المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مريم خليل الضاني
لا أعرف كيف أعبر عن فرحي بهذه الإضاءات الجميلة العميقة للمجموعة والتي بدون مجاملة تدل على حسك النقدي العميق وأدواتك النقدية القوية يا أستاذ يوسف !.
وددت أن أوضح نقطة في قراءتك للبنى السردية :
نعم أنت أصبت عندما قلت بأنني استخدمت ضمير المتكلم في المجموعة في القصص التي تحدثت عن هم ذاتي ولكي أكون صريحة فأنا لست بطلة تلك القصص بنسبة مئة في المئة ولكن في كل قصة من تلك القصص جزء من روحي . من ماضي بعيد أو حاضر أو مخاوف من الآتي .كثير من الذين قرؤا المجموعة وكتبوا عنها ظنوا بأنها (معاناة مريم ) وذلك الظن ضايقني إلى حد ما ولكن في النهاية من حق قارئ القصة أن يستنتج ما يشاء منها وأن يظن ما يشاء لذلك أضطر أحيانا إلى أن أوضح بأنني متزوجة وسعيدة مع زوجي وليس لي ضرة ولم أكن في يوم من الأيام مطلقة ولست بطل قصة انتظار الذي هو شاب معاق ينتظر أهله موته على أحر من الجمر ليرتاحوا من عناء خدمته . القصص التي فيها همي الذاتي هي مزيج من همومي وهموم المرأة التي أشعر بمشاعرها وأشاركها مخاوفها وأحلامها وأفكارها ولعل المرأة أقدر من الرجل في الغالب على تجسيد مشاعر المرأة في الكتابة لذلك يظن البعض بأن مجموعتي هي قصص من حياتي .
أيضا لا أعرف لماذا يا أستاذ يوسف أحب التعبير بضمير المتكلم ولو كان ذلك مستساغا على إطلاقه لاستخدمت ضمير المتكلم في جميع القصص ذات الهم العام والخاص ولكنني أتعمد استخدام ضمائر أخرى كالغائب والمخاطب حتى لا تكون جميع قصصي بضمير المتكلم .
بالنسبة لقصة ( اخرج يا سعيد ) نعم صدقت أخي يوسف فقد تعمدت كتابتها بصيغة الرسالة من قبيل التجديد في الأسلوب وحاليا أقوم بكتابة قصة جديدة على طريقة تداعي الأفكار أو اللاوعي وهي طريقة لم أستخدمها من قبل أرجو أن أوفق فيها .
أعتبر هذه القراءة التفصيلية دروسا لي في النقد فأنا لم يسبق لي كتابة قراءة نقدية . كتبت فقط قراءة انطباعية واحدة ولكن أسلوبك في تحليل كل جانب من جوانب القصص على حدة ( اللغة ، البنى السردية ...... ) يعلم القارئ كيف ينقد النص بطريقة واضحة علمية تسهّل تذوق النصوص على القارئ .
ما زلت أنتظر بشغف هذه الوقفات النقدية المفيدة .
المبدعة مريم الضاني
مساء الورد
من الطبيعي أن يعتقد بعض القراء ..أن المبدع هو بطل قصصه أو بعضها
تماما كما يعتقدون أن جميع قصائد الشاعر مثلا هي حالات مرّ بها كتجارب فعلية واقعية
ولكن هذا الفهم لا يمكن أن يرتكبه قارىء مثقف وواع ويعرف تماما معنى الإبداع بشتى أنواعه
فضلا عن الناقد الذي يدخل إلى عمق النصوص ويقرأ أحيانا ما بين السطور .
وأنا حين أشرت للهم الذاتي ..فلكي أميزه عن الهم العام والقضايا العامة
ومما لاشك فيه أن أبطال القصص ماهم إلا شرائح اجتماعية يلتقطها المبدع أو يكون له بها احتكاك ما .
والمبدع عادة لا ينقل الشخصية فوتوغرافيا كما هي في الواقع ، بل يخلق لها واقعها الدرامي دون أن تفقد ارتباطها بشكل أو بآخر بواقعها الفعلي .
وبخصوص التجارب السردية التي قمت بها أو تفكرين بتجريبها فهذا أمر ممتاز يصقل تجربة المبدع ويجعله يتعمق أكثر في شخصيات أو فكرة قصصة .
إذ يجب أن يتحلى المبدع بالجرأة بين حين وآخر .مادام اتخذ مجالا إبداعيا ما طريقه في الحياة
أما القراءات النقدية عموما على اختلاف مدارسها ..فهي تشكل رؤية الناقد التي قد تختلف مع رؤية ناقد آخر ..وتعدد الرؤى أمر مهم لإضافة أبعاد جديدة للعمل الإبداعي .
في كل الأحوال أرجو أن أكون وفقت في التعبير عن وجهة نظري بمجموعتك ( حتى الآن ) وإن شاء الله تستمر القراءة لتحليل الجوانب الأخرى من المجموعة ..وقد بدأت الآن بتجليات المكان في قصص المجموعة
أشكرك يا أخت مريم على تفاعلك واهتمامك
وتحياتي