صدر عدد جديد منوع من مجلة الفيصل لهذا الشهر، بدأ العدد بموضوع بعنوان: (نجران عبر التاريخ)، كتبه الأستاذ هزاع بن عيد الشمري تناول فيه تاريخ نجران منذ العصر الحجري، إذ تمتد الحياة فيها إلى ما قبل 25 ألف عام، مما جعلها إحدى المدن القليلة في جزيرة العرب، وربما القليلة في العالم، المشهودة على هذه المساحة. وكانت نجران محط القوافل التجارية القادمة من اليمن والمتجهة إلى أصقاع أخرى في الجزيرة العربية نتيجة لمياهها الجارية، وأراضيها الخصبة، وهذا أيضاً من العوامل التي جعلتها منطقة صراع بين القبائل والممالك العربية الجنوبية. وتناول الباحث اسم نجران وتاريخها قبل الإسلام وموقعها في كتب الرحالين والجغرافيين العرب، كما تحدث عن امارة نجران الحالية وحدودها الجغرافية وعاصمتها ومساحتها ومحافظاتها ومحاصيلها الزراعية وأسواقها ومعالمها التاريخية.
وكتب د. أبو بكر سلطان موضوعاً بعنوان: (الجودة سبيل تنافس المتنافسين)، أبحر فيه في ميادين مختلفة لاستقراء معاني الجودة والاتقان ومفاهيمهما باستعراض أمثلة من الحضارات القديمة متمثلة في عجائب الدنيا السبع.
وفي مقال بعنوان: (لغتنا العربية بين استراتيجية التنظير والتنفيذ)، تناول محمد المعتوق المؤتمرات العربية الكثيرة التي تناولت قضايا اللغة العربية وشؤونها، وخطورة التحديات التي تواجهها اللغة العربية المعاصرة، سواء في مجالات التعليم والإعلام أم على المستوى الاجتماعي والقومي العام.
وأعد أحمد إبراهيم البوق موضوعاً بعنوان: (النعام لآلئ الرمال العربية)، تناول فيه تاريخ وجود النعام في الجزيرة العربية منذ الجاهلية، موضحاً ان آخر نعامة اختفت من شبه الجزيرة العربية في السبعينيات من القرن الميلادي الماضي.
وأعد معاوية عبدالرحيم كنة استطلاعاً بعنوان: (كوانجو.. العرب يعودون) تناول فيه تاريخ هذه المدينة الصينية التي تقع في الجزء الشمالي من دلتا نهر تشوجيانغ في جنوب الصين، وتطرق إلى علاقة العرب المسلمين بهذه المدينة منذ زمن بعيد.
وفي مجال التراث كتب بولحية يحيى عن (الأسطورة الأندلسية وانثربولوجية التواصل). موضحاً ان الانثروبولوجيين يعدون الاسطورة ديواناً موثقاً لتجارب معيشة الشعوب القديمة.
وقدم محمد حيان الحافظ عرضاً لكتاب (مذكرات قاسم محمد الرجب) صاحب مكتبة المثنى في بغداد، التي قدم لها وعلق عليها د. عماد عبدالسلام رؤوف. وتناولت المذكرات تاريخ هذه المكتبة التي مكنت الناس في العراق وغير العراق من إحراز أندر المطبوعات العربية وأعزها.
ومن قصائد العدد: (مجرد أرق) لعبدالرزاق بن سعود المانع، و(ملاك) لمحمد جبر الحربي.
ومن قصص العدد: (امرأة الطين.. رجل النار) لفوزية العلوي و(عزيزة) لوليد إبراهيم قصاب.
واشتمل العدد على الأخبار الثقافية التي ترصد حركة الثقافة داخل المملكة وخارجها، وتضمنت هذه الأخبار رعاية خادم الحرمين الشريفين حفل توزيع جائزة الملك فيصل العالمية، والكتاب الذي أصدرته مؤسسة التراث السعودية مؤخراً بعنوان: (الحضارة العربية الإسلامية عبر العصور في المملكة العربية السعودية)، وهو يرصد ويوثق أبرز مظاهر الحضارة العربية والإسلامية التي مرت بها أراضي المملكة العربية السعودية في مختلف العصور، وتضمن العدد كذلك أحدث إصدارات الكتب. وجاءت خاتمة المطاف بعنوان: «العميان في الحضارة الإسلامية».لمحمد بن علي الهرفي
المصدر