النتائج 1 إلى 12 من 12

الموضوع: هل يجوز تذكير المؤنث وتأنيث المذكر !!!؟؟....

  1. #1 هل يجوز تذكير المؤنث وتأنيث المذكر !!!؟؟.... 
    مشرف
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    2,180
    معدل تقييم المستوى
    20
    سألت نفسي اليوم حينما كنت أتلو سورة يوسف ومررت عند هذه الآية الكريمة :
    {وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ }
    يوسف30
    هل يجوز تأنيث المذكر وتذكير المؤنث في الجمع والمفرد ، ومتى ، وهل كان هنا تذكير المؤنث " وَقَالَ نِسْوَةٌ " نظرا لمكانة النسوة في مصر زمن امرأة العزيز ...!!!؟؟؟...
    وبعد أن راجعت فقه اللغة رأيت فيما يخص ...
    تذكير المؤنث وتأنيث المذكر في الجمع
    هو من سنن العرب،
    قال عز وجل: " وقال نسوة في المدينة " . وقال تعالى: " قالت الأعراب آمنا " .


    من سنن العرب ترك حكم ظاهر اللفظ وحمله على معناه
    كما يقولون: ثلاثة أنفس، والنفس مؤنثة، وإنما حملوه على معنى الإنسان أو معنى الشخص. قال الشاعر من الكامل:

    ما عندنا إلا ثلاثة أنفس = مثل النجوم تلألأت في الحندس
    وقال عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة من الطويل:
    فكان مجنى دون ما كنت أتقي = ثلاث شخوص كاعبان ومعصر
    فحمل ذلك على أنهن نساء
    وقال الأعشى من المتقارب:
    لقوم وكانوا هم المنفذين = شرابهم قبل تنفادها
    فأنث الشراب لما كان الخمر في المعنى وهي مؤنثة،
    كما ذكر الكف وهي مؤنثة في قوله من الطويل:

    أرى رجلاً منهم أسيفاً كأنما = يضم إلى كشحيه كفاً مخضبا
    فحمل الكلام على العضو، وهو مذكر.
    وكما قال الآخر من البسيط:
    يا أيها الراكب المزجي مطيته = سائل بني أسد ما هذه الصوت
    أي: ما هذه الجلبة؟
    وقال الآخر من الطويل:
    من الناس إنسانان ديني عليهما = مليئان، لو شاء لقد قضياني
    خليلي أما أم عمرو فواحد!! = وأما عن الأخرى فلا تسلاني
    فحمل المعنى على الإنسان أو على الشخص.
    وفي القرآن: " وأعتدنا لمن كذب بالساعة سعيراً " ، والسعير مذكر.
    وقال عز اسمه: " وأحيينا به بلدة ميتاً " . ولم يقل ميتة لأنه حمله على المكان، وقال جل ثناؤه: " السماء منفطر به " ، فذكر السماء وهي مؤنثة لأنه حمل الكلام على السقف، وكل ما علاك وأظللت فهو سماء والله أعلم.

    المصدر
    فقه اللغة 1/75-76
    أمينة أحمد خشفة
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد: هل يجوز تذكير المؤنث وتأنيث المذكر !!!؟؟. 
    مربدي الصورة الرمزية الباز
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    المشاركات
    723
    معدل تقييم المستوى
    18
    بارك الله فيك بنت الشهباء
    موضوع قيم

    و أضيف أن تذكير الفعل و تأنيثه جائز بشرط عدم اللبس..
    واعذروني سأسوق هنا ما حدث معي بخصوص هذا الموضوع
    لمناسبته له ..
    فقد وجدتُ أبياتا لإحدى الأخوات تقول فيها:

    وأخبرني الجراح لقد رزقنـا****بنور الصبح يوهب للافاق ِ
    فصاح القلب: هل حقا أتاني****أروني الصبح إني باشتياق


    فكان مما جاء في ردي عليها ما يلي :

    ملاحظة بالنسبة للجرّاح :
    ينكسر الوافر باعتماد الشدة ..
    و لا يجوز تخفيف الشدة في غير القافية
    فإن كان فهو (قبيح جدا)
    و أعتذر على التعبير بكلمة قبيح فهي من اختراع العروضيين و علماء اللغة و ليس من عندي ..

    كما لا أنسى التهنئة لمن رزقه الله بهذا المولود الجديد ..
    مبارك لكم و جعله الله قرة عين لوالديه ..


    فجاءت الاخت وقالت أنها تقصد الجِرَاحَ و ليس الجرَّاحَ
    وساقت القاعدة النحوية التي تجيز تذكير الفعل و تأنيثه
    واستشهدتْ بآيات من القرآن الكريم (سترد في الرد و الإقتباس)
    فكان ردي كالتالي (أنقله كاملا للفائدة):

    أهلا بالأخت الكريمة ..
    معك حق في أنه يجوز ما ذكرتِ بخصوص حذف تاء التأنيث
    -في الشعر خاصة- بشرط عدم اللَّبس

    وقد فعلتُ أنا ذلك في قولي :
    إذا لاح المنى فيها بأفق**فدون بلوغه غَوْلُ السَّعَالي


    ----------

    أما الآيات القرآنية ففيها تفصيل يطول ..َقَدْ جَاءكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ
    يجب حذف تاء التأنيث هنا لأن جاءكم تعود على {البينة و الهدى و الرحمة}
    و الله أعلم (هذا رأيي و أسأل الله أن لا يحاسبني عليه إن أخطأت)


    أما جاءكم البينات فقد جئتك بقول من هم أعلم مني و هما الدكتوران السامرائي و الكبيسي نفع الله بهما و بعلمهما :

    ما الفرق من الناحية البيانية بين (جاءهم البيّنات) و(جاءتهم البيّنات) في القرآن الكريم؟
    د.فاضل السامرائى :
    هناك حكم نحوي مفاده أنه يجوز أن يأتي الفعل مذكراً والفاعل مؤنثاً. وكلمة البيّنات ليست مؤنث حقيقي لذا يجوز تذكيرها وتأنيثها. والسؤال ليس عن جواز تذكير وتأنيث البيّنات لأن هذا جائز كما قلنا لكن السؤال لماذا؟ لماذا جاء بالاستعمال فعل المذكر (جاءهم البيّنات) مع العلم أنه استعملت في غير مكان بالمؤنث (جاءتهم البيّنات)؟
    جاءتهم البيّنات بالتأنيث: يؤنّث الفعل مع البيّنات إذا كانت الآيات تدلّ على النبوءات فأينما وقعت بهذا المعنى يأتي الفعل مؤنثاً كما في قوله تعالى في سورة البقرة (فَإِن زَلَلْتُمْ مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {209}) ، وقوله في سورة النساء (يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَى أَكْبَرَ مِن ذَلِكَ فَقَالُواْ أَرِنَا اللّهِ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَاناً مُّبِيناً {153}).
    أما جاءهم البيّنات بالتذكير: فالبيّنات هنا تأتي بمعنى الأمر والنهي وحيثما وردت كلمة البيّنات بهذا المعنى من الأمر والنهي يُذكّر الفعل كما في قوله تعالى في سورة غافر (قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِن رَّبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ {66}).
    د.أحمد الكبيسى :
    لما استعرضت الآيات الواردة فيها كثير (وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ﴿86﴾ آل عمران) (قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا﴿72﴾ طه) (قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ ﴿66﴾ غافر) حينئذٍ نقول جاءت البينات بالتاء الآيات القرآنية والتوراتية والإنجيلية يعني طبعاً البينات الحجج والبراهين والمعجزات. هناك بينات لفظية من الله عز وجل وعقلية في القرآن الكريم يعني أدلة الوحدانية بالعقل وهناك بينات محسوسة وهي معجزات الأنبياء ماذا قال السحرة لما فرعون قال (فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَى ﴿71﴾ طه) قالوا (قَالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا) اليد والعصا الخ يعني ما فعل سيدنا عيسى وموسى من معجزات تعرفونها عجباً. إذا قال (مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ) فحينئذٍ هذه المعجزات والخوارق التي هي حجة على أن هذا رسول لا بد من أن تؤمنوا به وجاءت التي هي الآيات القرآنية والتوراتية والإنجيلية وما فيها من أحكام وما في القرآن الكريم خاصة من دلائل الوحدانية لله سبحانه وتعالى ودلائل صدق النبوة. هذا الفرق بين (مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ) وهي المعجزات والخوارق و (مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ) وهي آيات القرآن الكريم والتوراة والإنجيل وما فيها من دلائل التوحيد وصدق النبوة هكذا هو الفرق.



    ألف شكر مرة ثانية اختي الكريمة بنت الشهباء

    و المعذرة على الإطالة

    تقديري
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3 رد: هل يجوز تذكير المؤنث وتأنيث المذكر !!!؟؟. 
    مشرف
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    2,180
    معدل تقييم المستوى
    20
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أخي الكريم الصقر
    بداية يسعدني تواجدك مع هذه الصفحة وإضافتك الرائعة بخصوص جواز تأنيث المذكر وتذكير المؤنث وما نقلته لنا عن الدكتور فاضل السامرائي والدكتور أحمد الكبيسي حفظهما الله ...
    وكنت قد سألت الأستاذ الدكتور بكري شيخ أمين عن الحالات التي يجوز فيها تأنيث المذكر ، والحالات التي يجوز فيها تذكير المؤنث فأجابني بما يلي :
    قال أحد الشعراء
    إن قومي تجمّعوا= وبقتلي تحدّثـوا
    لا أبالي بجمعهم =كلّ جمع مؤنّـث
    والقاعدة تقول :
    نستخدم الفعل مجرداً من تاء التأنيث أو محلّى بها إذا كان الفاعل أو نائب الفاعل جمعاً .
    مثال :
    جاء الرجال وجاءتْ الرجال
    أُكْرِم الرجال وأُكْرِمتْ الرجال

    وعدت مرة ثانية لمكتبتي وأنا أسأل نفسي هل يجوز أن أقول
    قال هند أو قالت أحمد وما هي أصل القاعدة في تذكير المؤنث وتأنيث المذكر !!؟؟؟...
    فوجدت شرحا وافيا لسؤالي في :
    المصباح المنير في غريب الشرح الكبير ج11ص47


    (( إذا أسند الفعل إلى مؤنث حقيقي نحو قامت هند وجبت العلامة وحكى بعضهم جوازها فيقال قام هند قال المبرد والحذف ليس من كلام العرب وتبعه جماعة ، وقال لأن التاء لفرق الفعل المسند إلى المذكر والمؤنث لا لفرق المذكر والمؤنث ولأن الماضي مبني على المستقبل فكما لا يجوز يقوم هند بالتذكير لا يجوز قام هند لأن الياء علامة المذكر والتاء علامة المؤنث فلا تدخل إحداهما موضع الأخرى ، قال ابن الأنباري ولما التزموا التاء في المستقبل فقالوا تقوم كرهوا أن يقولوا في الماضي قام لئلا تختلف العلامات والفروق فوفقوا بين الماضي والمستقبل لتجري العلامات على سنن واحد هذا إذا لم يفصل بين الفعل والاسم فاصل فإن فصل سهل الحذف فيقال حضر القاضي امرأة وإذا أسند إلى ظاهر مؤنث غير حقيقي لم تجب العلامة نحو طلع الشمس وطلعت الشمس { وقال نسوة } { قالت الأعراب } قالوا وتذكير فعل غير الآدمي أحسن منه في الآدمي وإن أسند إلى الضمير وجبت العلامة نحو : الشمس طلعت لأن التأنيث للمسمى لا للاسم وفيما أسند إلى الظاهر التأنيث للاسم لا للمسمى )).

    وجزاك الله خيرا ولك الشكر والتقدير على هذا المرور الطيب
    أمينة أحمد خشفة
    رد مع اقتباس  
     

  4. #4 رد: هل يجوز تذكير المؤنث وتأنيث المذكر !!!؟؟. 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية رزان
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    المشاركات
    559
    معدل تقييم المستوى
    17


    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أختي الغالية

    (( بنت الشهباء ))

    بارك الله بكِ على هذا التوضيح الرائع غاليتي

    وبارك الله بشاعرنا القدير (( الصقر ))

    على مداخلته الرائعة

    تحياتي وتقديري للجميع ،،


    ----------------------------------------------------------------

    ---------------------------------------------------------------
    رد مع اقتباس  
     

  5. #5 رد: هل يجوز تذكير المؤنث وتأنيث المذكر !!!؟؟. 
    مشرف
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    2,180
    معدل تقييم المستوى
    20
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رزان مشاهدة المشاركة



    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أختي الغالية

    (( بنت الشهباء ))

    بارك الله بكِ على هذا التوضيح الرائع غاليتي

    وبارك الله بشاعرنا القدير (( الصقر ))

    على مداخلته الرائعة

    تحياتي وتقديري للجميع ،،



    وبارك الله بطلعتك البهية يا غاليتي رزان
    التي طالما أفخر وأعتز بها

    ولك مني جزيل الشكر والتقدير
    أمينة أحمد خشفة
    رد مع اقتباس  
     

  6. #6 رد: هل يجوز تذكير المؤنث وتأنيث المذكر !!!؟؟. 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية روان أم المثنى
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الدولة
    أرض الحرمين
    المشاركات
    625
    معدل تقييم المستوى
    18



    الغالية الحبيبة

    بنت الشهباء

    دوما متألقة أيتها الرائعة

    ودوما لك ومضات لؤلؤية نفيسة

    تحسنين اختيارها وعرضها

    وهذا الموضوع من أجمل ما قرأت

    تقبلي حبي وودي واحترامي العميق


    رد مع اقتباس  
     

  7. #7 رد: هل يجوز تذكير المؤنث وتأنيث المذكر !!!؟؟. 
    مشرف
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    2,180
    معدل تقييم المستوى
    20
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روان يوسف مشاهدة المشاركة

    الغالية الحبيبة

    بنت الشهباء

    دوما متألقة أيتها الرائعة

    ودوما لك ومضات لؤلؤية نفيسة

    تحسنين اختيارها وعرضها

    وهذا الموضوع من أجمل ما قرأت

    تقبلي حبي وودي واحترامي العميق



    سعيدة بتواجدك يا غاليتي المتأنقة الراقية
    روان على صفحتي وأنت تنثرين عبق الكلمات بحق أخنك أمينة التي تتمنى أن تكون أهلا له ..
    وأجد ياروان أن من واجبنا أن نعود إلى كنوز لغتنا العربية الأم ، وننهل من علومها وآدابها ونحن نأمل من الله أن نكون أمناء وأبناء بارين لها ...
    أمينة أحمد خشفة
    رد مع اقتباس  
     

  8. #8 رد: هل يجوز تذكير المؤنث وتأنيث المذكر !!!؟؟. 
    مشرف
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    2,180
    معدل تقييم المستوى
    20
    واسمحوا لي أن أضيف هذه القاعدة بخصوص تذكير الفعل وتأنيثه بهدف أن نتعرّف أكثر إلى أسرار لغتنا العربية الأمّ
    متى يجوز الأمران تذكِيرُ الفِعْل وتأنيثهُ
    يجوز الأمران تذكير الفعل وتأنيثه في تسعة أُمور
    (1)أن يكون الفاعلُ مؤنثاً مجازياً ظاهراً (أي ليس بضميرٍ)، نحو (طلعتِ الشمسُ، وطلعَ الشمسُ). والتأنيثُ أفصحُ.
    (2) أن يكون الفاعل مؤنثاً حقيقياً مفصولاً بينه وبين فعله بفاصلٍ غير "إلا" نحو "حضَرتْ، أَو حضَرَ المجلسَ امرأةٌ"، وقول الشاعر
    *إن امرءًا غَرَّهُ مِنْكُنَّ واحدةٌ * بعدي وبَعْدكِ في الدُّنيا لمغْرُورُ*
    والتأنيثُ أفصحُ.
    (3)أن يكون ضميراً منفصلاً لمؤنثٍ، نحو "إنما قامَ، أو إنما قامت هي"، ونحو "ما قامَ، أو ما قامت إلا هي". والاحسنُ تركُ التأنيثِ.
    (4)أن يكون الفاعل مؤنثاً ظاهراً، والفعلُ "نِعم" أو "بِئسَ" أو "ساءَ" التي للذَّمِّ، نحو "نِعمَتْ، أو نِعمَ، وبئسَتْ، أو بِئسَ، وساءت، أو ساء المرأةُ دَعدٌ". والتأنيثُ أجود.
    (5)أن يكونَ الفاعل مذكراً مجموعاً بالألف والتاء، نحو "جاء، أو جاءت الطلحاتُ". والتذكير أحسنُ.
    (6)أن يكون الفاعلُ جمعَ تكسير لمؤنث أو لمذكر، نحو "جاء، أو جاءت الفواطمُ، او الرجالُ". والأفضلُ التذكيرُ مع المذكر، والتأنيث مع المؤنث.
    (7)أن يكون الفاعل ضميراً يعودُ الى جمع تكسيرٍ لمذكر عاقل، نحو (الرجال جاءوا، أو جاءت). والتذكير بضمير الجمع العاقل أفصحُ.
    (8)أن يكون الفاعلُ ملحقاً بجمع المذكر السالم، و بجمع المؤنث السالم. فالاول، نحو (جاء أو جاءت البنونَ). ومن التأنيث قوله تعالى {آمنتُ بالذي آمنتْ به بنو إسرائيل}. والثاني نحو (قامت، أو قام البناتُ). ومن تذكيره قول الشاعر (وهو عبدةُ بنُ الطبيب)
    *فبكى بناتي شجْوَهُنَّ وزَوجَتي * والظّاعنُون إليَّ، ثم تَصَدَّعوا*
    ويُرجَّحُ التذكيرُ مع المذكر والتأنيث مع المؤنث.
    (9)أن يكون الفاعلُ اسم جَمعٍ، أو اسمَ جنسٍ جمعياً. فالاول نحو (جاء، أو جاءت النساء، أو القومُ، أو الرهط، أو الإبل. والثاني نحو "قال، أو قالت العربُ، أو الروم، أو الفرس، أو التركُ"، ونحو (أوراق أو أروقتِ الشجر).
    (وهناك حالةيجوز فيها تذكير الفعل وتأنيثه. وذلك إذا كان الفاعل المذكر مضافاً إلى مؤنث. على شرط أن يغني الثاني عن الأول لو حذف تقول "مرَّ، أو مرَّت علينا كرورُ الايام" و "جاء، أو جاءت كلُّ الكاتبات"، بتذكير الفعل وتأنيثه، لانه يصح إسقاط المضاف المذكر وإقامة المضاف إليه المؤنث مقامه، فيقال "مرَّت الايام" و "جاءت الكاتبات". وعليه قول الشاعر
    "كما شرقت صدرُ القناة من الدَّم" غيرَ أن تذكيرَ الفعل هو الفصيح والكثير، وإن تأنيثه في ذلك ضعيف. وكثير من الكتّاب اليوم يقعون في مثل هذا الاستعمال الضعيف.
    أما إذا كان لا يصحُّ إسقاط المضاف المذكور وإقامة المضاف إليه المؤنث مقامه، بحيث يختلُّ أصل المعنى فيجب التذكير، نحو (جاء غلامُ سعادَ) فلا يصحُّ أبداً أن يقال "جاءت غلامُ سعاد" لانه لا يصحُّ إسقاطُ المضاف هنا كما صحَّ هناك، فلا يقال "جاءت سعاد". وأنت تعني غلامها.
    المصدر
    جامع الدروس العربية.
    المؤلف : الشيخ العلامة مصطفى الغلاييني.
    أمينة أحمد خشفة
    رد مع اقتباس  
     

  9. #9 رد: هل يجوز تذكير المؤنث وتأنيث المذكر !!!؟؟. 
    قاص مربدي الصورة الرمزية خليد خريبش
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    1,114
    مقالات المدونة
    2
    معدل تقييم المستوى
    20
    أختي الكريمة بنت الشهباء،انتقدني أحد الكتاب في منتدى -الملتقى-بأن جمع المؤنث لا يذكر،وعندما بحثت وجدت أنه صحح الخطأ بالخطأ،كل الحالات فيها الإجازة إلا تأنيث جمع المذكر السالم.تحياتي الأخوية.
    رد مع اقتباس  
     

  10. #10  
    مشرف
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    2,180
    معدل تقييم المستوى
    20
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليد خريبش مشاهدة المشاركة
    أختي الكريمة بنت الشهباء،انتقدني أحد الكتاب في منتدى -الملتقى-بأن جمع المؤنث لا يذكر،وعندما بحثت وجدت أنه صحح الخطأ بالخطأ،كل الحالات فيها الإجازة إلا تأنيث جمع المذكر السالم.تحياتي الأخوية.

    أخي الكريم


    خليد


    حتى ولو انتقدك أحد الكتاب ، وقال بأنه لا يجوز تأنيث المذكر وتذكير المؤنث


    لكن الحكم النحوي في اللغة العربية يقول غير هذا ...

    واسمح لي أن أضيف هنا

    تذكير الفعل أو تأنيثه مع الفاعلالمؤنّث



    قال تعالى (ولا تكونواكالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات) وقال تعالى (وما كان صلاتهم عندالبيت) وقال تعالى (لقد كان لكم فيهم أسوة حسنة)

    هناك خط بلاغي في القرآنالكريم حول هذا الموضوع وقد أُثير في عديد من الأسئلة خلال الحلقات ونذكر منها ماجاء في تذكير وتأنيث الفعل مع كلمة الضلالة والعاقبة وكذلك مع كلمة الملائكة وكذلكمع كلمة البيّنات. وقلنا باختصار أنه:

    تذكير الفاعل المؤنث له أكثر من سببوأكثر من خط في القرآن الكريم. فإذا قصدنا باللفظ االمؤنّث معنى المذكّر جاز تذكيرهوهو ما يُعرف بالحمل على المعنى. وقد جاء في قوله تعالى عن الضلالة (فَرِيقًا هَدَىوَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَأَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ (30) الأعرافوقوله تعالى (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوااللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْحَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَعَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (36) النحل). ونرى أنه في كل مرة يذكر فيها الضلالةبالتذكير تكون الضلالة بمعنى العذاب لأن الكلام في الآخرة (كَمَا بَدَأَكُمْتَعُودُونَ (29) الأعراف) وليس في الآخرة ضلالة بمعناها لأن الأمور كلها تنكشف فيالآخرة. وعندما تكون الضلالة بالتأنيث يكون الكلام في الدنيا فلمّا كانت الضلالةبمعناها هي يؤنّث الفعل.

    وكذلك بالنسبة لكلمة العاقبة أيضاً تأتي بالتذكيرمرة وبالتأنيث مرة ، وعندما تأتي بالتذكير تكون بمعنى العذاب وقد وردت في القرآنالكريم 12 مرة بمعنى العذاب أي بالتذكير والأمثلة في القرآن كثيرة منها قوله تعالىفي سورة الأنعام (قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَعَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ {11}) وسورة يونس (فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَنمَّعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلاَئِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنذَرِينَ {73}) و(وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُالْمُجْرِمِينَ (84) الأعراف) و(فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ (73) الصافّات) المقصود بالعاقبة هنا محل العذاب فجاء الفعل مذكراً. وعندما تأتيبالتأنيث لا تكون إلا بمعنى الجنّة كما في قوله تعالى (وَقَالَ مُوسَى رَبِّيأَعْلَمُ بِمَنْ جَاءَ بِالْهُدَى مِنْ عِنْدِهِ وَمَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُالدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (37) القصص) وقوله تعالى في سورةالأنعام (قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَتَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدِّارِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُالظَّالِمُونَ {135}).

    تذكير كلمة شفاعة مرة وتأنيثها مرة أخرى في سورةالبقرة: قال تعالى في سورة البقرة (وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَننَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌوَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ {48}‏) وقال في نفس السورة (وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّتَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَتَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ {123}).جاءت الآية الأولى بتذكير فعل(يقبل) مع الشفاعة بينما جاء الفعل (تنفعها) مؤنثاً مع كلمة الشفاعة نفسها. الحقيقةأن الفعل (يقبل) لم يُذكّر مع الشفاعة إلا في الآية 123 من سورة البقرة وهناالمقصود أنها جاءت لمن سيشفع بمعنى أنه لن يُقبل ممن سيشفع أو من ذي الشفاعة. أمافي الآية الثانية فالمقصود الشفاعة نفسها لن تنفع وليس الكلام عن الشفيع. وقد وردتكلمة الشفاعة مع الفعل المؤنث في القرآن الكريم في آيات أخرى منها في سورة يس (أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِعَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً وَلاَ يُنقِذُونِ {23}) وسورة النجم (وَكَم مِّنمَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِن بَعْدِأَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَى {26}).

    وكذلك كلمة البيّناتفإذا كانت بمعنى العلامات الدالة على المعجزات أنّث الفعل وإذا كانت بمعنى الأمروالنهي وحدّ الله والدين ذكّر الفعل هناك حكم نحوي مفاده أنه يجوز أن يأتي الفعلمذكراً والفاعل مؤنثاً. وكلمة البيّنات ليست مؤنث حقيقي لذا يجوز تذكيرها وتأنيثها. والسؤال ليس عن جواز تذكير وتأنيث البيّنات لأن هذا جائز كما قلنا لكن السؤاللماذا؟ لماذا جاء بالاستعمال فعل المذكر (جاءهم البيّنات) مع العلم أنه استعملت فيغير مكان بالمؤنث (جاءتهم البيّنات)؟

    جاءتهم البيّنات بالتأنيث: يؤنّثالفعل مع البيّنات إذا كانت الآيات تدلّ على النبوءات فأينما وقعت بهذا المعنى يأتيالفعل مؤنثاً كما في قوله تعالى في سورة البقرة (فَإِن زَلَلْتُمْ مِّن بَعْدِ مَاجَاءتْكُمُ الْبَيِّنَاتُ فَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {209}) والآية(كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَوَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِفِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنبَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْياً بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللّهُ الَّذِينَآمَنُواْ لِمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللّهُ يَهْدِي مَنيَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ {213}) و (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَابَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْدَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِالْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِمَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَـكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم مَّنْ آمَنَوَمِنْهُم مَّن كَفَرَ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَـكِنَّ اللّهَيَفْعَلُ مَا يُرِيدُ {253})، وقوله في سورة النساء (يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِأَن تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَاباً مِّنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُواْ مُوسَىأَكْبَرَ مِن ذَلِكَ فَقَالُواْ أَرِنَا اللّهِ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُالصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ثُمَّ اتَّخَذُواْ الْعِجْلَ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُالْبَيِّنَاتُ فَعَفَوْنَا عَن ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَاناً مُّبِيناً {153}).

    أما جاءهم البيّنات بالتذكير: فالبيّنات هنا تأتي بمعنى الأمروالنهي وحيثما وردت كلمة البيّنات بهذا المعنى من الأمر والنهي يُذكّر الفعل كما فيقوله تعالى في سورة آل عمران (كَيْفَ يَهْدِي اللّهُ قَوْماً كَفَرُواْ بَعْدَإِيمَانِهِمْ وَشَهِدُواْ أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُوَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ {86}) و (وَلاَ تَكُونُواْكَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُوَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ {105}) وفي سورة غافر (قُلْ إِنِّي نُهِيتُأَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءنِيَالْبَيِّنَاتُ مِن رَّبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ {66}).

    . وقد يكون التأنيث للكثرة والتذكير للقلة كما في قوله تعالى (قالتالأعراب آمنا) وقوله تعالى (وقال نسوة في المدينة). ونقول أن هذا الأمر جائز من حيثالجواز اللغوي وليس في هذا شيء لكن السؤال يبقى لماذا اختار تعالى التذكير في موضعوالتأنيث في موضع آخر؟ ونأخذ قوله تعالى (جاءكم رسول) بتذكير فعل جاءكم، وقولهتعالى (جاءت رسل ربنا) بتأنيث فعل جاءت. ونلاحظ أنه في الآية الأولى كان الكلام عنجميع الرسل في جميع الأمم من آدم إلى أن تقوم الساعة وهذا يدل على الكثرة فجاءبالفعل مؤنّثاً للدلالة على الكثرة. أما في الآية الثانية فالخطاب لبني إسرائيلولزمرة منهم وفي حالة معينة أيضاً وهذا يدل على القلة فجاء بالفعلمذكّراً.

    مثال آخر قوله تعالى (وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِإِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (35)الأنفال) والمكاء والتصدية هما التصفيق والصفير وكلاهما مذكّر وجاء الفعل مع كلمةالصلاة مذكراً لأن المراد بالصلاة هنا التصفيق والصفير وكلاهما مذكر. والصلاة عندهمكانت تفيد الطواف والطواف مذكّر أيضاً (صلاتهم كانوا يطوفون وحول الكعبة ويصفقونويصفرون). إذن الطواف والتصفيق والصفير كلّها مذكّر فجاء الفعل مع كلمة الصلاةالمقصود بمعناها المذكر جاء مذكراً.

    قال تعالى (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْيَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِوَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (30) وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّلِلَّهِوَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَالَهَا رِزْقًا كَرِيمًا (31) الأحزاب) هذه الآية ليست من باب التذكير والتأنيثأصلاً وتذكير الفعل والفاعل وإنما هي من باب استعمال (من). والسؤال هو لماذا استعمل(من) في الآية؟ من أصلاً في اللغة تستعمل للمذكر والمؤنث والمفرد والمثنى والجمعوطبيعة الأكثر في كلام العرب والقرآن أنه حتى لو كان الخطاب للإناث أو الجمع يأتيأول مرة بـ (من) بصيغة المفرد المذكر ثم يعقبه ما يوضح المعنى. ومهما كانت حالة منسواء أكانت إسماً موصولاً أو نكرة تامة بمعنى شخص أو ذات أو كانت اسم شرط، يؤتى بهابصيغة المفرد المذكر أول مرة ثم يُعاد عليها بمعناها في المرة الثانية كقوله تعالى(ومن الناس من يقول آمنا بالله واليوم الآخر وما هم بؤمنين) وهذا هو خط القرآن وهوالأكثر في كلام العرب وهذا هو الأصل. وكقوله تعالى (ومنهم من يقول ائذن لي ).والآيةموضع السؤال (من يأت منكن) تدخل في هذه القاعدة جاء بـ (من) بما يدل على الإفرادوالتذكير ثم جاء فيما بعد بما يدل على المعنى. وإذا خرج عن هذا الأمر كما في قولهتعالى (ومنهم من ينظر إليك ومنهم من يستمعون إليك) جاء في الأولى بالإفراد والثانيةجمع لماذا؟ نسأل أيهما أكثر الذين ينظرون إلى الشخص أم الذين يستمعون إليه؟ الجوابالذين يستمعون ولهذا عبّر عنهم بالجمع لأنهم أكثر. ولهذا عندما يخالف القاعدة فإنهيخالف بما يقتضيه السياق والمعنى.

    مثال آخر قوله تعالى (قَدْ كَانَ لَكُمْآَيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرَىكَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللَّهُ يُؤَيِّدُبِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ (13)آل عمران) وفي آية أخرى (وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آَيَةٍ مِنْ آَيَاتِ رَبِّهِمْإِلَّا كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (4) الأنعام) وقوله تعالى (وَإِذَا جَاءَتْهُمْآَيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِاللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُواصَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ (124) الأنعام) نقول أنه من حيث الحكم النحوي يجوز تذكير وتأنيث الفعل لكن يبقى السرالبياني لهذا التذكير والتأنيث. ونقول أنه عندما تكون كلمة آية بمعنى الدليلوالبرهان تكون بمعنى مذكّر فيأتي الفعل بالتذكير وإذا كانت كلمة الآية بمعنى الآيةالقرآنية أنّث الفعل (وإذا جاءتهم آية).

    مثال آخر قوله تعالى في سورةالممتحنة (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَمَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَمِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُوَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَإِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِمِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَالْمَصِيرُ (4)) وفي نفس السورة (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌلِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّاللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (6)) وفي سورة الأحزاب (لَقَدْ كَانَ لَكُمْفِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَالْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (21)) ونقول أنه من الناحية النحوية إذا كثرتالفواصل فالتذكير أفضل. في الآية الأولى الفاصل بين الفعل وكلمة أسوة (لكم ) أما فيالآية الثانية فالفاصل (لكم فيهم) وفي الثالثة (لكم في رسول الله) فعندما تكونالفاصلة أكثر يقتضي التذكير.وهناك أمر آخر وهو أن التذكير في العبادات أفضل وأهمّمن التأنيث كما جاء في مريم (وكانت من القانتين) لأن الذين كملوا في التذكير أكثر. وكذلك عندما يتحدث عن عبادة الملائكة يذكّر. أي العبادات أكثر في هذه الآيات؟ فيالأولى الأسوة كانت في القول في أمر واحد إلا (إلا قول ابراهيم) جادله قومهوالإستثناء هو قول ابراهيم، أما في الثانية (فيكم أسوة حسنة لمن كان يرجو اللهواليوم الآخر) هذه عامة وهي أهمّ ولذلك أكّدها باللام (لقد كان لكم) وجاء بأمرينبتذكير العبادة كما جاء باللام في جواب القسم المقدّر وكذلك في آية سورة الأحزابالآية عامة ولم يخصص بشيء ولهذا ذكّر وخصص باللام الواقعة في جواب القسم، أما فيالأولى فجاء بـ (قد) وأنّث الفعل. فعندما اتسعت العبادة وصارت أعمّ وأوسع من الأولىذكّر وجاء باللام وهذا هو الأمر البياني بالإضافة إلى الأمر النحوي الذي تحدثناعنه.

    التذكير مرة والتأنيث مرة مع الملائكة في القرآن الكريم : قال تعالى فيسورة ص (فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ {73}) وجاءت الملائكة هنابالتذكير، وفي سورة آل عمران (فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّيفِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَـى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَاللّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ {39}) جاءت الملائكةبالتأنيث.

    أمينة أحمد خشفة
    رد مع اقتباس  
     

  11. 07/03/2010, 02:47 PM

  12. #11  
    مشرف
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    2,180
    معدل تقييم المستوى
    20
    الحكم النحوي:يمكن أن يؤنّث الفعل أو يُذكّر إذا كان الجمع جمع تكسير كما في قوله تعالى (قالت الأعراب آمنا) و(قالت نسوة في المدينة) فيجوزالتذكير والتأنيث من حيث الحكم النحوي.

    اللمسة البيانية: أما لماذا اختارالله تعالى التأنيث في موطن والتذكير في موطن آخر فهو لأن في الآيات خطوط تعبيرية هي التي تحدد تأنيث وتذكير الفعل مع الملائكة. وهذه الخطوط هي:

    في القرآن الكريم كله كل فعل أمر يصدر إلى الملائكة يكون بالتذكير (اسجدوا، أنبئوني، فقعوا له ساجدين)

    كل فعل يقع بعد ذكر الملائكة يأتي بالتذكير أيضاً كما في قوله تعالى(والملائكة يدخلون عليهم من كل باب) و(الملائكة يشهدون) (الملائكة يسبحون بحمدربهم)

    كل وصف إسمي للملائكة يأتي بالتذكير (الملائكة المقرّبون) (الملائكة باسطوا أيديهم) (مسوّمين، مردفين، منزلين)

    كل فعل عبادة يأتي بالتذكير(فسجد الملائكة كلهم أجمعين) (لا يعصون الله ما أمرهم) لأن المذكر في العبادة أكمل من عبادة الأنثى ولذلك جاء الرسل كلهم رجالاً.

    كل أمر فيه شِدّة وقوة حتى لوكان عذابين أحدهما أشدّ من الآخر فالأشدّ يأتي بالتذكير (ولو ترى إذا يتوفى الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم وذوقوا عذاب الحريق) (يتوفى) جاءت بالتذكيرلأن العذاب أشد (وذوقوا عذاب الحريق) أما في قوله تعالى (فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم) (تتوفاهم) جاءت بالتأنيث لأن العذاب أخفّ من الآية السابقة. وكذلك في قوله تعالى (ونزّل الملائكة تنزيلا) بالتذكير وقوله تعالى(تتنزّل عليهم الملائكة) بالتأنيث وقوله (تنزل الملائكة والروح فيها من كل أمر)بالتأنيث.

    لم تأت بشرى بصيغة التذكير أبداً في القرآن الكريم فكل بشارة فيالقرآن الكريم تأتي بصيغة التأنيث كما في قوله تعالى (فنادته الملائكة) و(قالت الملائكة)

    قال تعالى (إذا جاءكم المؤمنات) هذه تندرج أيضاً في سياق الكثرةوالقلة وفي سياق زيادة الفواصل أيضاً.



    التعديل الأخير تم بواسطة بنت الشهباء ; 07/03/2010 الساعة 07:30 PM
    أمينة أحمد خشفة
    رد مع اقتباس  
     

  13. #12  
    ارتشاف الصورة الرمزية رحالة
    تاريخ التسجيل
    Nov 2007
    الدولة
    مصر ام الدنيا
    المشاركات
    26
    معدل تقييم المستوى
    0
    الأخت العزيزة بنت الشهباء
    وكل الأخوة الذين تفضلوا بالرد
    كل الشكر لكم
    موضوع هام وقيم
    ومناظرة غاية فى الإفادة
    كل الشكر لكم
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. هل يجوز قراءة القرآن بدون وضوء
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى سؤال
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 27/04/2012, 10:13 PM
  2. قاعدة غير مشهورة في تذكير العدد وتأنيثه
    بواسطة فريد البيدق في المنتدى لسان الضاد
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 25/09/2009, 06:19 AM
  3. ـ الآلهة ـ
    بواسطة علي الطلب في المنتدى الرسائل الأدبية
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 14/09/2009, 06:27 PM
  4. هل الجيوش المتاخمة لفلسطين جيوش جبانة؟
    بواسطة محمد محمد البقاش في المنتدى فسيفساء المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 30/12/2008, 10:51 PM
  5. النملة
    بواسطة الضيف حمراوي في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04/03/2008, 09:34 AM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •