الله يوفقك سامحك الله... صدفة ..انه القدر لى الله في خلقه شوؤن كلمات تبدو لك لاول وهلة من المسلمات قد لاتقف عندها كثيرا ولو وقفنا لا نعيرها إهتماما كبيرا رغم ان اسرار الحياة قد بنيت عليها عن الخلق و اسرار الخالق و الحياة والموت جمع من المتناقضات يولد فكرة بسيطة حكمتها رائعة و رب صدفة خير من الف ميعاد وقد تقف عند خبايا هذه الكلمة الكلمة صدفة مثلما وقفت انا ...؟ تضغط على زر حاسوبك لتكتشف عملية طالما ارقك السهاد لإيجادها ......اتبعني
كنت داخل المدرسة مع زملاء لي لا نأبه بما حولنا لصغائر الامور غير التحضير للدروس و ضجيج التلاميذ و ملاء الاستمارات و تلقي الشكاوي افعال تركت فينا فراغا رهيبا و ملالا شديدا لما جلبت عليه النفس الانسانية من طبائع التجديد
حدثتني نفسي يوما ان اغير ما إعتراها من الملل و الكدر و أأخذ باسباب التجديد فتجولت في انحاء مدرستي أقلب أطرافها لعلي أجد تسلية أو تعزية من كدر العمل الروتيني فوقعت عينيا بمحض الصدفة على حبل طويل لا يكاد ينتهي من النمل مصوففة في تراس عجيب الواحدة تلو الاخرى و بتناسقها راحت تقوم بنفس الحركات ككتيبة من العساكر خلال استعراض رشيق قد يكون الخروج فيه عن الطاعة خطأ مصيريا إن لم نقل قاتلا
و النمل كعادته يتقد بالحياة و ما أدهشني أن بعضها كان يخرج من جنباته أجنحة صغيرة و ما فائدة الاجنحة سوى الطيران ولكن تأبى عليه طبيعته كنمل ان يطير في السماء فيمزق شر ممزق اجنحته الجديدة ولكن ما الحكمة من ذلك العجب العجاب
ففي الطرف ألاخر إجتمعت شرذ مة من العصافير تلتقط بعضا من النمل ذو الاجنحة الكبيرة رفض ما جبله الله عليها من طبيعته و رفض أن يبقى نملا حقيرا فطار في السماء و في السماء كانت العصافير ترتفع كالطائرات المغيرة لتهوي على النمل ذو الاجنحة الكبيرة جاعلة منه غذائها المفضل أو لقمة سائغة لمن ينتظرها من الصغار في العش كانت العصافير تلتقط النمل الطائر بنهم
و في الارض كانت قوافل النمل التي رفضت الطيران مستمرة في نزع أجنحتها مستمرة على إرادة الحياة
و دفع أسباب الموت عنها فصحت بدواخل نفسي هل تجمع الطبيعة بين نقضين الماء و النار البرد و الحر الظلام و النور و تحديدا الحياة و الموت البقاء و أللابقاء
قلت تباهى النمل بنفسه و أجنحته فطار في علياء السماء لم تسعه الارض بما رحبت و تنكر وتنكر لها لما أمنته من خوف و أطعمته من جوع و أمدته بأسباب الحياة و تجاوزت عن أخطائه فوجد في علياء السماء أسباب موته عصافير شرهة نهمة جعلت منه لقمة لها و لي أبنائها
و الذي رفض أن يطير أصر على طبيعته ألاصلية و ألأصيلة بقي في الارض عاملا ينهال من خيراتها و يداري عنه أشرارها فمنحته الحياة أسباب بقائه منحته نفسها فأدرك بذلك اسباب البقاء فهل ؟ الغريزة جزء من البقاء لدى الكائنات الحية لقد أبى النمل على نفسه ان يموت في عنان السماء لأنه خلق في الارض و ربنا يقول....منها خلقناكم و منها نخرجكم تارة أخرى....
إن غريزة البقاء هي الحياة كلها و التمسك بها هو البقاء نفسه فطوبى لمن يحافظ على أسباب حياته وسعادته
وأراد شارل دروين و فريدريك لمارك أن يغيروا سنن الحياة فقالوأن أصل الانسان قرد و الله تعالى أكرم حتى النمل في القرأن المجيد حيث يقو ل في سورة النمل
....و حشر لسليمان وجنوده من الجن و الإنس و الطير فهم يوزعون حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل أدخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان و جنوده فهم لا يشعرون فتبسم ضاحكا من قولها و قال ربي أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي و على والدي وأن أعمل صالحا ترضاه و أدخلني برحمتك في عبادك الصالحين.....صدق الله العظيم....
من تاليف غمارى احمد صور الغزلان البويرة الجزائر