Results 1 to 12 of 31

Thread: قراءة جديدة لسرداب التاجوري

Hybrid View

Previous Post Previous Post   Next Post Next Post
  1. #1 رد: قراءة جديدة لسرداب التاجوري 
    كاتب مسجل مريم خليل الضاني's Avatar
    Join Date
    Jun 2008
    Posts
    183
    Rep Power
    17
    أكرر شكري لك يا أستاذ يوسف وبالطبع سأستفيد من تحليلك للمجموعة وملاحظاتك .
    بقدر ما فرحت بقراءتك التي سترى النور قريبا بإذن الله بقدر ما تحرّجت لأن القراءة تأخذ أجزاء من وقتك وتشغلك عن مسؤولياتك .
    أرجو أن لا تجاملني في القراءة أخي الكريم وكما يقال ( صديقك من صدقك لا من صدّقك ) .
    مدونتي ( يوميات الطاحونة )
    http://mariamaldani.maktoobblog.com/
    مدونتي في أسواق المربد
    http://mariam.merbad.com/
    Reply With Quote  
     

  2. #2 رد: قراءة جديدة لسرداب التاجوري 
    كاتب مسجل يوسف أبوسالم's Avatar
    Join Date
    May 2008
    Posts
    1,531
    Rep Power
    20
    اللغة في مجموعة قصص مريم الضاني
    ( سرداب التاجوري ).؟..( 1)

    إن الفكرة القصصية مهما كانت محلقة وعميقة ، تسقط إذا لم يتم تقديمها ضمن قالب لغوي محكم ومناسب ..، لذلك بدأت بعنصر اللغة عند مريم لأهميته

    توحي القراءة الإنطباعية الأولى لقصص مريم ، بلغة سلسة وتلقائية غير متقعرة ، لا تتعمد غريب المفردات لإثبات قدرتها اللغوية ، وحين نتعمق في قراءة قصصها ونحللها نجد أننا أمام لغة لا يعتورها الضعف ، ولم يتسلل إليها الملل ، وكذلك نشعر بأن مريم جالسة أمامنا ( تحكي ) أكثر مما تقص ، بتلقائيتها المفرودة على مساحات القصص في المجموعة .
    إن مريم ( تبوح ) دون تعمد البوح ، بما يجعل اللغة متماهية مع غرضها من جهة ومع السرد من جهة أخرى .

    ففي قصة( أسبرين ) التي تدور حول التقاعد وانشغال الزوج بامرأة ثانية ، يبدأ بوح مريم التي تعبر عن حزنها لتقاعدها فتقول ( أين مملكتي التي أفلت شمسها ) ويتوالى البوح الشجي ، لكنها عند سماع صوت سيارة زوجها تعبر بعمق ..
    ( أزيز سيارة سالم شحنني بالحماس ) ....!
    ( فنثرت على عنقي ....قطرات من عطر العود )
    لغة حميمة وتلقائية ...
    ثم نقرأ لفتة رائعة وهي تعبّر عن اهتمام الزوج بالمرأة الأخرى من خلال تلفونها ( أغلق هاتفه ونظر إليه ( بودّ ) ....وكلمة ( بودّ ) هذه ربما تكون أعمق كلمة دالة معبرة في هذه القصة .لأبعادها وعمقها ودلالة اهتمامه بالمرأة الأخرى على حسابها رغم تهيؤها له ....ثم تعبر بشجن عميق وبوح شجي حقا ..وآسر وحزين ...( اتكأت بظهري على الجدار ...وتنهدت بحرقة ..آآآآه ) .
    وتقفز إلى كلمة ( سحر ) ..مباشرة
    سحر وما أدراك ما سحر ...!؟ طالبتها الجميلة .....وزوجته الأخرى ...!!!!
    سحر ( تلك البئر المطمورة ...التي ما خلت أنني ذات يوم سأنزع غطاءها وأنزل دلوي ...إلى أعماقها السحيقة لأخرجها مترعة بالوجع ).. إن مريم هنا تكتب قصيدة حزينة عاتبة ، في حين تختلف لغة مريم وهي تتحدث بلسان التلميذات الصغيرات في قصتها
    ( ثلاث على طريق ) فتقول ( مع السلامة يا أبلة ...يا عسولة ..)
    لكنها حين تحدث نفسها في نفس القصة تعود إلى شجوها
    ( أكاد أسمع زفيف الرياح ) ، ( أنصت إلى وقع قدمي ووجيب قلبي ...وتهدج أنفاسي ) ..................وقع ....ووجيب وتهدج ....كلمات عميقة دالة على حالتها النفسية .
    ونقرأ في نفس القصة تعبيرا شديد الدلالة كلمة ( وتناءيت عن البيوت ) ..تناءيت ...كلمة تختلف تماما عن معنى ( بعدت ) فهي كلمة تتضمن بدء ووسط وتنامي البعد التدريجي ...وجاءت في مكانها تماما لتعبر عن تنامي الإبتعاد عن البيوت تباعا .
    ولنقرأ دقة استعمال مريم لكلماتها المعبرة في هذه الجملة
    ( أحستا بدنويّ الشديد ، فأجفلتا ....وركضتا ...مبتعدتين ...!!!!!!)
    أحستا .....فأجفلتا على الفور كردة فعل للإحساس الفوري( استعمال الفاء في أجفلتا ) ..لكن حين يتم استيعاب الحالة وإلى أن يفكرا بالهرب ...ستمر برهة زمنية قصيرة ..هنا تقول مريم ( وركضتا ) ( بالواو) التي تفيد مسافة زمنية أطول قليلا من الفاء ...
    تماما كما ورد في سياق الأية القرآنية
    ( وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء اقلعي وغيض الماء وقضي الأمر) فرغم تتابع الحركة السريعة لكن برهة زمنية ستفصل بين توقف السماء عن الإمطار وبدء بلع الأرض للماء المتساقط .
    وتتابع ( فتوقفتا .....ثم سارتا ) وهكذا تستعمل حروفا تفصل بينها مسافات زمنية تتماهى والحالة الحركية للفتيات الصغيرات .
    وفي ( طرب وحرب وبرتقال )
    تتوهج اللغة ..وتغضب وتتوتر مع الحالة النفسية لشعور بطل القصة ، فعند سماع نبأ
    ( انفجار في بغداد ) تقول ( كأن يدا تعتصر قلبه ) ولاحظوا معي الألم الذي ينز من كلمة ( تعتصر ) ..وعند سماعه محاضرة بعيدة عن الأحداث الجارية تقول ( لم يطق ) وهو تعبير دال جدا ،وتتصاعد حدة التعبير اللغوي ...حين سماعه نبأ ( غارة على غزة ) وخوفه على أهله ومنزله وحارته فتقول مريم ( كان في حالة ذهول وانفعال ، و( يضرب رأسه بيديه ) ويتنامى إحساسه أكثر فأكثر لتقول ( أحس أن أطرافه قطع من الثلج ) وتختم هذا التنامي بكلمة ( لم يصغ إليه أحد منهم ) وهو ينادي على أولاده ليمكنوه من سماع الأخبار ..،
    وتعود إلى الحديث بلسان الأطفال ...في قصة ( مارد ) ( سألني وائل بلثغته الواضحة ) ، لكنها في نفس القصة وبين اختلاط لحظات شاعرية رومانسية مع زوجها ولحظات تذكرها لحبيب أو زوج سابق ....تدخل في تعبيرها اللغوي عمق النفس الإنسانية وهي تقول
    ( انتصب بيني وبينه ذلك الجدار السميك ) وبالذات في كلمتي (انتصب..جدار وسميك) لتعبر عن حاجز فاصل وقوي بينها وبين زوجها وهو تذكرها للزوج السابق ...!!
    وتتابع بلغة معبرة أخرى لتقول ( ألقم ثديي ...وأهدهدها ) هل هناك كلمة أبلغ تصويرا ودقة لحالة الرضاعة من ( ألقم ثديي...!! )
    وفي نفس القصة المليئة بالبوح تعبر عن الشرخ بينها وبين زوجها فتقول ( ثمة صوتٌ مبهم ، يمتزج بالنبض ) ..ما أبلغ كلمة مبهم وأبلغ منها ( يمتزج بالنبض ) .
    أما في قصة ( ضوء )
    ونقرأ تعبيرا وصورة جديدة تماما ومحلقة استعملتها مريم في وصف شارع اسفلتي فتقول
    ( شارعا إسفلتيا أسودا ...كآهة طويلة ) ...الشارع آهة طويلة ما هذا الإبداع يا مريم ...!
    وحيت تريد أن تعبر عن حالة اللامبالاة وعدم الإهتمام في نفس القصة من نبأ تهجم الفاتيكان على النبي الكريم ماذا تقول ...( وشوارع المدينة ، التي تعبث بشعرها وتبتسم ببلاهة )
    هذه تماما حالتنا كعرب هذه الأيام أمام حصار غزة
    ( الإبتسام ببلاهة ...!! )
    ولكي تعبر عن الأمل في وجه الطفل الصغير تقول ( ابتسم للصغير ، وظل يحدق ، في ذالك الضوء ، الموشك على الإنبثاق ) ( ابتسم ، يحدق ، ضوء ، موشك ، انبثاق ) ولو جمعناها لكانت تعني الأمل ببساطة ..!!

    يتبع .....



    يوسـف أبوسالم - الأردن
    الموسيقى هي الجمال المسموع


    مدونة الشاعر م.يوسف أبوسالم
    Reply With Quote  
     

  3. #3 رد: قراءة جديدة لسرداب التاجوري 
    كاتب مسجل يوسف أبوسالم's Avatar
    Join Date
    May 2008
    Posts
    1,531
    Rep Power
    20
    اللغة في مجموعة المبدعة مريم الضاني
    ( سرداب التاجوري )...(2)

    أما في قصتها المحورية في المجموعة كلها ( سرداب التاجوري )
    فلعلها أكثر قصة تتألق فيها لغة مريم المتناسبة تماما مع مضمون القصة وحالة البطلة النفسية وتنامي الحدث ...فحين تريد التعبير عن فرح طفلة ببيتها القديم تقول ( وأنفاسي تحتبىء بين طوب البيت القديم ) حالة توحد حقيقية ، وحين تتعمق في سرد هذه القصة التي تدور حول اختلاط انتمائها لوطنها ( فلسطين ) ومسقط رأسها ومدرج شبابها ( المدينة المنورة ) لا تنسى استعمال مفردات معمارية لأنها تتحدث عن أماكن عايشت بعضها طوال حياتها ( كحارة سرداب التاجوري في المدينة المنورة ) فتردد مفردات معمارية
    ( طوب ، دهاليز ، طبطاب ، درج ، بسطة ، دكة ، ديوان ، سرداب ) .
    وحين تسرد ذكريات أمها عن قريتهم بفلسطين تجعلنا نشعر أننا في قرية من قرى فلسطين فعلا إذ تقول ( البرتقال والزيتون يحتضنان البيت ، والطرقات كالأذرع تضم البيوت ، وأسلال منسوجة من جريد النخل ، والخبز الساخن من التنور) هل تشمون معي رائحة القرية الفلسطينية من خلال كلمات مريم وهي التي لا تعرف فلسطين أبدا لكونها ولدت وعاشت وما زالت في المدينة المنورة .
    وعن اختلاط مشاعرها بين فلسطين والمدينة المنورة ..كيف تصرفت كطفلة حين أخبرها أبوها بعزمه على العودة إلى فلسطين ( فتحت باب السرداب المشروخ ، واختيأت بالأخشاب ، والمتاع القديم ) ولنتأمل كلمة فتحت باب السرداب وكان مخيفا لكنها فتحته ..وكلمة ( اختبأت ) لقد اختبأت في أحضان نورانية المدينة المنورة وهي وطنها الواقعي الفعلي التي لم تستطع الإنسلاخ عنه رغم إغراء العودة لفلسطين التي لا تعرفها ...!!
    وهنا أعلق فأقول إن هذا الواقع الغريب والتشتت النفسي هو حال الفلسطينيين المشردين عن ديارهم والعراقيين أيضا بفعل إجرام امريكا وربيبتها دولة العدو الصهيوني .
    وفي قصتها ( صباح الدم )
    نحن مع لغة صارخة محتجة وعاتبة وصاخبة ، ذلك أن القصة تشريح لحالة لا وعي جمعي تتعلق بعذرية الفتاة العربية وما يكتنفها من تقاليد ، لدرجة أن البطلة تصيح ( تمنيت أن لا أتزوج ) ، وتصف وجه الفتاة ووجه الطبيب الذي قال لأبيها أنها ليست عذراء رغم أنها لم تتزوج بأنهما ( مسماران مغروسان في داخلي ) ، وحين سمعت أبيها لا يعجبه قول الطبيب قالت في تعبير رائع ( هوى ...قلبي ) ..(هوى) تلخيص لحالة الرعب التي تعيشها .
    وانظر كيف تطيب لها الحياة وهي طفلة فتصف نفسها في هروب واضح من واقع مرير ...
    (تطير ورائي جديلتي ، وكشاكش فستاني ، ) إلى أن تصل إلى اللحظة الحاسمة التي تيقن الأب من عذريتها فيقول بكل فرح الدنيا ( بيّضَ الله وجهك يا بنيتي ) ...
    وبيّض هذه كلمة لها شعبيتها في الأردن وفلسطين .

    ولا تنسى مريم رومانسيتها بين حين وآخر وإسقاط عذاباتها على العصفور وهي تخاطبه في ( عصفور على النافذة )
    ( لعلك جربت صقيع الغربة ، وكريشة في هاوية لا قرار لها ) ، ثم لحظات الأمل الواعد وهي تقول ( أن العصافير تبتسم ) ،
    أما في قصة خارج المفكرة ....تفاجئنا مريم بوصف دقيق للنوبة القلبية فتقول
    (يباغته صداع حاد ، وخدر ثلجي ، ويترنح في سيره ، وأطنان الحجاره تُخمدُ أنفاسه )
    وربما لا يكون وصفا إكلينيكيا تماما لكنه عبّر بشكل لافت عن الحالة .
    وبين( يا الله ..يا ألله) في استهلال قصة على بابه (ويا ألله يا ألله) في ختامها بون شاسع
    ذلك أن الأولى تقولها متيقنة أن راتب الإعانة سيصرف كالعادة أما الثانية في الختام فإنها تقولها بما يشبه الإستغاثة ...وحين تريد وصف لحظات الذهول على وجه العجوز بعد أن علمت بانقطاع راتب المعونة تقول ( وجمت العجوز ، ساكنة في مقعدها كتمثال حجري ) وتمثال حجري تعبير دقيق لغياب الملامح وتجمدها على لحظة محددة لحظة سماع النبأ ...
    ثم تعود الكاتبة في قصتها الأخيرة( بائع الشراريب) ( لتتوهج لغتها وتتماهى تماما مع حالة الطفل المشرد الذي يبيع الشراريب لشراء علاج لأمه المريضة إلى حالته وهو يعاني لحظات الموت الأخيرة في إدانة واضحة للمجتمع ككل
    فهي تصف المحال التجارية وتستعمل كلمة أكثر شعبية من محال وهي ( دكاكين ) وهذه الكلمة أيضا مشهورة في الأردن وفلسطين ، كما أنها لا تنسى استعمال كلمات شعبية وهي
    ( شراريب ) جمع ( شراب ) على ما فيها من أبعاد شعبية .
    وانظر كيف تتحول نفس الكلمة وتختزن غضبا واحتجاجا وإيقاعا آخر تماما رغم أنها نفس الكلمة حين تصف مريم حالة مرور الوقت والطفل لم يبع بعد الشراريب فماذا تقول ...
    ( تسارعت دقات قلبه ، سار بخطى حثيثة ، رفع صوته أكثر ، شراريب ، شراريب )
    إنها مريم التي خزنت في نفس الكلمة كل هذا الإيقاع ...
    وعندما تصدم الطفل السيارة ....تصف لحظاته الأخيرة وهو يتذكر أمه المريضة فتقول ...
    ( بهتت الصورة ..إلى أن تلاشت )

    وما بين بهتان الصورة وتلاشيها ..تألقت الكاتبة في توظيف لغة ذات إيقاعات متناغمة مع السرد من جهة ومع الحالة النفسية لأبطال قصصها ومع تنامي الحدث أيضا .
    فلم تكن تضع الكلمات جزافا ، ولا كيفما اتفق ، ولكنها كانت تختارها وإن بصورة عفوية ولكنها دقيقة وشديدة الدلالة ..
    ولعل حرفية مريم جعلتها تختار الكلمات التي تريد دون أن تفسد ، البناء الدرامي للقصة ولا التسلسل المتنامي للسرد ولا حالة الوحي الإبداعي ..بل بدت كلماتها وكأنها لم تختارها وكتبتها في أول هطول إبداعي ، وهذه حرفية لا يتقنها إلا الكاتب المتمرس .
    يتبع .........






    يوسـف أبوسالم - الأردن
    الموسيقى هي الجمال المسموع


    مدونة الشاعر م.يوسف أبوسالم
    Reply With Quote  
     

Similar Threads

  1. قراءة نقدية لمجموعة ( سرداب التاجوري )
    By مريم خليل الضاني in forum قضايا أدبية
    Replies: 2
    Last Post: 20/01/2009, 09:45 PM
  2. قراءة الأديب أحمد مكاوي لسرداب التاجوري
    By مريم خليل الضاني in forum قضايا أدبية
    Replies: 2
    Last Post: 17/12/2008, 10:44 PM
  3. Replies: 14
    Last Post: 05/12/2008, 09:20 PM
  4. قراءة السعيد موفقي لسرداب التاجوري
    By مريم خليل الضاني in forum قضايا أدبية
    Replies: 2
    Last Post: 31/08/2008, 09:48 PM
  5. Replies: 3
    Last Post: 18/05/2007, 12:30 PM
Posting Permissions
  • You may not post new threads
  • You may not post replies
  • You may not post attachments
  • You may not edit your posts
  •