صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1 2 3 4 الأخيرةالأخيرة
النتائج 25 إلى 36 من 41

الموضوع: الندوة الأدبية الأولى .. أهلا بكم

  1. #25 رد: الندوة الأدبية الأولى .. أهلا بكم 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    المشاركات
    46
    معدل تقييم المستوى
    0
    ندوةر ممزية فيها كلام ثري ومناقشات اثرى تفيدنا كثيرا اشكركم على ما تقدموه هنا في هذا المربد
    رد مع اقتباس  
     

  2. #26 رد: الندوة الأدبية الأولى .. أهلا بكم 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10
    أخي عابر
    قد وضحت لك تاريخ ولادة الأجناس مع الأمثلة ، ولا أكترث بالباقي.
    ثم
    علينا أن نفرق بين النقد الثقافي والنقد الأدبي
    فاستشهادك بمجلة الهلال وأقوال الروائيين لا يعول عليه
    وقد أرفقت لك روابط ولدي الكثير منها التي تتكلم بلغة الأرقام عن واقع الرواية
    وليس الكلام الدعائي من الروائيين
    وهذا أمر طبيعي فلو أنك استقصيت كل كاتب لقام بتلميع الجنس الأدبي الذي يكتب به .

    أعيد القول: أنا أنطلق من أفق نظري يعي البيئة التي ولدت فيها الرواية، وهو المجتمع الارستقراطي والوقت المترهل ،وهذا البناء الناتج عن هذه البيئة لا ينسجم مع بيئتنا العربية كما لم تنسجم مع المسرحية القائمة أساساً على الصراع بين الإنسان والإله
    والوقع مر لكلا الجنسين ، فمن خلال الفهم النظري نعرف واقع ومستقبل الرواية وإرفاق هذا الواقع النظري ببعض الأرقام يعطيك ثقة وعقيدة راسخة
    سأنقل لك بعض ما كتبته من بحثي " الاستهلال في القصة"

    القصة والرواية:
    "يمكن القول إن فن القصّة القصيرة يمكن أن يتحسن أو يسوء لأسباب أخرى لا يكون للتلفزيون علاقة بها! ذلك أن القصّة القصيرة سوف تبقى تقدم ما يسميه أوكونور الفن الخالص ، أو بعبارة أدق ذلك الطراز من المعرفة أو من الخبرة الذي لا يملكه شكل أدبي غيرها كما لا يملك التلفزيون نفسه وسائل تقديمها كما تملك القصّة القصيرة، فهي تدخل إلى المناطق النائية في داخل الفرد بوسائلها الخاصة لتكشف عما لا تملك وسيلة أخرى الكشف عنه.!
    أما بالنسبة للرواية ، وقد عرفنا أن نسبة كبيرة من المعرفة التي تقدمها هي من النوع الذي يمكن أن يقدمه الباحث الاجتماعي أو النفسي أو السياسي ، فإننا يمكن أن نتنبأ ، دون مجازفة ، بأن التلفزيون وأيضاً السينما سوف يصبحان هما مستقبل الرواية ، لأن نسبة كبيرة من عناصر الخبرة التي تقدمها الرواية سوف تجد أمامها أفضل فرصة للوصول إلى مساحة كبيرة من المشاهدين من خلال التلفزيون." ([1])
    وهذا ربما ما نلمحه من تراجع قراء الرواية في المجتمع ، ولأكثر من سبب ، ولعل أهم سبب يتجلى أن ( الأفلام والمسلسلات) التي تعرض على مختلف وسائل الإعلام ، أخذت مساحة الرواية ، وتبقى للقصّة مكانتها التاريخية الحاضرة إلى يومنا هذا، حيث تعجز أجهزة الإعلام بوصفها أدوات ذات عرض مكاني ، عن نقل شعرية قصيدة ، بوسائل سكونية ، ولا تقدر نقل قصّة قصيرة ، ذات صياغة تعتمد على الحرف الواحد والكلمة الواحدة ، فهي عماد إبلاغيتها وبلاغتها، من خلال أدوات السينما والتلفاز المكانية.
    - كذلك فيما يتعلق بالنشر الإلكتروني في الشابكة ( الإنترنت) ، نلمح صعوبة نشر الروايات ، وصعوبة قراءتها في خضم أجواء الشابكة ، وسرعة التواصل ، وتنوعه وتنوع تنقله ، فالقصّة القصيرة أنجع وأكثر قدرة على التواصل في مجتمع افتراضي باحث عن الإبداع في أقل وقت ممكن.

    ([1]) كتاب العربي : العدد 31 ، ص23.

    بكل الأحوال لا ألزمك ما أراه في النقد ، فالمستقبل فيه ما فيه ولك رأيك.
    رد مع اقتباس  
     

  3. #27 رد: الندوة الأدبية الأولى .. أهلا بكم 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية روان أم المثنى
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الدولة
    أرض الحرمين
    المشاركات
    625
    معدل تقييم المستوى
    18







    استاذ طارق .. في ظل اتجاه أدبائنا المعاصرين إلى القصة القصيرة جدا

    هل تتوقع أننا سنجد اتجاها موازياً نحو القصة التلفزيونية القصيرة جدا؟

    وهل تظن أنه في عصر الحاسوب والمعلوماتية قد يجرأدباءنا إلى

    كتابة قصص مصورة ببرامج الحاسوب متخذين من إيحاءات

    الصور ما يغني عن إيحاء الكلمة والمبنى?










    لقد تم ذلك بالفعل، وهناك أفلام قصيرة ، وقد طلب بعض الشباب العاملين في هذا المجال في جامعة حلب الإذن للعمل على بعض قصصي القصيرة جداً ، لا أعلم النتائج لحد الآن, كذلك هناك مسلسل يعتمد الومضات القصيرة لكنه فاشل بامتياز لأنه ينشر الغث والسمين بفنية سيئة جداً.


    وكانت الفضائية السورية تعرض قبيل الأخبار ومضات سياسية اجتماعية رائعة، لا أدري لما لم نر مثلها بهذه الفنية والحرفية في الأداء.


    أما الشق الثاني فقد رأيت لأحد الفنانين ملفاً فلاشياً رائعاً ، جمع فيه بعض الصور لثلاث أخوة يعملون في جمع الخبز اليابس من المدينة الجامعية بحلب ، مع خلفية موسيقية ، بحق كان قصة عالمية رائعة تصور معاناة أطفال يكدحون في هذه الحياة الصعبة ويجمعون فتات الخبز اليابس ليطعمون بقرتهم ويعيشون من بيع لبنها


    لكن هذا الفن لن يأخذ من مكانة الكلمة المكتوبة ، ويعتبر تنوعا مفيداً يخدم الفن والمجتمع،بل ستعتمد هذه الفنون كثيراً على النص المكتوب.
    رد مع اقتباس  
     

  4. #28 رد: الندوة الأدبية الأولى .. أهلا بكم 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية يوسف أبوسالم
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,531
    معدل تقييم المستوى
    19
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة روان يوسف مشاهدة المشاركة




    نعود إليك شاعرنا الفاضل ثروت سليم..


    هل ترون أن الشاعريحتاج أن يكون مجددا بالفعل؟

    وكيف ترون هذا التجديد؟






    التجديد مطلوب ولكن في إطارٍ لا يُفقد القصيد روعته وجماله

    أجدد اللفظ ولا أخرج عن عربيته لا تعريبه، أجدد المعاني وأُمَتِّن المباني،

    أجدد توظيف القصيد في التوغل في الحياة العامة وأجعل الحرف قانوناً يراقب المنحرفين ويطارد الفساد ويصلح شأن العباد والبلاد ..


    وأُبيّنُ معالمَ الجمال ولا أخفيها وأظهر تاريخ الأمة المجيد وأبثُ الحُبَ بين الناس وأمحُ الكراهية ..


    ولقد أصبح هَمُ الكثيرينَ أن يقلدوا الغرب في تجديده الذي لا يتلائم

    مع قِيمنا وحضارتنا وديننا لا في تقدمه الحضاري وهذا هو الخطر الذي نخشى .
    شاعرنا الكبير
    ثروت سليم
    صباح الخيرات

    قرأت إجابتك عن التجديد في القصيدة العربية ..فوجدتها..تتحدث عن التجديد في هدف القصيدة ومضمونها وكيف نوظفها في نبش مشاكل الحياة العامة ..وهذا جيد
    لكن السؤال من وجهة نظري
    كيف يمكن تجديد القصيدة العربية من حيث الشكل ..!!؟
    وهل ستبقى القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة هي السائدة إلى يوم يبعثون

    أم أن علينا البحث عن أشكال جديدة للقصيدة العربية ...ّ؟
    مع الشكر




    يوسـف أبوسالم - الأردن
    الموسيقى هي الجمال المسموع


    مدونة الشاعر م.يوسف أبوسالم
    رد مع اقتباس  
     

  5. #29 رد: الندوة الأدبية الأولى .. أهلا بكم 
    مشرف
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    2,180
    معدل تقييم المستوى
    20
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدذيب علي بكار مشاهدة المشاركة





    الاخت الكريمة بنت الشهباء مساء الخير . يقول البعض أن هناك أزمة كتابة . ويقول البعض الأخر أن هناك أزمة قراءة . الا أن هناك من يقول أنها أزمة واقع . هل يواجه الأدب العربي هذه المشاكل . ؟ أم هو هروب من الأزمة التي يعترف بوجودها الجميع ؟ دمت . اخوك محمد

    بداية أريد أن أوجّه الشكر والتقدير إلى المتألقة في حضورها الأخت روان


    والتي فسحت المجال من خلال هذه الندوة الأدبية الرائعة لدخولها ساحة النقاش الحر النزيه .


    وأوجه شكري للأخويين الكريمين


    القاص طارق شفيق حقي , والشاعر ثروت سليم


    وأحي كل المشاركين هنا على هذه الصفحة الرائعة ...


    وأعود لأجيب وبكل تواضع عن سؤال الأخ محمد ذيب :
    هل هناك أزمة قراءة, أم أزمة كتابة , أم أزمة واقع ؟.


    فأقول وللأسف يا أخي محمد إن الثلاثة يتحملون المسؤولية مجتمعة ولا يمكن أن ينفصل أحدهما عن الآخر .


    وفي ذلك نعود إلى مقولة الصهيوني موشي ديان حينما قال : إذا قرأ العرب لا يفهمون , وإذا فهموا لا يفعلون وعليه فسنبقى نحن المسيطرون .


    وللأسف فإن هناك إحصائيات تشير إلى أن المعدل العالمى السنوى للقراءة لدى الفرد الواحد يصل إلى أربعة كتب وفى أمريكا إلى أحد عشر كتابا وفى انجلترا سبعة كتب أما فى العالم العربى فربع صفحة للفرد. وهناك أربعون بالمائة من الأولاد الذين تتراوح أعمارهم ما بين السادسة والخامسة عشرة غير منخرطين فى سلك التعليم.


    ويبقى البعد الأساسي هو أن المواطن العربي غير مدرب على القراءة , وهذا يعود سببه إلى واقع الأسرة والمدرسة والإعلام الذي أصبح ذيلا تابعا للوبي الصهيوني ...

    أمينة أحمد خشفة
    رد مع اقتباس  
     

  6. #30 رد: الندوة الأدبية الأولى .. أهلا بكم 
    أديب وقاص الصورة الرمزية محمدذيب علي بكار
    تاريخ التسجيل
    Jul 2008
    الدولة
    منبج /سوريا
    المشاركات
    849
    معدل تقييم المستوى
    16
    الاخوة الكرام .لوذهب احدنا الى مركز ثقافي اوي مكتبة سنجد ان القراء يقرأون الكتب القديمة سواء في الشعر او القصة القصيرة اوالكتب النقدية ولا تشكل نسبة القراءة للكتب الجديدة -5- % هل هذا يدل على تدني مستويا ت الكتب الجديدة .ام انها يعود الى الغموض والرمزية المعقدة . سؤالي موجه للاخ طارق والاخ ثروت والاخت بنت الشهباء . دمتم اخوة كرام محمد
    رد مع اقتباس  
     

  7. #31 رد: الندوة الأدبية الأولى .. أهلا بكم 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية يوسف أبوسالم
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,531
    معدل تقييم المستوى
    19
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمدذيب علي بكار مشاهدة المشاركة
    الاخوة الكرام .لوذهب احدنا الى مركز ثقافي اوي مكتبة سنجد ان القراء يقرأون الكتب القديمة سواء في الشعر او القصة القصيرة اوالكتب النقدية ولا تشكل نسبة القراءة للكتب الجديدة -5- % هل هذا يدل على تدني مستويا ت الكتب الجديدة .ام انها يعود الى الغموض والرمزية المعقدة . سؤالي موجه للاخ طارق والاخ ثروت والاخت بنت الشهباء . دمتم اخوة كرام محمد
    أخي بكار
    أعجبني سؤالك فأردت الإجابة ةعليه

    إن أي مقولة حول نوعية القراءة في المكتبات العامة والمراكز الثقافية تحتاج قبل إفرارها واعتمادها إلى إحصائيات مبنية على دراسات ميدانية واقعية ..فإذا كانت مقولتك هي مقولة إنطباعية فقط فلا يمكن البناء عليها مالم تكن إحصاءات ودراسات ميدانية ..
    ومع ذلك وعلى فرض أن ملاحظتك حقيقية تماما ..
    فإن هناك عدة أسباب لهذه الظاهرة ..
    أولا

    أن كثيرا من القراء هم طلبة دراسات عليا أو جامعية يبحثون في بطون الكتب القديمة عما يفيد رسائلهم أو أبحاثهم
    وهؤلاء من وجهة نظري لا يدخلون ضمن إحصائيات القراءات الثقافية
    فضلا عن الباحثين والمفكرين
    نحن نتكلم عن القراء الذين يرتادون هذه المراكز للقراءات الثقافية فحسب
    ثانيا
    ما زالت الكتب والمراجع القديمة تشكل منهلا خصبا للقراءات لأن معظم النتاج الثقافي الحديث والمعاصر لم يشكل بذاته مرجعية أدبية أو فكرية ..
    ثالثا
    تلعب الفوضى الثقافية الحالية دورا كبيرا في هذا التوجه وهي فوضى تتعلق بتوجهات دور النشر التي تتبنى الإسم قبل المضامين وتتبنى المؤلفات المدعومة رسميا أكثر من غيرها
    رابعا
    إن مستوى الحرية ودور المؤسسات الرقابية في الوطن العربي يلعب دورا كبيرا في منع كثير من المؤلفات القيمة الحديثة من الدخول ولذلك لا يتمكن الجيل الحديث من الإطلاع عليها بل ولم يسمع عنها بعد وهو أمر يؤثر بالضرورة على مستوى التوجه لقراءة المنتج الإبداعي الحديث
    وأخيرا ..
    ليس هناك من شك أن الطلاسم التي يكتب بها ويعتمدها بعض المفكرين الحداثيين والشعراء أيضا صارت سدا منيعا بينهم وبين القراء ...
    عذع بعض النقاط ..غير المبنية على دراسات ميدانية ولكنها ملاحظات أولية فقط من خلال خبرتي في الإشراف على المكتبة العامة ( لبلدية إربد الكبرى ) عاصمة إقليم شمال الأردن ضمن عملي كمساعد لرئيس بلدية إربد الكبرى ( سابقا ) .
    شكرا لك وتحياتي



    يوسـف أبوسالم - الأردن
    الموسيقى هي الجمال المسموع


    مدونة الشاعر م.يوسف أبوسالم
    رد مع اقتباس  
     

  8. #32 رد: الندوة الأدبية الأولى .. أهلا بكم 
    شاعر وأديب مصري الصورة الرمزية ثروت سليم
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    الدولة
    مصر أرضُ الكِنانة
    المشاركات
    2,453
    معدل تقييم المستوى
    23
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يوسف أبوسالم مشاهدة المشاركة
    شاعرنا الكبير



