الرد على الموضوع
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: ( رسالة الحياة )لابراهيم ناجى/ ابن الريف

  1. #1 ( رسالة الحياة )لابراهيم ناجى/ ابن الريف 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Oct 2007
    المشاركات
    7
    معدل تقييم المستوى
    0
    رسالة الحياة ـ لابراهيم ناجى ـ تقديم ابن الريف

    كتاب نادر توجد نسخة منه في مكتبتي وقد اشتريتها من مدينة وهران بالجزائر بدينار جزائري سنة 1973 وهو من تأليف المرحوم الدكتور إبراهيم ناجى ( ت 1953 م ) الذي اشتهر كطبيب شاعر رومانسي، نشرته الدار القومية للطباعة والنشر بمصر ضمن سلسلة كتب ثقافية رقم 179 في 105 ص يقول عنه المرحوم احمد رامي في تقريظه :( تناول فيه أبوابا من المعرفة منها ما يمت إلى الحياة بصلة وثيقة ويجمع من الكتاب شملها ما تفرق من أدب رائع ، وعلم نافع تزخر بهما هذه الحياة العامرة )
    ولإفادة القراء أنقل لهم هذا الفصل الممتع المفيد من كتاب ( رسالة الحياة) لإبراهيم ناجي:
    (هل نتحدث عن الحياة ورسالتها أو عن الحياة ورسالة أبنائها؟ إن كان الأول فنحن أمام حديث بيولوجي هام.
    نحن أمام الوجود وأسراره،أمام ميلاده ونهايته .
    أمام السؤال المحير: كيف جاءت الحياة ؟ ولم ؟
    وأمام سؤال محير آخر:هل الحياة جاءت مصادفة أو هي من عمل عاقل مبصر مدبر؟
    وسؤال آخر: هل الحياة على هذه الأرض حياة خاصة بأهل هذه الأرض أوهى جزء من نظام عام ، وبعض من كل ؟

    نتحدث عن القسم الأول من موضوعنا: أي الحياة وطبيعتها ومنشئها، فلاشك أننا إذا فهمنا شيئا ولو قليلا من ذلك اللغز الكبير الخفي، أمكننا أن نجيب في شي ء من اليقين عن رسالة أبنائها.
    إذا أقررنا نظرية دارون من حيث آليتها وميكانيكيتها اعتقدنا أن الحياة ( ترس ساعة ) أدارتها يد ، ثم تركتها وشأنها دائرة أبدا.. وتتلخص هذه ا لنظرية فىأن الحياة أسباب ومسببات وضرورات.
    ولكن برجسون الفيلسوف الفرنسي الشهير، تتلمذ أولا على دارون ثم ثار على عرشه وزعزعه . وكانت ثورته بالأخص على هذه الآلية التي بنيت عليها الحياة ، وأخذ يدلل في قوة ومنطق وبيان قويم ، على أن وراء الحياة ( وثبة ) تدفعها لهدف بعينه وهو الكمال، فمن هنا يلتقي هدف دارون وهدف برجسون ، ألا وهو ( الكمال) فالحياة تنتخب الأ صلح وتدفع الأنسب الى ا لامام ، وتطوى الضعيف وتهدم ا لمتخاذل المزعزع..
    ولكن كلمة ( انتخاب) إذا تدبرناها، عرفنا ا ن هذا لا يمكن أن يحدث جزافا.. والا فأىقوة آلية يمكنها أن تميز بين الأصلح وغير الأصلح وبين الأحسن والأ سوأ وبين الأ قوى والأضعف؟
    فهذه القوة العاقلة المنتخبة’ اذن تعنى بالحياة لانها تسير بها من حسن لأحسن ، وتتخطى بها عقبة بعد عقبة ، وتساعدها على النمو باطراد.
    فهى اذن قد كفلت لها أسباب البقاء، وإلا فما معنى المحافظة على شيء زائل...
    فالمسألة ليست اذن مجرد خلق، ولا مجرد شعلة لمعت اعتباطا والا انهار المخلوق ا بن المصادفة وخبت الشعلة وليدة الأقدار ولكن الذهن المدبر الذى خلق هذه الحياة، تفنن فىالطرق التى تكفل ا استمرار الحياة ، والتى تضمن لها البقاء..
    فرسالة الحياة اذن استمرار الحياة.
    وقد ضمن للحياة أن تستمر شيئا ن :
    1 ) قطبها ومحورها وهو الجنس
    2 ) ضدها ومفنيها وهو الموت
    أما ا ن يكون الجنس محورها وعمادها وضامن استمرارها، فليس بعجيب، فقد تفننت الطبيعة فى ذلك تفننا ماعليه من مزيد.. والمطلع على كتب علم الحياة ،يرى كيف تتهافت المخلوقات البدائية على التناسل تهافتا جنونيا. ونحن ا ليوم وان تغيرت صور الحياة وأوضاعها، لا نزال نؤمن ان الحياة تقوم على نوعين من الحاجة، الحاجة الى الطعام ، والحاجة الىالجنس...
    اما تحصين الحياة بضدها وهو الموت فهذا هو المعجزة ا لتى مابعدها معجزة، للتدليل على ا ن هذا ا لخلق وليد قوة خارقة فان الموت يحصن الحياة من التكاثر المطلق الذى يؤدى الى افنائها بتطاحن ابنائها وتقابلهم على الحطام، وبذلك يصونها..
    والآخر ا ن تحديد دورةالحياة بحتمية الموت، هو السبب فى ا لاختراعات بأنواعها وفى الإتيان بأروع الأعمال فى تلك ا لحقبة الصغيرة من عمر الزمن وفىالجرى وراء الرزق، وفى طلب ا لنسل أى فىكل ماهو قيم ونافع وجميل، يمكننا من هذا ان نستشف رسالة أبناء الحياة، فالحياة تسعى الىالبقاء، وتهدف للكمال فرسالة أبنائها ا ن يتعاونوا علىالبقاء والكمال.
    وحين أقول( ان يتعاونوا) أعنى كلمة التعاون بأوسع معانيها، رسالة الحياة الكبرى انما هى فى هذا التعاضد والتكاتف لبلوغ الغاية،
    ان المجهود الفردى مهما عظم لايقيم الا حجرا واحدا فى البناء الضخم ، ولكن أبناء الحياة ـ وهم متكاتفون ـ يمكن ان يبتنوا كل يوم هرما خالدا...
    ان العمل من جانب واحد ، يخل الميزان ويهوى بكفة منه ، علىحساب الأخرى...فاستقرار هذا(الميزان)هو الغاية التى يجب ا ن ننشدها حيثما ا لتفتنا..
    فاذانظرنا الىعلاقة الفرد بباقى الأفراد علمنا قيمة هذا التوازن فىالعلاقات الآدمية.
    واذا نظرنا لداخل النفس وجدنا ا ن سكينة النفس وصلاحيتها تتوقفان على توازن القوى الداخلية، وفى المجموع، يتضح لناأهمية التوازن الاقتصادي، فهذا هو أساس الرخاء وأصل الأمن ، ومنشأ الحضارات الزاهية ولا سبيل اليه الا بتكاتف الأفراد معا على استقرار الميزان .
    تلك رسالة الحياة
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2 رد: ( رسالة الحياة )لابراهيم ناجى/ ابن ا 
    ...... الصورة الرمزية د.ألق الماضي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الدولة
    بين الكتب
    المشاركات
    10,196
    مقالات المدونة
    12
    معدل تقييم المستوى
    31
    أهلا بك أيها الفاضل في المربد...
    ينقل الموضوع إلى المكتبة...

    ألقٌ من السِحرِ ..أم سِحرٌ بـهِ ألقُ
    وفي حروفِكِ يأتي البدرُ والشـفقُ
    وحِـسُ قلبِكِ أثْـرَىَ لحنَ أغنيتي
    فصـار قلبي على كفَّـيْكِ ينطلقُ
    أأكتبُ الشّـِعرَ أم أُهـديكِ قافلةً
    من الورودِ عليها القلبُ والحَـدَقُ
    ورمزُ اسمـِكِ مكتُوبٌ على شَفَتي
    من قبلِ أن يُولدَ القِرطاسُ والوَرَقُ
    ثروت سليم
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. مقال: رسالة إلى الريف الحلبي
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى مجلة المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 20/06/2014, 09:18 PM
  2. علمتني الحياة (4):تجربة نصف قرن في مشوار الحياة
    بواسطة ماجد عرب الصقر في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 25/04/2012, 09:21 AM
  3. أتيت من الريف
    بواسطة ماجدة2 في المنتدى الرسائل الأدبية
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 02/07/2011, 03:29 PM
  4. جدلية الداخل و الخارج في قصة " هدية للوهم" لابراهيم ابويه
    بواسطة محمد يوب في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 13/06/2010, 04:37 PM
  5. رحلة حجازية للهوارى ـ تقديم : ابن الريف
    بواسطة ابن الريف امحند البخلاخي في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 04/10/2008, 06:35 PM
ضوابط المشاركة
  • تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •