النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: (النص الادبي) بين جمال لفكره وروعه الصنعه

  1. #1 (النص الادبي) بين جمال لفكره وروعه الصنعه 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    May 2004
    المشاركات
    164
    معدل تقييم المستوى
    20
    0 0 0 التروبادورز 0 0 0

    0
    0 [/CENTER]


    0 سأظل احلم بطيفك في الليل .... واذكرك وابحث عنك في كل مكان ....في كل اغنيه وفي كل لحن ...سأحمل معي صورتك من بلد الي بلد ....فحبك جعلني بلا وطن ...هذه هي حياه التروبادورز 0
    0

    قليلون هم من يعرفون هذه الاغنيه واظن ان من يعرفون مغنيها يكادون لا يذكرون ...... فقد مات ذلك البائس منذ وقت ليس بالقصير عل ما احسب ....فالبكاء المغني و الذي كان يجيده هذا ولا يزال يستعذبه البعض قد اختفي منذ زمن بعيد

    و الغريب هو ان تلك المجموعه القليله التي تعرف المغني و الاغنيه علي حد سواء لا يكادون يعرفون معني كلمه ( التروبادورز ) ............. ولعل 0( بول أنكا 0) نفسه لما تغني بهذه الاغنيه لم يكن يعرف الدور الحقيقي لهؤلاء ( التروبادورز ) في الرقي بالنص الشعري في مجموع الاداب الاوربيه

    وهؤلاء ( التروبادورز ) هم مجموعات من الشعراء المتجولين لم ترق الي مستوي الطبقه الاجتماعيه وانتشرت في جنوب اوروبا إبان فتره العصور المظلمه هناك في الشمال بغرض الترفيه و إقامه المهرجانات وهم اشبه بمجموعات الغجر في بلادنا
    وعلي عكس غجر المشرق نجح (التروبادورز) في ان تكون لهم بصمه مؤثره في الحضاره الغربيه و أن يخرجوا بجماعتهم من نطاق الهامش الثقافي دون الهامش الاجتماعي عندما تمكنوا من نقل البصمه العربيه إبتداء من الاوزان الثابته و إنتهاء بالملاحم الفروسيه العربيه ذات النزعه الفرديه الي النص الشعري الاوربي
    وليس من الخافي علي دارسي تاريخ الادب الاوربي في مختلف اللغات الاوربيه أن الشعر كان يعتمد علي تساوي عدد المقاطع الوتيه في السطر الواحد مع تام الاغفال لما يسمي بالاوزان داخل السطور الشعريه ............... حتي ظهرت طبقه ( التروبادورز ) في جنوب اوروبا و تأثر شعراؤها بالاداء العربي و الذي كان في عصره الذهبي في ذلك الوقت في الاندلس

    و بعيدا عما قد يدور في ذهن القاريء من ان ما سبق اتي في سياق الاستهلال من الوقوف علي الديار وذكر الليالي الغابره دون علاقه حقيقيه بصلب الموضوع .....نجيب بالنفي علي ان تكون الاجابه في سياقها الطبيعي داخل المقال دون ولاده قيصيره تخرج الفكره الي فضاء التصور بهيئه مسخ اشوه غير مكتمل الاطراف
    0
    0 النص الادبي ... الفكره و الصنعه 0
    0

    ولكي نبدأ الحديث عن النص الادبي بين الفكره و الصنعه يجب علينا اولا ان نحاول ان نصل الي مفهوم واضح المعالم او لنقل سهل المراس للشق الثاني من المصطلح وهو ما يسمي بـ( الادب )
    وهذا امر لا يستلزم وضع قيود او حدود اشبه بالحواجز الماديه كتلك الحدود السياسيه التي تفصل بين الكيانات السياسيه كأن تقول ....( هذا الخط إن تجاوزته صرت في السودان و إن اعدت اجتيازه بالطريقه المعاكسه كنت في مصر )

    يمكن القول ان اقدم استخدام لمصطلح الادب كان علي يد الفيلسوف ارسطو حين عرف الشعر كصوره من العمل الادبي علي انه 0 ( الشعر هو محاكاه الطبيعه )0
    ةتعريف ارسطوا علي بساطته الا انه لم يمنح الادب او الشعر ما يستحقه ...... بل ولقد خالفه الكثيرن في القول ان مجرد محاكاه الطبيعه لا يمكن اعتباره عملا يستحق ان يرفع الي مصاف الاعمال التي تستحق التقدير دون ظهور اثر شخصي للكاتب علي العمل يضفي عليه انعكاسا نفسيا يحاكي اثر الطبيعه علي البشر في حين تتسع الطبيعه لتشمل العديد من المؤثرات بعيدا عن المعني المجرد لها
    ويمكن ان نجمع كلا النقيدين في ان الادب او الشعر دو النظر الي الهيكله البنائيه هو البصمه الشخصيه او لنقل الانطباع المتولد عن مؤثرات الحياه في صوره انفعال صوتي قد نظم في كلمات
    و التعريف الاخير اجتهاد شخصي اقترب من بعض الرؤي التي طرحها العديد من المتكلمين
    هذا المبحث قد لا يعنينا كثيرا في دراستنا للنص الادبي العربي وإن كنا نحاول من خلاله ان نقف علي ما يحيط الكلمه حتي في الاداب الاوروبيه من عدم التحديد الكامل

    ولنعد الي لغتنا الجميله لنبحث فيها عن معني لكلمه الادب ......
    اول ما يلاحظه الباحث عن معني لهذه الكلمه هو ان معناها لم يكن دوما ثابتا عبر العصور بل و يمكن الجزم ان الكلمه تنقله بين اكثر من معني من قطر الي قطر ومن وقت الي اخر دون ان تنفصل عن السياق الحضاري للفكر العربي و الثقافه الاسلاميه بشكل عام
    ففي العصر الجاهلي و الذي لم يستقر معني لكلمه الادب فيه الا في اواخره عرف الادب علي انه 0 الجيد من الشعر و النثر 0
    و الشعر معروف بلا جدال و شمل النثر الرسائل يوانيه كانت او اخوانيه اضافه الي الخطب و الاقوال و الامثال و ما الي ذلك
    إلا ان هذا التعريف الواضح المختصر لم يمنع الكلمه من ان يتسع مجالها فتصبح اقل وضوحا وتحديدا علي ما في تعريفها من الاختصار فحملت اكثر من معني كان من ظاهره استخدام ذات الكلمه في وصف ما يحمد من الخلق و الصفات .... فالنبي الكريم يقول ( ادبني ربي فأحسن تأديبي ) ونحن لا نزال نستخدم ذات السياق و بذات الصوره دون ان ننفي المعني الاول للكلمه وهو الجيد من النثر و الشعر
    و يمكن ان نقول ان المصطلح ( الادب ) تطور مع تطور البنيه الثقافيه للمجتمع العربي و المدنيه الاسلاميه بوجه عام كما اسلفنا فإتخذ الادب معني يقارب ما قد نسميه الا ( ( الفن )
    فأنت إذا مررت علي الحلاق وجت مكتوبا علي خانه ( فن تصفيف الشعر ) وعندما تريد اصلاح سيارتك وجدتها عريضه تعلو الورشه (( الورشه الفنيه لإصلاح السيارات ))
    ناهيك عما استحدث من معني للكلمه في ما يسمي ( التعليم الفني ) وكيف تجاوز الامر الي حد تسميه فتيات الليل و الممثلين و المشخصين بالفنانين مع ان مصطلح فنان في الاساس كان لوصف النحات و الرسام
    ذات الصوره نجدها إذا فتحنا مجله ثقافيه فسنري فيها مقالا سياسيا يذيله توقيع لشخص يوصف عاده بالاديب ومع قراءتك لروايه مترجمه تجد مكتوبا تعليقا عليها (( قدم لها الاديبي الفلاني ))) و ( ترجمها الاديب العلاني )
    مع ان هؤلاء لايصح وصفهم بالاديب في حين ان كاتب الشعر يسمي شاعرا وكاتب القصه يسمي قاصا رغم انهم اولي الناس بالتسميه بالاديب
    و الكلمه ذاتها كان لها معني كاد ان يندثر وهو معني الاتقان او الجوده او الابداع في اي مجال حاله حال الفنان إن صح الوصف فتجد هذا المعني يقترب في تسميه كتب كامله مثل ( ادب الكاتب وادب طلب العلم )

    و الخلاصه يمكن ان نلخصها في ان كلمه ادب لم يتغير معناها كما اوردنا سابقا و أنما اتسع ليشمل العديد من الفروع و التي لا يمكن فصلها عن السياق الادبي بأي صوره من الصور

    وهذا ليس حكرا علي هذه الكلمه وحدها بل يمكننا ان نقول ان المنهج المادي الموروث عن الثقافه الاوربيه العامد الي التحديد و التشخيص الدقيق لا يمكن قبوله و إستنساخه من ثقافه الي ثقافه .... وهذه المعضله وقفت عائقا امام العديد من المتكلمين في فهم الموروث الثقافي العربي خاصه و الاسلامي عامه قد يصل بهم الي حاله من الازدواجيه لا يمكن معا الوصول الي مصالحه حقيقيه مع العقل بل قد يتطور الامر الي حرب معلنه مع النفس
    وهذا يظهر واضح في تلك التجارب الفكريه الجديده علي المجتمعات حديثه العهد بما يحيط بها من مؤثرات سياسيه و إجتماعيه لا ريب يكون لها انعكاس علي الحياه الثقافيه
    ولنضرب علي هذه مثالا ...
    و مثالنا هنا ليس لغرض غير التمثيل و الدليل .....وهو كيفيه ترجمه الشعور الوطني في تلك المناطق حديثه العهد بالشعور الاستقلالي و التي لم يكن الاستقلال السياسي في اولوياتها الثقافيه في يوم من الايام
    فعلي سبيل المثال لا يزال مفهوم الوطنيه في بلاد المشرق العربي او لنقل ذلك الشعب الواحد الذي افاق صبيحه يوم علي ابواق الاستقلال السياسي المفتعل من قبل الاستعمار الذي قسم المنطقه الشرقيه من بلادنا الي امارات متداخله تداخلا لا يسمح لاي منها ان يكون وحده سياسيه مستقله بصفه منصفه .

    و اقول ان الشعور الوطني الاستقلالي عن الوسط المحيط لا يزال مفقودا لدي اغلب سكان تلك البلاد علي ما احسب وهو ما يفسر لنا معضله الوطنيه و التي لا يمل مثقفوا تلك البلاد من العزف علي اوتارها تأكيدا علي قوه اسسها والاقرب انها هرب ونفي للواقع الشاهد بضعفها
    والمحصله هو عدم الوصول الي مفهوم حقيقي واضح متأصل منصف لهذه الكلمه بل يصل الامر الي ان تصبح الوطنيه مجرد تبعيه سياسيه يحاول البعض ان يضفي عليها هاله مقدسه كما نري في مصطلح ( الله -الملك- الوطن )
    بل وقد يتطور الامر الي الوصول الي مرحله من الصراع النفسي في محاوله للمزاوجه قسؤا بين الوطنيه وما قد يتعارض معها (( كما يظن البعض ) من روابط اخري دون وجود محاوله حقيقيه لإحداث تناغم طبيعي يمكن أن يجعل الوطنيه مكوننا اوليا في فضاء اوسع
    و نخلص هنا ان طريقه التحديد الاشبه بالتصوير بالاشعه تحت الحمراء و المعتمده علي اسلوب الفكر المادي الغربي حول تأصيل المفاهيم و منهجيتها لا يمكن إقامتها بصوره تطبيقيه سليمه مع الموروث الثقافي العربي خصوصا و الاسلامي عموما فالثقافه العربيه بوجه عام مبنيه علي الادارك المعنوي دون الادراك المادي ولعل اروع ما يوضح هذا قول الشاعر

    0 0 0 تقشع غيم الهجر عن قمر الحب*** و أشرق نور الصلح من ظلمه العتب 0 0 0


    فالهجر و الحب و الصلح و العتب كلها لا يربطها بالغيم و القمر و النور و الظلمه إلا رابط معنوي لا يمكن لمسه و إن كان من السهل الشعور به وفهم معناه و تخيله بل إن المتلقي قد يتفوق في تفاعله مع النص (( خيال اتباعي )) عما طمح اليه الشاعر ذاته ( خيال ابداعي )
    فأنت ببساطه يمكنك ان تستشعر حركه غريبه بين ضلوعك لا يمكنك وصفها او حتي التدليل عليها بفعل مادي يتناسب مع تلك النشوه التي احدثها لديك استماعك لهذا البيت .... لأن البيت و ببساطه كما وصفه بديه الزمان الهمذاني (( لا يمكن لمسه ))
    و إذا كانت الاداب العربيه تعتمد بصوره اساسيه علي الخيال و التفاعل النفسي بين الملقي و المتلقي فيمكن ببساطه من هنا التدليل علي ان العقل العربي لن يتمكن من تبني منهجيه فكر مادي كالعقل الاوربي الذي اعتمد بصوره اساسيه في ثقافته علي فنون كالنحت و التصوير تعتمد بشكل اساسي علي الملموس المحسوس و المرأي
    وهذا ما يجعلنا و ببساطه نحكم بالفشل التام علي محاوله بناء قيود وحدود جدليه من باب تأصيل و منهجيه المفهوم علي اي من موروثاتنا الثقافيه او الفكريه
    هذا لا يعني بأي صوره من الصور اننا ندعو الي تسطيح فكري مبنيه علي هلاميه ورخويه الموروث الثقافي الشرقي او المفهوم بوجه عام في الثقافه العربيه
    و إنما نذهب الي ان المعني المجرد للمفهوم من جهه نظرنا لا يمكن ان يكون بلا حمي يصحبه او لنقل انها اشبه بنقطه المركز الذي يمتد حولها مدي تأثير قد يخضع جزء منه في ذات الوقت لتأثير نقطه مركزيه اخري
    بل وقد تلتقي النقطتان فتحتوي احداهما مدي تأثير الاخري دون ان تمحوا تأثيرها كليه فتصبح اشبه بعلاقه الجزء من الكل او المشاركه بل قد نستعير تعبيرا رياضيا في هذه اللحظه وهو ( الاحتواء في نظريه المجموعات )
    ومدي التأثير ذاته لا يمكن ان نحدده علي بعد كذا من المركز علي سبيل المثال و إنما يمكننا ان نقول انها رؤيه نسبيه فهذا اقرب الي التعبير عن المفهوم ......وهذا اقرب من الاخر وعلي هذا السياق
    انا هنا لا اتحدث عن كائنات هلاميه او عفريت او كما يسمونه في بلادي ((عمل سفلي )) يظهر تاريه بصوره وتاره اخري بصوره مغايره غير متضح الهويه او الملامح و إنما يمكنني الول ان الهويه مجموعه عناصر اساسيه تعرف المفهوم و إختلاف الملامح والرؤي لا يعني بصوره من الصور الخروج بالمفهوم من سياقه او نطاقه الطبيعي




    يتبع
    كن ساكنا في ذا الزمان بسيره ** وعن الوري كن راهبا في ديره
    واغسل يديك من الزمان واهله ** واحذر مودتهم تنل من خيـره
    اني اطلعت فلم اجد لي صاحبا** اصحبه في الدهر ولا في غيره
    فتركت اسفلهم لكثره شره ** وتركت اعلاهم لقله خيـــــره
    رد مع اقتباس  
     

  2. #2  
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    الدولة
    سوريا
    المشاركات
    188
    معدل تقييم المستوى
    20
    [align=center:ebed0d17aa]أهلاً وسهلاً براهب الشوق
    بعد زمان والله

    كالعادة.. موضوع دسم يشمل الأدب والسياسة والتاريخ واللغة والشعر والكثير من الأفكار...
    أكثر ما يعجبني في مواضيعك إطلاعك على الآداب الأخرى..
    طبعاً هذه قراءة أولى فقط وأنتظر ما سيتبع..

    وأهلاً بك مجدداً
    تحياتي أيها الراهب المثقف..[/align:ebed0d17aa]
    كيف يمكننا تأسيس حضارهْ؟
    ونحن نستعمل
    المسدسات الكاتمة للحب...
    رد مع اقتباس  
     

  3. #3  
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    May 2004
    المشاركات
    164
    معدل تقييم المستوى
    20
    ولنعد مره اخري الي النص الادبي الذي لم نصل الي مفهوم محدد المعالم لوصف الشق الثاني منه يحدد ابعاده ويظهره بصوره محسم مادي يمكن ان نتحسس اضلاعه وزواياه
    و إذا كنا قد فشلنا في ايجاد تعريف علي الشاكله التي اشرنا لها في حال الادب فهذا لا يعني ابدا ان يجابهنا ذات الفشل مع الشق الاول من المصطلح وهو كلمه ( النص )

    يعرف المعجم الوجيز النص علي انه :صيغه الكلام الاصليه التي وردت من المؤلف
    و النص :هو ما لا يحتمل إلا معني واحد ولا يحتمل تأويلا او اجتهادا كقولهم (( لا اجتهاد مع النص ))
    و المنصوص عليه : المبين المعين
    ونص علي الشيء :اي حدده وعينه
    و نص الشيء :اي رفعه و اظهره

    و إذا كان النص هو الكلام مع ايحاء بالرفعه وعلو الشان خاصه إذا كان بصفه المضاف و المضاف اليه كالقول ( النص المقدس ) او ( النص الادبي ) و ما شابه هذا فإن الكلام كما يعرفه صاحب شذور الذهب :هو الصوت المفيد او الجمله المركبه المفيده )
    إذا فالنص في حد ذاته له عده ملامح اساسيه اولها انه كلام يستلزم معني و الملمح الثاني هو ايحاء بالرفعه في جوهر هذ الكلام
    ويمكن ان نقول ان الفكره هي ذلك المسأول عن تكون المعني داخل النص في حين تكون الصنعه هي المسسب الرئيسيي لما يمكن ان نصفه بإيحاء الرفعه
    فإنتفاء الفكره لا يعني سوي فقدان المعني وبهذا ينتفي عن النص وصف الكلام اساسا واحساس الرفعه الذي لمحنا اليه في معني الكلمه نري جزا كبيرا منه ناتجا عن جوده الصنعه ...

    ولكن ايهما اتي لخدمه الاخر ....... الفكره ام الصنعه ..؟؟
    للاجابه علي هذا السؤال يجب ان نتوقف اولا امام سؤال اخر سيساعدنا كثيرا وهو ما هي مهمه الادب في الحياه
    فنحن إذا تمكننا من تحديد مهمه الادب الحقيقيه سنتمكن ببساطه من تحديد اهدافه ومن ثم تحديد اي جانبيه احق بالتقديم علي الاخر

    الباحث الاوربي علي سبيل المثال يضع الادب و الفن في بوتقه واحده للإجابه علي هذا السؤال و يعتمد بصور اساسيه علي التحليل النفسي الذي وضع فروضه سيجموند فرويد ( و المبني علي الغريزه بشكل رئيسي وفي مقدمتها غريزه الحياه او المحافظه علي النوع
    والخلاصه في هذه النقطه ان الحريه الفرديه و الاستسلام للنزعه الغريزيه تطور تطورا متلازما مع رقي المجتمع الانساني .................... فكلما ارتقي المجتمع اصبح نطاق الحريه الغريزيه اضيق واقل ...
    وعلي هذا كان من الواجب وجود ميزان نفسي يمكنه ان يميز بين ما هو مقبول اجتماعيا وما هو مرفوض يؤدي الي استهجان ورفض علي الصعيد المجتمعي
    وهذه السلطه النفسيه سميت فيما بعد بــ((((( الانا العليه ))))) وهذه الانا العليه هي المسأوله عن التصريح بكل ما يقبله المجتمع وقذف ما دونه في ظلام اللاشعور
    وتتلخص مهمه الادب في هذه اللحظه في احداث نوع من التفريغ لهذا اللاشعور وبهذا يتحول النص الادبي الي وسيله للعلاج النفسي وهذا ليس بعيدا عما يسمي بآداب العامه ( كالقصص الشعبي) العامد الي نقد المجتمع او التمرد علي الواقع كقصه (( حسونه و العمده )) في الادب الشعبي المصري و بعض ما قد يتناول في ما يسمي بآداب الازقه مما يرفضه المجتمع ابتداء من النكته البذيئه و انتهاء بالقصص الشعبي ذي الفحوي الجنسيه

    هناك مهمه اخري يشير اليها العديد من الباحثين وهي اعتبار الادب وسيله ممتازه لما يسمي نقل التجربه عبر الاجيال .....ولقد عرف علماء الاجتماع الانسان علي انه ( حيوان ذو تجربه )فالطائر الاول علي سبيل المثال بني عشه الاول فوق الشجره وجمع بعض القش و الاغصان الضئيله اليابسه ليقوي هذا العش ولما اتت العاصفه واضاعت فراخه ودمرت العش عاد فبني ذات العش بذات الطريقه وفي نفس المكان ليسقط مره اخري تحت ذات المؤثرات و بنفس الصوره ............ في حين ان الانسان الاول لما تعرض لذات الظرف عمد تاره الي تغير مواد البناء وتاره اخري الي تغير الموقع وثاله الي تغير اسلوب البناء نفسه ..... بل ونقل هذه التجارب الي اولاده من بعده لكي لا يبدأ الصغار من بدايه الطريق وانما يكملوا من حيث انتهي ...

    وما المدارس و الجامعات و المؤسسات التعليميه الا صوره منظمه من محاوله الانسان نقل تجربه عبر الاجيال بغرض الحفاظ علي ما خطته البشريه من خطي في مسيره الرقي الانساني

    وهناك هدف اخر للادب يمكن ان نلحظه في انه وسيله رائعه للتقارب الفكري و النفسي و الطرح العقدي بغايه التواصل الاجتماعي داخل المجتمع الانساني في مراحل ما بعد البدائيه حين كانت الكلمه و الكلمه فقط هي ذلك الشيطان القادر علي ان يغير مجري التاريخ و القادر علي ان يهب الخلود في السماوت او في اسفل سافلين ....ولا يمكن ان نقول ان دور الكلمه تراجع عما كان عليه ابان تلك الفتره ولكننا يمكن ان نقول ان الكلمه حينها كانت وحدها المتربعه علي عرش الفكره في حين دخل السباق العديد من الفنون الاخري إن صح التعبير .....هذا علي اعتبار ان الفن في حد ذاته مصطلح غير كامل التحديد

    اضف الي العناصر الثلاثه الاساسيه السابقه ان الادب وسيله كانت ناجحه و لفتره طويله للترفيه و التسريه

    هنا يتضح تم الفكره دوما كانت الغايه وان الصنعه لم تكن الا وسيله وعلي هذا فالصنعه دوما كانت في خدمه الفكره






    يتبع
    كن ساكنا في ذا الزمان بسيره ** وعن الوري كن راهبا في ديره
    واغسل يديك من الزمان واهله ** واحذر مودتهم تنل من خيـره
    اني اطلعت فلم اجد لي صاحبا** اصحبه في الدهر ولا في غيره
    فتركت اسفلهم لكثره شره ** وتركت اعلاهم لقله خيـــــره
    رد مع اقتباس  
     

  4. #4  
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    May 2004
    المشاركات
    164
    معدل تقييم المستوى
    20
    و اتابع فأقول
    و ضعف الصنعه لا يعني انتفاء الابداع بأي صوره من الصور فـــ(التروبادورز )علي سبيل المثال احدثوا نوعا من الابتداع في السعر الاوربي يخالفون به المدرسه الكلاسيكيه القديمه و التي كانت تعمد الي اقتفاء الاثر اليوناني و الاوربي وهذا كان بعد صوره من صور ضعف الصنعه و الاداء بوجه عام في هذه اللحظه
    و رغم انهم فرضوا علي انفسهم قيودا كانوا في حل منها الا ان الصنعه دوما لم تكن الاساس و إنما كانت وسيله لأكتساب الايحاء برفعه النص كما افردنا انفا
    وهنا وقفه اخري وهي ايهم كان الاسبق في الظهور الفن الادبي بصورته البدائيه ام تلك القواعد و الاسس التي بنيت عليها المناهج الادبيه
    الاجابه هنا اكثر من بسيطه ....لان الابداع بوجه عام لا يمكن ان يقيد بقواعد الا بعد اكتمال بنيانه ويكون رسم القواعد في هذه المرحله علي سبيل التنظيم و التخطيط للمسار الادبي
    وإذا كانت المدرسه الرومانسيه الاوربيه قد تمردت علي كل القواعد القديمه وبنت فكرتها علي ما يمكن تسميته بالمراهقه الادبيه في محاوله التحرر من قيود الصنعه الكلاسيكيه القديمه فيمكن القول اننا الان ادبيا نحيا مرحله اقرب الي هذه المرحله من المراهقه الادبيه علي عكس ما قد يتبادر الي الكثيرين من معني لكلمه الرومانسيه
    فالاصل فيها كلمه رومانيه تبتعد كثيرا عما يجول في خواطرنا ( رومانس )
    ولكي لا نجوب بعيدا في تاريخ المدارس الادبيه الاوربيه
    نعود مره اخري الي نقطه البدايه من ان الصنعه في حد ذاتها ليست القاعده الاساسيه في بنيان النص الادبي فمسار التطور الفكري بوجه عام يفرض دوما اسقاط بعض القيود و ربما فرض قيود اخري جديده تتناسب مع المستجدات الفكريه و الثقافيه
    فعلي سبيل المثال نجد كاتبه الخاطره الغير مقيده بالوزن و إن كانت في غايه الرقي و الروعه في الخيال و النضوج الفكري للهدف في عمق الكاتب لاي يصح تسميه هذه التجربه شعرا ولكن من الظلم اشد الظلم ان نخرجها من السياق الادبي الي الشتات
    كما انه من الظلم ان نتعرض له بالنقد و نطبق عليه قيودا تحرر منها بنفسه
    و إذا كانت الصنعه وسيله للارتقاء بالكلام الي ان يصل الي مرحله النص فهذا لا يعني ابدا ان تقدم الصنعه علي الفكره او التجربه الادبيه بأي حال من الاحوال و التي حاول الكاتب عرضها
    وهنا نعود الي (النص الادبي ) مره اخري ولكن بصوره اكثر عموميه و تفهما
    و السؤال الاساسي هنا اي الكتابات ترقي الي مستوي الوصف بالنص الادبي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    وهنا لنا وقفه قد نقف عليها مره اخري مع الردود
    وهي و إذا كان الادب بحد ذاته قد اتسع اتساعا شاسعا بما لا يسمح بتحديده تحديدا دقيقا بالصفه التي اوردناها سابقا فالاولي ان لا يضيق النص الادبي في نطاق القصه او القصيده او حتي المقاله التي تناقش شأننا ادبيا و انما الاصح ان يتسع سياق النص الادبي فيشمل النصوص التي لا تخلوا من الصنعه و ان تترك الفكره للكاتب يذهب بها حيث يشاء
    حيث ان الادب لا يمكن فصله بأي صوره من الصور عما يحيطه من المتغيرات الفكريه و السياسيه و العقديه
    وعلي هذا فليس من المستغرب ان نصف مقالا سياسيا بأنه نص ادبي بديع لأن الصنعه فيه واضحه و ليس من المستغرب ايضا ان نجد منتدي ادبيا تناقش فيه مسائل فلسفيع او عقديه او حتي سياسيع من باب ان الادب في حد ذاته يتسع ليكون وسيله للتواصل بين كل كذه المجالات
    كما ان الاديب و الاديب وحده حمل علي كتفيه وعلي مدي قرون الدور الاعلامي في الفكر العربي و الثقافه الاسلاميه بصوره عامه
    فهو ذات الذي حارب و نصر وهزم كل ملك او فكره علي حد سواء و التاريخ يشهد بهذا
    و مناقضه هذا في تحديد مسار لاي صالون ادبي كأن نقول نحن هنا للادب و الادب فقط فهذا يخرج الادب من سياقه الطبيعي من الوسيله الي الغايه كما فعلت العديد من المذاهب الفنيه المتأخره في تبني فكره ( الفن من اجل الفن ) وبهذا يفقد الادب او النص الادبي المحرك الحقيقي الذي كان محفزا للاديب علي الابداع
    فالنص الادبي المعتمد اساسا علي الفكره و الذي تبني الصنعه وسيله للرقي لا يمكن ان نبعده بأي صوره من الصور عن بؤره الصراع الفكري او لنقل الصراع الفطري و الذي بني عليه هذا العالم




    انتهي
    __________________
    المراجع
    1_ في الادب الحديث (د.عمروالدسوقي )
    2_ التذوق الادبي (د. محمود ذهني )
    3_ الشعور و اللاشعور و اسس التحليل النفسي ...(د .محمد الصفتي )
    4_ مقدمه في علم الاجتماع (د. صلاح الدين منسي )
    5_ شذور الذهب
    6_ المذاهب الفنيه في الادب الاوربي ( ادوارد نوفك ) تعريب ( محمد الصالح )
    كن ساكنا في ذا الزمان بسيره ** وعن الوري كن راهبا في ديره
    واغسل يديك من الزمان واهله ** واحذر مودتهم تنل من خيـره
    اني اطلعت فلم اجد لي صاحبا** اصحبه في الدهر ولا في غيره
    فتركت اسفلهم لكثره شره ** وتركت اعلاهم لقله خيـــــره
    رد مع اقتباس  
     

  5. #5  
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    May 2004
    المشاركات
    164
    معدل تقييم المستوى
    20
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عشتار
    [align=center:c0b61f4e28]أهلاً وسهلاً براهب الشوق
    بعد زمان والله

    كالعادة.. موضوع دسم يشمل الأدب والسياسة والتاريخ واللغة والشعر والكثير من الأفكار...
    أكثر ما يعجبني في مواضيعك إطلاعك على الآداب الأخرى..
    طبعاً هذه قراءة أولى فقط وأنتظر ما سيتبع..

    وأهلاً بك مجدداً
    تحياتي أيها الراهب المثقف..[/align:c0b61f4e28]
    الكريمه عشتار
    انتظر رايك
    تقبلي تحياتي
    الراهب الفقير الي الله
    كن ساكنا في ذا الزمان بسيره ** وعن الوري كن راهبا في ديره
    واغسل يديك من الزمان واهله ** واحذر مودتهم تنل من خيـره
    اني اطلعت فلم اجد لي صاحبا** اصحبه في الدهر ولا في غيره
    فتركت اسفلهم لكثره شره ** وتركت اعلاهم لقله خيـــــره
    رد مع اقتباس  
     

  6. #6 من زمن 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Feb 2005
    المشاركات
    167
    معدل تقييم المستوى
    20
    كيف حالك يا اخ راهب
    علي العموم لاتنتظر من تعليق فانا لاافهم شئ فيما تكتب
    وعلي الرغم منن اننا اقارب الا ان المسافه الفكريه كبيره
    :evil:
    رد مع اقتباس  
     

  7. #7  
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    المشاركات
    132
    معدل تقييم المستوى
    19
    راهب .. انت بتعمل فينا كدة ليه ...


    دلئما أقرأ لك باستمتاع شديد .. ودائما أتوه في بحارك .. ولا أجد صخرة أقف عليها التقط أنفاسي ...


    بس سؤال .. هو انت بتقعد تكتب دا بس علشان المنتديات ... يعني يا راجل حاجة بمثل هذا الاتقان مكانها مجلة أدبية راقية .. أو شيء كهذا ...


    حتى أكمل بتمعن ..

    لك كل الود والتحية ...
    إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
    رد مع اقتباس  
     

  8. #8 Re: من زمن 
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    May 2004
    المشاركات
    164
    معدل تقييم المستوى
    20
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو العربي
    كيف حالك يا اخ راهب
    علي العموم لاتنتظر من تعليق فانا لاافهم شئ فيما تكتب
    وعلي الرغم منن اننا اقارب الا ان المسافه الفكريه كبيره
    :evil:
    ابن العم الحبيب
    لك خالص الود وإن تباعدت المسافات
    كن ساكنا في ذا الزمان بسيره ** وعن الوري كن راهبا في ديره
    واغسل يديك من الزمان واهله ** واحذر مودتهم تنل من خيـره
    اني اطلعت فلم اجد لي صاحبا** اصحبه في الدهر ولا في غيره
    فتركت اسفلهم لكثره شره ** وتركت اعلاهم لقله خيـــــره
    رد مع اقتباس  
     

  9. #9  
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    May 2004
    المشاركات
    164
    معدل تقييم المستوى
    20
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نشيد الربيع
    راهب .. انت بتعمل فينا كدة ليه ...


    دلئما أقرأ لك باستمتاع شديد .. ودائما أتوه في بحارك .. ولا أجد صخرة أقف عليها التقط أنفاسي ...


    بس سؤال .. هو انت بتقعد تكتب دا بس علشان المنتديات ... يعني يا راجل حاجة بمثل هذا الاتقان مكانها مجلة أدبية راقية .. أو شيء كهذا ...


    حتى أكمل بتمعن ..

    لك كل الود والتحية ...
    الحبيب نشيد
    الكتابه هوايه يا دكتور
    المربد يعتبر مجله ادبيه و ثقافيه في غايه الرقي
    هذا لا ينفي مبالغتك الشديده ...فتاباتي لا تعدوا دربا من دروب الحبو
    تقبل تحياتي ايها الحبيب
    كن ساكنا في ذا الزمان بسيره ** وعن الوري كن راهبا في ديره
    واغسل يديك من الزمان واهله ** واحذر مودتهم تنل من خيـره
    اني اطلعت فلم اجد لي صاحبا** اصحبه في الدهر ولا في غيره
    فتركت اسفلهم لكثره شره ** وتركت اعلاهم لقله خيـــــره
    رد مع اقتباس  
     

  10. #10  
    كاتب مسجل
    تاريخ التسجيل
    Jun 2005
    المشاركات
    132
    معدل تقييم المستوى
    19
    المربد يعتبر مجله ادبيه و ثقافيه في غايه الرقي

    [align=center:33635f4bbe]أكيد طبعا ... مشى قصدي بدل ما عم طارق يزعل مننا ...

    بس صاحبك لسة متعلق بالمطبوعات الورقية ..

    هذا ما عنيته ..

    واعذروا الخطأ ...[/align:33635f4bbe]
    إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
    رد مع اقتباس  
     

المواضيع المتشابهه

  1. تحديد مفهوم النص الأدبي
    بواسطة محمد يوب في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 21/10/2011, 03:49 PM
  2. جمال الغيطاني و اعتزال الكتابة من خلال قصة"نوم"
    بواسطة محمد يوب في المنتدى قضايا أدبية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 26/09/2010, 09:39 PM
  3. ومضات خارج حدود النص - 1
    بواسطة راسم المرواني في المنتدى أدب الجملة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 04/02/2010, 12:18 AM
  4. ((((( السجن الادبي )))))
    بواسطة احمد ال رشراش في المنتدى الرسائل الأدبية
    مشاركات: 78
    آخر مشاركة: 01/06/2009, 09:56 AM
  5. جمال الروح والخلق أم جمال المنظر؟ وكيف الخاتمة؟
    بواسطة بلقاسم في المنتدى القصة القصيرة
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 20/03/2007, 05:36 PM
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •