ما أرقَّ اللقاءَ بعد الفراقِ
رعشَةٌ في الجِنانِ والأحْـداقِِ
أهو الخوفُ أم شَغوفُ التلاقِ
فاضطربنا أَنوسِعُ الكونَ خَفقاً
أم نَفُـضُّ احتدامنا بالعنـــــاقِِ
أم نُريقُ الشموسَ في منتهانا
فيمــــوجُ اللقـاءُ بالإحتـــــراقِ
يعترينـا من الفيوضِ اختلاجٌ
طاعنُ الشوقِ مُتْرعُ الآفــاقِ
يا حبيبـي وُلـدتُ حينَ التقينا
ما أرَقَّ اللقـاءَ بعدَ الفــــراقِ
نحـن إلفـانِ ضمّنــا عبقـريٌّ
من شروقٍ يعِـجُّ بالإشـراقِ
نحن وِرْدانِ رتّلتنـا شُفُــوقٌ
فانسربنـا في شرفة الأفـلاقِ
وفتحنا في اللانهـائيِّ بابـــاً
وانْعتقنا في جـذوة الإنعتاقِ
وعقدنـا مع الزمـان اتفاقـاً
نتوارى في سُورة العُشّـاقِ
قد سَمَوْنا بالروح حين عشقنا
يالَــهُ الحـبُّ مِنْ شعــورٍ راقِ
يـا حبيبي إذا افترقنــا قليلا ً
سيضِجُّ اللقـاءُ بعد الفـراقِِ
رعشةٌ بلّلت عروقنـــا فغدونــا
حرفَ كأس يهيم في سطر ساق
غمرتنـا فأورق الـورد فينــــا
واخضللنـا بنشــــوة الأوراق
نحن طفلان قد هطلنا رهاماً
وجَرَيْنـا في جـدولٍ رقـــراق
وافترقنـا فشبت النـار فينا
شـوقُ تواقـــةٍ إلى تـــوّاقِ
وظنَـَنّــا أن المنــى نسيتنـــا
والهوى ظلَّ في الحشاشة باق
والتقينـا فأزهـر الحبُّ فينـــا
فاغمـاً ذابَ في ندى التريـاق
رعشـةٌ في اللقــاءَ والإفتراق
ما أرق اللقــاءَ بعد الفــراقِ
يوسف أبوسالم