قدم رجل من النحاة خصماً إلى القاضي ، وقال : لي عليه مائتان وخمسون درهماً . فقال لخصمه : ما تقول ؟ فقال : أصلح الله القاضي ، الطلاق لازم له ، إن كان له إلا ثلثمائة ، وإنما ترك منها خمسين ليعلم القاضي أنه نحوي .



جاء رجل إلى الحسن البصري فقال : ما تقول في رجل مات فترك أبيه وأخيه ؟ فقال الحسن : ترك أباه وأخاه . فقال : ما لأباه وأخاه ، فقال الحسن : ما لأبيه وأخيه . فقال الرجل : إني أراك كلما طاوعتك تخالفني .



وقيل : قدم العريان بن الهيثم على عبد الملك ، فقيل له : تحفظ من مسلمة فإنه يقول : لأن يلقمني رجل بحجر أحب غلي من أن يسمعني رجل لحناً ، فأتاه العريان ذات يوم فسلم عليه . فقال له مسلمة : كم عطاءك ؟ قال : ألفين . فنظر إلى رجل عنده وقال له : لحن العراقي ، فلم يفهم الرجل عن مسلمة ، فأعاد مسلمة القول على العريان وقال : كم عطاؤك ؟ فقال : ألفان . فقال : ما الذي دعاك إلى اللحن أولاً والإعراب ثانياً ؟ قال : لحن الأمير فكرهت أن أعرب ، وأعرب فأعربت . فاستحسن قوله وزاد في عطائه .

المصدر :
نهاية الأرب في فنون الأدب ـ موافق للمطبوع
المؤلف : شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري