا ساكنة الفؤاد لا تجزعي .. لا يعذبك طول المغيب ..
فان القدر حط رحاه ولكن لم أكن قد أعلنت من قبل و لتعلمي انك شهر صيامي ابد الدهر عن كل نساء الكون الا أنت ..
كما عذبتني دموعك الممتدة تشق وجنات كانت قد رسمت فرحتي
واليوم يعذبها خطوط الزمن لغياب فارس وجدانها ...
فتشت في امهات بوحك .. وجدت انك تحملين فصيل من غذاء الجسد هو ام لكل الخيرات والعطاء ..
وطباعك وروحك كلها فرح وغالبها المرح ..
شخصت زهرة شبابك فوجدت انها زهرة اريجها لم يمسه انسان ولم تعهده كل البشر ..
قرأت أفراحك وأحزانك فوجدت منها الماطر بالحزن
وغيرها الدهشة كتلك السيدة التي بكت حين شاهدتك في سفر وكانت قد فقدت ابنتها حزنا على وليدها الذي غاب عنه البنان .
سيدتي..
كل نساء الكون بتن صورة لا تحمل غير صورتك وانك تسكنين كل نساء الكون ..
أراهم يمرون من أمامي ومن حولي ..
يحدثونني وأنا في غير حضور كالمارين من خلف جدار الصمت ..
من على جبل تماسكت بواطنه من شدة البرود ..
في بحور الصمت لا يثير قلقي سوى غياب الصوت الذي يحرك الدماء في عروقي ..
أتعلمين الآن من تكونين ؟ وأي سيدة أنت ؟ ومن تكونين ؟