صفحة 5 من 5 الأولىالأولى 1 2 3 4 5
النتائج 49 إلى 54 من 54

الموضوع: فهم مصطلح الحديث

  1. #49 رد: فهم مصطلح الحديث 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    المَعروف ( 1 )
    1- تعريفه :
    أ) لغة : هو اسم مفعول من " عَرَفَ "
    ب) اصطلاحاً : ما رواه الثقة مخالفاً لما رواه الضعيف فهو بهذا المعنى مقابل للمنكر ، أو بتعبير أدق ، هو مقابل لتعريف المنكر الذي اعتمده الحافظ ابن حجر .
    2- مثاله :
    أما مثاله فهو المثال الثاني الذي مر في نوع المنكر ، لكن من طريق الثقات الذين رووه موقوفاً على ابن عباس . لأن ابن أبي حاتم قال : ـ بعد أن ساق حديث حُبَيِّب المرفوع ـ " هو منكر ، لأن غيره من الثقات رواه عن أبي اسحق موقوفاً ، وهو المعروف ".
    -----------------------------------------
    ( 1 ) لم يذكر المعروف هنا لأنه من أنواع المردود ، وإنما ذكر هنا لمناسبة قسيمه " المنكر " هذا و "المعروف " من أقسام المقبول الذي يحتج به كما هو معروف .
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

  2. #50 رد: فهم مصطلح الحديث 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    المعلَل
    إذا كان سبب الطعن في الراوي هو " الوهم " فحديثه يسمي المعلل وهو السبب السادس .
    1- تعريفه :
    أ) لغة : اسم مفعول من " أَعَلَّهُ " بكذا فهو " مُعَلٌّ " وهو القياس الصرفي المشهور ، وهو اللغة الفصيحة ، لكن التعبير بـ " المعلل " من أهل الحديث جاء على غير المشهور في اللغة ( 1 ) ، ومن المحدثين من عبر عنه بـ " المعلول " وهو ضعيف مرذول عند أهل العربية واللغة ( 2 ) .
    ب) اصطلاحاً : هو الحديث الذي اُطُّلِعَ فيه على علة تقدح في صحته مع أن الظاهر السلامة منها .
    2- تعريف العلة :
    هي سبب غامض خفي قادح في صحة الحديث . فيؤخذ من تعريف العلة هذا أن العلة عند علماء الحديث لا بد أن يتحقق فيها شرطان وهما .
    أ‌) الغموض والخفاء.
    ب‌) والقدح في صحة الحديث .
    فان اختل واحد منهما ـ كأن تكون العلة ظاهرة أو غير قادحة ـ فلا تسمى عندئذ علة اصطلاحاً .
    3- قد تطلق العلة على غير معناها الاصطلاحي :
    إن ما ذكرته من تعريف العلة في الفقرة السابقة هو المراد بالعلة في اصطلاح المحدثين لكن قد يطلقون العلة أحياناً على أي طعن موجه للحديث وان لم يكن هذا الطعن خفياً أو قادحاً :
    أ‌) فمن النوع الأول : التعليل بكذب الراوي ، أو غفلته ، أو سوء حفظه ، أو نحو ذلك. حتى لقد سمي الترمذي النسخ علة .
    ب‌) ومن النوع الثاني : التعليل بمخالفة لا تقدح في صحة الحديث ، كإرسال ما وصله الثقة ، وبناء على ذلك قال بعضهم : من الحديث الصحيح ما هو صحيح معل .
    4- جلالته ودقته ومن يتمكن منه :
    معرفة علل الحديث من أجلَّ علوم الحديث وأدقها ، لأنه يحتاج إلى كشف العلل الغامضة الخفية التي لا تظهر إلا للجهابذة في علوم الحديث ، وإنما يتمكن منه ويقوي على معرفته أهل الحفظ والخبرة والفهم الثاقب ، ولهذا لم يَخُضْ غماره إلا القليل من الأئمة كابن المديني وأحمد والبخاري وأبي حاتم والدارقطني
    5- إلى أي إسناد يتطرق التعليل ؟
    يتطرق التعليل إلى الإسناد الجامع شروط الصحة ظاهراً ، لأن الحديث الضعيف لا يحتاج إلى البحث عن علله إذ أنه مردود لا يعمل به .
    6- بِمَ يُسْتَعان على إدراك العلة ؟
    يُستعان على إدراك العلة بأمور منها :
    أ‌) تفرُّد الراوي .
    ب‌) مخالفة غيره له .
    ت‌) قرائن أخرى تنضم إلى ما تقدم في الفقرتين ( أ ، ب ) .
    هذه الأمور تنبه المعارف بهذا الفن على وهم وقع من راوي الحديث ، إما بكشف إرسال في حديث رواه موصولاً أو وقف في حديث رواه مرفوعاً أو إدخاله حديثاً في حديث أو غير ذلك من الأوهام ، بحيث يغلب على ظنه ذلك فيحكم بعدم صحة الحديث .
    7- ما هو الطريق إلى معرفة المُعَلَّل ؟
    الطريق إلى معرفته هو جمع طرق الحديث ، والنظر في اختلاف رواته ، والموازنة بين ضبطهم وإتقانهم ، ثم الحكم على الرواية المعلولة .
    8- أين تقع العلة ؟
    أ) تقع في الإسناد ـ وهو الأكثر ـ كالتعليل بالوقف والإرسال .
    ب) وتقع في المتن ـ وهو الأقل ـ مثل حديث نفي قراءة البسملة في الصلاة .
    9- هل العلة في الإسناد تقدح في المتن ؟
    أ) قد تقدح في المتن مع قدحها في الإسناد ، وذلك مثل التعليل بالإرسال .
    ب) وقد تقدح في الإسناد خاصة ، ويكون المتن صحيحاً مثل حديث يَعْلَي بن عُبَيْد ، عن الثوري عن عمرو بن دينار عن ابن عمر مرفوعاً " الَبَيِّعَان بالخِيار " فقد وهم يَعْلَي على سفيان الثوري في قوله " عمرو بن دينار " إنما هو عبدالله بن دينار ، فهذا المتن صحيح ، وان كان في الإسناد علة الغَلَط ، لأن كُلّاً من عمرو وعبد الله بن دينار ثقة . فإبدال ثقة بثقة لا يضر صحة المتن ، وان كان سياق الإسناد خطأ .
    10 - أشهر المصنفات فيه :
    أ) كتاب العلل لابن المديني .
    ب) علل الحديث لابن أبي حاتم .
    ج) العلل ومعرفة الرجال لأحمد بن حنبل .
    د) العلل الكبير ، والعلل الصغير ، للترمذي .
    هـ) العلل الواردة في الأحاديث النبوية للدارقطني ، وهو أجمعها وأوسعها .
    -------------------------------------
    ( 1 ) لأن المعلل اسم مفعول من " علله " بمعني ألهاه ، ومنه تعليل إلام ولدها .
    ( 2 ) لأن اسم المفعول من الرباعي لا يكون على وزن مفعول، وانظر علوم الحديث ص 81 .
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

  3. #51 رد: فهم مصطلح الحديث 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    المخالفة للِثقات
    قال الدكتور / محمود الطحان :
    إذا كان سبب الطعن في الراوي مخالفته للثقات ـ وهو السبب السابع ـ فينتج عن مخالفته للثقات خمسة أنواع من علوم الحديث ، وهي : " المُدْرَج ، والمَقْلوب ، والمَزِيْد في متصل الأسانيد والمُضطَّرِب والمُصَحَّف "
    1- فان كانت المخالفة بتغيير سياق الإسناد أو بدمج موقوف بمرفوع فيسمي " المُدْرَج ".
    2- وان كانت المخالفة بتقديم أو تأخير فيسمي " المقلوب ".
    3- وان كانت المخالفة بزيادة راوٍ فيسمي " المزيد في متصل الأسانيد "
    4- وان كانت المخالفة بإبدال راو براو أو بحصول التدافع في المتن ولا مُرَجِّح فيسمي "المُضْطَّرب "
    5- وان كانت المخالفة بتغيير اللفظ مع بقاء السياق فيسمي " المُصَحَّف " ( 1 ) .
    وإليك تفصيل البحث فيها على التوالي .
    -----------------------
    ( 1 ) انظر النخبة وشرحها ص 48-49 .
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

  4. #52 رد: فهم مصطلح الحديث 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    المُدْرَج

    1- تعريفه :
    أ) لغة : اسم مفعول من " أدرجت " الشيء في الشيء ، إذا أدخلته فيه وضمنته إياه .
    ب) اصطلاحا ً: ما غُير سياق إسناده ، أو أدخل في متنه ما ليس منه بلا فصل .
    2- أقسامه :
    المدرج قسمان ، مٌدْرَج الإسناد ، ومٌدْرَج المتن .
    أ‌) مدرج الإسناد :
    1- تعريفه :هو ما غير سياق إسناده .
    2- من صوره : أن يسوق الراوي الإسناد ، فيعرض له عارض ، فيقول كلاماً من قبل نفسه ، فيظن بعض من سمعه أن ذلك الكلام هو متن ذلك الإسناد ، فيرويه عنه كذلك .
    3- مثاله : قصة ثابت بن موسى الزاهد في روايته : " من كثرت صلاته بالليل حَسُنَ وجهه بالنهار ( 1 ) " وأصل القصة أن ثابت بن موسى دخل على شريك بن عبدالله القاضي وهو يُمْلِي ويقول : " حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .... " وسكت ليكتب المُسْتَمْلِي ( 2 ) ، فلما نظر إلى ثابت قال : " من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار " وقصد بذلك ثابتاً لزهده وورعه ، فظن ثابت أنه متن ذلك الإسناد ، فكان يحدث به .
    ب‌)مدرج المتن :
    1- تعريفه : ما أُدْخِلَ في متنه ما ليس منه بلا فَصْل .
    2- أقسامه : ثلاثة وهي :
    أ‌) أن يكون الإدراج في أول الحديث ، وهو القليل ، لكنه أكثر من وقوعه في وسطه .
    ب‌) أن يكون الإدراج في وسط الحديث ، وهو أقل من الأول .
    ت‌) أن يكون الإدراج في آخر الحديث ، وهو الغالب .
    3- أمثلة له :
    أ) مثال لوقوع الإدراج في أول الحديث : وسببه أن الراوي يقول كلاماً يريد أن يستدل عليه بالحديث فيأتي به بلا فصل ، فيتوهم السامع أن الكل حديث ، مثل " ما رواه الخطيب من رواية أبي قَطَن وشَبَابَةَ ـ فَرَّقَهُما ـ عن شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " أَسْبِغوا الوضوء ، ويل للأعقاب من النار " فقوله :" أسبغوا الوضوء " مُدْرَج من كلام أبي هريرة كما بُيِّنَ في رواية البخاري عن آدم عن شعبة عن محمد بن زياد عن أبي هريرة قال : " أسبغوا الوضوء ، فإن أبا القاسم صلى الله عليه وسلم قال : " ويل للأعقاب من النار " .
    قال الخطيب : " وهم أبو قَطَنٍ وشَبَابَةٌ في روايتهما له عن شعبة على ما سقناه ، وقد رواه الجَمٌّ الغَفير عنه كرواية آدم " ( 3 ) .
    ت‌) مثال لوقوع الإدراج في وسط الحديث : حديث عائشة في بدء الوحي : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يَتَحَنَّثُ في غار حراء ـ وهو التَعَبُّدُ ـ الليالي ذوات العدد ( 4 ) " فقوله : " وهو التعبد " مدرج من كلام الزهري رحمه الله .
    ث‌) مثال لوقوع الإدراج في آخر الحديث : حديث أبي هريرة مرفوعاً " للعبد المملوك أجران ، والذي نفسي بيده لولا الجهاد في سبيل الله والحج وبِرُّ أمي لأحببت أن أموت وأنا مملوك " ( 5 ) .
    فقوله : " والذي نفسي بيده .... الخ " من كلام أبي هريرة ، لأنه يستحيل أن يصدر ذلك منه صلى الله عليه وسلم . لأنه لا يمكن أن يتمني الرَّقَّ ، ولأن أمه لم تكن موجودة حتى يَبَرَّها .
    3- دواعي الإدراج :
    دواعي الإدراج متعددة أشهرها ما يلي :
    أ‌) بيان حكم شرعي .
    ب‌) استنباط حكم شرعي من الحديث قبل أن يتم الحديث.
    ت‌) شرح لفظ غريب في الحديث .
    4- كيف يُدْرَك الإدراج ؟
    يُدَرك الإدراج بأمور منها .
    أ‌) وروده منفصلا في رواية أخري .
    ب‌) التنصيص عليه من بعض الأئمة المطلعين .
    ت‌) إقرار الراوي نفسه أنه أدرج هذا الكلام .
    ث‌) استحالة كونه صلي الله عليه وسلم ذلك.
    5- حكم الإدراج :
    الإدراج حرام بإجماع العلماء من المحدثين والفقهاء وغيرهم ، ويستثني من ذلك ما كان لتفسير غريب ، فانه غير ممنوع ، ولذلك فعله الزهري وغيره من الأئمة .
    6- أشهر المصنفات فيه :
    أ) " الفَصْلُ للوَصْل المُدْرَج في النََّقْل " للخطيب البغدادي .
    ب) " تقريب المَنْهَج بترتيب المُدْرَج " لابن حجر، وهو تلخيص لكتاب الخطيب وزيادة عليه .
    --------------------------
    ( 1 ) أخرجه ابن ماجة ـ باب قيام الليل ـ جـ1 ص 422 رقم الحديث / 1333/ .
    ( 2 ) المستملي هو الذي يبلغ صوته المحدث إذا كثر الطلاب في المجلس .
    ( 3 ) تدريب الراوي جـ 1 ـ ص 270
    ( 4 ) البخاري ـ باب بدء الوحي .
    ( 5 ) البخاري في العنق .
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

  5. #53  
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    المَقلوب

    ما زلنا نتصفح كتاب ( تيسيير مصطلح الحديث ) للدكتور / محمود الطحان .. حيث نواصل قرائتنا للمبحث الثالث من الفصل الثالث من الكتاب ( الخبر المردود بشسبب طعن فى الراوى ) .. وقد ذكر فضيلته أن أسباب رد هذا النوع من الأحاديث عشرة ، تتعلق خمسة منها بعدالة الراوى .. وخمسة أخرى تتعلق بالضبط .. كما ذكر فضيلته أنواع الحديث المردود بسبب طعن فى الراوى مبتدئا بالسبب الأشد .. وهو ( الموضوع ) .. ثم ( المتروك ) .. ثم ( المنكر ) .. ثم ( المعروف ) .. ثم ( المعلل ) .. ثم ( المخالفة للثقات ) .. فقسَّم فضيلتة أسباب رد الحديث بسبب طعن فى الراوى لمخالفته للثقات إلى خمسة أقسام .. هي : " المُدْرَج ، والمَقْلوب ، والمَزِيْد في متصل الأسانيد والمُضطَّرِب والمُصَحَّف " ..
    وعن القسم الثانى من أقسام الحديث المردود بسبب طعن فى الراوى لمخالفته للثقات .. المقلوب .. قال الدكتور محمود الطحان :
    1- تعريفه :
    أ) لغة : هو اسم مفعول من " القَلْب " وهو تحويل الشيء عن وجهه ( 1 )
    ب) اصطلاحا ً: إبدال لفظ بآخر في سند الحديث أو متنه ، بتقديم أو تأخير ونحوه.
    2- أقسامه:
    ينقسم المقلوب إلى قسمين رئيسيين هما :
    مقلوب السند ، ومقلوب المتن .
    أ) مقلوب السند : وهو ما وقع الإبدال في سنده ، وله صورتان .
    1- أن يُقَدَّم الراوي ويؤخر في اسم أحد الرواة واسم أبيه ، كحديث مروي عن " كعب بن مُرَّة " فيرويه الراوي عن " مُرَّة بن كعب " .
    2- أن يُبْدِل الراوي شخصاً بآخر بقصد الإغراب : كحديث مشهور عن " سالم " فيجعله الراوي عن " نافع "
    وممن كان يفعل ذلك من الرواة " حماد بن عمرو النصيبي " وهذا مثاله : حديث رواه حماد النصيبي عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة مرفوعاً : " إذا لقيتم المشركين في طريق فلا تبدءوهم بالسلام " فهذا حديث مقلوب ، قلبه حماد ، فجعله عن الأعمش ، وإنما هو معروف عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة . هكذا أخرجه مسلم في صحيحه .
    وهذا النوع من القلب هو الذي يُطْلَق على راويه أنه يسرق الحديث .
    ب) مقلوب المتن : وهو ما وقع الإبدال في متنه ، وله صورتان أيضاً .
    1- أن يُقَدَّم الراوي ويؤخر في بعض متن الحديث .
    ومثاله : حديث أبي هريرة عند مسلم في السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، ففيه " ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله " فهذا مما انقلب على بعض الرواة وإنما هو : " حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه " ( 2 ) .
    2- أن يَجعل الراوي متن هذا الحديث على إسناد آخر، ويجعل إسناده لمتن آخر، وذلك بقصد الامتحان وغيره .
    مثاله : ما فعل أهل بغداد مع الإمام البخاري ، إذ قلبوا له مائة حديث ، وسألوه عنها امتحاناً لحفظه ، فرَدَّها على ما كانت عليه قبل القلب ، ولم يخطئ في واحد منها ( 3 ) .
    3- الأسباب الحاملة على القَلْب :
    تختلف الأسباب التي تحمل بعض الرواة على القلب ، وهذه الأسباب هي :
    ‌أ) قصد الإغراب ليرغب الناس في رواية حديثه والأخذ عنه .
    ‌ب) قصد الامتحان والتأكد من حفظ المحدث وتمام ضبطه .
    ‌ج) الوقوع في الخطأ والغلط من غير قصد .
    4- حكم القلب :
    أ) إن كان القلب بقصد الإغراب فلا شك في أنه لا يجوز لأن فيه تغييراً للحديث ، وهذا من عمل الوضاعين .
    ب) وإن كان بقصد الامتحان ، فهو جائز للتثبت من حفظ المحدث وأهليته ، وهذا بشرط أن يُبَيَّنَ الصحيح قبل انفضاض المجلس .
    ج) وان كان عن خطأ وسهو ، فلا شك أن فاعله معذور في خطئه ، لكن إذا كثر ذلك منه فانه يُخِلُّ بضبطه ، ويجعله ضعيفاً .
    أما الحديث المقلوب فهو من أنواع الضعيف المردود كما هو معلوم .
    5- أشهر المصنفات فيه :
    أ) كتاب " رافع الارتياب في المقلوب من الأسماء والألقاب " للخطيب البغدادي ، والظاهر من اسم الكتاب أنه خاص بقسم المقلوب الواقع في السند فقط .

    --------------------------
    ( 1 ) انظر القاموس جـ 1 ـ ص 123 .
    ( 2 ) البخاري في الجماعة ، ومسلم في الزكاة ـ باب فضل إخفاء الصدقة حـ7 ـ ص 120 من شرح النووي على مسلم ، ومالك في الموطأ ـ كتاب الشعر باب ما جاء في المتحابين في الله ، جـ2 ـ 952 .
    ( 3 ) انظر تفاصيل القصة في تاريخ بغداد جـ2 ـ ص 20
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

  6. #54  
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    المَزِيد في مٌتَّصِل الأسانيد
    1- تعريفه:
    أ) لغة : المزيد اسم مفعول من " الزيادة " ، والمتصل ضد المنقطع ، والأسانيد جمع إسناد .
    ب) اصطلاحاً : زيادة راوٍ في أثناء سند ظاهره الاتصال .
    2- مثاله :
    ما روي ابن المبارك قال : حدثنا سفيان عن عبد الرحمن بن يزيد ، حدثني بُسْر بن عُبيد الله ، قال سمعت أبا إدريس قال سمعت واثلة يقول سمعت أبا مَرْثد يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا تجلسوا على القبور ولا تُصَلُّوا إليها " ( 1 ) .
    3- الزيادة في هذا المثال :
    الزيادة في هذا المثال في موضعين ، الموضع الأول في لفظ " سفيان " والموضع الثاني في لفظ " أبا إدريس " وسبب الزيادة في الموضعين هو الوهم .
    أ‌) أما زيادة " سفيان " فوهم ممن دون ابن المبارك ، لأن عدداً من الثقات رووا الحديث عن ابن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد ، ومنهم من صرح فيه بالإخْبار.
    ب‌) وأما الزيادة " أبا إدريس " فوهم من ابن المبارك ، لأن عدداً من الثقات رووا الحديث عن عبد الرحمن بن يزيد فلم يذكروا أبا إدريس ، ومنهم من صرح بسماع بُسْر من واثلة .
    4- شروط رد الزيادة:
    يشترط لِرَدَّ الزيادة واعتبارها وهماً ممن زادها شرطان وهما :
    أ‌) أن يكون من لم يزدها أتقن ممن زادها .
    ب‌) أن يقع التصريح بالسماع في موضع الزيادة .
    فان اختل الشرطان أو واحد منهما ترجحت الزيادة وقُبِلَتْ ، واعتبر الإسناد الخالي من تلك الزيادة منقطعاً ، لكن انقطاعه خَفٍيُّ وهو الذي يسمى " المرسل الخفي " .
    5- الاعتراضات الواردة على ادَّعاء وقوع الزيادة :
    يُعْتَرَض على ادعاء وقوع الزيادة باعتراضين هما :
    أ‌) إن كان الإسناد الخالي عن الزيادة بحرف "عن " في موضع الزيادة ، فينبغي أن يٌجْعَل منطقاً .
    ب‌) وان كان مصرََّحا فيه بالسماع ، أُحْتُمِل أن يكون سَمِعَهُ من رجل عن أولاً ، ثم سمعه منه مباشرة ، ويمكن أن يُجاب عن ذلك بما يلي :
    أ‌) أما الاعتراض الأول فهو كما قال المعترض .
    ب‌) وأما الاعتراض الثاني ، فالاحتمال المذكور فيه ممكن لكن العلماء لا يحكمون على الزيادة بأنها وهم إلا مع قرينة تدل على ذلك .
    6- أشهر المصنفات فيه :
    كتاب " تمييز المزيد في متصل الأسانيد " للخطيب البغدادي .
    ------------------------------------
    ( 1 ) رواه مسلم ـ كتاب الجنائز جـ7 ـ ص 38 والترمذي جـ3 ـ ص 367 كلاهما بزيادة أبي ادريس وحذفها .
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. رداً على كلام الدكتور عامد فوزي شعيبي حول مصطلح المؤامرة
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى فسيفساء المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 18/10/2014, 09:04 AM
  2. الحديث قصة قصيرة جدا
    بواسطة لحسن ملواني في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09/08/2012, 03:17 PM
  3. لنعدل عن الحديث عن "الأداة " عند الحديث في "النحو"
    بواسطة البشير الأزمي في المنتدى لسان الضاد
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 23/04/2007, 08:07 PM
  4. عن مصطلح (الحداثة)
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 03/05/2006, 08:43 PM
  5. هل مصطلح النص هو مصطلح الخطاب؟
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 27/04/2006, 01:34 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •