مؤتمر الشعر النسوي بين الدول العربية والسويد
المعهد السويدي بالإسكندرية 24 : 26 يونية 2008
شاعرات مصر والسعودية والسويد وفنلندا يتبارين في إلقاء الشعر
شاركت الشاعرات شريفة السيد وإيمان بكري ومنى حلمي في مؤتمر الشعر النسوي بين الدول العربية والسويد.. والذي أقيم بالمعهد السويدي بالإسكندرية 24 : 26 يونيه 2008.
كما شارك الوفد السعودي والوفد السويدي بقصائد لنخبة من الشاعرات والناقدات ، بحضور سعادة الدكتور أبو بكر با قادر وكيل أول وزارة الثقافة والإعلام بالمملكة العربية السعودية الذي نظم هذا المؤتمر بالتعاون مع مستر يان هننجستون مدير المعهد السويدي بالإسكندرية.
وأما المشاركة الإعلامية فكانت من:
الأستاذ علي المالكي والأستاذ جميل فلتح من الجانب السعودي. والإعلامية خلود سعد من الجانب المصري والإعلامية جيني توندال من الجانب السويدي.
وتكون الوفد السويدي من الشاعرات:
يوحنا أكسترام، وكاترينا فروستنسن، وكرستينا لوجن، و جيني توندال،
كما شاركت الشاعرة ريتا دال من فنلندا.
أما الوفد السعودي فتكون من الشاعرات:
د/ فوزية ابو خالد، د/ خديجة الصبان، و د/أشجان هندي، وأ / بديعة كشغري، وأ/ هدى الدغفق، وأ/ زينب غاصب، وأ/ حليمة مظفر. والدكتورة الناقدة مريم بو بشيت.
وعلى مدى عشر جلسات قدمت الشاعرات قصائدهن باللغتين العربية والإنجليزية.. وتم عمل مائدة مستديرة ناقشت القصائد الملقاة.. كما تم تقديم دراسات نقدية ومحاضرات ورؤى أدبية تتعلق بالمشهد الشعري والثقافي في البلاد المشاركة..
تنوعت اتجاهات ومدارس الشعر كما تنوعت القصائد بين الوطنية والاجتماعية والإنسانية والفلسفية التأملية والوجودية، وإن جاء أكثره عن قضايا المرأة والطفل في كل مكان بالعالم حتى بالعراق وفلسطين.. والقليل منه جاء معبرا عن روح الصحراء وآلياتها، فيما كانت الغلبة لقصيدة النثر.. كما لاقت قصيدة التفعيلة والقصيدة العمودية ترحيبا أيضا من قبل الجميع.. وبرزت قدرات الشاعرات في هذا التنوع الذي أثبت أن الشاعرة العربية تخطت مراحل الشعر الحديث إلى ما بعد الحداثة.. وتميزت الشاعرات بجمال التعبير وتنوع الأفكار والإبداع في فن الإلقاء، حيث تميزت كل منهن بصوتها الخاص في الإلقاء، كما احتفظت كل منهن بخصوصيتها في استخدام المفردات والألفاظ والصور الطازجة المبتكرة.. حتى بدا الاختلاف واضحا بين شاعرات الوفد الواحد.. مما أثرى الملتقى وأضاف الكثير إلى المشهد الشعري في البلاد المشاركة.. فوصفه الدكتور أبو بكر با قادر بأنه ملتقى تاريخي يعترف بالأخر ويقيم جسرا من التواصل بينه وبين العرب.
وتمت مناقشة موضوعات : تقدير الشعر وأنه كان ذاكرة الأمم قديما وأسباب ابتعاد الجمهور عنه حديثا، فيما يزيد اهتمام المؤلفين الجدد نحو الرواية بشكل قوي في الأدب السعودي، وأثيرت قضايا تتعلق بقصيدة النثر ومدى ارتباط الشعراء الجدد بها، وكذلك قضية العزلة والوحدة والغربة التي تظهر في غالبية الشعر السويدي، كذلك قضية خيانة النص من قبل الترجمة،
وأخيرا قالت الدكتورة مها بو بشيت في دراستها عن الشعر السعودي: إنه يمثل قفزة كبيرة للمرأة الشاعرة حيث بدأت من مرحلة التجديد مباشرة,, وملامحها : الغنائية في الألفاظ والصوت والإيقاع.. والإحساس بالذات.. وعاطفة الحب بكل ما يرتبط بها.. وتجاوز البدايات وتوفر مقومات الوعي والنضوج الفني.. وجرأة القول والصدام مع التقاليد البالية في غير إباحية،، وكسر قيود التخلف الاجتماعي وشيوع نزعة التحرر والانطلاق إلى فضاءات الخلق والإبداع والرؤى الواقعية المنتقاة بوعي، فجاء الواقع السعودي بصورة جديدة وإيقاع عال لتتبدى الأنثى معاناة وتفاؤلا وطموحات ، ولتعبر عن التغير والتحول بعيدا عن الموروثات البالية..إضافة إلى طغيان موضوعات الذات وإن شاركت الأنثى في الهم العربي وهو الأقل..
كما تميزت هذه المرحلة أيضا بتقنيات رسم الصورة والموسيقى أحيانا والنثرية أحيانا اخرى.. والوعي بالمهارات اللغوية وطاقاتها الخلاقة بهدف الرقي بلغة القرآن الكريم في مواجهة الشعر النبطي خاصة وأن الذائقة تدهورت، وتميز الشعر النسوي هناك أيضا بكثرة توظيف الرموز الصحراوية والبيئة المحلية والطقوس وغيرها .. وتشترك شاعرات السعودية عموما في توظيف الموروث وإن اختلفت طرق التوظيف من شاعرة لأخرى وانعكاس ذلك على البناء.وهي مرحلة غنية بالشاعرات نشر فيها 70 ديوانا لشاعرات بشكل عام منهن 40 شاعرة نشرت أكثرمن ديوان وحولهن أكثر من 100 شاعرة نشرن في الصحف والدوريات .. وأضافت أن شاعرات المؤتمر يمثلن المرحلة الحداثية التي هي تطور عن الرومانسية إلا أنهن يعتبرن في مرحلة تجريبية لم تستقر التجربة عند معظمهن فيما تأتي الشاعرة فوزية أبو خالد كرائدة لقصيدة النثر بالسعودية.
وبعد أن طرحت كل شاعرة تجربتها بأمثلة من قصائدها.. كانت جلسة الختام غاية في الحميمية والحب للمكان الإسكندرية، وأطلقت عبارات الشكر لتوجيه الدعوة للمشاركين.. وحسن الاستضافة مع أمل بتكرار التجربة لأنها أثبتت نجاحها.فيما قال الوفد السويدي : لن ننسى هذه المشاركة إطلاقا وسننفذها في بلادنا.

بقلم الشاعرة / شريفة السيد
يا ريتني كنت معاهم