الذكر...

[د.ألق الماضي]

44.أنه ما استجلبت نعم الله عز وجل واستدفعت نقمه بمثل ذكر الله تعالى ، فالذكر جلاب للنعم ، دفاع للنقم ،،،
45.الذكر صنو الشكر ، والشكر جلاب للنعم وموجب للمزيد قال تعالى :" وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم " ( إبراهيم : 7 ). قال بعض السلف رحمة الله عليهم : ما أقبح الغفلة عن ذكر من لا يغفل عن برك ،،،

[د.ألق الماضي]

46. الذكر يوجب صلاة الله وملائكته على الذاكر ، ومن كان هذا حاله فقد أفلح وفاز ، قال تعالى :" يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا * وسبحوه بكرة وأصيلا * هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور وكان الله بالمؤمنين رحيما " الأحزاب 41 - 43 .
وهي على الذاكرين له كثيرا ، وهذه الصلاة هي سبب في إخراجهم من الظلمات إلى النور ، فيا حسرة الغافلين عن ذكر ربهم !

[د.ألق الماضي]

47 . مجالس الذكر هي رياض الجنة ، فمن شاء أن يسكن رياض الجنة في الدنيا فليستوطن مجالس الذكر ، فقد ذكر ابن أبي الدنيا وغيره من حديث جابر بن عبدالله قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :" أيها الناس ارتعوا في رياض الجنة " قلنا يا رسول الله : وما رياض الجنة ؟ قال :" مجالس الذكر " . أخرجه الحاكم وصححه أبو يعلى في مسنده وغيرهم ،،،

[د.ألق الماضي]

48 . مجالس الذكر مجالس الملائكة ، فليس من مجالس الدنيا لهم مجلس فيها إلا مجلس يذكر الله تعالى فيه كما جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لله ملائكة فضلا عن كتاب الناس يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر ، فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تعالى تنادوا : هلموا إلى حاجاتكم . قال : فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا ... الحديث بطوله ،،،

[د.ألق الماضي]

49. أن الله يباهي بالذاكرين ملائكته كما روى في صحيح مسلم عن معاوية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال ما أجلسكم ؟ قالوا جلسنا نذكر الله تعالى ونحمده على ما هدانا للإسلام ومن به علينا . قال آلله ما أجلسكم إلا ذاك ؟ قالوا : والله ما أجلسنا إلا ذاك . قال : أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم ، ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله تبارك وتعالى يباهي بكم الملائكة ،،،

[د.ألق الماضي]

50. أن دائم الذكر يدخل الجنة وهو يضحك لما ذكر ابن أبي الدنيا بسنده عن أبي الدرداء قال : الذي لا تزال ألسنتهم رطبة من ذكر الله عز وجل يدخل أحدهم الجنة وهو يضحك . أخرجه أحمد في الزهد وابن أبي الشيبة في المصنف ، وأبو نعيم في الحلية وغيرهم بإسناد حسن .
قلت وهذا الحديث وما شابه إذا صح السند له حكم الرفع لأن مثل هذه الأحاديث لا تقال على سبيل الرأي والله أعلم ،،،

[د.ألق الماضي]

51. أن جميع الأعمال إنما شرعت إقامة لذكر الله تعالى ، والمقصود بها تحصيل ذكر الله تعالى ، قال تعالى : " وأقم الصلاة لذكري " ( طه : 14 ) . وفي السنن عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" إنما جعل الطواف بالبيت وبين الصفا والمروة ورمي الجمار لإقامة ذكر الله تعالى " . أخرجه أهل السنن وقال الترمذي حديث حسن صحيح ،،،

[د.ألق الماضي]

52.أن أفضل أهل كل عمل أكثرهم فيه ذكرا لله ، فأفضل الصوام أكثرهم ذكرا لله في صومهم ، وأفضل المتصدقين والحجاج أكثرهم ذكرا لله وهكذا في سائر الأعمال . وروى ابن أبي الدنيا بإسناد مرسل أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل أي أهل المسجد خير ؟ قال : أكثرهم ذكرا لله عز وجل ، قيل فأي أهل الجنائز خير ؟ قال : أكثرهم ذكرا لله عز وجل ...وذكر أعمالا أخرى فقال الصديق : ذهب الذاكرون بالخير كله ،،،

[د.ألق الماضي]

53. إن إدامة الذكر تنوب عن النوافل والتطوعات وتقوم مقامها ، سواء كانت بدنية أو مالية ، أو بدنية ومالية كالحج التطوع ، فعن أبي هريرة أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله فقالوا : يا رسول الله ذهب أهل الدثور ( أي الأموال ) بالأجور والدرجات العلى والنعيم المقيم يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ولهم فضل أموال يحجون بها ويعتمرون ويجاهدون . فأخبرهم رسول الله أن ذكر الله يعدل هذا كله،،،

[د.ألق الماضي]

54.أن ذكر الله أكبر العون على طاعته فإنه يحببها إلى العبد ويسهلها عليه ويلذذها له ، ويجعل قرة عينه فيها ونعيمه وسروره بها ، بحيث لا يجد لها من الكلفة والمشقة والثقل ما يجد الغافل ،،،
55.أن ذكر الله يسهل الصعب وييسر العسير ويخفف المشاق ، فما ذكر الله على صعب إلا هان ، ولا على مشقة إلا خففت ، ولا شدة إلا زالت ولا كربة إلا فرجت ، فذكر الله هو الفرج بعد الشدة واليسر بعد العسر ،،،

[د.ألق الماضي]

56. أن ذكر الله يذهب عن القلب مخاوفه كلها ، وله تأثير عجيب في حصول الأمن فبقدر ذكر العبد ربه يكون حصول الأمن له،،،
57. أن دور الجنة تبنى بالذكر ، وإذا أمسك الذاكر عن الذكر أمسكت الملائكة عن البناء ، فإن أخذ الذاكر في الذكر ، أخذت الملائكة في البناء ؛ فقد ذكر ابن أبي الدنيا بإسناده عن حكيم بن محمد الأخنس أثرا بهذا المعنى ،،،

[د.ألق الماضي]

بعض آداب وأحكام الذكر :
يقول الإمام النووي رحمه الله تعالى : ينبغي لمن كان له وظيفة من الذكر في وقت من ليل أو نهار أو عقب صلاة ففاتته ،أن يتداركها ويأتي بها إذا تمكن منها ولا يهملها فقد ثبت في صحيح مسلم عن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل ،،،