اسمه : عبد الله بن عثمان بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي .. وأمه : سلمي بنت صخر بن عامر - ماتت مسلمة .. وسمي أيضا عتيقا .
وكان - رضي الله عنه - نحيفا خفيف العارضين معروق الوجه ناتئ الجبهة أجني لا يستمسك يخضب بالحناء والكتم .. قال عنه أنس : كان أبو بكر يخضب بالحناء والكتم .. وعن قيس بن أبي حازم قال : دخلت مع أبي علي أبي بكر ، وكان رجلا نحيفا خفيف اللحم أبيض .
وهو أول من أسلم وأول من صلي .. وأول من استقاء إتقاء الحرام فقيل له : يرحمك الله .. كل هذا من أجل لقمة ؟ فقال : لو لم تخرج إلا مع نفسي لأخرجتها ، سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول : كل جسد نبت من سحت فالنار أولي به ، فخشيت أن ينبت شئ من جسدي من هذه اللقمة .
وقد تصدي للمشركين في مواقف كثيرة معروفة ومشهورة دفاعا عن النبي صلي الله عليه وسلم ، وكان يقول لهم : ويلكم . { أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم } .. وكان ردف رسول الله صلي الله عليه وسلم .. وهو ثاني اثنين إذ هما في الغار ..
وعن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال : أمرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم أن نتصدق ، ووافق ذلك مالا عندي فقلت : اليوم أسبق أبا بكر أن سبقته يوما . قال فجئت بنصف مالي . فقال لي رسول الله صلي الله عليه وسلم : ما أبقيت لأهلك ؟ قلت : مثله . وأتي أبو بكر بكل ما عنده ، فقال له رسول الله صلي الله عليه وسلم : ما أبقيت لأهلك ؟ فقال : لهم الله ورسوله . فقلت : لا أسابقك إلي شئ أبدا .
وقد اشتري أبو بكر سيدنا بلالا - رضي الله عنه - وهو مدفون في الحجارة بخمس أواق ذهبا . فقال له المشركون : لو أبيت إلا أوقية لبعناك . فقال لهم : لو ابيتم إلا مائة أوقية لأخذته .
وذكر عنه ابن اسحاق أنه أسلم علي يديه من العشرة المبشرين بالجنة خمسة ، وهم : عثمان بن عفان و طلحة بن عبيد الله و الزبير بن العوام و سعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنهم أجمعين - ، وقال عنه رسول الله صلي الله عليه وسلم [ إن من أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر ، ولو كنت متخذا خليلا غير ربي عز وجل لاتخذت أبا بكر ، لكن أخوة الإسلام ومودته ، لا يبقي في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر ] " أخرجاه في الصحيحين " .
وقد أفتي في حضرة النبي الكريم فصدقه صلي الله عليه وسلم .. وعندما ثقل عليه المرض صلي الله عليه وسلم قال : [ مروا أبا بكر فليصل بالناس ] .. وعن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه قال : أتت امرأة إلي النبي صلي الله عليه وسلم ، فأمرها أن ترجع إليه . قالت : أرأيت إن جئت ولم أجدك ؟ قال - يعني بن جبير - : كأنها تريد الموت . قال صلي الله عليه وسلم : [ إن لم تجديني فائتي أبا بكر ] " رواه البخاري " .
وقال عنه علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه ورضي عنه - وهو علي المنبر : ألا إن أبا بكر منيب القلب .
وعن هشام بن محمد قال : كان أغير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر .
وعن محمد بن سيرين قال : لم يكن أحد أهيب لما يعلم بعد النبي صلي الله عليه وسلم من أبي بكر .
وعن قيس قال : رأيت أبا بكر آخذا بطرف لسانه ويقول : هذا الذي أوردني الموارد .
وقد بويع بالخلافة رضي الله عنه ، يوم الأثنين ١٢ ربيع أول سنة إحدي عشرة للهجرة .
عن الحسن قال : قال علي - رضي الله عنه - لما قبض رسول الله صلي الله عليه وسلم نظرنا في أمرنا فوجدنا النبي قد قدم أبا بكر في الصلاة ، فرضينا لدنيانا من رضي رسول الله صلي الله عليه وسلم لديننا ، فقدمنا أبا بكر .
قال علماء السير : كان أبو بكر يحلب للحي أغنامهم ، فلما بويع قالت جارية : الآن لا يحلب لنا منائح دارنا . فسمعها أبو بكر فقال : بلي لأحلبنها لكم ، وإني لأرجو أن لا يغيرني ما دخلت فيه عن خلق كنت فيه ، فكان يحلب لهم .
ومن أقواله رضي الله عنه : لوددت أني شعرة في جنب عبد مؤمن . " رواه أحمد " .
ومن أقواله أيضا : قد وليت أمركم ولست بخيركم .
ومن أقواله أيضا - رضي الله عنه : أين الوضاء الحسنة وجوههم المعجبون بشأنهم ؟ أين الملوك الذين بنوا المدائن وحصنوها بالحيطان ؟ أين الذين كانوا يعطون الغلبة في مواطن الحرب ؟ قد تضعضع بهم الدهر فأصبحوا في ظلمات القبور ..
وعندما مرض رضي الله عنه وعاده الناس ، قالوا : ألا ندعو لك الطبيب ؟ قال : قد رآني . قالوا : فأي شئ قال لك ؟ قال : إني فعال لما أريد .
وعن عائشة قالت : لما مرض أبو بكر مرضه الذي مات فيه قال : انظروا ماذا زاد في مالي منذ دخلت في الإمارة فابعثوا به إلي الخليفة من بعدي .
وتوفي رحمه الله ليلة الثلاثاء ٢٢ جمادي الآخرة سنة ١٣ من الهجرة .. وهو ابن ثلاث وستين .. وأوصي أن تغسله أسماء زوجته فغسلته ، وأن يدفن إلي جوار رسول الله صلي الله عليه وسلم .