    ثروت سليم
    صباح الخيرات

    قرأت إجابتك عن التجديد في القصيدة العربية ..فوجدتها..تتحدث عن التجديد في هدف القصيدة ومضمونها وكيف نوظفها في نبش مشاكل الحياة العامة ..وهذا جيد
    لكن السؤال من وجهة نظري
    كيف يمكن تجديد القصيدة العربية من حيث الشكل ..!!؟
    وهل ستبقى القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة هي السائدة إلى يوم يبعثون
    أم أن علينا البحث عن أشكال جديدة للقصيدة العربية ...ّ؟
    مع الشكر
    أخي الحبيب وصديقي
    الشاعر الفنان / يوسف أبو سالم
    مساؤكَ ياسمين وصباحُكَ فُل
    وبعد
    أعتقدُ أن بنايات الكرك القديمة والمدرج الروماني والبتراء
    كلما مرَّ عليها الزمنُ صارت أجمل
    وأن البناء الحجري في عمَّان الحبيبة بتراكيبه الهندسية الرائعة
    هو أروع ما رأيت وأنت الفنان المهندس الذي يعلمُ اكثر منا بهذا
    ويكفيك أيها الحبيب أن تقفَ أمام شموخِ مسجدِ عمروبن العاص
    بالقاهرة القديمة وترى الأصالة ولن أذهب للأهرامات فكفانا أن نقف هنا
    ولكن لماذا كل هذه المقدمة وما علاقة ذلك بالسؤال؟
    لأنك فنانٌ وشاعر أو شاعرٌ وفنان وكلاهما إنسان مبدع
    وأن الأصالة هي الأصل وعندنا في علم الزراعة أصلٌ وطُعم
    فالأصلُ هو الشجرة والطُعمُ هو فرعٌ يتم لصقه وتثبيته بالأصل
    ليتغذى من الأصل في أشجار الفاكهة مثلا .
    ولولا الأصل ما استفاد الطعم
    وهذا مدخل لما أريد أن أقول
    بخصوص التجديد في القصيدة العربية
    فكل شاعر يعبر بلغة عصره وإذا كان هناك تجديد فيجب ان يكون في المضمون بصرف النظر عن الشكل عمودية أو تفعيلة وغيرها في فقدتكون القصيدة عمودية ومع ذلك حداثية

    فالشاعرة القديرة نازك الملائكة رحمها الله رأت أن خروج شعر التفعيلة ناتج من طبيعة الإنسان العربي المعاصر وتجربته التاريخية، ونزوعه للواقع المعاش وهو ما يتيحه النظام الجديد من الأوزان، وتنامي النفور من النموذج المفروض والمسبق، والنزوع نحو تحقيق الذات المتفردة، والخروج من الشكل المطلق إلى هيمنة المضمون، ولقد نظرت إلى شعر التفعيلة على انه ظاهرة كمية من حيث تكوينه، بحيث ترى أنه تتابع لتفعيلة نقية أو هو تزاوج بين بعض التفعيلات مع انتظام للقوافي، واستخدام لمكونات العمود وظواهره المختلفة مثل (التفعيلة، القافية، الزحاف، الوتد، والتدوير)، ويسعى شعر التفعيلة حسب نظرها إلى الاهتمام بشكل الأشطر وتنظيم الأسطر والقوافي، وهي بذلك تغلب الشكل على المضمون، برغم عدم إهمال الأخير.
    كما جوَّزت نازك الملائكة الكتابة في شعر التفعيلة في ثمانية من البحور الستة عشر كـ (الرجز، الكامل) ..الخ، وهي ما أسمتها بالبحور الصافية، وذلك لطواعيتها، وقلة مزالقها التي تستمدها من وحدة التفعيلة. بينما رأت أن البحور كالطويل والمديد والبسيط والمنسرح .. الخ، لا تصلح لشعر التفعيلة، لكون تفعيلاتها منوعة لا تكرار فيها، وقد أشارت إلى ميل استخدام البحر الطويل في قصيدة التفعيلة تنحو نحو الموشح وبالتالي خروج القصيدة من نهج التفعيلة.
    ومن يدري !!ربما يتجه البعض نحو التجديد في الشكل الحالي لقصيدة التفعيلة والعمودية وكذا ما يسمونه بقصيدة النثر بصيغة جديدة لم نرها من قبل ولكنني متأكدٌ أن شِّعراً بِلا وزنٍ وموسيقى إن حدث يوما فلن يكون شِّعراً ولا شعوراً ولكنه سيُصبِحُ كلاماً مرسلاً أو (بزنس)
    دون حسٍ أو شعور.
    وصدق الشاعر الجميل :جميل صدقي الزهاوي
    إذا الشِّعرُ لم يَهزُزكَ عندَ سماعهِ
    فَلَيسَ خَليقا أن يُقَال لهُ شِّعرُ
    شكراً لك أخي الحبيب أستاذ يوسف وأعتذر لتأخري في الرد
    مع خالص محبتي وتقديري
    رد مع اقتباس  
     

  9. #33 رد: الندوة الأدبية الأولى .. أهلا بكم 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية يوسف أبوسالم
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,531
    معدل تقييم المستوى
    19
    أخي الشاعر الكبير
    ثروت سليم
    صباح الورد

    شكرا لك على إجابتك
    وشرحك المستفيض الوافي

    ما أبحث عنه ...هو التجديد في شكل القصيدة
    مع الحفاظ على كونها موزونة بشكل من الأشكال

    فقد كانت القصيدة عمودية .....ذات قافية واحدة من أولها إلى آخرها
    وظهرت أشكال أخرى للقصيدة العمودية ....
    كالتواشيح الأندلسية ...وهي شكل آخر من أشكال القصيدة العمودية

    وكذلك ظهرت الرباعيات والخماسيات كأشكال متنوعة للقصيدة
    إلى أن ظهرت قصيدة التفعيلة ..كما ( بينت أخي في مداخلتك )

    والآن ...الشعراء كل الشعراء والمهتمين مدعوون
    للبحث في أساليب تجديد شكل القصيدة العربية
    مع الحفاظ على نوع من أنواع الوزن والإيقاع فيها
    باعتبار أنه لا غنى للقصيدة عن الوزن والإيقاع حتى لا تتحول إلى نثر فني
    فهل من شكل جديد مبتكر ....تظل القصيدة فيه موزونة ..ولا تتحول إلى نثر
    هذا ما نبحث عنه
    وبالطبع فالإجابة مرهونة بالبحث والتفكير وإعمال الفكر طويلا
    للخروج بشكل جديد للقصيدة ..
    ومهما يكن من أمر
    فإن التطور سنة الحياة ولابد أن يأتي يوم
    نجد فيه أشكالا عديدة للقصيدة العربية ..حافظت فيها على إيقاعها
    ولكنها جددت في الشكل تجديدا ملحوظا
    وإلى أن يتم ذلك ...نحن بالإنتظار ...!؟
    تحياتي
    التعديل الأخير تم بواسطة يوسف أبوسالم ; 21/09/2008 الساعة 06:28 PM



    يوسـف أبوسالم - الأردن
    الموسيقى هي الجمال المسموع


    مدونة الشاعر م.يوسف أبوسالم
    رد مع اقتباس  
     

  10. #34 رد: الندوة الأدبية الأولى .. أهلا بكم 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية يوسف أبوسالم
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    المشاركات
    1,531
    معدل تقييم المستوى
    19
    أخي طارق
    مساء الورد

    لا أدري لماذا نرد بدايات القصة للغرب( موباسان أو غيره )
    إنني أقول بثقة تامة أن كل أنواع القص بدأت من القرآن الكريم
    الذي احتوى على القصة القصيرة بعناصرها الكاملة البداية والوسط والنهاية
    وكانت معالجة الحدث في القص القرآني شديدة الروعة
    ومثالها المبدع المعجز
    ( قصة سيدنا يوسف ، ومريم ، والكهف ، وطوفان نوح وغيرها الكثير)
    وكذلك فإن القصة القصيرة جدا بدأت من القرآن
    وتحفل عشرات السور القصيرة بذلك بوضوح
    وأروع مثال على ذلك
    ( ألم تر كيف فعل ربك ، وسورة الكوثر ، والقارعة ، وقل يا أيها الكافرون وغيرها الكثير)
    إني أجزم أن هذا الغرب الذي يدعي التحضر
    سرق حضارته وعلومه ولغته وأدبه من الأمة العربية
    من ( القرآن واللغة العربية )
    وحتى العلوم ...كما تقول
    ( سيجريد هونكة )
    في كتابها الرائع
    ( شمس العرب تسطع على الغرب )
    بأن العرب المسلمون هم رواد الحضارة بكل عناصرها
    من أدب وعلوم وموسيقى وحقوق الإنسان وديموقراطية إلى غير ذلك
    لذا فالأصالة أن نظل نتذكر ذلك ونعمل على إعادة الأمور إلى نصابها
    وهذه هي مهمة المفكرين والباحثين المنصفين
    تحياتي



    يوسـف أبوسالم - الأردن
    الموسيقى هي الجمال المسموع


    مدونة الشاعر م.يوسف أبوسالم
    رد مع اقتباس  
     

  11. #35 رد: الندوة الأدبية الأولى .. أهلا بكم 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية روان أم المثنى
    تاريخ التسجيل
    May 2008
    الدولة
    أرض الحرمين
    المشاركات
    625
    معدل تقييم المستوى
    18

    أستاذنا الكبير الشاعر ثروت سليم..

    كثيرا ما يقول النقاد

    إن الشاعر المجدد هو الشاعر الذي ينتقي

    الألفاظ المجنّحة، والتي توحي إلى أكثر

    من معنى وتصف باللفظة الواحدة ما تغني عنه السطور.


    كيف يختار الشاعر ثروت سليم كلماته المجنّحة؟

    وهل يرى للنقاد الحق في انتحاء هذا المنحى؟

    أم أن الشاعر وحده له الحق في تضمين قصائده ما شاء من صور ومعان؟






    الكلمات أو الألفاظ المجنحة تأتي من واقع أحداث القصيدة فربما طبيعة المكان ولهجة الناس والمعالجة الدرامية أو الكوميديا للأحداث تفرضُ على الشاعر ألفاظاً مُجَّنحة لم تكن بالحُسبان فعلى سبيل المثال

    الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور
    من خلال نصوصه الثرية كان يعيش محايداً بلغةٍ أقرب ما تكون للغة البُسطاء
    فَيُفَصِّحُ العامي ويقتربُ من تفاصيل الحياة اليومية في الوقت الذي ينظر إليه البعض بأن الشعر يغفل عن هذه التفاصيل المهمة وتطعيم لغته الشعرية بألفاظ أخذها من أفواه الناس كما في قصيدته ( الحزن ) يقول:
    يا صاحبي، إني حزين
    طلع الصباح،


    فما ابتسمت،
    ولم ينر وجهي الصباح
    وخرجت من جوف المدينة
    أطلبُ الرزق المتاح
    وغمست في ماء القناعة خبز أيامي الكفاف
    ورجعت بعد الظهر في جيبي قروش
    فشربت شاياً في الطريق
    ورتقت نعلي
    ولعبت بالنرد الموزع بين كفي والصديق
    قل ساعة أو ساعتين
    أو عشرة أو عشرتين.
    والشاعر له الحق في تضمين قصائده باستخدامِ لغةٍ من واقع الحياة
    ومن عمق التجربة بحلوها ومرها
    أما الناقد فهو عينُ الشاعر ومرآتُه فلا عيبَ من تبصيره لأمرٍ مفيد
    وكثيرٌ من قصائدي زانها النقد وما شانها أن أتواضع وأراجع وجهة نظر الناقد وأتعلم منه وقد شعرتُ بحلاوة حروفي في قصيدتي
    (حتى عيونكِ أصبحَتْ بغدادي ) بعد أن قدَّم لها الأستاذ الدكتور الشاعر والناقد :عبد الله حسين كراز دراسة نقدية أدخلتني لعمق القصيد مرَّةً أخرى واسمحي لي أن أُقدِّمَ القصيدة وتعليق الأستاذ الدكتور عليها :
    حَتَّـى عيُـونُكِ أَصْبَحَتْ بـَغْدَادِي
    *****


    عُصفُورَةٌ حَطَّتْ بغُصنِ فـؤادي

    وبكُحلِ عينيهـا مَسَـاءُ بـلادي
    حَطَّتْ على قلبي وزَقْزَقَ صَوْتُها
    طربا فَحـنَّ لصَوْتِهـا إنشَـادي
    نَثرتْ على وجهي عَبِيرَ حُروفِهَا
    والحرفُ أصبحَ عُدَّتي وعتَـادي
    الليلُ يحملُنـي لكُحـلِ عيونِهـا
    ويُعيدُني فجـراً إلـى أمجـادي
    والنَهرُ من عطشي أراهُ بثغرِهـا
    والشَّوقُ زادي والحنينُ جَـوادي
    فأرَى بَها( بغدادَ ) حينَ أضُمُهَـا
    شَوْقَاً و(هارونُ الرشيدِ) يُنَـادي
    وأرَى بها( الحَدْبَاءَ) تحكي قصتي
    و(الأعظميَّةَ ) مُلْتَقَـى أَجـدادي
    وأرى بها نَهرَ الفُـرَات مُعانِقـاً
    دِجلاهُ في شطِ العروبـةِ شـادي
    وأرَى عيُونـاً للمهَـا ورُصَافـةً
    والجِسرَ والرُكنَ البديعَ الهـادي
    كم ليلةٍ أَرْخَـتْ علَّـيَ ظِلَالهَـا
    وسَمِعْتُ منهـا جَـارةً للـوادي
    يا مَنْ سَمَوْتِ عَنِ النِسَاءِ بشاعرٍ
    حَمَلَ الربيـعَ وفَرْحَـةَ الأعيـادِ
    وسَمَا بها عن كُل قَـوْلٍ فَاحِـشٍ
    وتَصَّـورٍ فـي جُعْبَـةِ الحُسَّـادِ
    أَعْلَنتُهَـا أنـي أُحبُـكِ دونَـمـا
    خَجَلٍ وفَـوقَ مَسَامِـعِ الأَشْهَـادِ
    أنتِ( السَمَا )وبكُلِ حَرْفٍ قد نَمَا
    حُبٌ بهذي الـروحِ لا الأجسـادِ
    دَافَعتِ عن قَلَمي الجَريء بعِـزةٍ
    ووَقَفْـتِ للبَاغِيـن بالمـرصَـادِ
    وَوَسَمْتِِني شَرفَاً فكُنْـتِ حبيبتـي
    لَمَّا تَحَوَّلَ مـن أُحِـبُ لعـادي
    وأَعَدْتِنِي العشرينَ حتَّى أصبحتْ
    رُوحي مـع العُشَّـاقِ والزُهَّـادِ
    ولقد نَسِيتُ الحُبَ مِنْ قيْسٍ ومِـنْ
    ليْلىَ فعادتْ ثوْرتـي وجهـادي
    وتَبَغْدَدَتْ كُلُ الحُروفِ بدَاخلـي
    حَتَّى عيُونُكِ أَصْبَحَـتْ بَغْـدَادِي
    ثروت سليم
    الحبيب الشاعر الكبير

    ثروت سليم
    كنت على يقين بأن يراع شاعريتك تسمو وتألق على عادتها، تعلمنا كيف يكون الحرف سلاحاً تعبيرياً وثورياً ضد كل أشكال النسيان والضياع والفقدان وضد حالة التشتت الوطني والقومي والتاريخي والحضاري لأمة العرب والمسلمين وتراثهم وعظمة شاوهم. هكذا نهضت القصيدة الأكثر تألقاً وحميميةً وتأثيراً على المتلقين من كل أصقاع العالم العربي - وأنا فرد منهم - ما جعلني أستوقف عند لحظات شعرية وشاعرية تحمل جماليات النص وتضاريسها من مجاز ورمزية وتصوير خلاّق وذي دلالات وإحالات وإشارات تعكس فكرة النص وتفاصيل تجربة الشاعر التي دججتها الأحاسيس الوطنية والدينية والتراثية والانتماء للمكان الذي أصبح في النص يتزيا بتضاريس أسطورية تأخذنا نحو عميق المعالم والدلالات الأكثر عروبيةً وولاءً وتحمساً وثوريةً والتي رسمها النص بطريقة متمكنة للحرف المموسق والكلمة المعبرة والتعبيرات ذات الدلالة التأثيرية معبقةً بأمكنة استحضرها الشاعر بتقنية فائقة وفنية سامقة لتكون خير دليل على التوحد مع المكان الذي تعرض للكارثة والتدمير والنسيان.




    بدأ النص بعصفورة كونية سكنت قلب الشاعر منذ ولادتها، وكان توقها أن ترى الحرية في شخص الشاعر تبحث عن مكان أكثر استقراراً وحميميةً وحريةً، صوره الشاعر أسطورةً تحمل في طي جناحيها كل تفاصيل القصيدة وبؤرها الشاعرية والجمالية تحيكي تجربة الشاعر الصادقة والمدججة بسلاح الحرف وقوته ومنعته. ثم تتداعى كل صورة تتوالد من رحم الخبرة والتجربة مجسدة مشاعر الوطنية الصادقة والمخلصة التي تعتمل في الذات الشاعرة.

    فأرَى بَها( بغدادَ ) حينَ أضُمُهَـا شَوْقَاً و(هارونُ الرشيدِ) يُنَـادي
    وأرَى بها( الحَدْبَاءَ) تحكي قصتي و(الأعظميَّةَ ) مُلْتَقَـى أَجـدادي
    وأرى بها نَهرَ الفُـرَات مُعانِقـاً دِجلاهُ في شطِ العروبـةِ شـادي


    أسطرة للمكان وتشخيص جمالي مؤثر للأسماء على دلالاتها وأبعاد استحضارها في قصيدة ما زالت تروي تفاصيل الفكرة والتجربة بلغة جزلة وحبكة شعرية وشعورية مبنية على أساس متين من حركية اللغة والألفاظ وبطريقة تتألق شاعريةً وفنيةً وتأثيراً....

    ما زال للحوار مع النص بقية................




    دمت أخي ثروت بكل خير وألق

    الليلُ يحملُنـي لكُحـلِ عيونِهـا ويُعيدُني فجـراً إلـى أمجـادي
    كم ليلةٍ أَرْخَـتْ علَّـيَ ظِلَالهَـا وسَمِعْتُ منهـا جَـارةً للـوادي


    وهنا يتواصل النص مع جمالياته التي بدأ بها بالعصفورة التي تحركت وطارت وسكنت واستراحت وتأنسنت، ليصبح التحول سمة نصية تغازل طبع الكتابة الشاعرية فالليالي أصبحت قوة مجسدةً لانتظرها أوامرها من أحد كان لترخي ظلالها الوارفة وذات الدلالات التي تتوافق مع روح النص وفكرته في البحث عن الذات المستقرة والمتوازنة، وفي الصورة هنا ترتسم معالم كون صغير يحتضن جارة الوادي ذات الوجه الجميل والتي تعني الكثير للشاعر في كسر الاغتراب وروتين الرومانسية تعيده إلى موطن أكبر من حجم الكون، فيه الفرات ودجلة وهارون الرشيد مستحضراً بعظمة تاريخه وصنائعه وشاهداً على ما آلت إليه حال الأمة ولكن بطريقته الخاصة التي تتفق مع تجربة الشاعر ذاتها، وفيه الأعظمية والحدباء وما يدور في أفلاكهما. كل هذا يأتي في خضم بحر من الصور المتزاحمة والمكثِّفة للمعنى والمغزى والقدرة على التلاعب بالمفردات بما يخدم لب َّ النص وأغراضه، في نصٍّ تتفق من بين ترائبه مشاعر الوفاء والولاء والانتماء والوطنية والرومانسية الخاصة والتي تنضوي تحت الذات الشاعرة الجمعية ولا تخفي على المتلقي جوهر صدق الشاعر و حميمية شعره.

    ليتحول النص بطريقة فنية ودلالية باتجاه البحث عن أنيس من جنس البشر، وهذه المرة يلجأ الشاعر لذكر النساء كرديف لكل الأسماء التي اجترها النص من الذاكرة واستحضرها لتكون شاهدةً حية على سمو فكرته وإنسانية شاعريته، بعد أن كانت الطبيعة وأشياؤها تتسيد ذهن الشاعر وطقوس نصه، فيما انغمس الصوت الشاعري في تحولات طبيعية من الربيع وفرحة الأعياد بدلالات أسطورية وتحمل في طياتها الأمل الذي يتمنى تحقيقه الشاعر في عيش رغيد يسمو فوق الحقد والغيرة والفساد والضرر والضرار:


    يا مَنْ سَمَوْتِ عَنِ النِسَاءِ بشاعرٍ حَمَلَ الربيـعَ وفَرْحَـةَ الأعيـادِ
    وسَمَا بها عن كُل قَـوْلٍ فَاحِـشٍ وتَصَّـورٍ فـي جُعْبَـةِ الحُسَّـادِ

    ثم يعلن الشاعر وبنبرة رومانسية لا تقل جمالاً عن النبرة الأولى عن رغبته الأكثر اشتعالاً في التواصل مع محبوبته ذات الطقوس الإنسانية والكونية وبشكل علني لا خوف عليه من أحد لأنه صاحب الحق في هذا الحب، طالما كانت الحبيبة ترتدي زي "السما" و"الأعظمية" و"ضفتي الفرات ودجلة على عذب مياههما وما يقع بين هذا وذاك من حركية التصوير الدال على مشاعر صادقة المنشأ وتنهض مثل نخل لا ينحني لأحد:
    أَعْلَنتُهَـا أنـي أُحبُـكِ دونَـمـا
    خَجَلٍ وفَـوقَ مَسَامِـعِ الأَشْهَـادِ
    أنتِ( السَمَا )وبكُلِ حَرْفٍ قد نَمَا
    حُبٌ بهذي الـروحِ لا الأجسـادِ

    والشاعر لا يستسلم ولا ينحني مثل شجر النخيل السامق في عنان السماء، مستحضراً أسطورة ليلى وقيس مستلهماً دلالاتها ومغازيها كي تلخص تاريخاً من الحب وآخر من الانتماء للوطن وثالث للمكان الذي تحول لإنسان يتحرك في النص ومن بؤرة إلى أخرى كأننا نرى الأمكنة ذاتها تحملنا حيث يريد الشاعر وأناه التي عشقت بغداد على حرارتها و حرّها وسخونتها وبردها وثلجها وصقيعها، وهو ما جعلنا نتوحد مع الشاعر وأناه ونتماهى مع كل إنسان يعشق الحرية والمكان والزمان الوطنيين، لنصبح في علاقة أكثر حميميةً وحرارةً مع التاريخ والتراث والحضارة المتجسدة كلها في رمز اسم المكان، وهو هنا بغداد بكل ما تعني بغداد من كنز تراثي وأدبي وحضاري وإنساني حتى في ظل القهر والمعاناة :

    ولقد نَسِيتُ الحُبَ مِنْ قيْسٍ ومِـنْ ليْلىَ فعادتْ ثوْرتـي وجهـادي
    وتَبَغْدَدَتْ كُلُ الحُروفِ بدَاخلـي حَتَّى عيُونُكِ أَصْبَحَـتْ بَغْـدَادِي

    عظيم أنت شاعرنا المعلم الكبير ثروت سليم ترسم لنا لوحة أقرب لجدارية بحجم العراق وكل أمكنته ومدنه وقراه ومحافظاته، جاعلاً مل كل منها أسطورة مكانية تحمل عبق التاريخ والتراث والحضارة. لوحة ارتسمت الحروف فيها من لغة جزلة راقت لقلب المتلقي وتلوين بالصور الأكثر حركيةً وضبطاً وبنفس وتيرة المكاني والزماني، حين يصبح كلُّ مكان مملكة يفترشها النص لأصحابه، وجاء النص فصيحاً معبراً وأكثف في الدلالات والإشارات الرمزية التي تعزز الفكرة وتسمو بالمغزى وتؤكد صدق القول والتعبير والصياغة، الكل المتوافق مع البديع والبليغ ما أعطى فكرةً عن ثقافة الشاعر وشاعريته ومعرفته وقدراته على الصياغة والتدليل والتعبير، فالمعرفة قوة الشاعر كما هي للمتلقي والقارئ.

    دمت أخي الشاعر ثروت سليم حياً شامخاً بانتمائك وولائك وصدق أصلك ومتانة رباطك بالأرض والمكان رباطة خالدةً وأبديةً. تحياتي
    د. عبدالله حسين كراز

    شكرا لكِ أختي الفاضلة روان

    وأعتذر منكِ ومن السادة القُراء للإطالة


    مع تحياتي

    رد مع اقتباس  
     

  12. #36 رد: الندوة الأدبية الأولى .. أهلا بكم 
    المدير العام الصورة الرمزية طارق شفيق حقي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    الدولة
    سورية
    المشاركات
    13,619
    مقالات المدونة
    174
    معدل تقييم المستوى
    10

    [quote=يوسف أبوسالم;62224]
    أخي طارق
    مساء الورد

    لا أدري لماذا نرد بدايات القصة للغرب( موباسان أو غيره )
    إنني أقول بثقة تامة أن كل أنواع القص بدأت من القرآن الكريم
    الذي احتوى على القصة القصيرة بعناصرها الكاملة البداية والوسط والنهاية
    وكانت معالجة الحدث في القص القرآني شديدة الروعة
    ومثالها المبدع المعجز
    ( قصة سيدنا يوسف ، ومريم ، والكهف ، وطوفان نوح وغيرها الكثير)
    وكذلك فإن القصة القصيرة جدا بدأت من القرآن
    وتحفل عشرات السور القصيرة بذلك بوضوح
    وأروع مثال على ذلك
    ( ألم تر كيف فعل ربك ، وسورة الكوثر ، والقارعة ، وقل يا أيها الكافرون وغيرها الكثير)
    إني أجزم أن هذا الغرب الذي يدعي التحضر
    سرق حضارته وعلومه ولغته وأدبه من الأمة العربية
    من ( القرآن واللغة العربية )
    وحتى العلوم ...كما تقول
    ( سيجريد هونكة )
    في كتابها الرائع
    ( شمس العرب تسطع على الغرب )
    بأن العرب المسلمون هم رواد الحضارة بكل عناصرها
    من أدب وعلوم وموسيقى وحقوق الإنسان وديموقراطية إلى غير ذلك
    لذا فالأصالة أن نظل نتذكر ذلك ونعمل على إعادة الأمور إلى نصابها
    وهذه هي مهمة المفكرين والباحثين المنصفين
    تحياتي
    [/quote]

    أخي الكريم قد أتفق مع كثير مما ذكرت
    وقد بينت أن فنيات القصة القصيرة و ال ق. ق.ج وجدت في تراثنا
    لكن القصة القصيرة بهذا الاسم عرفت فنياً على يد موبسان
    وكان لا بد من إحالة لذلك
    أام عن بعض الأمثلة التي ذكرت عن القصة القصيرة جداً في القرآن الكريم قد لا أتفق معك فيها وقد أورد أمثلة أخرى أكثر دقة ومقاربة فنيات هذا الجنس الأدبي
    فيما يخص بعلوم الغرب وفنونه فلا ريب أنهم أفادوا كثيراً من علوم وفنون العرب
    وقد وضحت كثير من الدراسات المقارنة هذا الأمر
    لكننا نقول عموماً أن الفكر هو ملك للبشرية عامة
    ونحن لا بد أن نعود لمكانتا في قيادة الرح الإنسانية نحو خلاصها وانتعتاقها المطلق
    وللعلم فالغرب في مرحلته الحالية( ما بعد الحداثة) يعيد كل حساباته
    والخطوة القادمة ربما هي خطوة أكثر تعقلاً
    ربما سنجد عودة نحو الروحانية
    تحياتي لك
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. مشاعر الأخوة
    بواسطة ماجدة2 في المنتدى أدب الجملة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 28/07/2012, 04:16 PM
  2. الرسائل الأدبية الفائزة بمسابقة المربد الأدبية الرابعة
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى الرسائل الأدبية
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 10/04/2010, 01:57 PM
  3. نتائج مسابقة المربد الأدبية الأولى
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 29/08/2006, 12:22 PM
  4. مسابقة المربد الأدبية الأولى
    بواسطة هيئة التحرير في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 29/07/2006, 01:34 PM
  5. مسابقة المربد الأدبية الأولى
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 38
    آخر مشاركة: 27/06/2006, 07:27 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •