جاسم الرصيف
ـــــــــــــــــــــــ
نكتة ( الأمن ) العراقي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لاخلاف ، حتى بين عميلين من حاضنة واحدة ، ان ( الأمن ) في العراق صار نكتة ، تتكرر بالوان ونكهات مختلفة ، تضحك المراقب البعيد عن ( جنة ) العراق ، وتبكي كل من مسّته ( بركات ) الأمن في ظلال الاحتلالين والثلاث ورقات ( كوندية ) ، من ( غزوات المالكي ) ضد محافظات العراق جنوبا وشمالا وشرقا وغربا ، التي تذكرنا بغزوات ( دون كيشوت ) ضد طواحين الهواء ، الى القلق والريبة ، وربما الرعب ، الذي يثقل هموم صانع تلك الألعاب في المضبعة الخضراء المحاصرة بضحايا ( ديمقراطية ) العم ( سام ) والخال ( خام ) وابن الأخت ( طام ) .
واذا كانت ، ومازالت ، تجارة الأمن في العراق من اربح التجارات الطائفية والقومية العنصرية في داخل العراق ، فهي ذات التجارة التي دخلت ابواب معارك الإنتخابات الرئاسية في اميركا ، فاذا( تحسن ) الأمن في العراق المحتل تباهى ( ماكين ) خليفة ( بوش ) بانجازات الصنائع العراقية ، واشهر الأمن العراقي راية في وجه خصمه الديمقراطي ، واذا ساء ساءت احوال العروض الجمهورية في سوق الانتخابات الأمريكية ، وما زيارات ( الطالباني ) و( هوش يار زي باري ) وصغار الإمّعات الاّ مزايدات تجارية لصالح اتباع المضبعة الخضراء على جناح ( كوندي ) تؤازره نكهات شيعية وسنية مستعارة عن السنة والشيعة .
قبل ايام صرح مسؤول عسكري سابق في الجيش الأميركي لصحيفة ( لوس انجليس تايمز ) ان الولايات المتحدة تتجسس بكل بساطة على حركات صنائعها في ما يدعى بالقوات ( العراقية ) ، عبر اقمارها الفضائية ، و( اقمارها ) الأرضية دون شك ، ، وانها كثفت عمليات التجسس هذه بعد ( اندفاع ) هذا الجيش الصنيع ( نحو البصرة قبل ثلاثة اشهر ) دون اذن مباشر من صانعه ، ( البنتاغون ) ، الذي ( لعب في عبّه الفأر ) من ضباعه في الحكومة ، خاصة وان ضبعها الأكبر حوصر في البصرة وكاد يقتل فاستنجد واستغاث من مجرد حفاة غاضبين وقع عن غباء في فخهم .
والنكتة في الأمر تتشظى على : جناح عدم ثقة الصانع الأمريكي بصنائعه المحلية ، ويقينه من سوء سلوكها ، على دلالات مئات القصص التي توثق انواعا من المجرمين جمعتهم رائحة الدم العراقي البرئ ، وروائح النفط والرشاوى والسطو والسرقات والنصب والإحتيال ، وجناح إدعاءات ( ملا فسيفس ) بأنه ( الفتى الذي لايقهر ) الذي اسفر في كل المواجهات عن نعامة جبانة ( تزأر !! ) ، فضلا عن وجه ( عراقي ) تعرف اميركا والعراقيون انه مستعار مزور .
المسؤول العسكري الأميركي قال لصحيفة ( لوس انجليس تايمز ) عن ( الأمن ) في العراق ما نصه : ( الأخبار السيئة اننا نتجسس على العراقيين ، والأخبار الجيدة اننا لابد ان نفعل ذلك ) ، وهذا يؤكد حقيقتين لاثالث لهما : ان صانع القرار الأميركي لايثق بصنائعه في المضبعة الخضراء ، وانه مازال يتشبث بوصف ( عراقيين ) لغير عراقيين : اجانب جلّهم ايرانيين جاءوا من حاضنتي منظمة ( بدر ) وحزب ( الدعوة الفارسية ) ، ومرتزقة محليين ، من العرب والأكراد وغيرهم ، سقطت عنهم كل حقوق المواطنة العراقية مذ والوا جيشا اجنبيا ضد ما يدّعون زورا انه وطنهم وشعبهم .
+ + +
ولتكتمل الصورة الأمنية على اكثر من شق ّ ، وحنك ( طق ّ ) ، في مضحكات الأمن العراقي ، نشر احد المواقع العراقية شكوى لضابط مخابرات استعار اسم ( ابو لؤي الحمداني ) ، اشاد في مستهلها بانجازات مديره حامل الجنسية الأميركية ( محمد الشهواني ) ، واكد ، غير مشكور ، ان جهازه قد ( أنشئ على اساس غير طائفي ) ، وهذه اعجوبة ( العهد الجديد ) ان يكون مدير مخابرات البلد حاملا لجنسية ثانية، كما اكد أن جهازه ( وطني وانتماؤه عراقي ) ، ويبدو ان ذاكرة هذا الفتى قد اصيبت بالعمى عن عائدية الجهاز وملكيته الأميركية الا اذا كان يظن الآ فرق بين البلدين ، والاّ اذا كان ضابطا من ضباط سوق ( مريدي ) يفهم ان من الوطنية ان تتعدد جنسيات ضباط المخابرات !! .
وجاءت الشكوي على ذات السياق النكتوي ، اذ يذكر ( الحمداني ) انه ( الحال قد تبدل ) بعد ان استلم زمام الأمور مساعد ( جديد ) لمديره ( الشهواني ) ، واصفا المساعد الجديد بأنه ( ضابط اداري فاشل ) من سقط متاع الجيش القديم وانه ( تاجر عملة سابق في السوق السوداء ) ، وانه يستغل غياب ( الشهواني ) بالسفر الى خارج العراق ، فينسق مع الأحزاب الموالية مع ايران التي تحكم عراق اليوم بوصفها ( الأكثرية ) العجيبة !! . ولم تنته نكتة اول جهاز مخابرات على وجه الأرض يفضح فيه ضابط مازال في الخدمة رؤساءه مع عمالاتهم وولاءاتهم الأجنبية و يدعي أنه ( وطني ) !! .
بقية الشكوى ، النكتة ، ان ضابط المخابرات ( الوطنية العراقية ) يفيد ان مساعد مديره العام ( أنشأ شركة مقاولات واحال اليها كافة عقود " الرشيد " له ) ، ومع انني لااعرف معنى ( الرشيد ) بلغة المخابرات العراقية فارجّح انه هذا يعني عقود الجهاز نفسه ، ولكن يستمر الضابط بسرد الاوصاف ( الوطنية !؟ ) لوكيل المدير فيذكر انه قام ( باختلاسات كبيرة وبدد اموالا حوّلها الى عمان ، وقام بشراء قصور في الاردن وحتى اجرى عمليات .. تجميلية لزوجته ) المصون ، ومن ضلع الشعب العراقي الذي يدعون الإنتماء اليه !! .
ولاتنتهي النكتة عند عمليات ( التجميل الوطنية ) التي اجرتها زوجة وكيل مدير المخابرات ( العراقية ) على نفقة الشعب العراقي ، بل يقول ( ابو لؤي الحمداني ) بقلب ( يحترق ) ، وطنية واخلاصا وايمانا بالله : ( اللهم اشهد اني بلّغت ) !! ، ويكرر الجملة تأكيدا ( للوعته الوطنية والأيمانية ) ، فلايجد المتابع من بدّ غير ان يضحك من ( أمن ) ومسؤولي ( امن ) يتجسسون على بعضهم ويخضعون لتجسس من صنعهم ، ولايجد العراقي المنهوب المنكوب غير عينين جف ّ دمعهما من مأساة التجارة ( بالأمن العراقي ) .
ولله في ( أمننا ) حكمة لدول الجوار الحسن وغير الحسن .