................تعوَّدَ أن يتجول في الحديقة حاملا كأس الليمون اللذيذ ........
..................أحب الورود حبَّاً جما ..... كلما خطفتْ ناظريهِ وردةٌ جميلة قال لها :
يا لكِ من رائعة....ما أجمل عطركِ الفواح ولونكِ الفاتن ثم مدَّ يدَهُ فقطفها مبتسمة ...ثم اشتمها بحرارة حتى بهتَ لونُها ...وانسلَّ رحيقُها......ثم رمى بها أرضا ...هكذا هو كل يومٍ مع الورود الجميلة........
..
.
وفي يومٍ من أيامهِ الندية .... حدثَ ما لم يكن بالحسبان ولم يكن في سالفِ الأزمان إذْ تسمرَّتْ عيناهُ على وردةٍ حمراء ليست كالورود التي يشتمها كل يوم ثم.....
....
وردةٌ حمراء مخملية بديعة الشكل تسلبُ الألباب وتخطف الأنظار.......
.
.
وقفَ مشدوهاً فسقطَ كأسُ العصير على صخرةٍ ملساء وتناثرتْ أجزاؤهُ هنا وهناك....
.
.
فغَرَ فاهُ بعجبٍ شديد وظنها لينةً كورودهِ التي يراها كل يوم فبدأها بإطراءٍ جميل .. ما لبث أن تحولَ إلى أبياتٍ شعرية غزلية ......ما أجملكِ ! وما أروعكِ ! وأيُّ سحر تبثينهُ في الأجواء ! وأي عطرٍ يلامسُ تلابيب القلوب !وأي لونٍ يظل في العين حتى بعد غمضها !.....و وووووو...
.
.
.
وكعادتِه مدَّ يدَهُ ليقطفها ..وليشتم عطرها........لكنها كانت مختلفة تماما...
.
.
فأشواكها الحادة خدشتْ يدَهُ العابثة حتى تقاطر الدمُ منها ..
.
.
فتألم من أشواكها ثم قال : أيتها الوردةُ القبيحةُ منظرا النتنةُ رائحة تبا لكِ ولأشواكك...
.
.وظلت الوردةُ زاهيةً في مكانها ..ملكةً في روضتها وما زادها ذلك العابث الأحمق إلا رونقا ..وعفافاً ..وكبرياءً ...
.
.
مع تحيات " الناصـــــــــــــــــــــــــري "