النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: الرمْــل ...وتجليات اللغةالعربية

  1. #1 الرمْــل ...وتجليات اللغةالعربية 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية يوسف أبوسالم
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,531
    معدل تقييم المستوى
    19
    الرمـْــل
    وعالمه المتسع في الصحراوات والغيبيات والعشق القديم

    ظل عنترة بن شداد يواجه المصاعب بين صليل السيوف وصهيل الجياد ، لثير في الوجدان سحب الرمل الجيّاش بالعواطف ، وكانت عبلة بنت عمه مالك ، تذوب ( على اتساع رمل الفروسية ) انتظارا للإنتصار والتحرر، واستمرت شاشة سينما بلدتنا تتسع ليصبح للصحراء المعنى الواسع للغرام .
    وهذا ما لا تدكه حوائط قريتنا تحت ظلال الشجر ، وعلى ضفاف الجداول والمستنقعات ، فاضطررنا نحن العشاق المبكرين أن نخترق الحقول غربا بحثا عن الصحؤاء ، هذه الساحة المتسعة التي لا يمكن لعبلة أن تعيش بعيدا عنها .
    ومع تعاقب العصور ، ظهر امرؤ القيس ( خارج أفلام السينما ) ، وقد استبد به الشجن مخترقا الآكام والتلال وكثبان الرمل ، بلتمس المعونة من القبائل في الثأر لأبيه .
    وأثناء عملي في مشروع السد العالي بمصر ، في عمق الصحراء الغربية ، حيث قامت الكركات والبلدوزرات ، أنواع الطفلة والكاولينا والطفلة الطينية المكمورة من تحت طبقات الرمل لتصبح نواة للسد العالي ..
    هناك اكتشفت وأحسست بهذه الآفاق الممتدة حتى تلامس الغيوم الرملية غربا ، أو المنحدرة شرقا كي تشرق خضرة الوادي ، فوق التيار المتلأليء لبحر النيل ..
    والرمْل ( مع تسكين الميم )
    هو فتات أو تراب الصخر ، وهذا المعنى القاموسي يجعل الصخر أساسا للرمل ، مع أن مشهد الرمال في الصحراء يجعلك تعتقد ، أنها تحت ظروف قاسية قد تصخّرتْ .
    والفعل رمَلَ ( مفتوح الميم ) يعني هرول ، ورمَلَ النسيج ..أي رققه ، أهل العرائس ( يرمّلون الأسرّة ) ( جمع سرير ) ، أي يزينونها بما يضفي البهجة على العروسين ، ولا يكاد الفعل الثلاثي ( رمل ) يصبح رباعيا ( أرمل ) حتى يدخل المعنى في كارثة الإحتجاج أو الإفتقار أو نضوب الزاد ، ثم فقدان القرين أي الزوج أو الزوجة ، وعند تشديد الميم أي ( رمّلَ ) ..يدخل الفعل على الطبيخ فيفسده ، وعلى الثوب فيلطخه بالدم ، وعلى الكلام فيزيفه ، ومع ذلك فإن هذا الترمل أو الإرتمال ، إذا دخل على خط الكاتب يصبح القصد رش الرمل على كتابته ليشرب فضلة الحبر , وذلك أيام التدوين والتسجيل بالحبر الزفر الذي لم تشهده الأجيال الجديدة .
    لكن ( الرملة ) سوف تظل تلك المدينة العربية ( شرقي القدس ) التي عاشت تاريخا مريرا طوال حياتها .
    والرمل على اتساعه المذهل خلال هذه الآفاق الصحراوية في العالم كله ، ( دون التدقيق في صحراء الأسكيمو المتجمدة شمالا ) ، لا يلبث أن يتسلل إلى بحور الشعر ليكون بحر الرمل أحد أكثر بحور الشعر سهولة وشيوعا في العصر الحديث ، والذي لا يمعن كثيرا في الدقة الفنية الموروثة ، أو البعد المقصود أو التلقائي ، عن بحور أخرى ليس فيها إيقاع الرمل ( فاعلاتن فاعلاتن فاعلن ) ببساطته الواضحة .
    وهي البساطة ذاتها التي تمارس بها ( الرمّالة أو الرمّال ) الإمعان في رقعة الرمل لتبحث عما يخفيه الغيب لك ..!! وهو نوع من الغيبيات التي لازمتنا دهورا ، وفي مقابلها يكون (ضرب الودع ) مع وشوشة الذكر الذي يكون أكبر الودعات التي ستودعها سؤالك وحيرتك ..!!
    وهي أنشطة لها وقعها في القلوب والعقول ، برع فيها دون شك قبائل الرحّل في كل الصحرارات ( والغجر منهم خصوصا ) ،
    وفي مرة التقيت ومعي صديق ( عمل فترة عميدا لإحدى الكليات الهندسية ) غجرية تضرب الرمل في أشهر حدائق القاهرة بضاحية حلوان ( الحديقة اليابانية ) والتي تيعد أكثر من ثلاثمائة كيلومترا عن قريتنا ، وهالنا أنها ظلت تمعن في رقعة الرمل ثم أصابها اضطراب أحال ملامح وجهها وخاصة عيناها ، إلى تكوين مرعب لا نراه إلا في الأفلام السينمائية ، ثم لم تلبث أن أعلنت أسماء أمي وإخوتي البنات الخمس ( لم تكن أسماؤهم معتادة ومألوفة ) ، مما زاد في اضطراب منطقة العلم في عقولنا ...!!
    إلا أن الرمل يرق ويتلمس العذوبة حينما يصبح صفة لشقائق البطيخ الناضج ( البطيخة المرمّلة ) ، وألاعيب الأصدقاء حبنما تسوخ أقدامنا في حيلهم الرملية الخالية من الشرّ ، فإن خرجت الحيل عن الرمل أصبحت مكائد ومؤامرات يميل إليها السياسيون والموظفون وذوو الضمائر الشريرة ، الذين لا يميل الرمل أن الآفاق الممتدة لبصيرتهم ، فلا يستمتعون بالجهود التي بذلها عنترة عنترة بن شداد كي يتحرر من سطوة الرقّ ..

    إضافة ( يوسف أبوسالم )
    وكذلك لا يستمتعون بشجو ونشيج أحمد شوقي على لسان قيس في رائعته جبل التوباد وهو يتذكر ..

    كم بنينا من حصاهـــا أربعـــا .....وانثنينــــا فمحونـا الأربعـــا
    وخططنا في نقى الرمل فلـــم ......تحفظ الريح ولا الرمل وعى

    على أن الرمل رافق معظم غزوات الرسول ( عليه السلام ) وارتوى بدماء شهداء المسلمين الأوائل ...وسيظل رمل الجزيرة العربية يشعر بالفخر والطهر إلى يوم الدين لأن الرسول ( صلى الله عليه وسلم ) وصاحبه أبوبكر الصديق طهراه بالمسيرة التاريخية الظافرة من مكة إلى المدينة فيما يعرف ( بالهجرة النبوية الشريفة ) ...
    ولعل بلاد العرب ...من أكثر البلاد في العالم التي تحتوي على مساحات شاسعة من الرمال في صحاراها الممتدة ...التي تحتاج إلى جهود الأمة في تخضيرها وإحيائها ...


    محمد مستجاب
    كتاب نبش الغراب ( سلسلة كتاب العربي )
    الصادر في 15 أكتوبر 2008- الجزء الثالث



    يوسـف أبوسالم - الأردن
    الموسيقى هي الجمال المسموع


    مدونة الشاعر م.يوسف أبوسالم
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد: الرمْــل ...وتجليات اللغةالعربية 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية روان أم المثنى
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الدولة
    أرض الحرمين
    المشاركات
    625
    معدل تقييم المستوى
    18




    "سيــــــــد البيـــان"

    الشاعر الرائع

    يوسف أبو سالم


    ما أجمل ما تنتقي وما أروع ما تتحفنا به من موضوعات

    وقد زادت متعتي حين تركت تعليقك الجميل على الهجرة النبوية

    أجمل ذكرى لكلمة (الرمل)

    وتذكّرت في لحظة شرود بجمال الموضوع

    رمال أنفسنا ودواخلنا الشبيهة بالصحارى

    والتي تشتاق المطر فتبتهج رمالها وتنتعش بحب عنترة ودلال عبلة

    ولاح في خاطري ذلك الترميل المحبب الذي نشاهده في طواف الحجاج حول

    الكعبة الشريفة في الأشواط الأولى منه مسرع الخطى كأنه ذاهب إلى الجنة

    وتتعبأ صدورنا بالدعاء أن نكون من ضيوف الرحمن في قابل العام

    أستاذنا المبدع

    ها نحن أولاء تفيض نفوسنا بمداد قلمك من جديد

    فلا شعراً أبقيت.. ولا نثرا أعتقتَ.. ولا نقلا إلا وأبدعتَ

    فتقبل خالص الاحترام


    رد مع اقتباس  
     

  3. #3 رد: الرمْــل ...وتجليات اللغةالعربية 
    في إجازة
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    الدولة
    في قلب من يحبني
    المشاركات
    283
    معدل تقييم المستوى
    0
    نقل ناظريك بين تلك الأسطر
    لترى الماضي والحاضر والتاريخ والجغرافيا والأدب والفلسفة .

    دخلت موسوعة وددت لو توسعت وطالت .

    إبداع ما نقلت و أضفت ........
    رد مع اقتباس  
     

  4. #4 رد: الرمْــل ...وتجليات اللغةالعربية 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية يوسف أبوسالم
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,531
    معدل تقييم المستوى
    19
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روان يوسف مشاهدة المشاركة




    "سيــــــــد البيـــان"

    الشاعر الرائع

    يوسف أبو سالم


    ما أجمل ما تنتقي وما أروع ما تتحفنا به من موضوعات

    وقد زادت متعتي حين تركت تعليقك الجميل على الهجرة النبوية

    أجمل ذكرى لكلمة (الرمل)

    وتذكّرت في لحظة شرود بجمال الموضوع

    رمال أنفسنا ودواخلنا الشبيهة بالصحارى

    والتي تشتاق المطر فتبتهج رمالها وتنتعش بحب عنترة ودلال عبلة

    ولاح في خاطري ذلك الترميل المحبب الذي نشاهده في طواف الحجاج حول

    الكعبة الشريفة في الأشواط الأولى منه مسرع الخطى كأنه ذاهب إلى الجنة

    وتتعبأ صدورنا بالدعاء أن نكون من ضيوف الرحمن في قابل العام

    أستاذنا المبدع

    ها نحن أولاء تفيض نفوسنا بمداد قلمك من جديد

    فلا شعراً أبقيت.. ولا نثرا أعتقتَ.. ولا نقلا إلا وأبدعتَ

    فتقبل خالص الاحترام



    روان يوسف
    مساء الشفق

    إنما نقلت ما نقلت عن الرمل وتداعياته

    لا من أجل أن نقرأ فقط ونستمتع

    ولكن مثلما فعلت أيتها الرائعة

    بالإضافة والزيادة

    فموضوع الرمل في أمة العرب

    موسوعة بحد ذاته

    ويمكن لكل من في المربد

    على اختلاف مستويات ثقافاتهم

    أن يدلي بدلوه فيه

    من ذكريات واشتقاقات وإبداعات

    وهكذا نثري الموضوع حتى آخر مداه

    فبارك الله بك وبقلمك






    يوسـف أبوسالم - الأردن
    الموسيقى هي الجمال المسموع


    مدونة الشاعر م.يوسف أبوسالم
    رد مع اقتباس  
     

  5. #5 رد: الرمْــل ...وتجليات اللغةالعربية 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية يوسف أبوسالم
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,531
    معدل تقييم المستوى
    19
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عابر سبيل مشاهدة المشاركة
    نقل ناظريك بين تلك الأسطر
    لترى الماضي والحاضر والتاريخ والجغرافيا والأدب والفلسفة .

    دخلت موسوعة وددت لو توسعت وطالت .

    إبداع ما نقلت و أضفت ........
    أخي عابر سبيل
    مساء الورد

    مرورك دائما يضج بالعبق الثقافي والمعرفي

    ولا ينقصه البيان ولا جاذبية السرد

    لم أرد الإستزادة على اتساع الموضوع وإمكاناته الكبيرة لذلك

    حتى نترك فرصة لزملاء المربد أن يثروه بما لديهم من تداعيات

    كل الشكر
    وتحياتي



    يوسـف أبوسالم - الأردن
    الموسيقى هي الجمال المسموع


    مدونة الشاعر م.يوسف أبوسالم
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. ذكاء القص وتجليات الزمن فى قصة المأمورية لسمير الفيل
    بواسطة جمال سعد محمد في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 01/01/2010, 10:06 PM
  2. مجمع اللغةالعربية في دمشق يحتفل بعامه التسعين
    بواسطة د.ألق الماضي في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 11/07/2009, 11:38 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •