أولاً: أقدم أسفي واعتذاري؛ بسبب انشغالي بظهور كتابي الجديد، وسفري لدولة الكويت الشقيقة لحضور احتفالات، وبعض الحوارات.
سؤالي الثالث عشر
ما حظسيد سليمالصبي من كتابات فريد البيدقاليوم؟
· فريد البيدق أستاذ يصلح أن يكون أساتذة؛ فله في فنون اللغة أفنان، وهو حريص على اللغة ككيان كلي يتمثل كجسم لكل عضو فيه دوره المكمل للبقية، وإن لم أشرف بالتلمذة على يدية، فقد تتلمذت على مايراه من أساتذة كرام.
وحظي هو الحب للمشرب نفسه
سؤالي الأخير
هل ثمةمن أسئلة ترقبت مني نثر حروفها في هذا المقام الحواري، فلم أهتد إليها؟ ما عساهاتكون؟ وما إجاباتك عليها؟
· بصراحة حواركم جميل جداً وهو من حسن إبداعكم وغطى الكثير مما يعتمل في نفسي مما كنت أود بثه للأحباب؛ ولكن كنت انتظر منكم أسئلة عن أدب الحداثة، وشعر التفعيلة والشعر الحر والشعر العامي (مع التحفظ على التسمية (شعر) لبعض أنواع المسميات ولكن صارت التسمية أمرا واقعياً)
· وأجيب عن ذلك بقولي:
ـ الحداثة: إذا قصد بها التحديث والتجديد والابتكار؛ مما يضيف جديدا ويضفي جمالاً؛ فأهلا ومرحبا بها، أما إذا كانت بمعنى الخروج عن النص الأخلاقي والذهاب إلى الفحش والخنا والفجور؛ فلا مرحبا.
ـ شعر التفعيلة شعر أصيل، وغالباً ما يكون تفكيكاً للتفعيلات المتجاورة من البحر الواحد
ـ الشعر الحر: يتكون من لفظين: (شعر، حر) ولا يمكن الجمع بينهما؛ فالشعر شعر له ضوابطه، والحر حر دون ضوابط
ـ الشعر العامي يكون بلهجة من اللهجات المحلية المستعملة منه ما هو جيد، ومنه ما هو ردئ، ومن السهل وصوله إلى الجمهور الذين لا يجيدون اللغة الفصيحة
وقد تحدثت عن الشعر قي اكثر من قصيدة لي، ومما قلته عن الشعر الأصيل؛ مدحاً لأحد أساتذتي؛ حين رد على تحيتي له بتحية أحسن منها:
قلدتنـي ببديـع عـالـيَ الـرتـب = يا قاضيَ الشعر بل يا حـارس الأدب
أهديت تلميذكم مـن فيضكـم مِننـاً = يا سابقاً في جميل الفـن والطـرب
الشعر علـمٌ لـه أصـل يـلاذ بـه = وأصله عن بحور الضـاد والنُجُـب
الشعـر موهبـةٌ والعلـم رافـدهـا = إن المواهب دون العلـم فـي تبـب
همـا جناحـاه لا تحليـق دونهمـا = فإن أصيب جناح صار فـي عطـب
الشعر جسـمٌ بهـيٌ فـي تكاملـه = روح ترى من شفوف الغيب والحجب
الشعر أصداء نفسٍ عـن مواجعنـا = كيما نثور علـى الأهـواء والنُـوَب
الشعر إن لم يكـن بالنبـل متشحـاً = وبالعفاف فليس الشعر مـن أربـي
هيـام روحٍ بـحـب الله تنعشـنـا = تجلو القلوب من الأحـزان والكـرب
مرآة قلبٍ صفـا للنـور فانعكسـت = أنوار ربي تريك الحق عـن كثـب
يا قاضي الشعر والميزان فـي يـده = حساس يبدي عيار الشعر كالذهـب
عدالة الشعر مـن دستورنـا نبعـت = وواضعوه لنـا هـم سـادة العـرب
قد لمَّـع القـوم غربانـاً بأجهـزةٍ = للنشر حتى بدوا في صورة الشهـب
نجوم فحـشٍ لهـم دُورٌ تبـث أذى = نراه في الصحف الصفراء والكتـب
لا حبذا أدب الإلحاد حيـن بـدا = رجساً من القول أو داءً من الجـرب
حناجر الغرب من أفواههـم نطقـت = تآمـراً فأصابـوا الكـل بالوصـب
كم من غرابٍ له نعـقٌ يصـك بـه = آذاننـا بمسَمَّـى الشعـر بالـكـذب
كم من مواهب في دنيا الجمال لهـا = عطرٌ من الفـن والإبـداع والطـرب
كم من مواهب في أوطاننا طُمسـت = لما اعتلى البوم عرش الفـن والأدب
إن الحداثة عن أصـل لنـا ورثـت = كالشمس دائبةٌ من سالـف الحقـب
عريقة الأصل مـا عيبـت بشائنـةٍ = وفـي تجددهـا موصولـة النسـب
جديدة الحسن مـن دنيـا محاسنهـا = تأتي المعانـي كغيـدٍ نُهَـدٍ تُـرُب
يحيا الوليـد هزيـلاً دون مرضعـةٍ = يدعى لقيطـاً إذا مـا قيـل دون أب
فيا جمال الهدى والخير عشـت لنـا = فيضاً من البحر أو غيثاً من السحب
يا مرسي الحب والإبداع صغت لنـا = نظماً من الـدر والياقـوت والذهـب
تلميذكم في سمـاء الحـب أغنيـةٌ = جاءت ترانيمها في أهل خيـر نبـي
همو حياتي ومنهاجـي وعاطفتـي = وهم مناهل إحساسـي وهـم أدبـي
ما أكرم الشعر سلسـالاً بحبهمـو ! = فالشعر في حبهم من أفضل القُـرَب
فاصدح جمال الهوى عَطِّرْ مسامعنـا = من حبهم وجميل الفعـل والحسـب
ما قاله ابـن سليـم فـي محبتكـم = غرفٌ من البحر أو سطرٌ من الكتـب
إن جاء شعـريَ إبداعـاً لـه ألـقٌ = فأنت لاشك فـي ذا قدوتـي وأبـي


وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم