إن كان حبيبك عسل
بقلم يوسف أبوسالم


العلاقةُ بين الرجلِ والمرأةِ

علاقـةٌ حتميـةٌ..... طبيعيـةٌ
تتحكمُ بها عواملُ عديدةٌمنها
الغريزةُ واختلافُ النوعينِ والصدفةُ
والعائلةُ والعاداتُ والتقاليدُ وغيرها...
وكثير من الجنسين يتمتعون بعلاقات
عديدة منها الحب والزواج والصداقة
والزمالة ...وعلاقات العمل ...
فإذا أسعدك الله بحب امرأة ، ملكت عليك قلبك ..وملأت عليك دنياك وبعضا من آخرتك فأصبحت ترى الدنيا في عينيها ومن عينيها أيضا ..وصارت هذه المرأة هي الدنيا ..
على رأي بعض الشعراء الذي يقول ..
قد تغدو امرأة يا ولدي يهواها القلب ..
هي الدنيا ...وأنا أؤيد هذا القول..
فما أجمل أن تحب امرأة وترى أنها صارت هي الدنيا...
إنك ستعيش في سعادة
حقيقية ما بعدها سعادة ...
وأكثر ما يهدد الحب ويفشله ..هو شدة الإقتراب ...
ما معنى شدة الإقتراب ..
الزواج أول وأهم وأخطر درجات الإقتراب ..ذلك أنه إن لم يعتنِ الزوجان
بعلاقتهما جيدا ..ويأخذانها مأخذ الجد فإنها تتحول إلى عادة ..وتفقد..ألقهاودهشتها ...
لذلك لا بد أن يتباعد الزوجان بين حين وآخر ...وأن يجدد كل منهما الآخر
بصفة دائمة ومستمرة ..وأن يحاول كل واحد أن يجعل الطرف الآخر يشتاق إليه
وأن لا يمل حديثه ..
وربما تكون مهمة المرأة هنا أكثر أهمية ...
فالمرأة تملك حاسة سادسة لا يملكها الرجل ...
ما هي هذه الحاسة السادسة !
إنها إحساس المرأة ومشاعرها ...فبإحساسها تستطيع الشعور بما يريده الرجل
وتعرف مدى التغير الذي طرأ عليه مهما كان صغيرا ..لذلك عليها أن تعالج ذلك منذ لحظات
التغير الأولى...قبل أن يتفاقم الأمر ..وعندها لا ينفع الندم ..!!

والإقتراب الشديد
..أو ما يسمى الإندلاق على الآخر ..قد يحدث من الطرفين
أو من أحدهما ...وهو أمر يفقد الطرف الآخر الإنبهار ..والتشوق ..والحاجة
وهذا الإندلاق يجعل الطرف الآخر يحاول أن يفلت منه كلما سنحت له الفرصة

والإقتراب الشديد
يشبه حالة أكل العسل بصفة دائمة ...ماذا يحدث لك لو فرض
عليك أن تفطر وتتغدى وتتعشى عسلا ...وأن تكون ترويقتك بين الوجبات
عسلا أيضا
إنك بعد حين ..ستكره العسل واليوم الذي اشتريته فيه ..وتكره صانع العسل
وربما يمتد كرهك إلى النحل أيضا ..وسوف يتفرع كرهك للعسل إلى السكر
وجميع أنواع الحلويات اللي خلقها ربنا ...وسوف تصبح علاقتك مع بائعي
الحلويات سيئة ومتوترة دائما ..وإذا اقترحت البلدية إغلاق محلات الحلويات
بحجة خطورتها وتسببها بمرض السكري..فسوف تكون أشد المؤيدين ...
صحيح أن تفطر عسلا بالسمن الأصلي شىء رائع ولذيذ..!! أما أن تعود
فتتغداه وتتعشاه ( لا شي كتير خالص وما ينفعش ) ...
والغيرة الشديدة من المرأة على رجلها بضم الجيم ..وأرجو أن لا يخطيء
أحدا فيكسر الراء واللام ...هذه الغيرة من نوع الإقتراب الشديد
فإذا كان حظك امرأة شديدة الغيرة ....فإنك ستشعر بالسعادة للمرة الأولى
بسبب شعورك أنك محبوبا وأن أنثاك تهتم بك كل هذا الإهتمام ..لكن بعد حين
ستلعن اليوم الذي تزوجت فيه ..وستنصح جميع أصحابك بعدم الزواج
وإذا كنت تكره أحدا ..ستنصحه بالزواج ...وتزينه له ..وستكره المنزل
وستصبح عدوا للمرأة ..وسوف تحب سقراط كثيرا لأن زوجته كانت تدلق
دلو الماء غير النظيف على رأسه لعدم اهتمامه بها وانشغاله بفلسفته
وكذلك سيصبح المفكر عباس محمود العقاد من أحسن أصدقائك ..
لأنه انقلب ضد المرأة إثر علاقة حب فاشلة خلدها في قصته الشهيرة( سارة )
وكان جان بول سارتر ( فيلسوف الوجودية الفرنسي ) وسيمون دي بوفوار
من أشد اللذين فهموا خطورة الإقتراب الشديد ...ولأنهما غير مسلمين
ظلت بينهما علاقة غير شرعية دون زواج ( وهو أمر لا ندعو له بالطبع )
وخنق الرجل وتضييق مساحة الحرية التي يتمتع بها ..من قبل زوجته
وكثرة التحقيق معه ( عمال على بطال ) تجعله ..كالطائر الذي تم حبسه
في قفص ما أن تتاح له فرصة..الطيران حتى يطير ..فإذا كانت زوجتك
من هذا النوع ..سوف يبدأ وزنك بالنزول يوما بعد يوم ..وسوف تظهر
عليك علامات الشرود والهم وستعاني من بدايات السكري ..وارتفاع
ضغط الدم ..وربما وجدت الذبحة القلبية طريقها إلى قلبك ..وعندها
ستصبح حياتك باهتة ..لا طعم ولا لون ولا رائحة ...
أما إذا كانت زوجتك واعية أصيلة مثقفة ..وتحبك حقا ..فإنك ستنعم
بحياة سعيدة وتعرف أن الحب هو أحلى شعور بالحياة ..بل
هو الحياة ذاتها ...

يقول عنه نزار قباني
الحب في الأرض بعض من تخيلنا ...
لـو لـم نجده عليها لاختـرعناه
ويقول المتنبي
وعذلت أهل العشق حتى ذقته..
فعجبت كيف يموت من لا يعشق
ويقول أحمد شوقي
جفناك أيهما الجريء على دمي.....
بأبي هما من قاتـل وشريـك
ويقول شاعر لاأعرف اسمه
لم أدر جني سباني أم بشر
أم شمس ظهر أشرقت لي أم قمر
ويقول آخر
من ذا يداوي القلب من داء الهوى ....
إذ لا دواءٌ للهوى موجـودُ
ويقول بدر شاكر السياب
عيناك غابتا نخيل ساعة السحر
أو شرفتان راح ينأى عنهما القمر
ويقول آخر
كأن قطاة علقت من جناحها
على كبدي من شدة الخفقـان
وأقول فيه أنا
إن الأنوثـة لحـظ فاتنـة
وبلاغـة الجسـد الذي امتنعـا