المــــــربد*****
"... سوق المربد الذي كان على غرار سوق عكاظ، والمربد في اللغة هو السوق الذي تباع فيه الإبل أو هو متسع الإبل التي تربد فيه للبيع، وقد تحول هذا السوق في عهد الأمويين إلى سوق عامة يخرج إليها الناس كل يوم، ويذهب كل منهم إلى مربعه أو حلقته أو شاعره، وقد كان يتوسط هذه الحلقات الشعراء، والرجاز، وربما كان أبرزهم جرير، والفرزدق، والأخطل، وذا الرمة، وكما كان عكاظ صار المربد مرتعا لكل القبائل لعرض أشعارها ومفاخرها، وأصبح في العصر العباسي أثرا مهما على الجميع زيارته والإطلاع على ما يجري فيه، وقد نضجت في هذا العصر الحركة الأدبية، وأنجبت أهم الشعراء، والنحاة، والأدباء، ولعل أهمية المربد تأتي من أهمية البصرة المدينة المتعددة الأعراق، والثقافات، والعادات، وربما هذه أيضا هي ميزة المربد على عكاظ، والأسواق العربية الأخرى سواء في الجاهلية أو في الإسلام، والتي تقول بعض كتب التاريخ أنها بلغت 25 سوقا، فبعد أن كانت هذه الأسواق حصرا على أقوام الجزيرة والحجاز، كان في المربد متسعا لجميع الأعراق من فرس، وصينيين، وهنود، وزنج، وأقباط، وعرب بثقافتهم المتعددة، وكان هذا هو السبب الأهم في ازدهار البصرة الثقافي، والعلمي، والأدبي ووجود عباقرة مثل عبد الله بن المقفع، وخالد بن صفوان، والفراهيدي، والجاحظ، والكندي، وأبا نواس وغيرهم..."(علي أبو عراق)*****
د. أبو شامة المغربي