إذاً أيها الكريم .. لم يكن انقلاباً ولم يكن مفاجئاً ..
على كل حال هذا ما اعتقدته واعذر نظرتي القاصرة ..
فدائماً ما أقرأ روحاً أخرى في نصوصك ..
أنت تعلم بأنني لست بمتخصصة في نقد و تحليل النصوص
إنما هو مجرد رأي وحسب ويحتمل الصواب والخطأ ..
وبالنسبة للموهبة لم يكن لنصك علاقة بها أيها الكريم ..
إنما ذكرتها مع سؤالي عن حال الشعراء والموهوبين لماذا
دائماً أو غالباً يكتنفهم الحزن ..
ذلك أنني لامست تغييراً في أسلوبك - هذا من وجهة نظري طبعاً -
فقد قرأت روحاً حزينة تنتظر بلهفة عودة محبوبها
لعل تعليقي كان قاصراً تماماً ..
وفيه من التفلسف ما فيه كصاحبته تماماً
على كلٍ هي وجهة نظر وحسب ..
.
.
(( غيـــاب ))
يتحدث شاعرنا الفنان في هذا النص عن حالة المحب الذي يعاني
حينما يغيب محبوبه عنه حيث التهبت لواعجه لابتعاد هذا المحبوب
وصار يشعر بغربةٍ غير مسبوقة ..
وقد استخدم شاعرنا تعبيرات كثيرة جميلة ..
بدءاً من استخدامه لهذا الاستهلال :
لم أعد أرى الشمس
وهي تختلس النهار من خلجات الفجر
ولم أعد أسمع خرير السواقي
وهي تسرد تاريخ تدفق الماء على الروابي الخضر
وهو استهلال رائع جداً عبر عن فكرة النص بشكل جيد ..
انتقالاً إلى قوله :
أمخر عباب الليل الطويل فلا يكف
وأجدف بزورقي في نهر الذكريات فلا يصل
ويعتريني شعور بالغربة غير مسبوق
فأصير قليلا على كثرتي
وبعيدا على قرب الدار ...
فهذا هو حال المحب (( لا يستقر ولا يهدأ )) في غياب محبوبه
كان النص مليئاً بالتعبيرات الرقراقة الشفيفة كالعادة ..
أتمنى أن تعذر قصور نظرتي ..
وأتمنى أن أن أكون قد أوفيت نصك حقه ..
احترامي
.. (( رزان محمد )) ..