المشاركة الأصلية كتبت بواسطة (منال)
أستاذي الفاضل أمير الكلمات :
يوسف أبو سالم
نقف دوماً عند ضفاف نهرك البديع , هذا النهر الذي يترقرق من عذب الكلمات بهذا الهطول المنهمر شلالاً من روائع الجمال وسحر الخيال بهذا الحقل الشاسع بكل ترانيم الوجد والعشق والإبداع من قطرات وومضات وشذرات هذا القلم الأنيق , هذا القلم وما فيه من مدارات الكلام وإشراقات المجد , ومن تلاوة أوراد الصفاء عبر صفصافة الوجدان .
نصك جميل بهذه الهمسات الشفيفه المفعمة بالصدق والعذوبه والرقه , هذا النص المحلق في عالم الملكوت بهذه الحروف الإشعاعيه البهيه وبهذه المقاطع المترابطة القويه , وبالصور البيانيه والصور البديعة .
ومن أجمل الصور:
لماذا أورقت أغصاني
وجعلت ثماري تنضج
فإذقتها ثغرك العذب
تسيل رطابا كالعسل المصفى
صورة تشخيصية معبرة وترفل بالمعاني الحالمة .
وأيضاً :
تذكرين أسمي
فتألق شفتيك وتتكوثران
أيقونة من عقيق
تضجان رغبة وحياء
صورة بديعة وفيها ذاتية إنسانية رقيقة صادقة .
وأيضاً :
أنا عاصفة لاتهب
إلا إذا تغشتها أصابعك النوارنية
ذاتية أخرى زاخرة وشاخصة بعذوبة الكلمات ودقه التصوير.
أستمتعت بالجرس في :
" خرير , مطير " , " ألقي , أرقي "
أيقاع موسيقي متناغم .
توقفت عند هذا البيت :
يا بهرة الضوء التي لم أتِ منها بقبس
شجن حزين مليء بالأسى والحزن .
على العموم نص جميل , قرأته كثيراً , بهذه التساؤلات الحائرة التي تنير الفكر وتضيء شموع القلب , من خلال تكرار " لماذا " عده مرات , هذا التكرار الذي كنت تقيم معه رابطاً أخر مع كل مقطع , وتشكل مع هذا التكرار صور شعرية متنوعه , فراشات ملونه وماسات براقة ساطعة .
نصوصك دوماً زاخرة بمحاكاة الطبيعية الخلابة , تحاكي الطبيعة وتحادثها وتناجيها , بهذا التجسيم البديع الخلاق الذي ينير فنارة الأحلام إلى أبعاد الجمال .
فشكراً لهذه الفسحة مع أعماق الروح من خلال بوحك الشفيف , وشكراً لما تمتعنا به روائع وبدائع .
نتتظر عند ضفاف النهر لما يجود به هذا النهر من قطرات وكلمات ونسائم عبر نتاجك
الجميل الراقي الأصيل .
دمت متألقاً مبدعاً بالعطاء ..