الشعب العراقي كفيل لأسقاط المعاهدة الذل والخيانة



الحرب التي شنت على العراق تحت ذريعة أسلحة الدمار الشامل , دمرت العراق أرضا وكيانا وثروات وبنية تحتية , والحرب بذريعة العلاقة بتنظيم القاعدة , سببت مقتل أكثر من مليون ونصف وتشريد الملايين ونشرت الإرهاب, هي السبب الأول في مقتل زهاء مليوني من رجالها ونسائها وأطفالها خلال فترة الحصار بعد حرب الخليج الثانية، ومليون ونصف آخر بعد حرب الاحتلال، والحرب بذريعة زرع الديمقراطية, زرعت الفوضى الهدّامة وآثام أبو غريب والحديثة والفلوجة وغيرها, وفي تدمير البنية التحتية تدميرًا كاملاً، وفي اغتصاب التاريخ بسرقة الآثار، واغتصاب المستقبل بقتل العلماء، واغتيال الإنسان العراقي بما نجم عن الحروب والحصار من عداوات قد لا تندمل جراحها طويلاً. الحرب التي دخلت عامها السادس ما زال الرئيس الأمريكي المجرم بوش الابن -وهو على وشك الرحيل- يصرّ على أنّها كان لها ما يسوّغها وأنّها حققت أهدافها. فهل كان التدمير والخراب والتقتيل والتشريد والقضاء على مقومات النهوض هي الأهداف الأمريكية من هذه الحرب؟
يبدو أنّ هذا جميعه كان مطلوبا من أجل ترسيخ الهيمنة الأمريكية إقليميا وعالميا، وهذا ما لن يتحقق، فمعالم الهزيمة الأمريكية تزداد ظهورا مع دخولها العام السادس على تلك الحرب التي يطرح هذا الملف بعض جوانبها, فطرح جميعِ ما ارتُكب فيها من جرائم وما صنعته من المآسي، وما لا تزال تسبّبه حتى الآن، لا تتسع له سوى صفحات التاريخ، وسيسجّل التاريخ على هذه الزعامة الأمريكية أنّ ما صنعته في حرب احتلال العراق، لا يقلّ شأنا عمّا صنع أسلافها في هيروشيما وناجازاكي ودرسدن في الحرب العالمية الثانية، وفي فيتنام وما قبلها وما بعدها فيما تلاها من مسلسل حروب الهيمنة الأمريكية. بعد مفاوضات وسجالات استمرت أكثر من سنة، أقرت الحكومة الاحتلالية الاتفاق الأمني مع الولايات المتحدة بغالبية الأصوات. وأكدت أن التعديلات التي أدخلت على النسخة الأميركية تضمنتان تكون «نهاية عام 2011 موعداً نهائياً لانسحاب القوات الاميركية , وجدناهم يركضون وهم يسابقون الزمن من أجل التوقيع على الأتفاقية الأمنية الأقتصادية الثقافية والقبول بأي شروط أمريكية مهما كانت , وتم توقيعها من قبل العميل زيباري وسفير الأمريكي كروكر , وجاء ردّ الأمريكيين بوضوح في وجه الهالكي عندما قالت له الوزيرة رايس في زيارتها الاخيرة "إذا ما خرجت قواتنا من العراق فإن مصيركم هو التعليق على أعمدة الكهرباء ببغداد وسحلكم في الشوارع"، أصبحوا كمثل فريق كرة القدم الذي يدخل الساحة وغايته التعادل "يلعب على التعادل" , فتراه يشتت الكرات ويناور في ساحته ويرمي الكرة يمينا وشمالا
بغية قتل الوقت, ثم فجاءة يتمكن فريق الخصم وفي اللحطات الأخيرة من المباراة من تسديد هدفا في مرماه ,عندها لا يجد ذلك الفريق سوى أن يسابق الزمن والتوسل بالساعة أن تتوقف لعله يستطيع استدراك ما أضاع من زمن المباراة لعل الثواني تسعفه في أعادة التعادل, خوفا من أن ياتي "اوباما" الأسود فيقلب الطاولة على رؤسهم ويطالبهم بما لا يستطيعون رده, أو قد يحيلهم من جديد لاجئين في سوريا وايران ودول الأوربية , يتسكعون على أبواب السيدة زينب ينصبون فخاخ المتعة يتصيدون بها كل متردية أو نطيحة, وتلك أيام لا يتمنى أي منهم مجرد التفكير بها !, خصوصا بعد الرد القاسي لـ"اوباما" على رسالة "احمدي نجاد" ورفضه عرض "المتعة" الذي تضمنته رسالته !. وأخيرا تم موافقة رئاسة الوزراء بتصويت 27 وزير الذي أبت التصويت لأسباب لا نعرفها باتفاقية الذل والخيانة بعد فرمكة طويلة من المباحثات والتصريحات الرنانة لساسه (العراق الامريكي) حتى تظهر أمام العالم والشعب العراقي بأنهم قادرين أن يفرضا على سيدهم البيت الأبيض ( المجرم بوش) بأنهم لهم قرارات كحكومة لها سيادة , وكثير من المثقفين والوطنيين الشرفاء يعرفون مسبقا أنها موقعه على بياض مسبقا وأما ما نلاحظه من مماطلة إلا ضحك ولعب بمقدرات الشعب العراقي , هذي الحكومة التي أيدتها المرجعية العليا هي من تتحمل ذنب الشعب ولا أعرف كيف أيدتها الله أعلم ليكون الشعب لا كلمة ولا رأي , ليعيش ديكتاتورية العميلة أبشع بكثير من ديكتاتورية النازية , المعاهدة التي لم يعرف تفاصيلها لا الشعب ولا حتى كل دول العالم التي تخول أمريكا أن تبقى 100 عاما أخرى في حالة الوضع الأمني يبقى سيء أي نستبشر بان لا وجود للامان ولا تحسن للوضع الأمني مادام المحتل سيبقى هذي الفترة حتى تحقق أهدافها بأذية دول الجوار ويبقى أرض العراق هو الملعب على حساب الشعب العراقي لان ساسه (العراق الأمريكي) فضلا الذل والخيانة حتى تملأ بطونهم لتتشبع بثروات هائلة تمكنهم من شراء طائرات نفاثة متطورة خاصة لتنقلاتهم وقصور فخمة على شواطئ باريس أو أسبانيا أو لندن ونهب ثروات الشعب تذهب لولائمهم الدسمة والسهرات الليلية على شواطئ نهر دجلة كيف لا يوقعوا وتلك المغريات الدسمة في أفواههم كيف لا يوقعوا وهم أصبحوا من أثرياء العالم بعد ما كانت تصدق الأمم المتحدة بإعطائهم 300 دولار شهريا لا تكفي لسد معيشتهم عندما كانوا لاجئين في دول أوروبا, وألان هل يهمهم الشعب العراقي من يكون حتى يأخذوا رأي مواطن واحد, ليذهب إلى الجحيم الشعب ومن فيه مادام الجيوب والبطون ممتلئة وسيدهم المجرم بوش راضي عنهم أو لنقل البيت الأبيض راضي على هذي الحكومة الآمية الطائفية والعرقية الشوفينية والتي أتت عل ظهر الدبابات ليصبحوا من أثرياء العالم وصدق قول الإمام علي علية السلام "لا تطلب من بطون جاعت ثم شبعت أطلب من بطون شبعت ثم جاعت", وهذا أصبح حال الشعب العراقي في جبينه وصمة عار لا تفارقه إلى الأبد والسبب التي أيدتهم المرجعية الخرساء , التي لا يشرفوننا بتمثيلهم لأعرق حضارة عرفها التاريخ , ألا كان من الأجدر أن تنادي المرجعية للمقاومة والجهاد ضد المحتل , وإخراج المحتل من أرضنا , كان الأجدر أن تفتي مرجعيتنا بفتوة ضد كل من خان وباع وطنه , أو تجعل الشعب بكل فئاته أن يختار من يمثله , الآن مطلوب من الشيعة العرب في العراق وبلدان العربية بالعمل الجاد لإنشاء مؤسسات ومرجعيات دينية وطنية في العراق وكل البلدان العربية التي يتواجد فيها الشيعة لتساهم في بناء أوطانها وترسيخ دعائم هويتها ووحدتها الوطنية وبث قيم التسامح والمحبة والإخاء ما بين أبنائها.
و لكي لا نصبح بين فكيين بين الفك الأمريكي والإيراني والفك الثالث قيادات الكردي المتصهينة , لماذا لم نكون مثل الشعب المصري أبان الاحتلال الفرنسي
له بقيادة نابليون بونابرت عام 1798 م الذي قدم الشعب المصري التضحيات تلو التضحيات لإخراج المحتل بمقاومة قل نظيريها في العالم لم يصمد المحتل ليبقى فقط 3 سنوات ويرحل عن ارض مصر من اخرج الفرنسيين وطردهم هم المقاومة المصرية عكس مرجعيتنا لا يهمها سوى خدمة أجندة الإيرانية , دون أصدار أي فتوة في مقاومة المحتل وهو جاثم على قلوبنا 6 سنوات ولماذا لا يكون مثل ليبيا الذي كان فيها عمر المختار شيخ المقاومين الشرفاء الذي دافعوا عن ليبيا بكل شرف المقاومة ما تحويه من ضمير صادق للدفاع عن الوطن 20 عام وشيخ الشهداء يقاوم المحتل الإيطالي ولم يرضخ لأي مطامع أو عروض مغرية حتى لقنهم درس للمحتلين لحد هذي الفترة يذكرون مقاومة عمر المختار , ولماذا لا يكون مثل الشعب الجزائري الذي اخرج الفرنسيين وطردهم هم المقاومة الجزائرية , وهذا ما يسطروا المقاومة الوطنية العراقية الباسلة التي رفعت اللواء للمناهضة الاحتلال والعملية السياسية الاحتلالية وكلفت على عاقتها أخرج الامريكيون وطردهم ومحاكمة جميع العملاء والخونة والجواسيس على ما آل إليه حال العراقيين في سنوات الاحتلال , وأفشلت المقاومة المسلحة مشروعين متداخلين هما المشروع الأميركي العالمي الذي أراد بسط السيطرة والنفوذ على العراق، ومشروع الأحزاب والقوى الطائفية والعرقية التي جاء بها. سوف يكتب التاريخ أسطورة المقاومة الوطنية العراقية للأجيال المقبلة ويقرأوا في كل الكتب عن تاريخ العراق ومقاومته الوطنية للمحتل الأمريكي , من حق الأجيال أن تتسأل ما هي أسباب من وراء احتلال الجيوش الامريكية ، مع جيوش ثلاثين دولة آخرى ، العراق سنة 2003؟ يجيب جوناثان ستيل، في كتاب الهزيمة، بالقول: " لقد صممت الحرب لتخبر المنطقة والعالم بأن امريكا هي القوة الاولى ولها القدرة والرغبة لتدفع جيشها لأية بقعة بموافقة الامم المتحدة او بدونه، لتعّلم العرب بأنها ستحتل العراق وتفرض عليه حكومة عميلة وتنشئ قواعد عسكرية فيه بصورة أبدية, لقد كانت أستراتيجيتها سيطرة شركات النفط الامريكية على ثروة العراق". بينما وصف مايكل ليدين، المستشار في ادارة المجرم بوش ، هدف الحرب كان "لاعادة خلق العالم' و'سيتم تنظيف الشرق الاوسط من الإرهابيين وسيتم خلق منطقة عملاقة للتجارة الحرة". من قام بكل ذلك؟ وهل هناك غير الامريكان وحلفائهم لاوسط من الإرهابيين وسيتم خلق منطقة عملاقة للتجارة الحرة". من قام بكل ذلك؟ وهل هناك غير الامريكان وحلفائهم الاجانب وعملائهم الطائفيين والعنصريين الذين دخلوا البلاد على متن الطائرات المحتل ودباباته ؟ وهم الآن يتفاوضون لفرض أتفاقية مدمرة علينا ليستمروا ، بصورة شرعية ، في قتلنا وتعذيبنا الى أجل غير معروف؟ وهل حقاً ستكون هذه الأتفاقية لمصلحة العراق بعد أن فتكوا به دون رحمة؟ توقع اتفاقية باطلة في مفهوم الشرعية الدولية، حتى في إطار القانون الدولي التطبيقي، أي مجموعة الاتفاقات والمعاهدات والعلاقات الثنائية والجماعية الدولية التي تعتبر مشروعة بمقدار التزامها بمبادئ القانون الدولي العام، وباطلة بمقدار انتهاكها لها, حتى في هذا الإطار لا نجد حالة واحدة مشابهة للحالة التي يراد اصطناعها لمستقبل العراق، بعد أن أصبحت الهزيمة الأمريكية واضحة للعيان، شاء بوش الابن أم أبى، وراق ذلك للحكومة المرتبطة به داخل العراق أكثر من ارتباط أعوانه الأمريكيين الذين استقالوا واحدًا تلو الآخر، أم لم يَرُق. اليس من حقنا أن نجزم بأن الذين سيوقعون على هذه الأتفاقية هم الذين باعوا وطنهم إلى المستعمر لقاء كراسي رخيصة ومنزوية في المنطقة السوداء ؟ "إعلان المبادئ" بين المجرم بوش الأبن والعميل المالكي هو "تمهيد لاحتلال مدني طويل الأمد" , حقيقة الأمر أتعس من ذلك. اذ يشارك العميلين برهم صالح وهوشيار زيباري الجانب العراقي في المفاوضات وهذان لا يؤمنان بالعراق اصلاً بل يعتبران نفسيهما قرودستانيين. وهنا أخص بالذكر العميل برهم صالح، الذي كان تلميذ في جامعة كارديف، وكان يأتي إلى بيت صديقه هناك لمرات عديدة. وحين ينطق كلمة "العراق" كان يرد عليه : "أستاذ أرجو غسل فمك لأنه توسخ حين نطقت بكلمة العراق". ثم تدرب العميل برهم لسنوات في الولايات المتحدة، بحجة كونه ممثلاً لحزب العميل جلال الطالباني، على يد الخبراء في الحكومة الامريكية وهو الذي دعا أول وفد اسرائيلى إلى المنطقة الشمالية في العراق وكان ذلك قبل الاحتلال وقد تم نشر الخبر في وسائل الإعلام في حينه. فالعميل برهم صالح لا يمثل العراق في المفاوضات. لننظر إلى الامور نظرة واقعية: ليس من حق الحكومة العار المحكومة وفي ظل الاحتلال أن توقع على أتفاقية عادلة وعلى قدم المساواة مع أعظم قوة في العالم. وليس لحكومة الرابعة الاحتلالية الامكانية للدفاع عن حقوق العراق، ذلك لأن القوة العظمى اتت، كما يقول جونثان ستيل اعلاه، لتستعمر العراق وتبني قواعدها وتهدد الجيران وتستغل ثرواته ما دامت هناك ثروة فيه، وأن التوقيع على الأتفاقية هو لتنفيذ كل هذه الاغراض. إذن الحل لا يكمن في المطالبة من حكومة الاحتلال بعدم التوقيع على الاتفاقية. أن الحل الوحيد الموجود لدى شعبنا هو الاستمرار في مقاومة العدو المحتل إلى أن يتم طرده من العراق. أن الاغلبية الساحقة من الشعب العراقي تدرك هذه الحقيقة وقدمت التضحيات الجسيمة في هذا السبيل. على عدم وجود حكومة حقيقية قادرة على السيطرة على الامور وأن الحكام مشغولون بالسرقة ونشر الفساد (لقد أعلنت المصادر الامريكية عن بلوغ السرقات الحكومية 13 مليارات دولار في السنة). فالشعب العراقي لا يستطيع الاستمرار في الحياة، مع الفوضى السائدة، فليس هناك سبيل آخر سوى العصيان العام عن طريق رفض القيام باي شيء وأعلان الاضراب العام ورفض تنفيذ الاوامر الى أن يتم طرد المحتلين. ولهذا ايضاً يتم تكرار نشر الاف المنشورات في الشوارع تحرض الشعب على الثورة. بطبيعة الحال لا ينجح العصيان دون استمرار المقاومة المسلحة. فعلى المقاومين أن يدركوا خطورة الوضع ويعملوا على القضاء على الخلافات القائمة بين أبناء الشعب الواحد ويعملوا لتوحيد أطراف المقاومة الباسلة والقضاء على التفرقة الدينية والطائفية والقومية ويركزوا على توحيد كل العراقيين لرفع المقاومة الى مرتبة أعلى لتحرير العراق لكل العراقيين. وعند ذلك فقط يتمكن الشعب من التخلص من الاحتلال ومن حكومة الاحتلال ومعاهدات الاحتلال , والمعاهدة في حصيلة الأمر محاولة من جانب بوش الابن، أن يترك علاقة الاحتلال في العراق بعد رحيله في صيغة جديدة مناسبة لمن يأتي من بعده، تحفظ للولايات المتحدة الأمريكية وجودها العسكري وغير العسكري المهيمن في العراق، بما ينسجم مع ما يجري التخطيط له للمنطقة عبر "مؤتمر أنابوليس" وذيوله، وليس من أجل هذا قُتل وشُرّد الملايين من العراقيين، ولا من إخوانهم وأخواتهم في فلسطين وأفغانستان وسواهما، بل هو من أجل استقلال حقيقي، وسيادة حقيقية، وهذا ما لا تستطيع قيادات وزعامات مرتبطة بدولة الاحتلال والهيمنة تحقيقه، عبر اتفاقات باطلة أو من دونها، وعبر متاهة مفاوضات أو من دونها ما بين أطراف هم في الحصيلة أقرب إلى أن يكونوا "طرفًا واحدًا"، مع تغييب من يمثل الإرادة الشعبية تمثيلاً حرًّا نزيهًا، ووطنيًّا صادقًا.