من هو الأديب الحق؟ ومن هو الناقد الحق؟ ...

[أبو شامة المغربي]

سلام الله عليكم مجددا
أهل المربد الكرام
ورحمته سبحانه وبركاته
وبعد ...
من هو الأديب الحق؟ ومن هو الناقد الحق؟
فأما الأديب الحق والناقد الحق، فلا أراهما إلا مبدعين معا وعلى حد سواء، فليس الأديب والناقد في شيء يسير أو كثير من الأدب والنقد، إن لم يكونا مبدعين، باعتبار أن النقد إبداع بقدر ما أن الأدب إبداع كذلك، ثم إني لا أرى النقد إلا نهرا يفيض بالماء العذب الفرات الزلال، ولا يجدر به ولا يليق أن يفيض بالماء المالح الأجاج، فهو ينبع من الأدب ويصب فيه، وذات الشأن أراه في الأدب، ثم إني لا أقيم أي وزن لما يسميه البعض (أدبا)، ولا يصل الأدب الحق بأي سبب من الأسباب، أو لما يسمونه (نقدا أدبيا)، وليس من النقد الحق في شيء، فإذا كان العلماء، بكل ما تحمله هذه الصفة من المعنى الحقيقي والأصيل، هم من يخشى الله من عباده:
بسم الله الرحمن الرحيم
"إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء"
سورة فاطر - الآية رقم 28
فكذلك أرى، والله أعلم، أن صفة (الأديب) لا يستحقها سوى الأديب الذي يخشى الله ويتقيه في ما يخطه بيمينه، وفي ما يلفظه بلسانه، و كذلك ناقد الأدب، الذي لن يكون أهلا لصفة (الناقد) إلا إذا خشي الرحمن ولزم تقواه في ما يكتبه ويلفظ به، بحكم أن الأدب والنقد الأدبي كلاهما من العلم، الذي يجب أن يكون خالصا لوجه الله عز وجل، وليس لطلب شهرة، أو رياء، أو ثروة مالية، أو لطلب عبث وكنز زبد يذهب جفاء ولا ينفع الناس ...
ثم إن الأديب المبدع الحق، والناقد المبدع الحق، هما من يحرصان في ما يخطانه من حروف على الكلمة الطيبة، وهما من يعضان بالنواجذ على الحياء، عملا بروح الآيتين القرآنيتين الكريمتين:
بسم الله الرحمن الرحيم
"أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً، كَلِمَةً طَيِّبَةً، كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ، أَصْلُهَا ثَابِتٌ، وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء"
سورة إبراهيم - الآية رقم 24
"وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ، كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ، اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأَرْضِ، مَا لَهَا مِن قَرَارٍ"
سورة إبراهيم - الآية رقم 26
وأما الذين لا يقدرون من الأدباء والنقاد الكلمة الطيبة حق قدرها، وهم يدعون ويزعمون ظلما وافتراء للكذب نسبتهم إلى الأدب والنقد، فيتجاهلونها في ما يكتبون وينكرون ضياءها ونورها، في حين يعرفون الكلمة الخبيثة، ويعشقون إلى حد التقديس ظلماتها، ويقيمون لها نصبا تذكاريا في أنفسهم وفي ما يخطون، ويتعمدون اقتفاء أثر كل كلمة خبيثة، رغبة منهم في كتابتها ونشرها ممدوحة مقروءة بين الناس، فهم ممن قصدهم محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وسلم، في حديثه الشريف:
عن أبي مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح، فاصنع ما شئت"
رواه البخاري
هذا رأيي بإيجاز شديد في الأديب والناقد الحق، ثم إن باب الحوار مفتوح أمام الجميع، فأهلا وسهلا بكم في هذه الواحة المزهرة ...
حياكم الله
د. عبد الفتاح أفكوح - أبو شامة المغربي
aghanime@hotmail.com

[طارق شفيق حقي]

شهد الله لذاته شهادة الذات للذات

وشهدت الملائكة شهادة المشاهدة

وشهد العلماء لله شهادة الاستدلال


وما الأدب إلا استدلال لجمال هذا الكون وروعته
فكيف نسيء لجمال الكون وجمال الذات , بكلمات تجرح أو كلمات تثير الغرائز


لكن السؤال لك د عبد الفتاح أفكوح

يرى الجماليون من النقاد , أن لا علاقة بين الموضوع والنص

وأن على كل كاتب أن يخوض في أي موضوع كان
فما ترى
؟؟؟؟

[عبدالقادر20]

لقد ضيقت واسعا في حقيقة الاديب الحق وان لم اختلف معك على ان يكون الاديب والناقد الحق المسلم كما قلت غير ان الاداب ليس حكرا على المسلمين والعرب وحدهم (وان كانت لهم خصوصية عن باقي الامم كما هو مبسوط في محله) ففي غير العرب ادباء وكتاب ابدعوا في وصف الانسانية الامها وامالها وكانوا دعاة فضيلة واخلاق استفدنا منهم ولهم مع ادباء العربية قواسم مشتركة من اعظمها واجلها الرجوع بالانسانية الاتية من المجهول و الراجعة اليه اخر حياتها الى المعاني السامية التي لا يختلف عليها كل ذي فطرة سليمة
فالادباء في كل امة هم موضع الفكرة وتصحيح الفكرةشرط ان يكون للاديب مثل اعلى او فكرة سامية ينافح لاجلها"فان لم يكن للاديب مثل اعلى يجتهد فيه فهو اديب حالة من الحالات لا لااديب عصر و لا اديب جيل و بذالك وحده كان اهل المثل الاعلى في كل عصر هم ارقام الانسانية التي يلقيها العصر في اخر ايامه ليحسب ربحه وخسارته ......"
" فالادب الحق ما اوصل الى الحقيقة و اشعر بالحكمة فهو بهذا الاعتبار يشبه الدين كلاهما يعين الانسانية على الاستمرار في عملها وكلاهما قريب من قريب غير ان الدين يعرض للحالات النفسية ليامر وينهى والادب يعرض لها ليجمع والدين يوجه الانسان الى ربه و الادب يوجهه الى نفسه وذالك وحي الله الى الملك الى نبي مختار وهذا وحي الاه الى البصيرة الى انسان مختار....

ولو اردت ان تعرف الاديب من هو لما وجدت اجمع و لا ادق في معناه من ان تسميه الانساني الكوني و غيره هو الانسلن فقط
ملاحظة هده نصوص الرافعي من "الادب والاديب" من وحي قلمه حددت بعضها و تصرفت في الاخر تكثيرا للفائدة و تقريبا لها
و دمتم خدمة للعربية و سدنة لها وجزيتم بهذا العمل خير ما جزى الله من خدم هذه اللغة الشريفة

[د.ألق الماضي]

أقرأ دررا هنا وجواهر...
نعم الأديب الحق هو الذي لا يخرج عن الحق فيما يكتب ويلقي ومثله الناقد ...هؤلاء هم من خلدوا على مر العصور والأزمان ...
بوركت أبا شامة...

[نهي رجب محمد]

الأديب الحق من تصبح الكتابة بالنسبة إلية حياة وفعل تجدد واستمرار
الأديب الحق يراعي ضميره في كل ما يكتب
والناقد بكلمته الموثقة الجيدة الدقيقة بوسعه أن يبني وبكلمته الهدامة الموبخة بوسعه أن يقتل الأمل
الكلمة الأدبية ميثاق علي الأديب والناقد احترامه
نهي رجب محمد
(سهيلة)

[عاشت بلادي]

للنقد أصول وقواعد يجب مراعاتها
كما أن للنقد فروع
فهناك النقد السياسي والاجتماعي والأدبي
وبالتالي يختلف النقد باختلاف المادّة المنتقدة

فعند تناول ظاهرة اجتماعية أو قضية سياسية بالنقد
قد تجد هناك من يخالفك الرأي ولا يرى ان هناك نقصا أو قصورا وقد يوضّح لك ما هو خاف عنك
وهناك فرق بين النقد واختلاف الرأي في مسألة معينة
فالنقد هنا يأتي أولا والاختلاف أو الاعتراض ثانيا
وكلاّ له فائدة

بينما في النقد الأدبي يأتي تاليا بعد المادّة حيث يتناول الناقد النصّ من نواح عديدة كالأسلوب واللغة او بالتحليل والتفسير .. ألخ
وعلى الناقد أن يكون محيطا بجوانب الموضوع
ملمّا بخلفياته وآثاره البعيدة
كما عليه ان يتلم بكم من المعارف الثقافية والقدرة اللغوية على اختيار الكلمات المناسبة التي توضّح المعنى المراد دون ان تحتمل معنى آخر يؤدّي إلى الإبهام والإيهام المخالف
كما عليه إيضاح إيجابيات النصّ كما هو حال السلبيات فلس النقد هو إظهار المواطن الضعيفة في النص بل أيضا هو إخراج مواطن القوّة والإبداع الذي قد يخفى على القاريء

يعتقد البعض وهو اعتقاد خاطيء
أن النقد هو انتقاص من شخص الكاتب
بينما موضوع الحوار والنقاش يجب ان يدور على المادّة ذاتها لا على شخص الكاتب والناقد على حدّ السواء

[لحسن ملواني]

بسم اله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على من أنزل عليه في الذكر الحكيم "وإنك لعلى خلق عظيم".
الإبداع والنقد موهبتان من المواهب التي يهبها الله لمن يشاء ...والمواهب نعم كما الحواس ...وإذا كان الامر كذلك فالمؤمن الحقيقي هو من يستعمل حواسه وإبداعه في ما يرضي الله عز وجل فيسعد الإنسانية ويسعد نفسه وحواسه على اعتبار أنه سيجنبها
العقاب الأليم يوم لا ينفع مال ولا بنين إلا من اتى الله بقلب سليم .
ولا بد من التذكير أن الإبداع لا يجب أن يكون مباشرا في ما يدعو إليه حتى لا يصير عاديا لا فنية فيه .
اللهم اجعل أقلامنا بعيدة عن الغي والزيغ والإزاغة.

[احمد خميس]