صفحة 2 من 4 الأولىالأولى 1 2 3 4 الأخيرةالأخيرة
النتائج 13 إلى 24 من 48

الموضوع: وَجْهٌ عَزِيزٌ

  1. #13 مَقَالَةٌ 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36





    مَقَالَةٌ
    ... فاقتصر لهم على ما ذكر، واختصر مخافة أن يملوه ويسأموه، إلا أنهم لم يفقهوا شيئا مما حدثهم به، وكرهوا أن يعترفوا له بقصور فهمهم، وشق عليهم أن يقروا أمامه بعجزهم عن بلوغ الغاية في الإحاطة بفحوى الذي بسطه في مجلسهم، فأنكروا عليه مقالته جهلاً منهم بحقيقتها، وخبطوا فيها بلَغوهِم خبط عشواء، ثم نعتها أحدهم بالبتراء، ووصفها ثان بالشوهاء، ووسمها الباقون بالهذيان والهراء ...
    نظر إليهم مشفقاً عليهم، إذ سمع منهم ما سمع من منكر الأقوال، ونظروا إليه حاقدين حاسدين، إذ رأوه آثر الإمساك عن الكلام، ونأى بنفسه عما انغمسوا فيه من قبح، وغاصوا فيه من الأوحال ...
    ظنوا بطيشهم أنهم قد أفحموه بالحجة والبرهان، وباجتماع رأيهم في مقالته قد ألزموه حدَّه وعرفوه قدره، وأيقنوا واهمين أنهم قد أحسنوا صنعاً إذ بادروه بما حسبوه دواءً شافياً له من داءٍ نسبوه إليه، وبالذي وصفوه كياً فاصلاً بين عتمته وضيائه ...

    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

    aghanime@hotmail.com

    رد مع اقتباس  
     

  2. #14 شَرَاسَةٌ 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36




    شَرَاسَةٌ
    ... ثم إنهم منذ أن قست قلوبُهم، وانحطت أخلاقهم أسفل سافلين، وهم يتربصون بها الدوائر، وينصبون لها الكمائن، لكنهم عجزوا من بداية تآمراتهم الدنيئة إلى نهاية مكائدهم الوضيعة عن النيل من أنفتها وشموخها، وفشلوا في مس كرامتها بأي سوء، وإطفاء نورها في قلوب من أحبوها مخلصين، بقدر ما فشلوا في إصابة سمعتها بأي مكروه، واجتثات جذورها الراسخة من عقول من قدروها حق قدرها صادقين، ولم يزهدوا فيها يوماً مقابل ثمن مرتفع مهما علا شأنه، أو ثمن بخسٍ لا تذكر في الثروة والغنى قيمته، بل كرهوا كل من ظل يساومهم عليها كرهاً شديداً، وناصبوه أشد العداء ...
    عبثاً أجهدوا انفسهم طلباً لكسر شوكتها، وعندما تمكن اليأس من عزمهم، وأحكم الإحباط قبضته على إصرارهم، والفشل الذريع شقَّ سائر محاولاتهم، واخترق الحق صفوف باطلهم، والحقيقة كشفت زيف أمرهم، وهدم الصدق أسوار كذبهم، خاب سعيهم خيبة شنيعة، إلا انهم التمسوا لحلمهم تحقيقاً في مخيلتهم، واقتفوا دون جدوى أثر الماء في سرابهم، فتوهموا انتصارهم عليها، وأوهموا أنفسهم بهزيمتها، ثم حشدوا لاحتفالهم بالنصر صوراً لم يستحوا من صياغتها وتركيبها، ومن ذواتهم لم يخجلوا إذ اقدموا على شغل أذهانهم بها ...

    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

    aghanime@hotmail.com

    رد مع اقتباس  
     

  3. #15 هُدُوءٌ 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36




    هُدُوءٌ
    ... وكان له عجباً أن رأى ما لم يشاهده في حياته من قبل، وسمع الذي لم يطرق قطُّ أذنيه في هذه الدنيا، فلم يكن منه إلا أن انزوى في ركن قصي من تلك الحديقة، وألقى بجسده النحيف المنهك على كرسي طويل من خشب سميك ...
    أغمض عينيه، وأرسل زفرة مديدة، فسرت قشعريرة حادة في سائر أوصال جسمه، وإذا بعرق خفيف ينبعث من جبهته، وبنبضات قلبه تتلاحق سريعاً بإيقاع لم يعهد له وجوداً في صدره ...
    فتح عينيه فحيته الشمس بأشعتها، وعاد ثانية فأغمضهما، فخيلت إليه خيوط الضوء منسابة إلى قلبه بخفة ورشاقة، لتصير نسيجاً وضيئاً خافقاً بما افتقده ذلك اليوم أكثر من أي وقت مضى، ولتصبح حديثاً مهموساً يجري في عروق أجمل حكاية تروى بلسان دمه الدافق الفصيح ...

    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

    aghanime@hotmail.com

    رد مع اقتباس  
     

  4. #16 رد: هُدُوءٌ 
    مشرف
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    2,180
    معدل تقييم المستوى
    20
    وإن ما قرأته هنا يا أستاذنا الفاضل أبو شامة المغربي
    قد أوحى لنا بأن هذا الشاب الذي عانى من صروف الدنيا وآلامها وهمومها لم يكن له من بد إلا أن يستلقي بجسده المنهك النحيف على الكرسي لعلّه يرى نور الأمل من جديد على قلبه الجريح ..
    ومجرد أن نظر إلى أشعة الشمس وخيوطها المنسابة إلى قلبه رواده إحساس بالأمل لينهض ويداوي جراحاته المهيضة بالعزيمة والإيمان والإرادة التي تصنع المعجزات ...
    أمينة أحمد خشفة
    رد مع اقتباس  
     

  5. #17 إشْتبَاكٌ 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36




    إشْتبَاكٌ
    ... وما هي إلا دقائق معدودة من السير الحثيث على الأقدام، وتنقل خاطف من زقاق إلى زقاق بهتافات منثورة مسلية، وبشعارات منظومة مدوية، وتوزيع لأوراق مطبوعة من مختلف الأحجام، وطرق عنيف للأبواب بالأيادي الباطشة، وطبل مقروع ومزمار منفوخ ورقص بأرجل طائشة، حتى التقى الجمعان، وارتفعت الأصوات بالشتم المتبادل وبالهجاء الذي يحار في بلاغته كل بيان، وإذا بالصفير قد احتد من هذه الفئة ومن تلك الفئة فصم الآذان، فتراشقوا بالحجارة والبصاق وبديوان سفاهة مجرد من الغلاف وليس له أي عنوان، وغدوا فرجة كريهة لأهل الحي ولعابري السبيل بالمجان، ثم حمي الوطيس، وصار الحشد مشهداً موسوماً ببئس المنظر البئيس، ومتبوعاً بقول: سحقاً لمن كان لهؤلاء خير جليس، واللعنة على ما يحتويه هذا الكيسُ ...
    التحق بهم ركضاً من كل حدب وصوب جمع كبير، ولم ينأ بنفسه عنهم في الحين إلا رهط يسير، فتلاطمت الأجساد بالأجساد، وغاصت النفوس في وحل البغضاء والشحناء وفي مستنقع الأحقاد، ثم اصطدمت العصي الغليظة بالعصي مائلة مرعدة، وتطاير الشرر من ارتطام السكاكين بالسكاكين لامعة مبرقة، فهوى إلى الأرض كثيرون، وداستهم الأقدام والغبار علاهم وهم يستغيثون، حتى خيل لمن حضر الوقيعة أنها معركة ضروس، وكادوا يجمعون على أنها تكملة لحرب البسوس، وأوشكوا على الجزم بأن صوتاً قد نادى قبيل اندلاعها واشتداد أوارها: حي على الجهاد، وأن صوتاً آخر رد عليه دون تأخير: لكم اليوم منا الموت الزؤام يا أوغاد ...

    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

    aghanime@hotmail.com

    رد مع اقتباس  
     

  6. #18 رد: إشْتبَاكٌ 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Feb 2009
    العمر
    44
    المشاركات
    21
    معدل تقييم المستوى
    0
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو شامة المغربي مشاهدة المشاركة





    إشْتبَاكٌ
    ... وما هي إلا دقائق معدودة من السير الحثيث على الأقدام، وتنقل خاطف من زقاق إلى زقاق بالهتافات المدوية وبأوراق مطبوعة موزعة من مختلف الأحجام، وطرق عنيف للأبواب بالأيادي الباطشة، وطبل مقروع ومزمار منفوخ ورقص بارجل طائشة، حتى التقى الجمعان، وارتفعت الأصوات بالشتم المتبادل وبالهجاء الذي يحار في بلاغته كل بيان، وإذا بالصفير قد احتد من هذه الفئة ومن تلك الفئة فصم الآذان، فتراشقوا بالحجارة والبصاق وبديوان سفاهة مجرد من الغلاف وليس له أي عنوان، وغدوا فرجة كريهة لأهل الحي ولعابري السبيل بالمجان، ثم حمي الوطيس، وصار الحشد مشهداً موسوماً ببئس المنظر وسحقاً لما يحتويه الكيسُ ...
    التحق بهم ركضاً من كل حدب وصوب جمع كبير، ولم ينأى بنفسه عنهم في الحين إلا رهط يسير، فتلاطمت الأجساد بالأجساد، وغاصت النفوس في وحل البغضاء والشحناء وفي مستنقع الأحقاد، ثم اصطدمت العصي الغليظة بالعصي مائلة مرعدة، وتطاير الشرر من ارتطام السكاكين بالسكاكين لامعة مبرقة، فهوى إلى الأرض كثيرون، وداستهم الأقدام والغبار علاهم وهم يستغيثون، حتى خيل لمن حضر الوقيعة أنها معركة ضروس، وكادوا يجمعون على أنها تكملة لحرب البسوس، وأوشكوا على الجزم بأن صوتاً قد نادى قبيل اندلاعها واشتداد أوارها: حي على الجهاد، وأن صوتاً آخر رد عليه دون تأخير: لكم اليوم منا الموت الزؤام يا أوغاد ...

    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي


    aghanime@hotmail.com



    سرد شعرى متناغم للأذن استطاع ان يوصل الفكرة ببراعة .
    أشكرك كل الشكر على هذه اللقطة الرائعة

    معذرةً :
    لم ينأى/لم ينأ
    رد مع اقتباس  
     

  7. #19 شكر وتقدير ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36

    رد مع اقتباس  
     

  8. #20 شكر وتقدير ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36

    رد مع اقتباس  
     

  9. #21 رَجْعُ أقدَام 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36




    رَجْعُ أقدَام
    ... إذ لم يكن بالنسبة إليه كنزاً ثميناً يطمع أن يظفر به بعد سفر قاصد وحفر غير عميق، أو يداً ممدودة إليه على وشك أن يصافح صاحبها في لقاء قريب وسير نحوه حثيث، بل كان حلماً شق عليه تحقيقه في اليقظة والمنام، وأفقاً يراه بعيداً صعب المنال ...
    قبل أعوام جلس مرهفاً السمع في مكان عزيز عليه، وقد لاحت منه سمة الوقار، وكسى الهدوء وجهه، والدمع أضاء عينيه بعد عصر يوم اثار لديه بما حفل به من أحداث ولقاءات ذكريات ذات شجون، وبعثه كل ما كان يجري حوله يومها على تذكر أناس قضوا يعرفهم حق المعرفة، كثيراً ما جالسهم وجالسوه، وألفهم مستأنساً بهم وألفوه ...
    أرسل نظرة أولى من مكانه إلى دار عتيقة هناك، فتمثل أهلها واحداً واحداً، وهم مجتمعون في فنائها الواسع يتحدثون بما لذ وطاب من الكلام، ويقصون ما أورق وأزهر من الحكايات النادرة ...
    بعث العائد من جديد بنظرة ثانية إلى شجرة معمرة هنالك، فذكره ظلها الوارف بأحاديث طريفة كان يتقاسمها مع شيخ ظريف جليل، ثم امتد بنظرة ثالثة إلى مسجد صغير، فعادت صومعته القصيرة بسمعه إلى صوت أذان شجي، كان يسحر قلبه، ويأسر لُبه، وظل يشرق كل يوم في أعماقه خمس مرات، فلازمه صداه منذ أن استقبلته أذناه، ولم يفارقه قط حتى بعد هجرته إلى تلك البلاد القصية، التي انفق فيها أعواماً طويلة ...
    عرج بنظرة رابعة على بئر ماء قديمة عميقة، ودلو أسود مائل قد وضع على حافتها، وشد وثاقه بإحكام إلى حبل غليظ، فاستيقظت في ذهنه ذكريات له مع تلك البئر، ومع من كانوا يترددون عليها مرات كل يوم يستسقون ماءها العذب الزلال، ثم إنه لم يبخل بنظرات أخر على أطلال لها في قلبه نبض متفرد ومعزة خاصة، فما كاد يفرغ من سياحته الخاطفة ببصره فيها، حتى تقاطرت العبرات صامتة من عينيه، وتدفق في سمعه رجع أقدام على الطريق الماثلة أمامه لأحباء عز عليه فراقهم ورحيلهم منذ زمن بعيد ...

    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

    aghanime@hotmail.com

    رد مع اقتباس  
     

  10. #22 قصة حَيَاة 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36




    قصة حَيَاة
    ... فبدل من أجل انتقاء كلماتها كل جهده، ولم يستبق من خلاصة حنكته الأدبية وعصارة خبراته البيانية شيئاً في سبيل الفراغ من كتابتها وقد صارت مخطوطة نفيسة فصيحة، ثم أنفق من المال كثيراً قصد إخراجها مطبوعة في أبهى حلة، ورؤيتها بين أيدي القراء مقروءة في أجمل صورة ...
    كان قد فكر كثيراً، قبل أن يبلغ الغاية المرجوة، في صياغتها بأسلوب يليق بها وتليق به، وكان قد أطال التأمل في النهج الذي سيعتمده، قبل أن يحقق هدفه المنشود، طلباً للتوفيق في كيفية عرضها دالة موحية، فاستقر الرأي به على التحدث عن نفسه بضمير الغائب، إذ تبادر الموت إلى ذهنه أثناء تأمله، وخيل إليه وكأن جمعاً من الناس قد ساروا في جنازته، وشيعوه إلى مثواه الأخير في الحياة الدنيا منذ زمن بعيد، وأن أحدهم أمهم ونادى فيهم: الصلاة على الجنازة .. جنازة رجل ...
    ثم هداه إعمال النظر إلى نسج خيوطها الدقيقة، وربط أجزائها المتكاملة بوحي من فصول العام الأربعة، فارتأى أن يقرن الشتاء بطفولته وصباه، والربيع بفتوته وشبابه، والصيف بأشده وكهولته، والخريف بشيخوخته وهرمه، فقطع للقراء وعداً على نفسه أن يصدقهم الحديث عن ذاته في كل كلمة يخطها بيمينه، وأن يتحرى الحقيقة في ما يسرد عليهم، وينأى بنفسه وبهم عن كل ما من شأنه أن يخدش الحياء، أو يزيغ به وبهم عن المروءة والعفة والخلق الرفيع ...
    أخذت الأيام تطلب الأيام حثيثاً، واقتفت الشهور أثر الشهور فلحقت بها سريعاً، ومر عام ثم عام آخر بعد مضي عام، فختم ما كان بدأ بأن سأل الله حسن العاقبة وخير الجزاء في الدار الآخرة ...

    د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي

    aghanime@hotmail.com

    رد مع اقتباس  
     

  11. #23 رد: قصة حَيَاة 
    قاص مربدي الصورة الرمزية خليد خريبش
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    1,114
    مقالات المدونة
    2
    معدل تقييم المستوى
    20
    أخي الكريم أبو شامة ،هذه القصة أوجزت الحياة في سطور فلا هي من المختصر الشديد و لا من المسهب غير المفيد،أدام الله صحتك وجعلك نبراسا ينير هذا المنبر .
    رد مع اقتباس  
     

  12. #24 شكر وتقدير ... 
    السندباد الصورة الرمزية أبو شامة المغربي
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    الدولة
    المملكة المغربية
    المشاركات
    16,955
    معدل تقييم المستوى
    36

    رد مع اقتباس  
     

ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •