جاسم الرصيف
ــــــــــــــــــــــــــ
( كلام الليل ) وصفعات النهار
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
ماعاد مستنكرا ان يشير الواقع العراقي الى ان كلام حكومة الاحتلال في الليل تمحوه صفعات الواقع الكارثي و( فنتازيا ) تجار الحروب من آل ( حصان طروادة العراقي ) . ولاعاد مستغربا ان تفرغ الألقاب من معناها ومبناها في آن ، وان تتحول الى مضحكات حكومية في يوم العراق الجديد ، ومنها آخرها الذي قررته ( فخامة ) رئيس وزراء عاجز عن تحريك جنديين ، الا بعد الحصول على موافقة مرجعيتين متكارهتين علنا متفقتين سرا على تدمير كل ما هو عراقي ، خاصة اذا كان عربيا ، والقاضي :
بإخلاء المباني الحكومية في البلاد وتسليمها الى الحكومة خلال ( مدّة ) اصبحت من ماضي الكوارث القديمة .
قصور رئاسية ، ودور ضيافة حكومية ، ومقرات وبنايات رسمية ، ودور مواطنين ، سطت عليها عصابات تجار الحروب دون اذن ، لا من الشعب العراقي ولا من اصحابها المعتقلين او المهجرين قسرا عن وطنهم لأنهم رفضوا الاحتلالين والثلاث ورقات ( كوندية ) . وصارت املاك الشعب والأفراد هذه مقرات إقامة مجانية شخصية ( لكبار المسؤولين ) من آل حصان ( طروادة ) العراقي وصغار الأتباع ممن يديرون احزابا والت الاحتلالين وذيلهما ( الكوندي ) واتخذتهم مآلا وحاضنة مصير .
سطا ( المجلس الأعلى للثورة الاسلامية الأيرانية ) ، بأمر من الملاّ ( عبد العزيز الحكيم ) ، على قصور رئاسية ومساكن وزراء ومقرات حكومية ( فخمة ) على طول نهر دجلة المحتل ما بين ( الجسر ذو الطابقين ) حتى ( جسر الجادرية ) بالكامل ، فضلا عن قصري عدي وقصي صدام حسين الخاصين ، ومع هذا تبحث اميركا وذيلها حكومة المالكي عن ( أدلة تثبت تدخل ايران في شؤون العراق ) ، فيما تؤوي مقرات المجلس القادمة رسميا من محور الشر ، والمجاورة لسفارة الشيطان الأكبر صراحة وعلنا ، كل من هب ّ ودب ّ من تحت سترة ( نجاد ) .
ومع ان هذا يذكر العراقيين بمسرحية : ( الأعمى الذي يقود البصير ) في معارك الاحتلالين وسوء المصير ، فالأنكى والأسوأ ان ( جلال الطالباني ) ، الذي اجّر القصر الجمهوري ، بدون ثمن ، لأتباع ( هدية الله ) له ولأتباعه ، قد سطا ( ديمقراطيا ) على قصر ( طارق عزيز ) ، نائب رئيس الوزراء الأسبق ، اذا جازت التسمية ، دون ان يدفع فلسا واحدا لأهل الدار ، مادام محميا بطائرات الاحتلال ودباباته ، وتجار حروبه ، ولكنه مع ذلك ( يتكتك ) و( يطقطق ) في الحديث عن ( الوطنية والمواطنة ) ضاربا للعراقيين ( ارقى ) الأمثلة لحالات السطو ( الديمقراطي ) الرسمي .
الحزبان ( الكونديان ) ، ولأن احدهما ( ديمقراطي ! ) والآخر ( وطني ! ) ، التابعان ( لجلال الطالباني ) و( البرزاني ) استوليا على مقرات حزب البعث في اليرموك ، ارقى احياء بغداد ، ( لزوم السياحة الكوندية ) ، على جناح ( ديمقراطي ) وجناح ( وطني ) ، كلاهما معدل في معامل ( هدية الله ) لتجار الحروب ، ولكن مايثير الدهشة والعجب حقا ان الحزب الشيوعي الأمريكي ( العراقي ) ، بنكهة ايرانية ، قد سطا على دوائر التجنيد والحسابات العسكرية وبعض دوائر وزارة الدفاع في مناطق أبي نؤاس والصالحية وساحة الأندلس ، فضلا عن مقرات اتحاد الطلبة ورابطة المرأة العراقية .
حزب الدعوة ( الإسلامية ) سطا على ثاني اكبر مطار في بغداد ، بعد المطار الدولي ، مطار المثنى ، وارى انه الأكثر ذكاء من بقية الأحزاب ، اذ لابد انه استلهم تجربة الرحيل الأميركي في فيتنام ، ومن ثم فإن المطار ينفع ( يوم لاينفع مال ولا بنون ) اذا حل ّ يوم حساب عراقي عسير ، كما سطت ( الدعوة الأيرانية ) على مقرات حكومية في العطيفية والكرادة الشرقية والكاظمية ومقر المخابرات العراقية القديم ، وعلى ذات الجناح الأيراني سطت منظمة ( بدر ) الدموية على بعض دوائر وزارة الاعلام في شارع الإسكان في الكرخ .
حزب طارق الهاشمي ، ( الاسلامي ) ، حسب الإدعاء ، منحته ( ديمقراطية ) الاحتلالين والثلاث ورقات كوندية حرية التصرف بغنيمة مقرات حزب البعث في منطقة الأربعة شوارع في اليرموك مقرا رئيسيا له ، وله فروع سطت على مبان حكومة في مناطق الخضراء والعامرية والأعظمية والدورة ، وهي التي تصفها قيادات الاحتلالين وذيلها الكوندي بأنها ( ساخنة وخطيرة ) ، لأن حزب الهاشمي رضي بوظيفة ( تبريد وإطفاء ) نيران المقاومة الوطنية في هذه المناطق ، ذات الأغلبية العربية السنية .
وفي هذا الاطار من السطو ( الوطني ) ، مازالت النزاعات قائمة بين منظمة ( بدر ) وحزب الدعوة الأيرانية من جهة ومن جهة اخرى ميليشيا جيش المهدي لصاحبها ( مقتدى ) الذي سمى مدينة الثورة في بغداد مدينة ( الصدر) واستولى على مباني الحكومة فيها فضلا عن مبان في بغداد الجديدة والكرادة والشعلة وسلمان باك والكاظمية ، على كرّ وفرّ يتجدد وينحسر وفقا لصراع المرجعيات ( النووية ) في طهران وواشنطن ووفقا ( لمجمّدة ) ومشعل ( مقتدى ) الذي نفد غازه كما يبدو فماعاد عراقي يعرف آخر احداثيات ( الوطنية ) في هذه المناطق .
هذا هو موقف السطو على المباني الحكومية ، وهي ملك للشعب ، من قبل اطراف حكومة الاحتلال الأمامية والخلفية ، وطريفه وحريفه : الاّ طرفا واحدا من هذه الأطراف نفذ ( كلام ) حكومة المالكي ، ولا اعار اوامر ( فخامة ) رئيس الوزراء اهتماما ، وظل حال السطو على ماهو عليه في جميع محافظات العراق ، لأن الجميع يعرفون ان اوامر هذا ( المسكين ) في الليل تمحوها صفعات قيادات الاحتلالات الأجنبية التابعين لها ( في النهار ) .
ولله في امر من تنصبهم الاحتلالات حكمة عرضها : مظهريات فارغة واوامر خلّبية ، وطولها : من عمر الاحتلال .