رسالة مُسْتَعْجَلة إلى بدر شاكر السياب
شعر: محمد جلال الصائغ


كانَ اللقاءُ هوَ اللقاءْ
والعراقُ على يديكْ
أما وَقَدْ ضاع العراقْ
فاهنأ بموتِكَ
قَبْلَ يوم ٍتُبْصِرُ الدَمَ ضائعا ًبينَ القبائِل
والجنودُ يُضاجعونَ النَخْلَ في أرْض السوادْ


كانَ اللقاءُ هو اللقاءْ
والعراقُ يَضُجُّ أفراحا
وضوءُ الشَمْس يَرْسُمُ فوقَ وَجْهِ الماءِ، خارطة البراءةِ والعنادْ
فاهنأ بموتِكَ قَبْلَ يوم ٍتُبْصِرُ الأرْضََ التي أحْبَبْتها، صارَتْ رمادْ


كانَ اللقاءُ هو اللقاءْ
والشناشيلُ التي بينَ الحروف
وَظلُّ جيكور الذي يَمْتَدُّ في أحلامِ يقظتك المليئة،بالحنين ِوبالضياعْ
يا غريبا ًمُتْعبا فوقَ الخليج
كيفَ السبيلُ
وَقَدْ توالى الحُزْنُ خَلْفَ الحُزْن
والوطَنُ الذي كُنّا على أعتابِهِ
نرمي الورودَ قصائدا ًبدَم ِالمدادْ
هوَ راحِل ٌبينَ المواجِع ِوالحدادْ


كانَ اللقاءُ هوَ اللقاءْ
والأرْضُ حُبلى بالمواعيدِ الجميلة
والسماءْ
كانَتْ تظلُّ العاشِقينْ
والنَهْرُ يَرْجِعُ كُلَّ يوم
كي يُقَبِّلُ ضِفَّتيهِ ويَسْتريحْ
وهو يُصْغي للمواويل ِالتي حَمَلَتْ إليهِ الريحْ


كانَ اللقاءُ هو اللقاءْ
قَبْلَ اختراعِ تجارةِ التفخيخ
والموت المُجَهَّزُ للجميعْ
قَبْلَ انتِشار ِالذعْر ِفي الطُرُقات
والدَم
والرصاصاتِ الغبية
والقذائفْ
وهيَ لا تَجِدُ الفوارقَ بينَ مُحْتَل
وطفْل ٍذاهِل ٍ
خائِفْ

إني أطَلْتُ إليكَ يابَدْرُ الرسالة َفاحتمِلني
وأضَفْتُ حُزْنا أخرا ًلَكَ ياصديقي فاحتملني
وتعالَ نَصْرخ قَبْل لحظاتِ الفراقْ
ملأ صوتينا
عراقُ
يا عراقْ