رأس العين والسفح

للشاعر اسحق قومي


هذه القصيدة كتبتها وأنا في الطريق إلى قرية السفح الرائعة بأهلها الكرام وكان برفقتي الإخوة الشعراء عبد القادر الأسود من أدلب وصالح المسلط من الحسكة ونهى حافظ ملاذي ومحمد أبو معتوق من حلب ..وعندما وصلنا السفح كانت القصيدة على هذه الحال ولم أغير بها أي شيء لليوم ..وكانت المناسبة مهرجان الطلائع الذي أقيمْ في محافظة الحسكة.1986م.


(لرأس العين) قد جئنا نصابحكمْ) /// قطفنا زهرَ بستانٍ بلا شجرِ
تعالوا نسألِ التاريخ منتشياً /// بكأسٍ منْ شموْلِ العزِّ والظفرِ
عن الماضين من آرام عن غُررٍ /// تلفُّ الكون بالأمجادِ والصورِ
عن التجّار إذْ كانتْ منازلهم /// عن (نصيبين) أختَ المجدِ في الخطرِ
وكانتْ مركزاً للعلم من قِدمٍ /// (ويعقوب) الذي ما انفك كالمطرِ
جرى الخابور في صحرائها فغدتْ/// جنانُ الخُلدِّ والأنسام والصور
وراحتْ أَعينُ الخابور تملؤها /// بساتيناً ملونةً منِ الســـكرِ
تغنى الشعر في آرامها حقباً /// وناجى الوجدُ من عشاقها وتري
بذاك( التلِ) في جنباتها أممٌ /// يضيقُ الوصف عن تاريخها النَضِرِ
حكى(شداد) في (أعلاقه) وبدتْ ///(لياقوتٍ) رؤاها الثرةِ العِبَرِ
فكمْ طاغٍ وكأس الظلِّ في يده /// أتاها فانثنى بالخزِ في خورِ؟!
انتضى أبطالها الأفذاذ سيفهمُ /// فصار الكأسُ والحكامُ في خبرِ
لرأس العين قد جاءت طلائعنا /// فيا نيسانُها الميمونُ يا قمري
(لبانوس) العُلا شوقي وخمرتُها /// بدتْ في أكؤس السمار كالدَّررِ
وذاك الوجه جلاَّ اللهُ خالقهُ /// فكمْ أصمي شغاف القلب بالحَورِ
وأذكر أنَّ أياماً تصابحُنا /// فيا(خلدون) هل تذكر معي صوري؟
تنام بقلبيَّ المقروح ناعمةً /// حشايا القلب للأحباب والسُررِ
جديلتها التي تغفو كطفلتنا /// تقاسمها حنانَ القلبِ يا عمري
ستبقى العين في نيساننا وتراً /// ويبقى الأهل والأحبابُ في الذكرِ
*** الحسكة 23/4/1986م
هامش:1= رأس العين: بلدة من المدن السورية.تمت الإشارة إليها في مكان سابق.2=نصيبين: بلدة تركية اليوم كانت أكاديمية للسريان.3= يعقوب. أحد العلماء والأطباء الذين كانوا في رأس العين. 4= التل. المقصود به تل حلف الذي يقع قرب رأس العين. 5= شداد: المقصود به صاحب كتاب الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة.6= ياقوت: هو ياقوت الحموي صاحب معجم البلدان.7= لبانوس: من أجمل وأروع ينابيع رأس العين رأيتها وسبحتُ فيها أثناء وجودي مع الشبيبة عام 1973م.8= ابن خلدون: ثانوية برأس العين كنا فيها نعيش أثناء الدورة التثقيفية للشبيبة.وقد جاءت خلدون في الشطر الثاني من البيت وكأنه أحد الزملاء والواجب أن ابن خلدون ثانوية فيجب أن أُنث تذكرين معي صوري ولكنني أشير إلى أنني علمت أكثر من شهر في هذه الثانوية لمادة الفلسفة قبل أن انتقل إلى ثانوية أبي ذر الغفاري بالحسكة وبعدها ذهبت لخدمة العلم.في عام 1978م.
اسحق قومي


17