كرسي الحلاق

[خالد المرضي الغامدي]

كرسي الحلاق

على كرسي الحلاق أهمل جسده مسترخياً مستسلماً . في المراه التي أمامه اختلس نظرة على زبون خلفه وأخرى على وجه الحلاق.على باب الحلاق كانت ستاره من خرز لمنع تطفل الذباب المتوالد بكثرة. تسللت إحداها فأخذت تذرع فضاء الصالون وعندما تقع على أنفة يحرك رأسه بينما تختبئ يداه تحت الكيس البلاستيكي . التفت إليه الحلاق بعد أن رتب المكان أمامه .
_ شعر أو ذقن
_ احدهما أو كلاهما على ألا تزيد عن عشرة ريالات .
_ ابتسم ناظرا إليه عبر المراه

كان الحلاق قد وجد مدخلا فبدأ يتحدث عن سعر كيلو التفاح الذي قفز إلى تسعة ريالات , علبة الحليب التي جاوزت السبعين واللحم الذي لم يعد قادرا على شرائه.ثم استرسل في الحديث بينما الزبون الجالس يقلب صفحات جرائد و مجلات باليه .

في استرخائه... كانت تدور في رأسه أفكار ينهرها حتى لا تنفلت فتعبث بفضاء المكان .زجر نفسه أكثر من مره ثم انتفض في مكانه وعدل من جلسته . بحركة سريعة مرر لسانه على شفته السفلى . اختلس نظرتين سريعتين . كان الحلاق لا يزال ينشر اشمئزازه في المكان بينما الآخر يتثاءب مقلبا الصفحات . من جديد قمع بوحه وأشنف أذنيه .

انتقل الحلاق إلى الجانب الأخر من وجهه. أشعل سيجاره ,سحب نفسا عميقا ثم نفثه طويلا مالئاً وجه المراه .وضع سيجارته ثم قال بينما يجهز رغوته .

_ حشرت زوجتي في جيبي ورقة من ثلاثة عشر عنصرا . حشرتها في قلبي وفي ...

الزبون الجالس اسقط مجلة من يده ضاحكا ً ناظراً إليه عبر المراه . هزته طريقة الحلاق الساخرة والتي اتبعها بقهقهة باهته.

مرة أخرى انتفض في مكانة على الكرسي , يبدو أن صراعا يدور بينه وبين افكارة
فيقمعها من جديد .

لاحظ الحلاق قلقه وتوترة , أرخى له الكرسي إلى الخلف قليلا حتى غابت عنه صورة الزبون الجالس .

- اريح هكذا.. قالها الحلاق ناظرا إليه .

لم يحرك شفتيه حتى لا يسمح للسانه بالتعود على البوح بما قمع . على صفحة المراه لاحظ ذبابة تحط ساكنة , كأنما تتربص به , تنتظر انفلات حكي مسجون خلف قضبان اسنانة .. تأملها , قال دون أن يحرك شفتيه :

_ لولا هذا الكيس الذي يكبلني لصفعتك و ألصقتك .. ثم أبقيك معلقه هاهنا فلست سوى جاسوسة خبيثة .هل تعتقدين أنني مغفل لأهديك حماقة ساكنة جوفي .

_ نعم ...... قالها الحلاق ناظرا إليه
.
رشق الحلاق بنظرة عدائية مقطبا حاجبيه ثم عاد يشد على اسنانه ويصارع ثورة في داخلة .

- ترى هل قرأ هذا الأحمق أفكاري ؟

مرت فترة صمت غير قصيرة كسرها صوت رشات من قارورة (كولونيا ) سقط رذاذها على أنحاء وجهه فكأنما بعثته من رقاد . لم يعد يشد على اسنانه , بل كان جوفه خاويا ويشعر براحه كيره جدا تسري في كل أنحاء جسده .

- نعيماً
- .....

عندما نظر الى المراه ُسقط في يدة .... لم يكن هناك أي ذبابة !

انتصب قائما عجلاً وعندما نظر الى الزبون الجالس لم يجد سوى طاولة تتناثر فوقها مجلات وصحف بالية !!

خالد المرضي الغامدي

[ابو مريم]

كرسي الحلاق

على كرسي الحلاق أهمل جسده مسترخياً مستسلماً . في المراه التي أمامه اختلس نظرة على زبون خلفه وأخرى على وجه الحلاق.على باب الحلاق كانت ستاره من خرز لمنع تطفل الذباب المتوالد بكثرة. تسللت إحداها فأخذت تذرع فضاء الصالون وعندما تقع على أنفة يحرك رأسه بينما تختبئ يداه تحت الكيس البلاستيكي . التفت إليه الحلاق بعد أن رتب المكان أمامه .
_ شعر أو ذقن
_ احدهما أو كلاهما على ألا تزيد عن عشرة ريالات .
_ ابتسم ناظرا إليه عبر المراه

كان الحلاق قد وجد مدخلا فبدأ يتحدث عن سعر كيلو التفاح الذي قفز إلى تسعة ريالات , علبة الحليب التي جاوزت السبعين واللحم الذي لم يعد قادرا على شرائه.ثم استرسل في الحديث بينما الزبون الجالس يقلب صفحات جرائد و مجلات باليه .

في استرخائه... كانت تدور في رأسه أفكار ينهرها حتى لا تنفلت فتعبث بفضاء المكان .زجر نفسه أكثر من مره ثم انتفض في مكانه وعدل من جلسته . بحركة سريعة مرر لسانه على شفته السفلى . اختلس نظرتين سريعتين . كان الحلاق لا يزال ينشر اشمئزازه في المكان بينما الآخر يتثاءب مقلبا الصفحات . من جديد قمع بوحه وأشنف أذنيه .

انتقل الحلاق إلى الجانب الأخر من وجهه. أشعل سيجاره ,سحب نفسا عميقا ثم نفثه طويلا مالئاً وجه المراه .وضع سيجارته ثم قال بينما يجهز رغوته .

_ حشرت زوجتي في جيبي ورقة من ثلاثة عشر عنصرا . حشرتها في قلبي وفي ...

الزبون الجالس اسقط مجلة من يده ضاحكا ً ناظراً إليه عبر المراه . هزته طريقة الحلاق الساخرة والتي اتبعها بقهقهة باهته.

مرة أخرى انتفض في مكانة على الكرسي , يبدو أن صراعا يدور بينه وبين افكارة
فيقمعها من جديد .

لاحظ الحلاق قلقه وتوترة , أرخى له الكرسي إلى الخلف قليلا حتى غابت عنه صورة الزبون الجالس .

- اريح هكذا.. قالها الحلاق ناظرا إليه .

لم يحرك شفتيه حتى لا يسمح للسانه بالتعود على البوح بما قمع . على صفحة المراه لاحظ ذبابة تحط ساكنة , كأنما تتربص به , تنتظر انفلات حكي مسجون خلف قضبان اسنانة .. تأملها , قال دون أن يحرك شفتيه :

_ لولا هذا الكيس الذي يكبلني لصفعتك و ألصقتك .. ثم أبقيك معلقه هاهنا فلست سوى جاسوسة خبيثة .هل تعتقدين أنني مغفل لأهديك حماقة ساكنة جوفي .

_ نعم ...... قالها الحلاق ناظرا إليه
.
رشق الحلاق بنظرة عدائية مقطبا حاجبيه ثم عاد يشد على اسنانه ويصارع ثورة في داخلة .

- ترى هل قرأ هذا الأحمق أفكاري ؟

مرت فترة صمت غير قصيرة كسرها صوت رشات من قارورة (كولونيا ) سقط رذاذها على أنحاء وجهه فكأنما بعثته من رقاد . لم يعد يشد على اسنانه , بل كان جوفه خاويا ويشعر براحه كيره جدا تسري في كل أنحاء جسده .

- نعيماً
- .....

عندما نظر الى المراه ُسقط في يدة .... لم يكن هناك أي ذبابة !
قصة من محيط شعبي تضم شخصيات بسيطة ....
وتحضر الذبابة المزعجة ويغيب الزبون الجالس وتتبادر مجموعة من الأسئلة..
لماذا غادر المكان؟؟؟؟
من كان ياترى؟؟؟؟
بداية موفقة ،ننتظر منك المزيد...
تحياتي..