جاسم الرصيف
ــــــــــــــــــــــــــ
( شليلة ) وراس خيطها ضائع
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
كرة الخيوط ، التي نسميها في العراق ، ( شليلة ) ترميها بعض العجائز النزقات ، عن تعب او ملل من رتق الثياب واللحف ، باهمال فيضيع رأس الخيط فيها ولاتعود نافعة الا فيما ندر .
+ + +
المتابع لما آلت اليه امور (البيت الشيعي ) ، او الإئتلاف ( العراقي ؟! ) ، كما سمّاه ( احمد الجلبي ) وسمّته معه اطراف ليست عراقية غزت العراق من تحت ذقن ( العم سام ) ، بتخطيط متقن من الخال الفارسي ( خام ) و بالتنسيق والتواطئ مع ابن الأخت الكردي ( طام ) ، يجد نفسه حقا امام ( شليلة وراس خيطها ضايع ) !! .
# # من المعروف لكل العراقيين ، واهلنا في الجنوب بشكل خاص ،ان ( المجلس الأعلى للثورة الاسلامية ) ايراني النشأة والحسب والنسب ، وانه صنيعة من صنائع المخابرات الأيرانية ، صممت للعرب الشيعة في الجنوب العراقي وللعرب الشيعة في دول الخليج العربي . ومن المعروف ، الذي تتباهى به عصابات هذا المجلس ، أنه شن حرب عصابات اثناء الحرب مع ايران ( 1980 – 1988 ) ضد الجيش العراقي آنذاك ، ولم يفرق رصاصه بين شيعي وسني وعراقي وعراقي على طول الحدود الجنوبية ، وكانت للمجلس مكاتب علاقات قوية مع تاجر الحرب ( جلال الطالباني ) في السليمانية قبل الاحتلال وبعده .
# # بعد الاحتلال ، وعلى المكشوف ، موّلت المخابرات الأيرانية ودعمت ما سمّي في حينه بالإئتلاف ( العراقي !؟ ) ، خاصة اثناء الإنتخابات التي سمحت ( ديمقراطيتها ؟! ) بزج مئات الألوف من الأوراق الإنتخابية المزورة ، ان لم نقل مابين ( 1.0 – 1.5 ) مليون ورقة ، وصلت ( بالتانكرات ) والشاحنات الكبيرة الى معاقل ( عبد العزيز الحكيم ) واتباعه الأيرانيين من ( آل البيتين والثلاث ورقات ) المتحالفين مع ( الشيطان الأكبر )، وهذا معروف اولا للأمريكان ، وثانيا لأهل الجنوب ، وثالثا لكل العراقيين والعالم .
# # ضم الإئتلاف ( العراقي !! ) حزب الدعوة ( الاسلامية ! ) المهجنة في طهران وواشنطن ، بوصفه حليفا من الدرجة الثانية لقوات الاحتلالين ، وهو حزب له تجاربه ( الاسلامية ! )المرموقة في عالم الجريمة ، من تفجيرات القنابل ضد طلاب جامعة ( المستنصرية ) في بغداد عام ( 1979 )الى تفجير السفارتين الأمريكية والفرنسية في الكويت عام ( 1984 ) ، وله باع طويل في فرق الموت التي نشأت تحت علم وتوجيهات ( ابراهيم الجعفري ) . وطريف هذا الحزب انه يتفكك يوما بعد يوم حتى اعلن من بقي منه انه سيخوض الانتخابات القادمة في قائمة منفردة .
# # كما ضم هذا الإئتلاف ( حزب الفضيلة ) الاسلامي ، الذي تفضل على نفسه ، واعلن الإنسحاب بعد فترة عندما اكتشف مبكرا انه حليف من الدرجة العشرين ، لامحل له من الاعراب في طهران ولا في واشنطن ، من جراء حضوره بعد الاحتلال بدون دعوة تأسست قبل الاحتلال على ( حسن سيرة وسلوك ) من ( آل البيتين والثلاث ورقات ) ، ولأنه استأثر ببعض آبار النفط في البصرة دون اذن من حلفاء الدرجتين الأولى والثانية .
# # وحل جيش المهدي ، او التيار الصدري ، بقوة السلاح بين هذه الأطراف آنفة الذكر ، خوفا من ان ينضم الى جبهة ( الإرهابيين ! ) العرب السنة ، الذين رفضوا الاحتلالين قبل وبعد حصولهما ، وصارهذا التيار ضيفا يذكر بالسمك ( المأكول المذموم ) ، فرض نفسه على البيت الشيعي في إئتلافه الأيراني الأمريكي ، وماعاد من حل بعد رضاه بالمشاركة في الحكم غير ان تستفيد قوات الاحتلالين من وجوده بينها ، فلغمته بفرق موت وعصابات مجرمين نجحت في ابعاده عن العرب السنة من جهة ، كما نجحت في تشويه سمعته محليا واقليميا الى حد بعيد آذن بتصفيته أخيرا كما نرى اليوم في مآس انسانية عصية على الوصف في مجرد مقال عن مدينة ( الثورة ) في بغداد ، معقل جيش المهدي ، حتى ابعد قرى البصرة .
+ + +
الصراع الجاري الآن بين كل هذه الأطراف في ( البيت الشيعي ) ، بشقه الأيراني المعروف وشقه العراقي المهجن في البيتين الأسود والأبيض ، و( المطلوبين للعدالة ) من جيش المهدي ، هو صراع على المكاسب المالية من الصفقات خرافية الفساد ومنابع تهريب النفط والمناصب في حكومة الاحتلالين فقط ، كما هو واضح من كل الاتهامات النارية المتبادلة بين المتصارعين ، وهنا يفرض السؤال نفسه :
أين العراق المحتل من كل ما يجري في البيت الشيعي ؟!.
الجواب : لاوجود له بكل بساطة !!.
اذ كلما ذكرت مفردة ( الوطن ) ، او( العراق ) ، في حرب البيانات والتصريحات والتلميحات من هذا البيت ، متعدد الولاءات والجنسيات ، تبدو المفردة كأنها ( شليلة وراس خيطها ضايع ) !! فلا هو، اي ( البيت الشيعي ) المصمم في ايران واميركا ، تحدث صراحة فصاحة قبل اليوم عن تدخل ايران ووجودها غير الشرعي في العراق، حتى بلغ سيل النهيبة زبى المعاقل الهجينة التي قررت استبعاد التيار الصدري عن مائدة الطعام ففطن هذا متأخرا جدا الى يتمه ( عربيا ! ) بين اجانب و( عراقيا ) بين من لايريد لعراقي ان يشبع من ثروات وطنه ويولّى عليه ، ولكن .. ؟!
بعد ان ضاع رأس الخيط في ( الشليلة ) !! .