الشاعر محمد بن عبدالله بن الامام شرف


مقتطفات من كتابي " من روائع الشعر والغناء" قيد الطبع الشاعر محمد بن عبدالله بن الامام شرف الدين يحي ينتمي الى الاسره الحاكمه وعمه المطهربن شرف الدين من اشهرالائمه الزيديه واحدابطالها الشاعرمن مواليد كوكبان غرب صنعاءلايميل الى السياسه والحروب مثل اجداده واعمامه له ديوان "مبيتات وموشحات"قصائده نابعه من تجاربه الشخصيه الا في حالات نادره مثل قصيدة
صادت فؤادي بالعيون الملاح غناها ابراهيم الماس
ومحمدمرشدناجي واخرو كتب هذه القصيده بناء على طلب عمه المطهر بمناسبة زواجه من الشريفه حوريه بنت احمد التهاميه
صادت فؤادي بالعيون الملاح ...
وبالخدود الزاهرات الصباح
نعسانة الأجفان هيفاء رداح ...
في ثغرها السلسال بين الأقا فويتنه في خدها وردها .
.. سويحره هاروت من جندها
في مزحها لاقت وفي جدها
... أدي بروحي جدها
والمزاح جنانيه مثل القمر حوريه .
.. تزري بحور العين فردوسيه
بحسنها لي ملهيه مسليه ... إن همت فيها ما عليّ جناح
غزال تلحظني بأجفان ريم ... رقت معانيها كمثل النسيم

لها كلام يطرب ونغمة رخيم
... تهزني مثل اهتزاز الرماح في صدرها الفضي تفاحتين
... وجيدها السامي ككأس اللجين والسحر تنفث به من المقلتين .
.. وفي لماها البرق لألأ ولاح ناديت حين لاحت بداجي الشعر ..
. مورده أوجانها بالخفرمن ألف المافي الخدود والشرر .
.. ومن جمع بين المسا والصباح من علمك يا بابلي العيون ..
. هذي المعاني الحالية والفنون نهبت عقلي بالملق والمجون ..
. وحسن فاتن كم عليه روح راح في صغر سنك يا بديع الجمال ...
من أين لك هذا الملق والدلا ل أقسمت مالك يا حبيبي مثال ..
. ولا لقلبي عن غرامك براح حلفت لك لابلغك ما تريد ..
. واجعل سرورك كل ساعة جديدوالثمك وأرشف لماك البديد .
.. واجعل عناقي لك محل الوشاح واغيبك عن أعين الحاسدين
... كما أنت وحدك نور عيني اليمين تبارك الله أحسن الخالقين ..
. الناس من طين وانت من مسك فاح ما أحسنك من حولك الغانيات ..
. مثل القمر حوله نجوم زاهرات من كل فتانه لعوس امشفاة ..
. لؤلؤ لماها بين ماذي وراح غزال تسحرني بغنج الحور .
.. ما بيننا طاب الحديث والسمرفهن أوتاري وهن السكر ...
اشرب وأطرب بالحلال المباح ما قط لي في غير هذا مرام ..
. الحمد لله نلت كل المرام لازال ظل الله علينا دوام ...
يحفني في مسرحي والمراح
وقد ذكر اسمها في البيت جنانيه مثل القمر حوريه(هي حوريه بنت احمد التهامي عروس عمه المطهر)حــمـيـمـــةغناها كثير
ونحميمة باتت تردد ألحان ... تبكي فتبكيني بدمع شنان فقلت بالله يا حمامة البان .
.. عليش تبكي من بكى له شان لا تكتمي بالله واحمامه ... وحدثيني ذا البكاء على مهانتي عسى في مستهامه
... مثلي تشاكينا الهوى والأشجان حميمة أشكي عليش عيني ... حميمة عيني تجرحيني عليش يا عيني تعذبيني
... اصبح عذابي من عيوني ألوان لا ترحموا عيني وان بكت دم ..
. كم أشتكي عيني وحلها كم عيني تعذب قلبي المتيم ..
. آهي لقلبي من فعال الأعيان يا عين نجشتي عليّ شجوني
... ما ترحمي نفسك وترحمينيكم بالهوى يا عيوني تفتنيني ... إذا تجلى لك جمال فتانيا عجبي طرفي الطموح ماله
... يحب من لا يرتجي وصالهبعيد مثل البدر من يناله ...
عزيز كالظبي الغرير نعسان أ بدى لعيني حسنه المنعم ... فصحت وأنا فوق قلبي الزم ماذا بشر هذا ملك مكرم
... سبحان منشي ذا الجمال سبحان أسمر تثنى كالقضيب الأسمر ..
. حوري جناني كالغزال الأحورقمر بدا لي كالقمر مصور .
.. وغاب عن عيني فصرت حيران وحين غاب أجريت دمع عشاق
... ياليت قلبي لا خلق ولا كان حبيبي شاموت عليك حسرة .
.. ليتك تجود لي كل يوم نظرةما مطلبي إلا أضم عطفك ...
واشتم من بين العقود عرفك والزم على قلبي بنان كفك .
. وارشف بديدك من شفاه مرجان
يا مـكحـل عـيوني بالـسهـرغناها الفنان محمد مرشد ناجي واخرون
يا مكحل عيوني بالسهر أنت البستني ثوب الضنى
قالوا الناس بكره في سحر فرقتك يا غزال المنحنى
عاشقك رام يصبر ما قدر
ما فراق الحبيب إلا عناآه من فرقتك ياذا القمر
ليتنا ما اعترفنا ليتناأيها البدر كان الله معك
بعدك أجرى دمي من مدمعي
لو يقع لي أجي استودعك وتمسح بكفيك أدمعي
وأقول لك مع الله واسمعك حين تقول يا حبيب الله معي
نغمتك مثل ترجيح الوتر في سماعي لها كل المنى
رق من فرقتك قلبي وذاب وأنت قلبك عليّ قاسي شديد
لو ترى دمع عيني في انسكاب كنت ترحم دموعي لو تحيد
ما عليك باس في رفع الحجاب انظرك يا حبيبي من بعيد
كيف ما حدت حتى بالنظر يا حويلي المعاني والجنى
يا من سلب نوم عيني
غناها كثيرون
يا من سلب نوم عيني طرفه النعاس
وعذب القلب مابين الرجا والياس
واغرى بي الشوق والأشجان والوسواس
لا تشمت الناس بي يا منيتي في الناس
عذبت قلبي بصدك وانت ما تعلم
واسهرت طرفي واجريت الدموع بالدم
ظلمتني كل عاشق هكذا يظلم
فاحكم بما تشتهي لاباس عليك لاباس
وجهك بدا في الشعر أم صبح في ديجور
وجيدك السامي أم ذا كاس من بلور
وغصن عقيان مايل في نقا
كافورأم ردف يرتج تحت الأهيف المياس
ما حيلتي آح كم التاح كم أظماوبرد وجدي نصاب المبسم الألمى
ولثم وجنه بدا فيها اللهب والماتحكي اللجين الذي زانه طلا ألماس
بسحر هاروت من كحّل عُييناتكومن برود الخجل
ورد وجيناتك أقسم عليك بالذي لعس شفيهاتك ذا مسك من مبسمك
أم نفحة الأنفا سسبحان من صوّرك سبحان
من سواكي اسين عليك ما أحسنك ياسين عليك
ما احلاك ويلاه كم أعشقك ويلاه كم أهواك لولاك
مابت أرعى النجم في الأغلاس متى فديتك أهب صدري على صدرك
والثم خدودك وارشف يا قمر ثغرك واشكي عليك منك واجري الدمع في نحرك عسى يطفي غرامي
دمع الرجاس تعال قف لي قليل بالله شاقول لك إن كان وصلي حرام
قتلي بما جاز لك شارمي نفسي بليل أهلك
ولا أملك فقد تقضي يا قضيب الآس أظل يومي عليك دامي
الكبد حيرانوأقطع صورتك ..
صورتك سهرانأقول والقلب ذايب والدموع
شنان ياليت من قبّلك ياليت من لك باسأحرقت
يا فاتني قلبي وهو لك داروفيه سرك فكيف أذكيت فيه الناريا نار شوقي قفي ذا موضع الأسرارفنور نبراس سري يطفي المقياس
فديت روحي بروحك أيها الفتانمتى تزور في مقام الروح
والريح انمتى أستمع منك نغمة تزري الألحان متى تبات لي نديم في غفلة الحراس
متى أشاهد جبينك في المقام يزهروأنت كالبدر بين الكاس
والمزهرثمل تعربد عليّ طرفك الأحورنشوان يعقد لسانك سلسبيل الكاس
ما نشوة الراح إلا راحة الأرواح فقم بنا يا حبيبي نلثم الأقداح
ولا تطع حاسدك ليس الحسود نصّاح
أعاذك الله من وسواسه الخناس

الشاعر الصوفي الحميني محمد بن عبد الله بن الامام شرف الدين يحي من كبار الشعراء الصوفيين الحمينيين في الغزل العذري وهو من صناديد رجال الشعر الحميني في الغناء الصنعاني ومن جملة ما ذكره الأستاذ الدكتور محمد عبده غانم وسجّله في كتابه "شعر الغناء الصنعاني" عن دراساته وأبحاثه عن الشاعر بن شرف الدين بأنه كان أوّل شاعر زيدي في أغلب الظن ينتمي إلى الأسرة الزيدية الحاكمة بين الشعراء الذين أولعوا بنظم الشعر الحميني.
ويبدو أنه قد ضرب بذلك مثلا لغيره من كبار الزيود ورفع من قيمة الشعر الحميني الذي كان ينظر اليه شزرا في الاوساط الادبية المتمسكة بأسلوب الشعر الحكمي الفصيح.
ولما كان هذا الشاعر قد أظهر في سلوكه نزعة إلى التصوّف أنكرها عليه معاصره الامام القاسم بن محمد.
فقد توهّم بعض نقاد شعره أنّلا ما قاله في الغزل قد كان على الطريقة الصوفية، ولكنّ الشاعر نفسه قد أنكر ذلك عندما صرّح بأن مصدر إلهامه هو الحبّ الجنسي.
يعتبر ديوانه "مبيتات وموشحات" من أهم المصادر والمعارف عن أشعاره الحمينية.
ومع أن الشعر الحميني الذي أسهم به ابن شرف الدين في الغناء الصنعاني بالغ الأهمية من حيث الميّة الغزيرة، إلاّ أن أهميته الحقيقية تأتي في الأول من ناحية الجودة التي يحلق بها الشاعر فوق معظم شعراء الحميني في الغناء اليمني إن لم نقل فوقهم كلّهم.
يتميّز شاعرنا في رقّة العاطفة عنده وفي قدرته على التعبير عنها بشعر لا يقلّ عنها رقّة، كأن يقول مثلا:
"ما حيلتي، قلبي رقيق عشّاق *** يا ليت قلبي لا خلق و لا كان"
وبالاضافة إلى هذه القدرة على التعبير الرقيق عن رقّة العاطفة، فأنّ ابن شرف الدين هو أوّل شاعر يسهم بقصيدة حمينية تستعمل فيها القصّة والحوار في وصف دقيق لإحدى اللقاءات الغرامية مثل ما جاء في قصيدته الشعرية التالية:

لقيت في المسقى جدا المحلّه *** في مورد الماء لي لقي
فقلت له عرني سقاك لله *** إنّي ظويمي شاستقي
رمى السقا لي ورنا بمقله *** بالموت صارمها سقي
وقال لا تحبس فشانزلّه *** زلّ الرفاق ما احّد بقي
توشـــــــــيح
فقلت إن زلّ الرفيق ** شاكون رفيقك في الطريق *** وامسي معاكم في الفريق
تقفـــــــــيل
وافرش خديدي لك بكلّ رمله *** خدّي لأقدامك يقي
فورّد أوجانه حيا وخجله *** وافتر عن لؤلؤ نقي

كانت تلك بعض من أبيات أرقّ قصائد الشاعر إبن شرف الدين وكلّ قصائده رقيقه
وتعليق مني كيف لحسناء أن تقاوم مثل تلك الكلمات الرقيقة المنثورة تحت أقدامها،
فإن استسلمت لا عتب عليها ولا لوم.


علي السقاف جده