صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 1 2 3 الأخيرةالأخيرة
النتائج 13 إلى 24 من 26

الموضوع: من روائع حجة العرب وأمير البيان

  1. #13 رد: من روائع حجة العرب وأمير البيان 
    مشرف
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    2,180
    معدل تقييم المستوى
    20
    ومن روائع أمير القلم واللسان اخترت لكم
    قطعة فريدة

    من التاريخ الغزلي
    في فنها البديع تترجم لنا ما تملّك قلب صديقه العاشق من لجام الهجر ولوعة مرارته ، والتي أوحت إليه بهذه الرسائل الأدبية البديعة والمزدانة بأسلوب رائع ورصين لتكون منارة مضيئة لمن أراد أن يفهم أسرار هذا الفن ويتمكن من سلامة صنعة القلم فيملك جمال بيانه ومعجزة بلاغته ...
    وإن من يقف أمام محراب كلماته وأسلوب سجعه وروعة بيانه ، ويعرف ويتذوق بلاغة لغة روحه يدرك أنه أمام رائد من أئمة الفكر العربي الذي لا يمكن أن ينال منه نائل مهما بلغ مبلغه من فنون الأدب ..
    ومع رسائل الأحزان هذه نجد الرافعي - رحمه الله - كان حريصا أن يحافظ على اللغة وأصالتها بأسلوب بلاغي منقطع النظير وهو يروي لنا نفحات الحبّ التي خطفت روحه ؛ وكأنها تاريخ حزن ألبسه بعض بعضه بعد أن وصل به العمر لعقد الأربعين فيزداد حكمة وإنسانية ، ويعترف بأن مصيبة كل رجل ما علم أنه كان طفلاَ كما جاء في مقدمة كتابه :
    قال لي هذا الصديق يوما : إني قد بلغت أربعة عقود ولكنها فيما عانيت كأنما تضاعفت إلى أربعين عقدا ؛ وقد انتهيت من دهري إلى السنّ التي ينقلب فيها الآدميّ من وَفرة قوة الحكمة ليثاً ويرجع من قوة الحكمة نبيّاً ويعود من تمام العقل إنساناً . غير أن هذه الأربعين بما تَعَاوَرتْ عليّ قد هدم فيّ بعضها بعضاً ، فإن أكن بناءً فذلك صرْحٌ ممرّد عمل فيه أربعون مِعولاَ فما أبقت حجراً على حجر ؛ وإن أكن حومة فقد اعترك فيها للأقدار جيشاً فما تؤرّخ بنصر ولا هزيمة . يا ويلتا من هذه الدنيا . إنّ مصيبة كل رجل فيها حين يصير رجلا أنه كان فيها طفلاً وما علم أنه كان طفلاً .

    ومن ثم يتابع في مقدمة رائعة رسائل الأحزان ليبيّن لنا تجربة صديقه في الحب فيستمطر سحب مشاعره الجيّاشة ، وعواطفه الملتهبة التي أقامت لها صرحا شامخا في قلبه لتبني بعض أركانه المتهدمة ، ومن ثم مرة أخرى تعود فتهدم ما بقي منه فيحار في وصف سحرها ويعترف بأن ثلاث صفات ألبسه حبه لها :
    هدمت الأقدار هذا الصديق حتى انحط ما فيه من العزم والقوة فجاءت (هي) تبنيه وتشدّ منه وترمّم بعض نواحيه المتداعية وتقيمه بسحرها بناءً جديداً وتحفتْ به عنايتها زمناً حتى صَلُحَ على ذلك شيئاً فأيسرت روحه من فقرها إلى الجمال والحبّ . ويقول صديقي :
    (( إنه ليس على الأرض من يشعر كيف ولدته أمه ولكني رأيت بنفسي كيف ولدت تلك الحبيبة نفسي ؛ مرّت بيديها على أركاني المتهدمة وأعانتها الأقدار على إقامتي وبنائي ، غير أن هذه الأقدار لم تدعها تبني إلا لتعود هي نفسها بعد ذلك فتهدمني مرة أخرى )) .
    يصف حبيبته في هذه الرسائل كأنه مسحور بها فيجيء بكلام عُلوي مشرق كتسبيح الملائكة يمازجه أحياناً شيء يحار فيه الفهم لأن أحدنا إنما يرسل فكره وراء قلمه ، أما هو فيرسل نفسه وراء فكره ويستمد قلمه منهما . فمنزلته أن يكتب ثلاث كلمات ومنزلتنا أن نفهم كلمتين ، والإنسان منا كاتب مفكر ؛ أما هو فقد زاد بصاحبته فكان كاتباً مفكراً وملهَماً .

    وأجمل ما كان في خاتمة مقدمة كتابه حينما أوجد لصديقه العاشق صنفين من النساء ليختم قوله بأجمل وأعظم الكلم :
    يا صديقي المسكين لا يحزُنْكَ فإن آخر الحبّ آخرٌ لأشياء كثيرة .. وأن من بين النساء نساءٌ أولّهن كالشباب وآخرهن من أشياء كالهرم والضجر والضعف والموت .
    ويا جمال النساء إن كان في الأشياء ما هو أحسن وأجمل فإن في الأشياء ما هو أنفع وأجدى ، وقد تكون الجدوى والمنفعة من الجمال في بغضه أحياناً أكثر مما تكون في حبّه .
    ويارحمة الله من فوق سبع سماواته لقد علمّتنا بما نجده فيسرّنا ، وما ننساه فلا يضرّنا ، أن لا نيأس منكِ أبداً ولو كنا من الهمّ تحت سبع أراضيه.

    أمينة أحمد خشفة
    رد مع اقتباس  
     

  2. #14 رد: من روائع حجة العرب وأمير البيان 
    مشرف
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    2,180
    معدل تقييم المستوى
    20
    ومع نفحات الحب وإشراقات روحه التي أوحت إلى أمير البيان الرافعي – رحمه الله – رسائل الأحزان
    اخترت لكم من الرسالة الثالثة رائعة من روائع الغزل العفيف وهو يصف لنا حيلة نظراتها الفتّانة التي أخذت بمجموعه ، وهتكت من عزمه حينما نظر لحسنها وفرط جمالها ليتأوه ويتألّم من صدّها وحيلة مرآتها ...
    أراد لنا أن يترجم تاريخ قلب عُهد إليه أن يحيا مع شجونه وأحزانه وهو يأمل أن يسمعها وهي تقول : (( رضيتُ عنه )) ......

    الرسالة الثالثة
    (( حيلة مرآتها ))
    حسناءُ خالقها أتمّ جمالها = سألته معجزة الهوى فأنالها
    لما حَباها الله جلّ جلاله = بالحسن منفرداً أجلّ جلالها
    تُضْني المحبّ كأنما أجفانها = ألقت عليه فُتورها ومَلالَها
    هيفاءُ قد حسب النسيمُ قوامها = غصناً فإن خطر النسيم أمالَها
    سيّالة الإعطاف أين ترنّحت = تطلق لكهربة الهوى سيّالها
    طلبوا لها شَبَهاً يضيئ ضياءها = لهوى النواظر أو يدلّ دلالها
    أما السما فَجَلتْ عليهم بدرها = والأرض قد عرضت لذلك غزالها..
    لكنها نظرت فأخجلت الظّبا = وتلفّتتْ للبدر فاستحْيى لها
    هم يطلبون مِثالَها فليرقبوا = مرآتها يجدوا هناك مِثالَها
    ******
    وقفت لها يوماً قألقتْ نظرةً = حيرى تُشابه وعدها ومِطالها
    نظرتْ بلحظ نافذ لو أنه = لقي الإرادة نفسها لاغتالها
    نظًراتِ حواءً التي أوهتْ بها = عَزمَاتِ آدمَ يوم ضلّ ضلالَها
    فرأت على المرآة وجهاً ، ظُنّهُ ملكَ الجمال يحاول استقبالها
    راع المليحة منه فرطُ جماله = أم راعها أن لا يكون جمالها ؟
    فرَنَتْ بنظرتها لو رَجَفا عليك تراجفت = كرةُ الفؤاد فزلزلت زلزالها
    ******
    نظرت لها حسناً إذا ما احتلّ في = دوَل النهي سلب النهى استقلالها
    ورأت لسحر جفونها ما راعها = ورأت لفتك لحاظها ما هالَها
    فتذكرت شمس الجمال متيّماً = تركته من فرط النحول (( هلالَها ))
    ما زال يشكو (( الصدّ )) حتى بغّضت = في نفسه (( صاد )) الحروف (( ودالَها ))
    جزعت له يُعنى العناية كلّها = وتريه كلّ ثوابه إهمالها
    حالان خيرهما وشرّهما سوى = ومن المنافع ما يجرّ وبالها
    جهد المقامر أن يحاول حيلة = ولكم أضرّت حيلة محتالها
    والعمر آمالٌ وما جلب الشقا = إلا ابتغاء الطامعين مُحَالها
    إن الذي أعطى النفوس عقولها = جعل القناعة للنفوس عِقالها
    *****
    جرت الخواطر بالمليحة لحظةً = شغلت بأحزان المتيّم بالَها
    فبدا عليها بعض ما قد ناله = وبدا على المرآة ما قد نالّها
    ورأت لها وجهاً تغشّاه الأسى = والحسن قد منع الأسى أمثالها
    كادت تقول (( رضيتُ عنه )) فأمسكت = ومضت على عجل لتخفي حالها
    أوّاه لو مرآتها نجحت .. ولو = فمها تبسّم عند ذاك (( وقالَها ))


    ****
    أمينة أحمد خشفة
    رد مع اقتباس  
     

  3. #15 رد: من روائع حجة العرب وأمير البيان 
    فارس الكلمة الصورة الرمزية حكمت الجاسم
    تاريخ التسجيل
    Jan 2009
    الدولة
    حيث النور .. منبج
    العمر
    38
    المشاركات
    395
    مقالات المدونة
    2
    معدل تقييم المستوى
    16
    ترى هل اسقطتِ ورقة ً من ورود مكتبتك على أجسادنا التواقة للعلم والأدب
    أم أنّكِ زرعتِ حقلاً من الحبّ في قلوبنا المحتاجة للهيام والشغف
    أحياناً أتردد في الرد على هذه المقالة لكثرة ما قرأتها فهي تحوي بين طياتها أسماءً يثقلُ على لساني ذكرها لعظمة أصحابها وغنى أفكارهم
    رائعٌ والله هذا الجهد تستحقين عليه كلّ الثناء وأرق الحمد
    دمتِ ثرية ً بالعلم وغنية ً بالحب وملهمة ً بالإبداع
    تلميذكِ الضائع بين حروفِك
    والمتفاني ليقرأ بعض كلمك
    حكمت الجاسم
    يا رماد الكلمه
    هل لتاريخيَ في ليلك طفلٌ?
    أدونيس
    رد مع اقتباس  
     

  4. #16 رد: من روائع حجة العرب وأمير البيان 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية محمد عبدالله
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    الدولة
    مصر
    العمر
    57
    المشاركات
    183
    معدل تقييم المستوى
    16
    هكذا يتمثل الحب والوفاء وعشق الآخر على يديك الكريمتين بألقاء الضوء على النفيس والثمين فى دنيا الأدب كى تضاء الفلوب بنور الفكر وتنهل العقول من ينبوع الأدب ..
    نعم ايتها الأخت الكريمة الباحثة عن متعةالآخرين الباحثة بحب هن كل مايفيد الآخر حقا هو أمير البيان والله فد قرأت له ( بلاغة القران فى أدب الرافعى) لمؤلفه الدكتور فتحى عبد القادر قريد كتاب والله الساكن صفحاته متعة للعين وبصيرة للقلب .
    الأخت الكبيرة فكرا وقلما .. بنت الشهباء
    خالص الشكر والتقدير لجهودك الرائعة التى أراها دائما تسكب بغزارة فى وعاء الجمع بعيدا عن االفردية . والله اراك قد أحسنت الينا كما أحسن الله عليك .. تقدير واحترام
    زوجت قلمى لبنت من بنات افكارى!
    انجبا كلمات تشــابهنى وتحاكينى !
    رد مع اقتباس  
     

  5. #17 رد: من روائع حجة العرب وأمير البيان 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية محمد عبدالله
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    الدولة
    مصر
    العمر
    57
    المشاركات
    183
    معدل تقييم المستوى
    16
    أستاذتى الكبيرة فكرا وقلما الأخت الكريمة / بنت الشهباء
    سلام الله عليك ورحمه وبركاته .. وبعد .........
    فى الماضى القريب وليس البعيد كا ن يسكن الساحة العربية كتاب وأدباء أجلاء كانت لهم صولات وجولات وكانت لهم اليد العليا فى رفعة أوطانهم والرقى بها كما كان لمعظمهم الفضل الكبير فى تحرير اوطانهم من مخالب الأستعمار وكذلك أعادة عملية مسح الغبار العالق بأفكار أفراد شعوبهم أثر المحتل الأجنبى وأعادة تنظيمه وترتيبه كى يسير بخطا ثابتة على الطريق السليم ..
    وحاليا أرى بعين وبصيرة القارىء العادى أنه حاليا وفى وقتنا هذا كتاب وأدباء كبار يمتلكون أقلام زاخرة بالعلم والمعرفة وكذلك كما فى الماضى أراهم أيضا لايبخلون بدفاترهم واقلامهم بل أرى أكثر من ذلك قد أمتلئت دفاترهم وفاض من مخزونها واراهم ايضا خطوا بأقلامهم كل مايثير ويبعث الحمية فى القلوب وكل مايفيق الهمم الخامدة ويثرى القلوب الفاترة .. فأين المشكلة ؟؟؟
    مقصد كلامى ان كتاب الحاضر اراهم لاينقصون شيئا عن كتاب الماضى الجميل بل أرى أكثر من ذلك فنحن وفى مطلع القرن الواحد والعشرين الزاخر بالكثير من نظم العيش الحديثة وتضاعف المترابطات التقنية والتواصل بين العقول وسرعة وصول الحدث والمعلومة وصل الى زروته وذلك أثر أختراق كوكبنا بالشبكة العنكبوتية وشبكات الفاكس والهواتف النقالة مما زاد وأضاف لغة التناغم الحياتى بين أفراد شعوبنا ومع كل هذا نسقط ونهوى .... فلماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟
    وهنا أرى أن العيب يسكن افراد الشعب فمازال عدم فهمنا للآخر هو سيد الوقت والزمان حتى أصبح هو العملة السائدة والمتداولة بين أفراد سكان هذا الوطن ....... فمارأيك أيتها الأخت الكريمة ؟؟
    أعتذر عن الأطالة ولكن كان لابد من وضع حد لتلك الحيرة حتى أتأكد ان العيب يسكننا
    خالص التقدير والاحترام
    زوجت قلمى لبنت من بنات افكارى!
    انجبا كلمات تشــابهنى وتحاكينى !
    رد مع اقتباس  
     

  6. #18 رد: من روائع حجة العرب وأمير البيان 
    مشرف
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    2,180
    معدل تقييم المستوى
    20
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حكمت الجاسم مشاهدة المشاركة
    ترى هل اسقطتِ ورقة ً من ورود مكتبتك على أجسادنا التواقة للعلم والأدب
    أم أنّكِ زرعتِ حقلاً من الحبّ في قلوبنا المحتاجة للهيام والشغف
    أحياناً أتردد في الرد على هذه المقالة لكثرة ما قرأتها فهي تحوي بين طياتها أسماءً يثقلُ على لساني ذكرها لعظمة أصحابها وغنى أفكارهم
    رائعٌ والله هذا الجهد تستحقين عليه كلّ الثناء وأرق الحمد
    دمتِ ثرية ً بالعلم وغنية ً بالحب وملهمة ً بالإبداع
    تلميذكِ الضائع بين حروفِك
    والمتفاني ليقرأ بعض كلمك
    حكمت الجاسم
    أخي الكريم
    حكمت الجاسم
    لا أكتم عليك بأنني دائما أعود إلى روائع أمير البيان واللسان وأجد روحي تهفو لسماع كل كلمة من حروفها ،وأنا آمل أن أنهل من روائعها وغزير علمها ودرر أدبها ..
    فمثل هذا العملاق الكبير لا يمكن والله إلا أن يكون أميرا للبيان والبديع وأمير اللسان والقلم ، وسيبقى ذخرا لنا وللأجيال من بعدنا ..
    لك من أختك جزيل الشكر والتقدير والاحترام على هذا الإطراء الذي أكرمتني به ، وأتمنى من الله العلي القدير أن أكون له أهلا مدى العمر
    ودمت بألف خير
    أمينة أحمد خشفة
    رد مع اقتباس  
     

  7. #19 رد: من روائع حجة العرب وأمير البيان 
    مشرف
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    2,180
    معدل تقييم المستوى
    20
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبدالله مشاهدة المشاركة
    أستاذتى الكبيرة فكرا وقلما الأخت الكريمة / بنت الشهباء
    سلام الله عليك ورحمه وبركاته .. وبعد .........
    فى الماضى القريب وليس البعيد كا ن يسكن الساحة العربية كتاب وأدباء أجلاء كانت لهم صولات وجولات وكانت لهم اليد العليا فى رفعة أوطانهم والرقى بها كما كان لمعظمهم الفضل الكبير فى تحرير اوطانهم من مخالب الأستعمار وكذلك أعادة عملية مسح الغبار العالق بأفكار أفراد شعوبهم أثر المحتل الأجنبى وأعادة تنظيمه وترتيبه كى يسير بخطا ثابتة على الطريق السليم ..
    وحاليا أرى بعين وبصيرة القارىء العادى أنه حاليا وفى وقتنا هذا كتاب وأدباء كبار يمتلكون أقلام زاخرة بالعلم والمعرفة وكذلك كما فى الماضى أراهم أيضا لايبخلون بدفاترهم واقلامهم بل أرى أكثر من ذلك قد أمتلئت دفاترهم وفاض من مخزونها واراهم ايضا خطوا بأقلامهم كل مايثير ويبعث الحمية فى القلوب وكل مايفيق الهمم الخامدة ويثرى القلوب الفاترة .. فأين المشكلة ؟؟؟
    مقصد كلامى ان كتاب الحاضر اراهم لاينقصون شيئا عن كتاب الماضى الجميل بل أرى أكثر من ذلك فنحن وفى مطلع القرن الواحد والعشرين الزاخر بالكثير من نظم العيش الحديثة وتضاعف المترابطات التقنية والتواصل بين العقول وسرعة وصول الحدث والمعلومة وصل الى زروته وذلك أثر أختراق كوكبنا بالشبكة العنكبوتية وشبكات الفاكس والهواتف النقالة مما زاد وأضاف لغة التناغم الحياتى بين أفراد شعوبنا ومع كل هذا نسقط ونهوى .... فلماذا ؟؟؟؟؟؟؟؟
    وهنا أرى أن العيب يسكن افراد الشعب فمازال عدم فهمنا للآخر هو سيد الوقت والزمان حتى أصبح هو العملة السائدة والمتداولة بين أفراد سكان هذا الوطن ....... فمارأيك أيتها الأخت الكريمة ؟؟
    أعتذر عن الأطالة ولكن كان لابد من وضع حد لتلك الحيرة حتى أتأكد ان العيب يسكننا
    خالص التقدير والاحترام
    وإنني أرى يا أخي الكريم محمد
    أن هناك كثير ممن يرتادون المنتديات والساحات الأدبية المختلفة نجد أقلامهم لا كما تفضلت بالأقلام الزاخرة بالأدب ، وسلامة اللغة العربية كما كان عليها في السابق أعمدة الأدب العربي ..بل هي مليئة بالأخطاء النحوية واللكنات اللغوية التي دفعت بالجيل إلى أن تكون لغته العربية في المرتبة الأخيرة ، ولم يعد خبيرا بأصولها ومبادئها وثوابتها كما كان عليه من قبل أجدادنا ...
    فكيف إذا بعد هذا السقوط المريع للغة العربية نقول بأننا لسنا بحاجة للعودة إلى عمالقة الأدب العربي لنتعلم وننهل من جواهر كنوزها ، ومناهل علومها وآدابها وقد أكرمنا الله وأنزله كتابه الكريم باسمها !!!؟؟؟...
    أمينة أحمد خشفة
    رد مع اقتباس  
     

  8. #20 رد: من روائع حجة العرب وأمير البيان 
    كاتب مسجل الصورة الرمزية محمد عبدالله
    تاريخ التسجيل
    Mar 2009
    الدولة
    مصر
    العمر
    57
    المشاركات
    183
    معدل تقييم المستوى
    16
    والله ايتها الأخت الكريمة أنا مثلك تماما لاأجد غير عظماء الماضى كى أنهل من بحورهم الزاخرة بالنفيس والثمين ولكن يبدو أننى لاأجيد فن التعبير ..
    لذلك أعود مرة أخرى هذا بعد أذنك طبعا ..
    سأوضح لك ماذهبت اليه فى مداخلتى السابقة كان هناك فى الماضى على سبيل المثال وليس الحصر قلم مثل قلم أمير البيان كان يخط السطور فتترك كلماته أثر بليغ فى القلوب ونجد لها صدى لدى كل من يتلقاها فتثير الهمم الفاترة والقلوب الجامدة فتجدث ثورات وثورات على اثرها تتحرر الأمم كان هناك مصطفى كامل يخطب فى الناس فتنصاع الناس لكلماته وتذهب لتقارع المحتل بصبر حتى تتحرر من قيد المحتل الأجنبى .. وهذا مقصد مداخلتى لماذا لم يعد هناك صدى لدى الأفراد التى تسكن وتنعم بالعيش على أرض هذا الوطن فى ظل التاغم الحياتى بين افراده وفى ظل هذا الكم الكبير وزحمة الأقلام التى تنادى بأعادة الأمة الى سابق عهدها غض النظر عن الأخطاء اللغوية فالرسالة واحدة والمطلب واحد والمضمون ايضا واحد فهل زحمة المشاكل المطروحة على الساحة العربية وما أكثرها من نهب وفساد هى السبب فى عدم سماع سكان الوطن لتلك الأقلام .
    الأخت الكريمة .. بنت الشهباء اعتذر جدا ان كنت ازعجتك
    خالص تقديرى واحترامى لشخصك الكريم
    عاشق تراب الوطن .. محمد عبدالله ابو كريم
    زوجت قلمى لبنت من بنات افكارى!
    انجبا كلمات تشــابهنى وتحاكينى !
    رد مع اقتباس  
     

  9. #21 رد: من روائع حجة العرب وأمير البيان 
    مشرف
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    2,180
    معدل تقييم المستوى
    20
    لذلك يا أخي الكريم محمد
    سيبقى هؤلاء هم عمالقة في الأدب والتاريخ والفكر والسياسة ، وما أجدرنا أن نستقي من مناهل وغزير علومهم لنعود كما كنا إلى سابق عهدنا أمة دانت لها العالمين ....
    كما أننا من واجبنا يا أخي أن نحافظ على سلامة وفصاحة لغتنا ، ولا نتهاون بثوابتها وأصولها الذي أكرمنا الله به ..
    ولك مني جزيل الشكر على مرورك الطيب
    أمينة أحمد خشفة
    رد مع اقتباس  
     

  10. #22 رد: من روائع حجة العرب وأمير البيان 
    مشرف
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    2,180
    معدل تقييم المستوى
    20
    ومع الرسالة السادسة
    لأمير البيان في مجموعته رسائل الأحزان
    نجد بأن

    شيخ اللغة العربية الرافعي – رحمه الله -
    قد أبدع في وصف فتنة جاذبيتها ، ورقة أنوثتها التي لا يمكن لمن وقف أمام محراب جنتها إلا ويسحره قوّة جذبها وصبابة ريّانها ؛ ويهلك بسهم لحاظها .....

    أما إنها فتنة خلقت امرأة فإذا نظرت إليك نظرتها الفاترة فإنما تقول لقلبك إذا لم تأت إليّ فأنا آتية إليك ؛ خلقت مقدّرة تقديراً كأن كل شيء فيها وضع قبل خلقه في ميزان الجمال ووُزن هناك بأهواء القلوب ومحابّها . وكأنها بعد أن تم تكوينها أرسلت الملائكة في دمها نقطة عطر فهي تنفح على القلوب برائحة الجنة . وهي أبداً تشعر أن في دمها شيئاً لا يوصف ولا يسمّى ولكنه يجذب ويفتن فلا نراها إلا على حالة من هذين حتى ليظنها كلّ من حادثها أنها تحبه وما بها إلا أنها تفتتنه .
    رشيقة جذابة تأخذك أخذ السحر لأن عطر قلبها ينفذ إلى قلبك من الهواء ؛ فإذا تنفسّت أمامها فقد عشقتَها .
    وتراها ساكنة وادعةً أمام عينيك ولكن قلبك يشعر أنها تهتز فيه وتضطرب فلا يزال قَلِقاً نافراً يتململ .
    أما أنوثتها فأسلوبٌ في الجمال على حِدة ؛ فإذا لقيتها لا تلبث ترى عينيك تبحثان في عينيها عن سرّ هذا الأسلوب البديع فلا تعثر فيهما بالسر ولكن بالحب . وإذا كنت ذكياً فأضافت إلى ما فيها من بواعث الهوى إعجابها بك فقد أحكمت لك العقدة التي لا حلّ لها


    وهنا نجده في هذا المقطع الفريد يرسم لنا ملامح أنوثتها وسمت ضعف قوّتها وكأنها ظبية متمرّدة في دلالها ؛ وأحيانا يلبسها كبرياء الأسد لتفترس قلب من هَامَ بها ، وتزيد من نار حبه ولاعج شوقه فيرتمي طائعا أمام محراب صيدها ...

    وهي في لونها ذات بياض أسمر محمرّ وضيء يَغْتَرِقُ العين حسناً ؛ وكأن ائتلاف الألوان الثلاثة فيها جملةٌ مركّبة من لغة النور والهواء والحرارة ، معناها الجمال القويّ الصحيح . هيفاءُ ملتفّةٌ لم يهبط جسمها ولم يرْبُ تملأ قلبها كما تملأ ثوبها . وتتمايل أعطافها فلو خلق غصن البان امرأةً لمشى يتهادى في مثل مشيتها . وتنظر نظرة الغزال المذعور أُلهِمَ أنه جميل ظريف فلا يزال مُسْتَوْفزاً يتوجّس في كل حركة صائداً يطلبه ... وتنفجر لعينيك في حركاتها وكلماتها كما يتفجر أمام الظمآن ينبوع الماء العذب . وما رأيتها مرة إلا أحسستُ نفسي تُصوّرها تصويراً كأن الشمس والقمر قد صنعاها في الحسن صنعة جديدة . وتنتحل هذه الظبية أحيانا كبرياء الأسد فيكون ذلك منها في باب الدلال مخاشنةً بين طبعي وطبعها تبثّ بها في الحب قوةً الافتراس في أسد جريح .
    تريد الهوى وتعرفه وتنفح في ناره وتُذكي ضِرامها بما لا يخمد ولا ينطفئ ولكن ... ولكن لترى من كل ذلك كيف أحترق .

    أمينة أحمد خشفة
    رد مع اقتباس  
     

  11. #23 رد: من روائع حجة العرب وأمير البيان 
    مشرف
    تاريخ التسجيل
    May 2006
    المشاركات
    2,180
    معدل تقييم المستوى
    20
    عود على بدء
    ومع الرسالة الأولى
    من رائعة شيخ اللغة العربية
    رسائل الأحزان
    مصطفى صادق الرافعي – رحمه الله –
    نعود
    لنتلو على أسماعنا ما ينثره لنا إمام البيان واللغة ، وكيف يبحر في أعماق فلسفة الحب ، ويسهب في تحليل متناقضات ومتشابهات الحياة من خلال رؤى اجتمعت لها مجموع طهر الصفات الإنسانية والفطرة البشرية لتقرّ بأن هذه الفلسفة قد ألبسته عقلين اجتمعا معا في عقل واحد ؛ فكان مَثَله كمثل النهر وهو يتدفق بين موج البحر الهائجة ....

    "لم تحيّرني المتناقضات ولا المتشابهات ولا ضقت بأسباب الفكر فيها فإن ذلك الحب جعل فيَّ عقلين لا عقلا واحدا ؛ أحدهما يقرّني في هذه الدنيا والآخر ينقلني إلى ثانية ؛ دنيا الناس جميعا ودنيا امرأة واحدة ؛ دنيا السموات والأرض ودنيا قلبي .
    في العقل الأول تنحلّ كل المشكلات ، وفي الثاني تتعقّد كل (( البسائط )) ... أحدهما قوي فلو اجتمعت عقول أعدائه في عاصفة واحدة لكان وحده عاصفة تلفّ بها لفّا . والآخر ضعيف ضعيف تُمرضه الابتسامة الواحدة مرضا طويلا . ذلك يكسر النفس ويرضّها رضّ الهشيم ويَزَعُها من جمحاتها ؛ وهذا ؟ كان الله له لا يشبه إلا الفضاء ما نُسب إلى شيء ولا حسب في شيء ..
    الأول جبّار يلد المحنة ويميتها ، فهو عقل ما ينقطع له من الحيلة مدد ؛ والثاني خوّار يمتحن بالنظرة الفاترة المتهالكة دلالا فتحمل هذه المحنة وتلد في طريقها إليه فلا تصل حتى تكون محنتين ...وأنا بين هذين العقلين كأني عالم عجيب حقائقه هي خرافاته ، وما مَثلي إلا مَثل النهر الطامي يتدفق إلى البحر وقد فار فائره "....

    وهنا نراه يعترف بأن هذين العقلين في كلا الحالتين أفقده صوابه بعدما التوى الهوى به من أثر طعنة مدية دلاله ؛ فيقع صريعا مستسلما لوَله الحب وجنونه دون النظر إلى هامات العزائم والتعقّل ...


    "أين العقل في الحب والبغض وبخاصة إذا أفرطت عليك أسبابهما ؟ أما إن كان كل طريق لينفذُ فيه الإنسان على بصيرة إلا هذين فإن أحدهما احتواك لم يفلتكَ وأصبحت فيه كالذي يطاف به الدنيا ويداه في قيد ، فمهما سوغ من الحركة والاضطراب ومهما انفسخت له الآفاق فإن قدر ذراع من وثاق حريته الذي يشدّ يديه هو قياس دنياه في طولها وعرضها ما بلغت . فأنا على ما كنت أشعر من أن لي عقلين كنت أراني في ذلك الحب كأني بلا عقل ، بل كأنني مجنون من ناحيتين "...
    أمينة أحمد خشفة
    رد مع اقتباس  
     

  12. #24 رد: من روائع حجة العرب وأمير البيان 
    ممدوح المتولي
    تاريخ التسجيل
    Dec 2009
    الدولة
    مصر / إبشان
    العمر
    73
    المشاركات
    31
    معدل تقييم المستوى
    0
    شكرا لك أخت أمينة هذا الاختيار ، فأنا ممن يقفون أمام لغة الرافعي كثيرا ، وأذكر فيما مضى من الأيام يوم اكتشافي لهذا الرجل ، يومها أصبت بدوار لا يغرق بل يحمل الذي يصاب به إلى شواطىء الدهشة ، ومن يومها وأنا أحمل لهذا الرجل قدره في نفسي وروحي .
    شكرا لك أختي الكريمة
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. البيان في بعض المسائل التاريخية
    بواسطة طارق شفيق حقي في المنتدى فسيفساء المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12/04/2007, 01:22 AM
  2. البيان في روائع القرآن للدكتور السامرائي - عماد العجرش
    بواسطة عماد العجرش في المنتدى لسان الضاد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 28/03/2007, 06:01 PM
  3. امتحان
    بواسطة د. حسين علي محمد في المنتدى الشعر
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 19/07/2006, 10:40 AM
  4. البيان الكوني - جزء أول
    بواسطة د.أسد محمد في المنتدى فسيفساء المربد
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 13/05/2006, 07:58 PM
  5. البيان الكوني - جزء ثالث
    بواسطة د.أسد محمد في المنتدى فسيفساء المربد
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 27/04/2006, 03:45 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •