وجهٌ مِن الفجر
*****
وَجْهٌ مِنَّ الفجرِ الجديدِ تَبَسَّمَا
وغَفَا على صدري وحَنَّ وسلَّمَا
وجهٌ لمَستُ البِشْرَ في قَسَمَاتِهِ
ورأيتُهُ صُبْحَاً جديداً أَكْرَمَا
وبهِ قرأتُ مَلامِحاً لم أَنْسَهَا
بَدْراً علَى كُلِ النجومِ تقَدَّمَا
وسَمِعْتُها نَغَمَاً يَرِنُ بهاتِفي
فَجْرَاً وقلبي للمحبَةِ أَسْلَمَا
فسألتُها من أنتِ يا عُصفورَةً
قالَتْ سَمَا إسمي وحُبُّكَ قَد سَمَا
مهمَا وصفتُ الفجرَ فوقَ جبينِها
وحَريرَ طلعتِهَا لكانَتْ أَنْعَمَا
ولقدْ روَيتُ فَمي بشَهدِ رِضَابِهَا
وسَكِرتُ في ثَغْرٍ تَحَّوَلَ زَمْزَمَا
وبداَ بكأسِ الروح خَمْرُ حنينِها
ولمستُها فلَمَستُ تِلكَ الأنجُمَا
يا وَجهَهَا البَسَّامَ يا عِطْراً سرَى
عَبْرَ الأثيرِ يفوحُ سِحرا مُغْرَما
هل أَنتِ أنتِ أَم اَنَ حُلْماً زارَني
وأنَا أنَا.. أَمْ أنَّ طَيْفاً أَقْدَمَا ؟
قالتْ وكانَ الصَّوتُ لحَناً دافِئاً
يَا سيِّدي الشِّعرُ الجميلُ تَكَلَّمَا
إني سَمَا ولقد أتيتُكَ شَاعري
فاَمنحْ لقلبي مِن بِنائِكَ سُلَّمَا
بُحْ لي بما في النَفسِ مِنْ شَجَنٍ ومِنْ
فَرَحٍ وخُذْ روحي لروحِكَ بلسَمَا
وبحثتُ عن قلبي أمامَ حنانِهَا
فوجدتُهُ طِفلاً صغيراً قد نَمَا
ناديتُهُ يا قلبُ :أَيْنَكَ تَبتغى ؟
فهفَا لعينيها ورَقَّ وهَمْهَمَا
فسألتُهُ أحبَبْتَ ؟قَد عذَّبْتَني
فمضَى على استحيَائِهِ وتلَعْثَمَا
وأجَابَ هيا اَضْرِبْ خيامَكَ هَاهُنا
قد كانَ ربُكَ بالمحَـَبةِ أَعْلَمَا
للحُبِ أحوَالٌ وشَهدُ قلوبِنَا
يُمْسِي بغيرِ الحُبِ مُرَّاً علْقَمَا
قالَتْ سَما لو زُرتَ يَومَاً أَرضنا
سَتُرَفْرِفُ الأعلامُ مِن فَوقِ الحِمَى
وتَصيرُ أحلامُ البعيدِ حَقيقةً
ويُنيرُ حُبُّكَ لي الطريقَ المُظلِمَا
وشَكَوْتُ هَمي واَسْتمَعتُ هُمومَها
حتى بدَا للشَمْسِ طَيفُ في السَمَا
وَمَضَتْ تُودِّعُني وأَمْسَحُ دمعَهَا
ومع الوداعِ رأيتُ حُزْنَاً خيَّمَا
فتَركْتُهُ قلبي هُناكَ بِحُضنِهَا
وعلى الشِفَاهِ وفي الخُدودِ مُتَيَّمَا
واستسلَمَتْ للحُبِ رَغمَ بُعَادِنَا
فَغَدَوتُ بينَ رُموشِها مُستسلِمَا
ثروت سليم
ملاحظة القصيدة بديواني ولكنها بثوب جديد