صفحة 1 من 5 1 2 3 4 5 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 12 من 54

الموضوع: فهم مصطلح الحديث

  1. #1 فهم مصطلح الحديث 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    تعريفه :
    هو علم بأصول الحديث وقواعده ، يعرف به أحوال السند والمتن ، من حيث القبول أو الرد ، ويمكن من خلاله التمييز بين الحديث الصحيح والسقيم .
    وهذا العلم العظيم له قواعده وأصوله ، وكان الصحابة - رضوان الله عليهم - يتثبتون في قبول الأخبار ونقلها أو ردها .. ففي مقدمة صحيح مسلم ، عن ابن سيرين قال ( لم يكونوا يسألون عن الإسناد ، فلما وقعت الفتنة قالوا : سموا لنا رجالكم ، فينظر إلي أهل السنة فيؤخذ جديثهم ، وينظر إلي أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم ) .
    ولما كان الخبر لا يقبل إلا بعد معرفة سنده ، فقد ظهر علم الجرح والتعديل ، والحديث عن الرواة ، ومعرفة المتصل أو المنقطع من الأسانيد ، ومعرفة العلل الخفية ، وظهر الكلام في بعض الرواة علي قلة ؛ لقلة الرواة المجروحين في بادئ الأمر ، ثم توسع العلماء في ذلك ، حتي ظهر البحث في علوم كثيرة تتعلق بالحديث ؛ من ناحية ضبطه وكيفية تحمله وأدائه ، ومعرفة ناسخه من منسوخه وغريبه وغير ذلك ، إلا أن هذا العلم كان يتناقل بين العلماء شفاهة .. ثم تطور الأمر ، وصار هذا العلم يكتب ويسجل ، في صفحات متفرقة من الكتب ، ممزوجة بغيرها من العلوم ، مثل ( الأصول ) و ( الفقه ) و ( الحديث ) ، في كتب مثل ( الأم ) للإمام الشافعي وغيره .
    ثم نضج هذا العلم وتحددت معالمه وثبتت قواعده ، واستقل عن غيره من العلوم والفنون ، في القرن الرابع الهجري ، حيث أفرد العلماء علم المصطلح في كتب مستقلة ، وكان أول من أفرده بالتصنيف هو القاضي أبو محمد الحسن بن عبد الرحمن بن خلاد الرامهرمزي ، المتوفي سنة ٣٦٠ هجرية ، في كتابه ( المحدث الفاصل بين الراوي والواعي ) ( *) .
    الحديث :
    هو الجديد لغة ، واصطلاحا يعني : ما أضيف إلي النبي صلي الله عليه وسلم ؛ من قول أو فعل أو تقرير أو صفة .. وهو غير الخبر ، الذي يعني لغة : النبأ . جمعه : أخبار . ومعناه الإصطلاحي : أنه قد يكون مرادفا للحديث في المعني ، وقد يكون مغايرا له : فالحديث هو ما ورد عن النبي صلي الله عليه وسلم ، والخبر ما جاء عن غيره ، وقد يكون أعم منه ، أي أن الحديث ما جاء عن النبي صلي الله عليه وسلم ، والخبر ما جاء عنه أو عن غيره .. وهو أيضا غير ( الأثر ) .. ومعناه اللغوي : بقية الشئ .. والأصطلاحي : قد يكون مرادفا لمعني الحديث ، وقد يختلف عنه ، بأنه ما أضيف للصحابة والتابعين ، من أقوال وأفعال .
    الإسناد :
    له معنيان :
    الأول : عزو الحديث إلي قائله مسندا .
    الثاني : سلسلة الرجال الموصلة للمتن ، وهو بهذا المعني مرادف للسند .
    السند :
    يعني لغة : المعتمد ، وسمي كذلك لأن الحديث يستند إليه ، ويعتمد عليه .
    واصطلاحا : سلسلة الرجال الموصلة للمتن .
    المتن :
    لغة : ما صلب وارتفع من الأرض .
    اصطلاحا : ما ينتهي إليه السند من الكلام .
    المسند ( بفتح النون ) :
    ما اسند إليه الشئ ، بمعني عزاه ونسبه له .
    وله ثلاثة معان اصطلاحية :
    - كل كتاب جمع فيه مرويات كل صحابي علي حده .
    - الحديث المرفوع المتصل سندا .
    - أن يراد به ( السند ) ، فيكون بهذا المعني مصدرا ميميا .
    المسند ( بكسر النون ) :
    هو من يروي الحديث بسنده ، سواء عنده علم ، أم ليس له إلا مجرد الرواية .
    المحدث :
    هو من يشتغل بعلم الحديث رواية ودراية ، ويطلع علي كثير من الرويات وأحوال رواتها .
    الحافظ :
    قيل هو أرفع درجة من المحدث ، بحيث يكون ما يعرفه في كل طبقة أكثر مما يجهله .
    الحاكم :
    هو من أحاط علما بجميع الأحاديث ، حتي لا يفوته منها إلا اليسير ، علي رأي بعض أهل العلم .
    ( يتبع )
    ---------
    ( * ) ‏(‏ تيسير مصطلح الحديث - للدكتور / محمود الطحان ) .
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد المنعم جبر عيسي ; 26/11/2008 الساعة 08:13 PM
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد: فهم مصطلح الحديث 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية روان أم المثنى
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الدولة
    أرض الحرمين
    المشاركات
    625
    معدل تقييم المستوى
    18


    الأستاذ الكريم

    عبد المنعم جبر

    أشكرك على هذا الموضوع الطيب المبارك إن شاء الله

    وأرجو أن يكون سلسلة متتابعة

    حتى يستفيد منه الجميع

    فكثير منا يحتاج فهم هذا العلم فهما دقيقا

    حتى لا يقع في الخطأ بنسبة حديث إلى

    سيد الأنام عليه الصلاة والسلام

    دون دليل أو حجة

    والأستاذ الفاضل محمود الطحان أستاذ قدير

    استطاع أن يقرب علم المصطلح إلى الأذهان

    بأسلوبه البسيط

    على الرغم من صعوبته وكثرة ما في طرق تعلمه من دقائق معضلة

    وإشكالات مرهقة لطالبه

    لكن لاشك أن مثل هذا العمل

    سيترك في قلب قارئه أثرا

    فإن لم يفد كثيرا أفاد قليلا

    وهو خير كله إن شاء الله تعالى

    تقبل احترامي وتقديري لاختيارك البديع

    ونحن بإذن المولى متابعون



    رد مع اقتباس  
     

  3. #3 رد: فهم مصطلح الحديث 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روان يوسف مشاهدة المشاركة


    الأستاذ الكريم

    عبد المنعم جبر

    أشكرك على هذا الموضوع الطيب المبارك إن شاء الله

    وأرجو أن يكون سلسلة متتابعة

    حتى يستفيد منه الجميع

    فكثير منا يحتاج فهم هذا العلم فهما دقيقا

    حتى لا يقع في الخطأ بنسبة حديث إلى

    سيد الأنام عليه الصلاة والسلام

    دون دليل أو حجة

    والأستاذ الفاضل محمود الطحان أستاذ قدير

    استطاع أن يقرب علم المصطلح إلى الأذهان

    بأسلوبه البسيط

    على الرغم من صعوبته وكثرة ما في طرق تعلمه من دقائق معضلة

    وإشكالات مرهقة لطالبه

    لكن لاشك أن مثل هذا العمل

    سيترك في قلب قارئه أثرا

    فإن لم يفد كثيرا أفاد قليلا

    وهو خير كله إن شاء الله تعالى

    تقبل احترامي وتقديري لاختيارك البديع

    ونحن بإذن المولى متابعون




    باذن الله أختى الفاضلة ..
    نكمل سباحتنا بين دفتى الكتاب حتى النهاية ..
    لتعمنا فائدته .
    تحياتى وتقديرى .
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

  4. #4 المتواتر 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    تقسيم الخبر باعتبار وصوله الينا
    ينقسم الخبر باعتبار وصوله إلينا إلي قسمين :
    ١ - فإن كان له طرق بلا حصر عدد معين فهو المتواتر .
    ٢ - وإن كان له طرق محصورة بعدد معين فهو الآحاد .
    الخبر المتواتر
    هو الحديث أو الخبر الذي يرويه في كل طبقة من طبقات سنده رواة كثيرون ، يحكم العقل عادة باستحالة أن يكون أولئك الرواة قد اتفقوا علي اختلاق هذا الخبر .
    شروطه
    يتبين من شرح التعريف أن التواتر لا يتحقق في الخبر إلا بشروط أربعة ، هي :
    ١ - أن يرويه عدد كثير ، وقد اختلف في أقل الكثرة علي أقوال المختار أنه عشرة أشخاص .
    ٢ - أن توجد هذه الكثرة في جميع طبقات السند .
    ٣ - أن تحيل العادة تواطئهم علي الكذب ( كأن يكونوا من بلاد مختلفة ، وأجناس مختلفة ، ومذاهب مختلفة ، وما شابه .. فقد يكثر عدد المخبرين ولا يثبت للخبر حكم التواتر ، وقد يقل العدد نسبيا ويثبت للخبر حكم التواتر ، علي حسب أحوال الرواة ) .
    ٤ - أن يكون مستند خبرهم الحس ، ( كقولهم سمعنا أو رأينا أو لمسنا أو .... ) .
    حكمه
    المتواتر يفيد العلم الضروري ، أي اليقيني ، الذي يضطر انسان إلي التصديق به تصديقا جازما كمن شاهد الأمر بنفسه ، فالمتواتر كله مقبول ، ولا حاجة للبحث عن أحوال رواته .
    أقسامه
    ينقسم الخبر المتواتر إلي قسمين ، هما : لفظي ومعنوي .
    ١ - المتواتر اللفظي : هو ما تواتر لفظه ومعناه .. مثل حديث ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) رواه بضعة وسبعون صحابيا .
    ٢ - المتواتر المعنوي : هو ما تواتر معناه دون لفظه .. مثل أحاديث رفع اليدين في الدعاء ، فقد ورد عنه صلي الله عليه وسلم نحو مائة حديث ، كل حديث منها فيه أنه رفع يديه في الدعاء ، لكنها في قضايا مختلفة لم تتواتر ، والقدر المشترك بينها هو الرفع عند الدعاء ، تواتر بإعتبار مجموع الطرق .
    من أشهر الأحاديث المتواترة : حديث الحوض ، وحديث المسح علي الخفين ، وحديث رفع اليدين في الصلاة ، وحديث نصر الله امرأ ، وغيرها كثير .. لكن الملاحظ أن الأحاديث المتواترة قليلة جدا بالقياس إلي أحاديث الآحاد .
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد المنعم جبر عيسي ; 01/12/2008 الساعة 06:28 PM
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

  5. #5 رد: فهم مصطلح الحديث 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية روان أم المثنى
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الدولة
    أرض الحرمين
    المشاركات
    625
    معدل تقييم المستوى
    18





    الأستاذ الكريم

    عبد المنعم جبر

    بارك الله فيك على هذا البيان المفيد

    والنقل الممتاز المنتقى بعناية

    أسأل الله أن يثيبك عليه خير الجزاء

    اسمح لي أن أبين لمن يقرأ أول مرة هذه المصطلحات

    معنى كلمة (طبقة)

    فكثير من الناس يظن أن الطبقة هي الفترة الزمنية التي يعيشها الرواة

    وهو فهم خاطئ، فمثلا الطبقة لا تحدد بعدد محدد من الأعوام

    إذن فهي ليست فترة زمنية

    مثال ذلك: أن محمدا وعبد الله يرويان عن علي وعلي يروي عن الحسن

    الشيخ الأول هنا هو الحسن، والرواي عنه تلميذه علي

    إذن علي طبقة والحسن طبقة قبله

    بينما محمد وعبد الله كلاهما من طبقة واحدة لأنهما :

    1- التقيا 2- سمعا من شيخ واحد

    يمكن طبعا أن يختلف شيوخ عبد الله عن شيوخ محمد

    لكن اشتراكهما في السماع عن شيخ أو عدد من الشيوخ

    يجعلنا نقول أنهما من طبقة واحدة

    ويسمون (الأقران) وهم بشكل عام متقاربون سنا

    وأمثلة الطبقات

    1/ طبقة الصحابة

    2/ طبقة التابعين

    3/ طبقة تابعي التابعين

    وهذه الطبقات الثلاث هي أعلى الطبقات جميعا

    نسأل الله أن ينفعنا بهذا الموضوع وأمثاله

    وجزيت كل خير أستاذنا الكريم



    رد مع اقتباس  
     

  6. #6 رد: فهم مصطلح الحديث 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    وجزيت كل خير استاذة روان
    شكرا للاضافة الرائعة ..
    راجيا أن تبقى دائما بالجوار..
    وبكل تأكيد وصلت دعوتك لاستاذنا للدكتور محمود..
    تحياتى وتقديرى
    أخوك
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

  7. #7 خبر الآحاد 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    خبر الآحاد
    قال الدكتور محمود الطحان :
    الآحاد لغة جمع أحد بمعني الواحد ، وخبر الواحد هو ما يرويه شحص واحد . واصطلاحا : هو ما لم يجمع شروط المتواتر .
    حكمه
    يفيد العلم النظري ، أي العلم المتوقف علي النظر والإستدلال .
    أقسامه بالنسبة إلي عدد طرقه
    يقسم خبر الآحاد بالنسبة إلي عدد طرقه إلي ثلاثة أقسام :
    ١ - مشهور .
    ٢ - عزيز .
    ٣ - غريب .
    وسأتكلم علي كل منها ببحث مستقل .
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد المنعم جبر عيسي ; 06/12/2008 الساعة 08:49 AM
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

  8. #8 المشهور 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    ( أ ) - المشهور :
    معناه لغة : اسم مفعول من " شهرت الأمر " إذا أعلنته وأظهرته ، وسمي بذلك لظهوره .
    واصطلاحا : ما رواه ثلاثة فأكثر - في كل طبقة - ما لم يبلغ حد التواتر .
    ومن أمثلته ، حديث : { إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه ... } " أخرجه الشيخان والترمذي وابن ماجه وأحمد " .
    ( ب ) - المستفيض :
    معناه اللغوي : اسم فاعل من ( استفاض ) ، مشتق من " فاض الماء " وسمي بذلك لإنتشاره .
    ومعناه الإصطلاحي : اختلف العلماء في تعريفه علي ثلاثة أقوال ، وهي :
    ١ - هو مرادف للمشهور .
    ٢ - هو أخص منه ، لأنه يشترط في المستفيض أن يستوي طرفا اسناده ، ولا يشترط ذلك في المشهور .
    ٣ - هو أعم منه ، أي عكس القول الثاني .
    ( ج ) - المشهور غير اصطلاحي :
    ويقصد به ما اشتهر علي الألسنة ، من غير شروط تعتبر ، فيشمل :
    ١ - ما له اسناد واحد .
    ٢ - ما له أكثر من اسناد .
    ٣ - ما لا يوجد له اسناد أصلا .
    أنواعه :
    للمشهور غير اصطلاحي أنواع كثيرة ، أشهرها :
    ١ - مشهور بين أهل الحديث خاصة ، ومن أمثلته حديث أنس : { أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قنت شهرا بعد الركوع يدعو علي رعل وذكوان } " أخرجه الشيخان " .
    ٢ - مشهور بين أهل الحديث والعلماء والعوام ، ومن أمثلته : { المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده } " متفق عليه " .
    ٣ - مشهور بين الفقهاء ، ومثاله : { أبغض الحلال إلي الله الطلاق } " صححه الحاكم في المستدرك ، وأقره الذهبي لكن بلفظ : { ما أحل الله شيئا أبغض إليه من الطلاق } " .
    ٤ - مشهور بين الأصوليين ، ومثاله حديث : { رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه } " صححه ابن حبان والحاكم " .
    ٥ - مشهور بين النحاة ، ومثاله حديث : { نعم العبد صهيب لو لم يخف الله لم يعصه } " لا أصل له " .
    ٦ - مشهو بين العامة ، ومثاله حديث : { العجلة من الشيطان } " أخرجه الترمذي وحسنه " .
    حكم المشهور :
    المشهور الإصطلاحي وغير الإصطلاحي لا يوصف بكونه صحيحا أو غير صحيح ، بل منه الصحيح ومنه الحسن والضعيف بل والموضوع ، ولكن إن صح المشهور الإصطلاحي تكون له ميزة ترجحه علي العزيز والغريب .
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد المنعم جبر عيسي ; 07/12/2008 الساعة 08:32 PM
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

  9. #9 العزيز 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    العزيز
    نواصل قرائتنا لكتاب ( تيسير مصطلح الحديث ) للدكتور / محمود الطحان ، فنتحدث اليوم عن الحديث العزيز ، وهو ثاني أقسام خبر الآحاد ، فنقول :
    تعريفه :
    ١ - لغة : هو صفة مشبهة من ( عز يعز ) ، بالكسر أي قل وندر ، أو من ( عز يعز ) بالفتح ، أي قوي واشتد ، وسمي بذلك : إما لقلة وجوده وندرته ، وإما لقوته بمجيئه من طريق آخر .
    ٢ - اصطلاحا : أن لا يقل رواته عن اثنين في جميع طبقات السند ( يعني أن لا يوجد في كل طبقة من طبقات السند أقل من اثنين ، فإن وجد في بعض طبقات السند ثلاثة فأكثر فلا يضر ، بشرط أن تبقي ولو طبقة واحدة فيها اثنان ، لأن العبرة لأقل طبقة من طبقات السند ( * ) ، وقال بعض العلماء : إن العزيز هو رواية اثنين أو ثلاثة ، فلم يفصلوه عن المشهور في بعض صوره ) .
    من أمثلته :
    ما رواه الشيخان من حديث أنس ، والبخاري من حديث أبي هريرة ، أن رسول الله صلي الله عليه وسلم ، قال : { لا يؤمن أحدكم حتي أكون أحب اليه من والده وولده والناس أجمعين } " رواه البخاري ومسلم " .
    ورواه عن أنس قتادة وعبد العزيز بن صهيب ، ورواه عن قتادة شعبة وسعيد ، ورواه عن عبد العزيز اسماعيل بن علية وعبد الوارث ، ورواه عن كل جماعة .
    ---------------
    ( * ) هذا هو الراجح كما قال الحافظ ابن حجر في مصنفه ( النخبة وشرحها ) ص ٢١ - ٢٤ .
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد المنعم جبر عيسي ; 15/12/2008 الساعة 06:38 PM
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

  10. #10 الغريب 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    الغريب
    تعريفه اللغوي : هو صفة مشبهة بمعني المنفرد ، أو البعيد عن أقاربه .. والإصطلاحي : هو ما ينفرد بروايته راو واحد ( أي هو الحديث الذي يستقل بروايته شخص واحد ، اما في كل طبقة من طبقات السند ، أو في بعض طبقات السند ولو في طبقة واحدة ، ولا تضر الزيادة في باقي طبقات السند ، لأن العبرة للأقل ) .
    أيضا يطلق كثير من العلماء علي الغريب اسما آخر هو ( الفرد ) علي أنهما مترادفان ، وفرق بعض العلماء بينهما ، فجعل كلا منهما نوعا مستقلا عن الآخر .. لكن الحافظ ابن حجر يعتبرهما مترادفان لغة واصطلاحا ، إلا أنه قال : ( إن أهل الإصطلاح غايروا بينهما من حيث كثرة الإستعمال وقلته ، ف ( الفرد ) أكثر ما يطلقونه علي ( الفرد المطلق ) ، و ( الغريب ) أكثر ما يطلقونه علي ( الفرد النسبي ) .
    أقسامه :
    يقسم الغريب بالنسبة لموضع التفرد فيه إلي قسمين ، هما : ( غريب مطلق ) و ( غريب نسبي ) .
    ١ - الغريب أو الفرد المطلق : هو ما كانت الغرابة في أصل سنده ، أي ما ينفرد بروايته شخص واحد في أصل سنده .. ( أصل السند هو طرفه الذي فيه الصحابي ، والصحابي حلقة من حلقات السند .. أي إذا تفرد الصحابي برواية الحديث ؛ فإن الحديث يسمي غريبا غرابة مطلقة ) .. ( * ) .
    ومن أمثلته : حديث { إنما الأعمال بالنيات } " أخرجه الشيخان " تفرد به عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - .. وقد يستمر هذا التفرد إلي آخر السند ، وقد يرويه عن ذلك المتفرد عدد من الرواة .
    ٢ - الغريب أو الفرد النسبي : هو ما كانت الغرابة في أثناء سنده ، أي أن يرويه أكثر من راو في أصل السند ؛ ثم ينفرد بروايته راو واحد عن أولئك الرواة .
    ومن أمثلته : حديث مالك عن الزهري عن أنس - رضي الله عنه - أن النبي صلي الله عليه وسلم { دخل مكة وعلي رأسه المغفر } " أخرجه الشيخان " ، تفرد به مالك عن الزهري .
    وقد سمي هذا القسم باسم ( الغريب النسبي ) لأن التفرد وقع فيه بالنسبة إلي شخص معين .
    أنواع الغريب النسبي :
    هناك أنواع من الغرابة أو التفرد يمكن اعتبارها من الغريب النسبي ، لأن الغرابة فيها ليست مطلقة ، وإنما حصلت الغرابة فيها بالنسبة إلي شئ معين ، وهذه الأنواع هي :
    ( أ ) تفرد ثقة برواية الحديث ، كقولهم : لم يروه ثقة إلا فلان .
    ( ب ) تفرد راو معين عن راو معين ، كقولهم : تفرد به فلان عن فلان ، وإن كان مرويا من وجوه أخري عن غيره .
    ( ج ) تفرد أهل بلد أو أهل جهة ، كقولهم : تفرد به أهل مكة أو أهل الشام .
    ( د ) تفرد أهل بلد أو جهة عن أهل بلد أو جهة أخري ، كقولهم : تفرد به أهل البصرة عن أهل المدينة ، أو تفرد به أهل الشام عن أهل الحجاز .
    تقسيم آخر له :
    قسم العلماء الغريب من حيث غرابة السند أو المتن إلي :
    ( أ ) غريب متنا وإسنادا : وهو الحديث الذي تفرد برواية متنه راو واحد .
    ( ب ) غريب إسنادا لا متنا : كحديث روي متنه جماعة من الصحابة ، انفرد واحد بروايته عن صحابي آخر ، وفيه يقول الترمذي : غريب من هذا الوجه .
    --------------------------------------------------------
    ( * ) يقول الدكتور / محمود الطحان : ( وأما ما فهمه الملا علي القاري من كلام الحافظ بن حجر عندما شرح أصل السند : " الموضع الذي يدور الإسناد عليه ويرجع ولو تعددت الطرق إليه ، وهو طرفه الذي فيه الصحابي ؛ من أن تفرد الصحابي لا يعد غرابة ، وتعليله ذلك بأنه ليس في الصحابة ما يوجب قدحا ، أو أن الصحابة كلهم عدول .. فما أظن أن ابن حجر أراد ذلك .. والله أعلم ، بدليل أنه عرف الغريب بقوله : " هو ما ينفرد بروايته شخص واحد في أي موضع وقع التفرد به من السند " أي ولو وقع التفرد في موضع الصحابي ، لأن الصحابي حلقة من حلقات السند .. والعلم عند الله تعالي ) ا . هـ .
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد المنعم جبر عيسي ; 21/12/2008 الساعة 06:39 PM
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

  11. #11 أقسام خبر الآحاد بالنسبة الى قوته وضعفه 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    ينقسم خبر الآحاد بأقسامه ( المشهور والعزيز والغريب ) بالنسبة إلي قوته وضعفه إلي قسمين :
    ( أ ) مقبول :
    وهو ما ترجح صدق المخبر به ، وحكمه : وجوب الإحتجاج والعمل به .
    ( ب ) مردود :
    وهو ما لم يترجح صدق المخبر به ، وحكمه : أنه لا يحتج به ولا يجب العمل بمقتضاه .
    أقسام المقبول :
    يقسم ( المقبول ) بالنسبة إلي تفاوت مراتبه إلي قسمين رئيسيين هما : صحيح وحسن ، وكل منهما يقسم إلي قسمين هما : لذاته ولغيره .. فتئول أقسام المقبول في النهاية إلي أربعة أقسام ، هي :
    ( ١ ) صحيح لذاته .
    ( ٢ ) حسن لذاته .
    ( ٣ ) صحيح لغيره .
    ( ٤ ) حسن لغيره .
    أقسام ( المردود ) :
    لقد قسم العلماء الخبر المردود إلي أقسام كثيرة ، بلغ بعضهم نيفا وأربعين قسما ، وأطلقوا علي كثير من تلك التقسيمات أسماء خاصة بهم ، ومنها ما لم يطلقوا عليها اسما خاصا بها ، بل سموها باسم عام هو ( الضعيف ) .. أما أسباب رد الحديث فكثيرة ، ترجع بالجملة إلي أحد سببين رئيسيين ، هما :
    ( أ ) سقط في الإسناد .
    ( ب ) طعن في الراوي .
    وتحت كل من هذين السببين أنواع متعددة .
    وسوف نتناول كل تلك الأقسام - بإذن الله تعالي - بشئ من التفصيل ؛ في قراءاتنا التالية .
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد المنعم جبر عيسي ; 26/12/2008 الساعة 08:08 PM
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

  12. #12 الصحيح 
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    الصحيح
    تعريفه اللغوي : الصحيح مضاد السقيم ، وهو حقيقي في الأجسام ، مجاز في الحديث وسائر المعاني .. والإصطلاحي : ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله إلي منتهاه من غير شذوذ ولا علة .

    شروطه :
    هناك أمور يجب توافرها في الحديث حتي يكون صحيحا ، لو اختل شرط منها فلا يسمي الحديث صحيحا عندئذ .. وهذه الأمور هي :
    ( أ ) اتصال السند : أي أن يكون كل راو قد أخذه مباشرة عمن فوقه من أول السند وحتي منتهاه .
    ( ب ) عدالة الرواة : أي أن كل راو من رواته اتصف بكونه مسلما بالغا عاقلا غير فاسق وغير متهم في مروءته .
    ( ج ) ضبط الرواة : أي أن كل راو من رواته كان تام الضبط ، اما ضبط صدر أو ضبط كتاب .
    ( د ) عدم الشذوذ : أي أن لا يكون حديثا شاذا ، والشذوذ هو : مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه .
    ( هـ ) عدم العلة : أي أن لا يكون الحديث معلولا ، والعلة سبب غامض خفي يقدح في صحة الحديث ، مع أن ظاهره السلامة منه .

    ومن أمثلة الحديث الصحيح :
    ما أخرجه البخاري في صحيحه ، قال : ( حدثنا عبد الله بن يوسف ، قال : حدثنا مالك عن ابن شهاب ، عن محمد بن جبير بن مطعم ، عن أبيه قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم قرأ في المغرب بالطور ) .

    فهذا الحديث صحيح لأن :
    ( ١ ) سنده متصل : إذ أن كل راو من رواته سمعه من شيخه ، وأما عنعنة مالك وابن شهاب وابن جبير فمحمولة علي الإتصال لأنهم غير مدلسين .. ( العنعنة : رواية الحديث عن الشيخ بلفظ " عن " ، وسيأتي تفصيل حكمها بإذن الله تعالي ) .

    ( ٢ ) و ( ٣ ) ولأن رواته عدول ضابطون ، وهذه أوصافهم عند علماء الجرح والتعديل :
    ( أ ) عبد الله بن يوسف : ثقة متقن .
    ( ب ) مالك بن أنس : امام حافظ .
    ( ج ) ابن شهاب الزهري : فقيه حافظ متفق علي جلالته واتقانه .
    ( د ) محمد بن جبير : ثقة .
    ( هـ ) جبير بن مطعم : صحابي .

    ( ٤ ) ولأنه غير شاذ : إذ لم يعارضه ما هو أقوي منه .
    ( ٥ ) ولأنه ليس فيه علة من العلل .

    حكمه :
    وجوب العمل به بإجماع أهل الحديث ومن يعتد بهم من الأصوليين والفقهاء ، فهو حجة من حجج الشرع لا يسع المسلم ترك العمل به .
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد المنعم جبر عيسي ; 02/01/2009 الساعة 07:40 PM
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. رداً على كلام الدكتور عامد فوزي شعيبي حول مصطلح المؤامرة
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى فسيفساء المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 18/10/2014, 09:04 AM
  2. الحديث قصة قصيرة جدا
    بواسطة لحسن ملواني في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09/08/2012, 03:17 PM
  3. لنعدل عن الحديث عن "الأداة " عند الحديث في "النحو"
    بواسطة البشير الأزمي في المنتدى لسان الضاد
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 23/04/2007, 08:07 PM
  4. عن مصطلح (الحداثة)
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 03/05/2006, 08:43 PM
  5. هل مصطلح النص هو مصطلح الخطاب؟
    بواسطة أبو شامة المغربي في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 27/04/2006, 01:34 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •