*عنوان المقاربة النقدية: هوس السؤال وحرقة التامل في كتاب/ماله الحمام؟ لمحمد
بنعلي/دار الثقافة /مكناس-2004.
* نوع الكتاب:زجل/شعر شعــــــبــــــــــــــي.
+تجميع مركز لاهم عناصر المقاربة الاصل بنفس العنوان.
امــــــــــا قــبــل،
-يستحق االاصدار الشعري الاول لمحمد بنعلي:ماله الحمام؟؟ ان يبذل في حقه الكلام
،لاعتبارين اساسين هما:
-1-كون الكاتب ابنا شرعيا للثقافة الشعبية،لانه اغتذى بالبانها وتمثل رموزها .وكفى بصوت الكتابة الداخلي شهيدا على نحو ما سيتوضح لاحقا.فلابد لابن الايك ان يترنم.
وبالفعل،فقدشدا محمد بنعلي وترنم سابحا في دنيا هواجسه،وكان نشيده رسالة حملها
حمامه الزاجل/حمامه الزجلي باماتة،رغمتقلبات احوال طقس الابداع وحالة الطوارىء
المعلنة في دوائر الابداع والنقد.
-2-لا يمكن للعمل الفني الاان يكون رسالة متورطة في دم صاحبها،ورجع صدى متوهج
لوجيبه الداخلي الفائر،وصورة اكوغرافية بالالوان لدواخله الملتهبة ولواقعه.
*لئن بدت الرؤية الشعرية مسكونة بالسؤال وغير مطمئنة لما يعتمل في واقعها من احوال،فانها لا تقول بانسلاخها عن واقعها اوانطوائها،بقدر ماتقول باصرارها على الانتماء
،تومن بالحياة والانسان كقيمة ، وبمستقبل تشير اليه نماذج شعرية هكذا بصوت الجماعة والوطن:
++نبنيوها دار عربية/ونوحدو لها السقف
دراعي ودراعك مزية/ والكف يصافح الكف/كلماتنا حروفها سوية/مافيها ما يتحذف.
في ضوء ماسبق يبدو الشاعر محمد بنعلي شاعرا-ســجــاي- اي مطبوعا والسجية في عرف شعراء الزجل المتقدمين"هــيــض ولـى غـــيــض" وهو مفهوم يقابل الرغبة
والرهبة في الشعر الفصيح.فالهيض شوق ونقيضه غيض/غيظ ويعني القلق وشدة الغضب.
يتحدد-الهيض -عند اهل الملحون:ارقى انواع الادب الشعبي، بكونه وصفا لما يعيشه الشاعر ويتجاوب معه من احداث ووقائع،وفي هذا اللون من الشعر الشعبي يمتزج الذاتي بما يريد الشاعر ان يتوجه به الى الجماعة مبديا فيه رايه.
اما الغيض/ الغيظ عندهم فهو ان ينقل الشاعر احاسيسه وانفعالاته عبر قصائد متعددة
الاسماء كالسرابة مثلا او العروبي..
وكذلك بدا الشاعر محمد بنعلي من خلال مجموعته الشعرية وخاصة في السرابة
الاولى والثانية اشد ما يكون الغيظ وهو كظيم.
*كيما يتسنى لها ان تشخص واقعها الذي صدرت عنه وله،اتخذت الكتابة بينها وبين هذا الواقع مسافة للتامل واتفكير والنقد،فتحول هذا المكتوب الى واقع تسائله الكتابة
وتحاوره بلغة الزجل،فنقلته غريبا مدهشا وكابوسيا بصيغة استفهام عريض علامته
هي:مــــــــــــالـــه الـــحــــمـــــــام؟؟ ومن خلال هذا المكتوب انتجت الكتابة معرفة متعددة الابعاد،بذاتها اولا ثم بواقعها تاليا من خلال :
الصورة التى قدمتها عن الواقع الذي انتجها والبدائل المرصودة لتجاوزه في الحال والاستقبال.
- الخلفية الثقتفية التي صدرت عنها التجربة وهي خلفية تراثية مغربية وعربية ثرة ومتعددة المستويات.
-لم تسقط الكتابة من حسابها الفني والتواصلي ان تفكر بالكتابة في الكتابة والابداع، بما هي /الكتابة سلطة من سلط المجتمع المعنوية والحضارية العليا...
-ولان الذاكرة النصية غمية، فقد اغتنى تبعا لذلك معمار الكتابة النصي باشكال مختلفة من النصوص وتقاطعة، لعبت دورا اساسيا في تعزيزشبكة الكتابة الدلالية...
وعليه،افلا تكون الكتابة عند محمد بنعلي قد حققت احد شروط حداثتها وانخراطها في تيار تحديث الزجل المغربي؟ واختارت في بداية مشروعها ان تحتل منطقة تخومية راوحت بين ماهو شعبي من حيث شكل التعبير المتمثل في لغتها ومبناها،وبين ما هوثقافي/محتوى التعبير المتضمن في معناها؟
