صفحة 6 من 6 الأولىالأولى 1 2 3 4 5 6
النتائج 61 إلى 66 من 66

الموضوع: أهل العلم

  1. #61  
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    الإمام الحسن البصرى
    وصفه الذهبى ، فقال :
    ( مناقبه كثيرة ، ومحاسنه غزيرة ، كان رأسا فى العلم والحديث ؛ كثير الإطلاع ، رأسا فى القرآن والتفسير ، رأسا فى الوعظ والتذكير ، رأسا فى الحلم والعبادة ، رأسا فى الزهد والصدق ، رأسا فى الفصاحة والبلاغة ، رأسا فى الأيد والشجاعة ... ) .
    هو الحسن بن أبى الحسن ، واسمه يسار البصرى أبو سعيد .. والشهير بالحسن البصرى .. مولى زيد بن ثابت .. وقيل مولى جابر بن عبد الله .. وقيل غيرهم .. وكان والده يسار من سبى ميسان ، وأمه خبرة مولاة أم سلمة زوج النبى صلى الله عليه وسلم .
    ولد لسنتين بقيتا من خلافة الفاروق عمر بن الخطاب ؛ رضى الله تعالى عنه .
    وصفه محمد بن سعد فى طبقاته ، فقال : كان الحسن رحمه الله جامعا عالما رفيعا فقيها ، ثقة حجة مأمونا عابدا ناسكا كثير العلم فصيحا جميلا وسيما .
    وقال الذهبى عنه أيضا : كان رجلا تام الشكل ، مليح الصورة ، بَهِيَاً ، وكان من الشجعان الموصوفين .
    قالوا عن الحسن :
    قال عنه أبو بردة : ما رأيت أحدا أشبه بأصحاب محمد منه .
    وروى عن حميد بن هلال قوله : قال لنا أبو قتادة : الزموا هذا الشيخ ، فما رأيت أحدا أشبه رأيا بعمر منه .
    وعنه قال أنس بن مالك : سلوا الحسن ، فإنه حفظ ونسينا .
    وحكى ابن سعد أنه قدم مكة ؛ فأجلسوه على سرير ، واجتمع الناس فحدثهم ، وكان فيمن أتاه مجاهد ، وعطاء ، وطاووس ، ، وعمرو بن شعيب ، فقالوا .. أو قال بعضهم : ما رأينا مثل هذا قط .
    وقال قتادة : ما جمعت علم الحسن إلى علم أحد إلا وجدت له عليه فضلا ، غير أنه كان إذا أشكل عليه أمر كتب فيه إلى سعيد بن المسيب يسأله .
    وقال أيضا : ما جالست فقيها إلا رأيت فضل الحسن عليه .
    وعن الأعمش قال : ما زال الحسن يَعِى الحكمة حتى نطق بها ، وكان إذا ذُكر عند أبى جعفر بن على بن الحسين قال : ذاك الذى يشبه كلامه كلام الأنبياء .
    وقال خالد بن صفوان ؛ مخبرا عنه الأمير مسلمة بن عبد الملك : أصلح الله الأمير ، أخبرك عنه بعلم ، أنا جاره إلى جنبه ، وجليسه فى مجلسه ، أشبه الناس سريرة بعلانية ، وأشبه قولا بفعل ، إن قعد على أمر قام به ، وإن قام على أمر قعد به ، وإن أمر بأمر كان أعمل الناس له ، وإن نهى عن شيء كان أترك الناس له ، رأيته مستغنيا عن الناس ، ورأيت الناس محتاجين إليه .. فقال الأمير : حسبك يا خالد .. كيف يضل قوم هذا فيهم .
    عبادته وخوفه وحزنه رحمه الله :
    كان ـ رحمه الله ـ يصوم البيض ، وأشهر الحرم ، والإثنين والخميس ، وكان يقرأ القرآن فيبكى حتى يتحدر الدمع على لحيته .. وكان رجلا محزونا .. حتى قال ابراهيم بن عيسى اليشكرى : ما رأيت أحدا أطول حزنا من الحسن ، ما رأيته إلا حسبته حديث عهد بمصيبة .
    من شيوخه ـ رحمه الله ـ :
    قال الحافظ فى ( تهذيب التهذيب ) : رأى عليا ، وطلحة ، وعائشة ، وكتب للربيع بن زياد والى خراسان فى عهد معاوية ، وروى عن أُبىِّ بن كعب ، وسعد بن عبادة ، وعمر بن الخطاب ولم يدركهم ،وعن ثوبان ، وعمار بن ياسر ، وأبى هريرة ، وعثمان بن أبى العاص ، ومعقل بن سنان ولم يسمع منهم .
    وقال الذهبى فى ( السير ) : روى عن عمران بن حصين ، والمغيرة بن شعبة ، وعبد الرحمن بن سمرة ، وأبى بكرة ، والنعمان بن بشير ، وجندب بن عبد الله ، وسمرة بن جندب ، وابن عباس ، وابن عمر ، وجابر ، وعمرو بن ثعلب ، وعبد الله بن عمرو ، ومعقل بن يسار ، وأبى هريرة ، والأسود بن سريع ، وأنس بن مالك ،
    ومن تلامذته :
    روى عنه حميد الطويل ، ويزيد بن أبى مريم ، وأيوب ، وقتادة ، وعوف الأعرابى ، وبكر بن عبد الله المزنى ، وجرير بن حازم ، وأبو الأشهب ، والربيع بن صبيح ، وسعيد الجريرى ، وسعد بن ابراهيم بن عبد الحمن بن عوف ، وسماك بن حرب ، وشيبان النحوى ، وابن عون ، وخالد الحذاء ، وعطاء بن السائب ، وعثمان البتى ، وقرة بن خالد ، ومبارك بن فضالة ، والمعلى بن زياد ، وهشام بن حسان ، ويونس بن عبيد ، ومنصور بن زاذان ، ومعبد بن هلال .. وغيرهم كثيرون .
    درر من أقواله رحمه الله :
    روى عنه رحمه الله قوله : بئس الرفيقان ؛ الدرهم والدينار .. لا ينفعانك حتى يفارقانك .
    وقوله : إن المؤمن يصبح حزينا ويمسى حزينا ، ولا يسعه غير ذلك ، لأنه بين مخافتين : ذنب قد مضى لا يدرى ما الله يصنع به ، وأجل قد بقى لا يدرى ما يصيب فيه من المهالك .
    وقوله : إنما الفقيه : الزاهد فى الدنيا ، البصير بدينه ، المداوم على عبادة ربه عز وجل .
    وقوله : المؤمن من يعلم أن ما قال الله عز وجل كما قال ، المؤمن أحسن عملا ، وأشد الناس خوفا ، لو أنفق جبلا من مال ما أمن دون أن يعاين ، ولا يزدادد صلاحا وبرا وعبادة إلا ازداد فرقا ؛ يقول : لا أنجو .. والمنافق يقول : سواد الناس كثير ، وسيغفر لى ولا بأس علىَّ وينسى العمل ، ويتمنى على الله تعالى .
    وقوله رحمه الله تعالى : ابن آدم .. ترك الخطيئة أهون عليك من معالجة التوبة ، ما يؤمنك أن تكون أصبت كبيرة أغلق دونها باب التوبة ، فأنت فى غير معمل .
    ودخل عليه أحد أصحابه وهو يأكل ، فدعاه إلى الطعام فقال : أخاف أن لا أؤدى شكره .. فقال الحسن : وتؤدى شكر الماء البارد ؟
    موقفه رحمه الله من الفتنة :
    روى أنه سأل رجل الحسن وأناس من أهل الشام يسمعون ، فقال : يا أبا سعيد ؛ ما تقول فى الفتن مثل يزيد بن المهلب وابن الأشعث ؟ فقال الحسن لا تكن مع هؤلاء ولا مع هؤلاء .. فقال رجل من أهل الشام : ولا مع أمير المؤمنين يا أبا سعيد ؟ فغضب الحسن .. حتى قال : نعم .. ولا مع أمير المؤمنين .
    وكان يقول : لو أن الناس إذا ابتلوا من قبل سلطانهم صبروا ؛ ما لبثوا أن يفرَّج عنهم ، ولكنهم يجزعون إلى السيف فيوكلون إليه ، فوالله ما جاءوا بيوم خير قط .
    وحكى بعضهم : لما كانت الفتنة ـ فتنة ابن الأشعث إذ قاتل الحجاج بن يوسف ـ انطلق عقبة بن عبد الغافر وأبو الجوزاء وعبد الله بن غالب فى نظرائهم فدخلوا على الحسن ، فقالوا : يا أبا سعيد ، ما تقول فى هذا الطاغية ؛ الذى سفك الدم الحرام ، وأخذ المال الحرام ، وترك الصلاة ، وفعل وفعل ، وذكروا من فعل الحجاج .. فقال الحسن : أرى أن لا تقاتلوه ، فإنها إن تك عقوبة من الله ؛ فما أنتم برادى عقوبة الله بأسيافكم ، وإن يك بلاءٌ فاصبروا حتى يحكم الله وهو خير الحاكمين .. فخرجوا من عنده وهم يقولون : نطيع هذا العلج ؟ ـ مستنكرين قوله ـ قال الراوى : وهم قوم عرب .. وخرجوا مع ابن الأشعث فقتلوا جميعا .
    وقيل لابن الأشعث : إن سرَّك أن يقتلوا حولك كما قتلوا حول جمل عائشة فأخرج الحسن .. فأرسل إليه من أكرهه على الخروج معه .. ثم نجاه الله بفضله ورحمته ، بعد أن كاد يهلك .
    حكى ابن سعد فى طبقاته ، عن ابن عون قال : استبطأ الناس أيام ابن الأشعث فقالوا له : أخرج هذا الشيخ ـ يعنى الحسن ـ قال ابن عون : فنظرت إليه بين الجسرين ، وعليه عمامة سوداء .. قال : فغفلوا عنه فألقى نفسه فى بعض الأنهار حتى نجا منهم .
    وفاته رحمه الله :
    ذكر ابنه عبد الله بن الحسن : أن أباه عاش نحوا من ثمان وثمانين سنة .
    وقال الذهبى : مات فى أول رجب ( أى سنة عشر ومائة ) .. وكانت جنازته مشهودة ، وصلوا عليه عقيب الجمعة بالبصرة ، فشيعه الخلق وازدحموا عليه ، حتى إن صلاة العصر لم تقم فى الجامع .
    رحمه الله تعالى رحمة واسعة .
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد المنعم جبر عيسي ; 01/05/2010 الساعة 06:41 AM
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

  2. #62  
    كاتب الصورة الرمزية عبد الله نفاخ
    تاريخ التسجيل
    Mar 2010
    الدولة
    سوريا دمشق
    العمر
    38
    المشاركات
    829
    مقالات المدونة
    3
    معدل تقييم المستوى
    15
    ما أروع ما تصنع بهذه الموضوعات يا أستاذنا ...................لست أبالغ إن قلت إني لم أقرأ في السير مثلها
    ربما عابوا السمو الأدبي بأنه قليل ، ولكن الخير كذلك . وبأنه مخالف ، ولكن الحق كذلك ، وبأنه محير ، ولكن الحسن كذلك، وبأنه كثير التكاليف ، ولكن الحرية كذلك
    إمام الأدب العربي (الرافعي)
    رد مع اقتباس  
     

  3. #63  
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله نفاخ مشاهدة المشاركة
    ما أروع ما تصنع بهذه الموضوعات يا أستاذنا ...................لست أبالغ إن قلت إني لم أقرأ في السير مثلها

    وما أروع مروركم الكريم أخى عبد الله ..
    سعدت لإطلالتكم البهية ..
    والشكر الجزيل للمجاملة الرقيقة ..
    وتحياتى .
    أخوك
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

  4. #64  
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Nov 2010
    المشاركات
    4
    معدل تقييم المستوى
    0
    جزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم
    رد مع اقتباس  
     

  5. #65  
    كاتب الصورة الرمزية عبد المنعم جبر عيسي
    تاريخ التسجيل
    Aug 2008
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    833
    معدل تقييم المستوى
    17
    محمد بن سيرين
    هو محمد بن سيرين الأنصارى ؛ أبو بكر بن عمرة البصرى أخو أنس ، ومعبد ، وحفصة ، وكريمة .. كان سابع سبعة من اخوته من ثقات التابعين .. مولى أنس بن مالك ـ رضى الله تعالى عنه ـ خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان أبوه من سبى ( عين التمر ) ، الذين أسرهم خالد بن الوليد رضى الله عنه .
    اختُلف فى مولده ـ رحمه الله ـ فقيل ولد لسنتين بقيتا من خلافة عمر ، وقيل من خلافة عثمان .. قال الذهبى فى السير : ( الثانى أشبه ، ولو كان أولاهما الأول لكان ابن سيرين فى سن الحسن ، ومعلوم أن محمدا كان أصغر بسنوات ) .
    وصفه يوسف بن عطية فقال : ( رأيت ابن سيرين قصيرا عظيم البطن ، له وفرة ، يفرق شعره ، كثير المزاح والضحك ، يخضب بالحناء ) .
    وعنه قال ابن سعد فى طبقاته : ( كان ثقة ، مأمونا ، عالما ، رفيعا ، فهيما ، إماما ، كثير العلم ، ورعا ، وكان به صمم ) .
    قالوا عن ابن سيرين :
    روى عن شعيب بن الحبحاب قوله : ( كان الشَّعبىُّ يقول لنا : عليكم بذاك الأصم .. يعنى ابن سيرين ) .
    وعنه قال هشام بن حسان : ( حدثنى أصدق من أدركت من البشر ؛ محمد بن سيرين .... ) .
    وقال عنه العجلى فى التهذيب : ( بصرى تابعى ثقة ، وهو من أروى الناس عن شريح وعبيدة ، وإنما تأدب بالكوفيين أصحاب عبد الله وإخوته معبد ، ويحيى ، وأنس ، وحفصة أم الهذيل تابعون ثقات ) .
    وعن ابن عون قال : ( ثلاثة لم تر عيناى مثلهم : ابن سيرين بالعراق ، والقاسم بن محمد بالحجاز ، ورجاء بن حيوة بالشام ، كأنهم التقوا فتواصوا ) .
    وعنه أيضا قال : ( كان محمد من أرجى الناس لهذه الأمة ، وأشد الناس إزراءً على نفسه ) .
    من أساتذته ـ رحمه الله ـ :
    قال الحافظ فى ( تهذيب التهذيب ) :
    روى عن مولاه أنس بن مالك ، وزيد بن ثابت ، والحسن بن على بن أبى طالب ، وجندب بن عبد الله البجلى ، وحذيفة بن اليمان ، ورافع بن خديج ، وسليمان بن عامر ، وسَمُرَة بن جندب ، وابن عمر ، وابن عباس ، وعثمان بن أبى العاص ، وعمران بن حصين ، وكعب بن عجره ، ومعاوية ، وأبى الدرداء ، وأبى قتادة ، وأبى هريرة ، وأبى بكر الثقفى ، وعائشة أم المؤمنين ، وأم عطية ، وحميد بن عبد الرحمن الحميدى ، وعبد الله بن سقيف ، وعبد الرحمن بن أبى بكرة ، وعبيدة السلمانى ، وعبد الرحمن بن بشر بن مسعود ، وقيس بن عباد ، وكثير بن أفلح ، وعمرو بن وهب ، ومسلم بن يسار ، ويونس بن جبير ، وأبى المهلب الجرمى ، وإخوته معبد ، ويحيى ، وحفصة ، ويحيى بن أبى اسحاق الحضرى وهو أصغر منه ، وخالد الحذاء ، وهو من تلامذته ، وغيرهم طائفة من كبار التابعين .
    ومن تلامذته ـ رحمه الله تعالى ـ :
    روى عنه الشعبى ، وثابت ، وخالد الحذاء ، وداود بن أبى هند ، وابن عون ، ويونس بن عبيد ، وجرير بن حازم ، وأيوب ، وأشعث بن عبد الملك ، وحبيب بن الشهيد ، وعاصم الأحول ، وعوف الأعرابى ، وقتادة ، وسليمان التيمى ، وقرة بن خالد ، ومالك بن دينار ، ومهدى بن ميمون ، والأوزاعى ، وهشام بن حسان ، ويحيى بن عتيق ، ويزيد بن إبراهيم ، وأبو هلال الراسبى ، وعمران القطان ، وعمارة بن مهران ، وعلى بن زيد بن جدعان ، ومنصور بن زادان ، وكثير بن شنظير ، ويزيد بن طهمان ، وآخرون .
    عبادته وورعه رحمه الله :
    قال الخطيب البغدادى فى ( تاريخ بغداد ) : وكان محمد أحد الفقهاء من أهل البصرة والمذكورين بالورع فى وقته .
    وقال مورق العجلى : ( ما رأيت رجلا أفقه فى ورعه ، ولا أورع فى فقهه من محمد بن سيرين ) .
    وقال أبو قلابة : ( اصرفوه حيث شئتم فلتجدنه أشدكم ورعا وأملكم لنفسه ) .
    وقال بكر بن عبد الله المزنى : ( من أراد أن ينظر إلى أورع من أدركنا فلينظر إلى محمد بن سيرين ) .
    وقال هشام بن حسان : ( كان محمد يتَّجِرْ ، فإذا ارتاب فى شىء تركه ) .
    عن ميمون بن مهران ، قال : ( قدمت الكوفة وأنا أريد أن أشترى البزّ ، فأتيت ابن سيرين بالكوفة فساومته ، فجعل إذا باعنى صنفا من أصناف البزّ قال : هل رضيت ؟ فأقول نعم .. فيعيد ذلك علىَّ ثلاث مرات ، ثم يدعو رجلين فيشهدهما ، ولا يشترى ولا يبيع بهذه الدراهم الحجاجية ، فلما رأيت ورعه ، ما تركت شيئا من حاجتى أجده عنده إلا اشتريته حتى لفائف البزّ ).
    وعن عبد الحميد بن عبد الله بن مسلم بن يسار ، قال : ( لما حبس ابن سيرين فى السجن ؛ قال له السجان : إذا كان الليل فاذهب إلى أهلك ، فإذا أصبحت فتعال .. ) فقال ابن سيرين : ( لا والله لا أعينك على خيانة السلطان ) .
    قال المدائنى : ( كان سبب حبس ابن سيرين فى الدين أنه اشترى زيتا بأربعين ألف درهم ، فوجد فى زق منه فأرة ) ، فقال : ( الفأرة كانت بالمعصرة ، فصب الزيت كله .. ) وكان يقول : ( عيرتُ رجلا بشىء منذ ثلاثين سنة ، أحسبنى عوقبت به .. ) .
    عن ابن عوف ، عن محمد بن سيرين : أنه لما ركبه الدين اغتم لذلك ، فقال : ( إنى لأعرف هذا الغم بذنب أصبته منذ أربعين سنة .. ) .
    وعن عبد الله بن السرى ، قال : قال ابن سيرين : ( إنى لأعرف الذنب الذى حمل علىَّ الدين ما هو ؟ قلت لرجل من أربعين سنة يا مفلس ) ، فحدث به أبا سليمان الدارانى . قال : ( قلَّتْ ذنوبهم فعرفوا من أين يؤتون ، وكثرت ذنوبى وذنوبكم فليس ندرى من أين نؤتى ) .
    عن أم عبدان امرأة هشام بن حسان ، قالت : ( كنا نزولا مع محمد بن سيرين فى الدار ، فكنا نسمع بكاءه بالليل وضحكه بالنهار ) .
    وقال أشعث : ( كان ابن سيرين إذا سئل عن الحلال والحرام تغير لونه حتى نقول : كأنه ليس بالذى كان ) .
    وقال عاصم الأحول : ( كنت عند ابن سيرين فدخل عليه رجل فقال يا أبا بكر ما تقول فى كذا ؟ ) قال : ( ما أحفظ فيها شيئا ) . فقلنا له : ( فقل فيها برأيك ) .. قال : ( أقول فيها برأيى ثم أرجع عن ذلك الرأى لا والله ) .
    وعن ابن عون قال : ( قال محمد فى شىء راجعته فيه : إنى لم أقل ليس به بأس ، إنما قلت لا أعلم به بأسا ) .
    وقال ابن شبرمة : ( دخلت على ابن سيرين بواسط ؛ فلم أر أجبن من فتوى منه ، ولا أجرأ على رؤيا منه ) .
    عبادته ـ رحمه الله ـ وبره بأمه :
    عن أيوب وهشام : ( أن ابن سيرين كان يصوم يوما ويفطر يوما ) .
    وعن أنس بن سيرين ، قال : ( كان لمحمد سبعة أوراد ، فكان إذا فاته شىء من الليل قرأه بالنهار ) .
    وعن هشام بن حسان ، قال : ( حدثنى بعض آل سيرين قال : ما رأيت محمد بن سيرين يكلم أمه قط إلا وهو يتضرع ) .
    وعن ابن عون قال : ( دخل رجل على محمد وعنده أمه ، فقال : ما شأن محمد أيشتكى شيئا ؟ قالوا : لا .. ولكن هكذا يكون إذا كان عند أمه ) .
    براعته ـ رحمه الله ـ فى تعبير الرؤى :
    قال الذهبى فى السير : ( قد جاء عن ابن سيرين عجائب يطول الكتاب بذكرها ؛ وكان له فى ذلك تأييد إلهى ) .
    عن يوسف الصباغ ، عن ابن سيرين قال : ( من رأى ربه تعالى فى المنام دخل الجنة ) .
    وعن أبى قلابة أن رجلا قال لابن سيرين : ( رأيت كأنى أبول دما .. ) فقال : ( أتأتى امرأتك وهى حائض ؟ ) قال : ( نعم .. ) قال : ( اتق الله ولا تَعُدْ ) .
    وعن أبى جعفر ، عن ابن سيرين أن رجلا رأى فى المنام كأن فى حجره صبيا يصيح ، فقص رؤياه على ابن سيرين فقال : ( اتق الله ولا تضرب العود ) .
    وعن عبد الله بن مسلم المروزى ، قال : ( كنت أجالس ابن سيرين فتركته وجالست الإباضية ، فرأيت كأنى مع قوم يحملون جنازة النبى صلى الله عليه وسلم ، فأتيت ابن سيرين فذكرته له ، فقال : مالك جالست أقواما يريدون أن يدفنوا ما جاء به النبى صلى الله عليه وسلم ؟ ) .
    وعن هشام بن حسان ، قال : ( جاء رجل إلى ابن سيرين وأنا عنده فقال : إنى رأيت كأن على رأسى تاجا من ذهب .. فقال له ابن سيرين : اتق الله فإن أباك فى أرض غربة وقد ذهب بصره وهو يريد أن تأتيه .. قال : فما زاده الرجل الكلام حتى أدخل يده فى حجزته فأخرج كتابا من أبيه ، يذكر فيه ذهاب بصره ، وأنه فى أرض غربة ، ويأمره بالإتيان إليه .. ! ) .
    وعن مغيرة بن حفص ، قال : ( سئل ابن سيرين ، فقيل له : رأيت كأن الجوزاء تقدمت الثريا ؟ فقال : هذا الحسن يموت قبلى ، ثم أتبعه ، وهو أرفع منى ) .
    درر من أقواله رحمه الله :
    عن أيوب قال : قال محمد : ( إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم ؟ ) .
    وعن حبيب ، عن ابن سيرين ، قال : ( إذا أراد الله بعبد خيرا ؛ جعل له واعظا من قلبه يأمره وينهاه ) .
    وعن هشام ، عن محمد بن سيرين ، قال : ( كان مما يقال للرجل إذا أراد أن يسافر فى التجارة : اتق الله تعالى ؛ واطلب ما قدر لك فى الحلال ، فإنك إن تطلبه من غير ذلك لم تصب أكثر مما قدر لك ) .
    وعن ابن عون قال : ( سمعت محمد بن سيرين يقول : ثلاثة ليس معهم غربة : حسن الخلق ، وكف الأذى ، ومجانبة الريب ) .
    وفاته رحمه الله :
    قال الذهبى : ( قال غير واحد ؛ مات محمد بعد الحسن بمائة يوم ، سنة عشر ومائة ) .
    عن خالد بن خداش ، قال : ( حدثنا حماد بن زيد قال : مات ابن سيرين لتسع مضين من شهر شوال سنة عشر ومائة ) .
    وعن عبد الله بن محمد بن سيرين ، قال : ( لما ضمنت على أبى دينه قال لى بالوفاء به ، قلت بالوفاء ، فدعا لى بخير .. ) .
    قيل : ( فقضى عبد الله عنه ثلاثين ألف درهم .. فما مات عبد الله حتى قومنا ماله ثلاث مائة ألف درهم أو نحوها ) .
    رحم الله ابن سيرين رحمة واسعة .
    moneim
    رد مع اقتباس  
     

  6. #66  
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    المشاركات
    278
    معدل تقييم المستوى
    15
    تحيتي إليك وبعد :
    رحم الله الحسن البصري ونفع الله بعلمه وعمله هذه الأمة . ومما جاء في سير أعلام النبلاء في ترجمة هذا الرجل ــ وهو من كبار التابعين ــ الجزء الرابع ــ
    أنه كانت له مراسيل وقد ترك أصحاب الصحاح كثيراً من حديثه لأنى روى عن بعض الضعفاء ، وكان في أحاديثه تدليس ، وهذا ليس انتقاص منه
    وإنما رجال الجرح والتعديل يقفون عند كل شاردة ، ولم يروِ عنه البخاري ولا مُسلم .
    أشكرك على بث هذه الترجمات
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. حتى متى هذا الظلم على سورية
    بواسطة ماجدة2 في المنتدى الرسائل الأدبية
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 14/07/2011, 06:39 PM
  2. في زمن الظمأ
    بواسطة الشاهد عبدالإله في المنتدى الرسائل الأدبية
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 29/07/2009, 03:38 AM
  3. شرف العلم
    بواسطة فيصل الملوحي في المنتدى الرسائل الأدبية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01/01/2009, 07:45 AM
  4. لا تؤجل العمل.....
    بواسطة ابو مريم في المنتدى إسلام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 02/07/2008, 07:49 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •