الأفاكيـهُ والنَّـوادر ..( متجدد )

[يحيى الحكمي]

( ما جاء في قليلي الموافاة )


قال وهْب بن منبِّه : صحبتُ النَّاس خمسين سنة فما وجدتُّ رجلاً غفَر لي زلَّة . ولا أقال لي عثرة . ولا ستر لي عورة . .

قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : إذا كان الغدرُ طبعاً ، فالثقَة بكلِّ أحدٍ عجْز .

قيل لبعضهم :" ما الصّدِيق ؟ " قال : اسمٌ على غير مسمَّى

يروى عن جعفر الصادق رضي الله عنه قوله : إن كان لك مائة صديق فاطرح تسعة وتسعين وكن من الواحد على حذَر.


نهايَة :

جاء في ورق الجاهلية ..





لمَّا رأيت بني الزمان وما بهم
خِلٌ وفيٌ للشدائدِ أتقِي
فعلمتُ أنَّ المستحيل ثلاثةً
الغول والعنقاء والخّلُّ الوفي

[يحيى الحكمي]

ما جاء في البُخل


قيل بخلاء العرب أربعة : الحطيئة .. وحميدٌ الأرقط وأبو الأسود الدؤلي وخالد بن صفوان.

لقيل لبخيل : مَن أشجع النَّاس ..؟ قال من سمع وقع أضراس الناس على طعامه ولم تنشَق مرارته..


كان المتنبي بخيلاً جداً ..مدحه إنسانٌ بقصيدة فقال له : كم أملْتَ منَّا على مدحِك ؟ قال : عشرة دنانير .. قال له : والله لو ندفت قطن الأرض بقوس السماء على جباه الملائكة ما دفعتُ لك دانقاً .


قال رجل من البخلاء لأولاده اشتروا لي لحماً ، فأمر بطبخه فلما استوى أكله جميعه حتى لم يبقَ في يده إلا عظمة ، وعيون أولاده ترمقه ، فقال : ما أعطي أحدكم هذه العظمة حتى يُحسن وصف أكلها فقال ولده الأكبر : أمشمشها يا أبت وأمضُّها حتى لا أدع للذّر فيها مقيلا ، قال : لستَ بصاحبها . فقال الأوسط ألوكها يا أبت حتى لا يدري أحدٌ لعامٍ أم لعامين ، قال : لست بصاحبها ، فقال الأصغر : يا أبتِ أمصها وأدقّها وأسفُّها سفَّا . قال : أنت صاحبها وهي لك زادك الله معرفةً وحزما .


خاتمة :





لو عبرَ البحرَ بأمواجهِ
في ليلةٍ مظلمةٍ باردةْ
وكفُّه مملوءةٌ خردلاً
ما سقطَت من كفِّهِ واحدةْ

[يحيى الحكمي]

في اليسر بعد العسر.

3

أمرَ الحجّاجُ بإحضار رجلٍ من السجْن ، فلمّا أُحضر أمر بضرب عنقه ، فقال : أيّها الأمير أخرْني إلى غَدٍ ، فقال : وأيُّ فرجٍ لك في تأخير يومٍ واحد ؟ ثم أمر بردِّه إلى السجْن ، فسمعه الحجاج وهو راجعٌ إلى السجن يقول :

عسى فرجٌ يأتي به الله إنَّه ** لَه كلّ يومٍ في خليقته أمْرُ

فقال الحجاج : والله ما أخذه إلا من كتاب الله وهو قوله تعالى : " كلّ يومٍ هو في شأن " وأمرَ بإطلاقه .

[محمد الكبيسي]

ألأخ يحي سلمك ألله
أستمتعت كثيرآ وأنا أتجول في بستان حروفك ألجميله
مواضيع ممتعه حقآ فيها من ألحكم ألشيئ ألكثير وتؤخذ
منها ألدروس والعبر 0
تقبل شكري وتقديري
دمت بخير

[محمد منار خالدي]

و الله احسنت و اجدت
بورك الجهد

[د.ألق الماضي]

الكريم يحيى...
عودا حميدا...
اختيارات موفقة...
تنم عن رؤى عدة...
زادك الله علما...

[عماد ابو رياض]

بارك الله فيك اخي العزيز على هذه المواضيع والحكم الرائعه .. تحياتي .

[يحيى الحكمي]

الشكر موصول لكل من قرأ وعلَّق ..

ويصفو المتصفَّح بمشاركتكم .

.

[يحيى الحكمي]

في البلاغَة ..

كتبَ الحسن بن وهب إلى إبراهيم بن العباس : وصل كتابك ، فما رأيتُ كتاباً أسهل فنوناً ، ولا أملس متوناً ، ولا أكثر عيوناً ، ولا أحسن مقاطعَ ومطالعَ منه ... أنجزتَ فيه عدة الرأي ، وبشرى الفراسة ، وعاد الظَّنّ يقيناً ، والأمل مبلوغاً ، والحمد لله الذي تتم بنعمته الصالحات .

قيل : الكلامُ كثيرةُ فنونه ، قليلةٌ عيونه ، فمنه ما يفكّه الأسماع ، ويؤنس القلوب ، ومنه ما يحمّل الآذان ثقلا ، ويملأ الأذهان وحشة .

.

[يحيى الحكمي]

من حكايا الأعراب


تزوّج أعرابيٌ امرأة ، فطالت صحبتها له ، فتغيَّر لها وقد طعَنت في السِّن ، فقالت له : ألم تكن ترضِي إذا غضبْتُ ، وتعتبُ إذا عتبتُ وتشفِقُ إذا أبيتُ ، فما بالك الآن ..؟ فقال : ذهب الذي كان يُصلح بيننا .


**

وقيل أنَّ أعرابيَّة فقدَت زوجها : فأدمنَت البكاء عليه ، فقال بعضُ بنيها ..:

أتفقدينَ مِن أبينا غيرَهْ
أتفقدينَ نفعهُ وضَـرَّهْ
أراكِ ما تبكين إلا ..... .


.

قال الأصمعي :
اختصَم أعرابيانِ إلى بعضِ الولاة في دَينٍ لأحدهما على صاحبه ، فجعلَ المدَّعَى عليه يحلفُ بالطلاقِ والعتاق ، فقال له المدّعِي : دعني من هذه الأيمان واحلفْ بما أقول لك : لا ترك الله لك خفاَّا يتبعُ خفّا ولا ظلفاً يتبعُ ظلفا ، وحتَّك من أهلك ومالك حتَّ الورق من الشجر إن لم يكن لي هذا الحق قبلَك ! فأعطاه حقّه ولم يحلِف له .

.

[يحيى الحكمي]

من نوادر لقمان الحكيم أن أوصَى ولده فقال :


يا بُني : الدهرُ يومان يومٌ لك ويومٌ عليك ، فإن كان لك فلا تبطُر وإن كان عليك فاصبِر فكلاهما سيمُرْ .

يا بُني : إذا افتخر الناسُ بحسن كلامهم ، فافتخر أنت بحسْن صمْتِك .

[يحيى الحكمي]

آخر قصائد الشاعر الكبير : محمد الثبيتي




مضى شراعي بما لا تشتهي ريحي
وفاتني الفجر إذ طالت تراويحـي

أبحرت تهوي الى الاعماق قافيتي
ويرتقي في حبال الريح تسبيحـي

مزمل فـي ثيـاب النـور منتبـذٌ
تلقـاء مكـة أتلـو آيـةَ الـروح

والليل يعجب منـي ثـم يسألنـي
بوابة الريـح مـا بوابـة الريـح؟

فقلت والسائـل الليلـي يرقبنـي
والود ما بيننا غـضٌ مـن الريـح

إليك عني فشعري وحـي فاتنتـي
فهي التي تبتدي وهي التي توحي

وهي التي أطلقتني في الكرى حلما
حتى عبرت لها حلم المصابيح

وحين نام الدجى جاءت لتمسيتـي
وحين قام الضحى عادت لتصبيحي

ما جردت مقلتاها غير سيف دمي
وما علـى ثغرهـا إلا تباريحـي

وما تيممت شمس غيـر صافيـة
ولا طرقت سمـاء غيـر مفتـوح

قصائـدي أينمـا ينتابنـي قلقـي
ومنزلي حيث ما ألقـي مفاتيحـي

فأي قوليـا أحلـى عنـد سيدتـي
ما قلت في النخل أم ما قلت للشيح