رد: أدب الرحـــــــلة ...
رد: أدب الرحـــــــلة ...
حضور كبير للرحلة المغربية كمنطلق وغياب لها كموئل في ندوة متخصصة
مشروع «ارتياد الآفاق» يعلن خلال الندوة عن مشاريع ضخمة تهم استكمال نشر 100 رحلة وتأسيس مكتبة جغرافية عربية كبرى.
الرباط: سعيدة شريف
عرفت ندوة «الرحالة العرب والمسلمون: اكتشاف الآخر، المغرب منطلقا وموئلا»، التي نظمتها على مدى أربعة أيام ( 14، 15، 16 و17 نوفمبر/تشرين الثاني) بالرباط وزارة الثقافة المغربية ومشروع «ارتياد الآفاق» بأبو ظبي الذي يرعاه محمد أحمد السويدي الأمين العام للمجمع الثقافي بأبو ظبي وصاحب «دار السويدي»، وذلك في اطار الاحتفاء بالرباط عاصمة للثقافة العربية لعام 2003، حضورا هاما للعديد من الباحثين العرب والمغاربة المتخصصين في جنس الرحلة الذين قدموا مقاربات هامة ومداخلات مبنية على أسئلة معرفية وعلمية وعلى ضوء مفاهيم حديثة تتجاوز المفاهيم التقليدية المتعارف عليها لدى بعض الدارسين القدامى لهذا الجنس الأدبي وقد عرفت هذه الندوة أيضا تتويج مجموعة من الباحثين المغاربة الذين تميزوا في هذا المجال ببحوثهم وتحقيقاتهم الهامة لمجموعة من الرحلات المغربية، حيث فاز ثلاثة باحثين مغاربة وهم: محمد بوكبوط وسعيد فاضلي وعبد الرحيم مودن الى جانب الشاعر العماني محمد الحارثي بجائزة ابن بطوطة للأدب الجغرافي في دورتها الأولى لعام 2003، وهي جائزة تدخل في اطار مشروع «ارتياد الآفاق» وتمنحها سنويا «دار السويدي» لأفضل الأعمال المحققة في أدب الرحلة والمؤلفات الجغرافية العربية والاسلامية قديما ووسيطا وحديثا ولأفصل كتاب جديد في الرحلة المعاصرة. وقد اختار مشروع «ارتياد الآفاق» المغرب كمنطلق لندواته ولتسليم جوائزة، وذلك على اعتبار أن المغرب ـ كما أشار الشاعر السوري نوري الجراح المشرف على هذا المشروع في افتتاح هذه الندوة ـ له أهمية مميزة جغرافيا من حيث قربه من أوروبا وريادة أبنائه في انتاج نصوص الرحلة وانتاج الخطابات المتعلقة بهذا الجنس الأدبي الذي لعب فيه المغرب دورا أساسيا وشكل نقطة لقاء متقدمة مع الغرب في تأسيس أدب السفر الى الآخر وريادة الرحلة الى المشرق العربي من خلال أعلام كابن بطوطة والعبدري وابن جبير والعياشي وغيرهم.
وقد خرج المشاركون في هذه الندوة، التي نظمت في أفق السنة الدولية لابن بطوطة التي أقرتها منظمة اليونسكو بناء على طلب من المغرب عام 2004 بمناسبة المائة السابعة لميلاد هذا الرحالة الطنجي الشهير، بمجموعة من التوصيات أبرزها: الدعوة الى تعميق البحث في أدب الرحلة عن طريق مساءلة المتن الرحلي وعقد جلسات تتجاوز المفهوم التقليدي للرحلة، بحيث تشمل الروبورطاج والاستطلاع والتقرير والمذكرات وغيرها، وتشجيع البحث في بنية الرحلة الشاملة وتجنيسها ومقاربتها في ضوء النقد الأدبي وتاريخ الفكر والتاريخ بشكل يجعل التحاور بين هاته التخصصات أداة للوصول لرؤية شاملة لهذا النوع من الكتابة، ثم الدعوة الى مقاربة الرحلة في ضوء مفاهيم ما بعد الحداثة وتخصيص حيز هام للمقارنة بين مضامين الرحلات المشرقية والرحلات الغربية.
وبالاضافة الى هاته التوصيات فقد تم خلال هذه الندوة الاعلان عن مجموعة من المشاريع الضخمة التي يسهر على اعدادها مشروع «ارتياد الآفاق» بأبو ظبي، ومن أهم هذه المشاريع: تأسيس مكتبة جغرافية عربية كبرى، واستكمال نشر المائة رحلة التي شرع في نشرها هذا المشروع، واعداد سلاسل هامة تهتم بالتعريف بهذا الأدب الجغرافي.
فعلى امتداد ست جلسات قدم المشاركون في هذه الندوة مجموعة من المقاربات لجنس الرحلة من خلال المحاور التالية: محور «الأنا والآخر: اكتشاف وإعادة تقويم»، و«الأنا والآخر: رؤى وصور»، و«جغرافيا الآخر: أصداء ومسح»، و«المغرب منطلقا وموئلا»، و«الرحلة العربية: المدهش والغريب»، ثم محور «الرحلة العربية: سؤال التحديث والاصلاح»، استطاع معهم المتلقي التجوال في بقاع العالم والتمتع بالرحلة العربية وبما رصدته عين الرحالة العربي المسلم في رحلاته التي كان لها الدور الكبير في تفتق الذهن العربي وفي انفتاحه على الآخر على الرغم من اختلاف عقيدته وعاداته عن الانسان العربي المسلم.
وإذا كان الرحالة العرب المسلمون قد جابوا فيما قبل الآفاق فإن العالم الآن قد تغير ـ كما أشار محمد الأشعري وزير الثقافة المغربي في افتتاح هذه الندوة ـ حيث أضحى «تنقل الرأسمال والسلع أهم من تنقل الإنسان والرأسمال الإنساني»، كما أنه في الوقت الذي وصلت فيه مخطوطات إلى الضفة الأخرى نشهد حاليا مأساة قوارب تغرق في المتوسط، عبر عن أسفه في أن «تكون السحنة العربية أكثر من يعاني من ذلك».
ومن هذا المنطلق أيضا اعتبر محمد أحمد السويدي الأمين العام للمجمع الثقافي بأبوظبي وراعي مشروع «ارتياد الآفاق»، أن هذه الندوة فيها نوع من النداء للآخر وللذات العربية من أجل إعادة النظر في إقامة علائق ثقافية جديدة، وما العودة الى جنس الرحلة الآن ـ كما أشار السويدي ـ إلا لكونه علامة بارزة في الثقافة العالمية التي استفادت منه بشكل كبير، وذلك بهدف استجلاء نظرة العربي لنفسه وللآخرين التي نحن في أمس الحاجة اليها الآن.
فإذا كانت مجمل المداخلات قد قدمت جوانب مهمة من أدب الرحلة أشاد بها الكل، فإنها حسب بعض المشاركين وعلى رأسهم الدكتور محمد بنشريفة قد أغفلت جوانب أساسية من محور الندوة التي كان من المفروض أن تتطرق للمغرب كمنطلق وموئل للرحلة، ولكنها ركزت على المنطلق ولم تتحدث عن المغرب كموئل لعدد من الرحلات المشرقية الى المغرب على الرغم من قلتها.
كما أبدى العديد من المشارمين في الندوة مجموعة من الملاحظات المنهجية التي تتعلق بطريقة تناول المتن الرحلي وتصنيفه، حيث دعا الكاتب المغربي بنسالم حميش الى ضرورة إعداد صنافة جديدة للرحلات العربية والاسلامية وأشار أن رحلة ابن بطوطة لم تكن رحلة ورع وتقوى أو رحلات حجية كما عتبرها الدكتور عبد الهادي التازي بل هي رحلة بوصلتها أساسا هي الشهوة والتقوى لأن اهتمام ابن بطوطة ـ برأيه ـ بالمرأة كان منبثقا من خصوصية ذاتية حكمت الرجل.
وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط» ذكر الباحث المغربي شعيب حليفي الذي صدر له أخيرا كتاب بعنوان «الرحلة في الأدب العربي» أن الندوة قد توفقت في ثلاث نواحي: أولا في كونها جمعت العديد من التخصصات في العلوم الانسانية والباحثين في النص الرحلي على المستوى الأدبي والتاريخي والانطروبولوجي، وثانيا في كونها طرحت أسئلة معرفية وعلمية رصينة توزعت على مداخلات شملت العديد من المحاور والمفاصل وشيدت لسؤالين هامين هما: سؤال المعرفة والحداثة والتركيز على الآخر.
أما المنحى الثالث فقد أكدت فيه الندوة على علميتها من خلال اصدار كتاب يضم أشغال الندوة وكتب أخرى موازية له شملت الكتب الفائزة بجائزة ابن بطوطة للأدب الجغرافي لعام 2003، وبعض أهم الرحلات العربية المحققة التي وصلت مائتي كتاب والتي خصص لها معرض خاص برواق محمد الفاسي بوزارة الثقافة المغربية. هذا الى جانب معرص في 100 صورة بعنوان «على خطى ابن بطوطة» للفنان العماني بدر النعماني، ومعرض كاليغرافي للفنان السوري منير الشعراني بعنوان «رحلة مع الخط العربي: قل سيروا في الأرض». وللاشارة فقد شارك في هذه الندوة حوالي ثلاثين باحثا من المشرق والمغرب وهم: أحمد اليابوري، سعيد بنسعيد العلوي، عبد النبي ذاكر، شعيب حليفي، بنسالم حميش، محمد رزوق، عبد الهادي التازي، محمد مفتاح، سليمان القرشي، عز المغرب معنينو، الحسن عبد الجليل شاهد، عبد العزيز بن عبد الله، محمد الظريف، خالد بن الصغير، محمد بوكبوط، سعيد فاضلي، عبد رحيم مودن، حسن جلاب وعبد الكريم جويطي. ومحمد لطفي اليوسفي من تونس، شاكر لعيبي من العراق، علي كنعان وقاسم محمد وهب من سورية، أحمد مختار العبادي من مصر، محمد ولد عبدي من موريتانيا ومحسن خالد من السودان.
http://www.asharqalawsat.com/01commo...awsat-logo.jpg
الأحـد 29 رمضـان 1424 هـ 23 نوفمبر 2003 العدد 9126
رد: أدب الرحـــــــلة ...
باحثون مغاربة يناقشون
آفاق البحث الرحلي بالمغرب
سعيد الراقي
شهدت قاعة محمد حجي للمحاضرات بكلية الآداب بالرباط، وعلى امتداد يوم كامل(الخميس 6 دجنبر 2007) ندوة علمية تحت عنوان آفاق البحث الرحلي بالمغرب نظمتها الجمعية المغربية للبحث في الرحلة. وجمعت نخبة من الباحثين المغاربة من عدة جامعات مغربية(تطوان، الرباط، الدار البيضاء، القنيطرة، وجدة، اكادير.) ومن تخصصات علمية مختلفة(الأدب العربي، التاريخ، الأدب الفرنسي). وقد توزعت أشغال هذه الندوة على ثلاث جلسات علمية.
انشغلت الجلسة الأولى(الخميس صباحا) التي ترأسها الحسن الغشتول بأفاق البحث الرحلي افتتحها عبد الرحيم مؤدن(أستاذ جامعي) بتدخل موسوم ب"قراءة في مشروع ارتياد الآفاق للبحث الجغرافي" وصف فيه هذه التجربة، كما وكيفا، المخصصة للنص الرحلي، تحقيقا وتعريفا ونقدا وتداولا، مع إبراز مدى إسهام هذه المؤسسة في التعرف على الذات والآخر، من جهة، وتحصين من جهة ثانية، قيمة الاختلاف والمغايرة كأداة للحوار بين الشعوب والثقافات النتعددة بعيدا عن الأحادية أو القطبية الإبداعية والإيديولوجية.
ثم تلاه محمد الحاتمي(أستاذ جامعي) بتدخله بموضوع تحت عنوان" رحلة العبدري من النشر إلى التحقيق العلمي" تتبع فيه مسار تحقيق رحلةالعبدري الذي بدأه بن جدو ثم تبعه محمد الفاسي ثم تلاه المحققون الآخرون وتوقف عند كل محطة وبين بعض نواقصها وذلك من أجل تحفيز الباحثينإلى المزيد من العناية بهذا المجال - تحقيق النصوص- متى يجد من يتصدى لدراسة الرحلةنصا محققا يطمئن إليه.
وفي نفس الموضوع تدخل أحمد السعيدي(باحث) بتدخل موسوم ب"النص الرّحلي وتحقيقاته: قراءة في تحقيقات رحلة "ناصر الدين على القوم الكافرين" انطلاقا من تعدد تحقيقات رحلة أفوقاي "ناصر الدين، على القوم الكافرين" البالغة أربعا (تحقيق محمد رزوق البيضاء، 1987،/ تحقيق شورد فان كوننكزفلد، مدريد 1997/ تحقيق أحمد حسن، بيروت 1999/ تحقيق محمد رزوق في طبعة أخرى) وقد بين في هذا العرض أسباب التحقيق وإعادة التحقيق ومسوّغاتهما وخُطط المحققين في ذلك، مع الموازنة بين أعمال التحقيق هذه المهتبلة بالنصّ الرحلي نفسه وتقويم لها، وهذا كله ينطلق من منظور مناهج التحقيق المعاصرة مع ما يتصل بها من تخريج وتوثيق وفهرسة وتقديم أو دراسة للعمل المحقَّق، مع غبراز إيجابيات وسلبيات كل تحقيق. وقد أغنى تدخله باكتشافه لنسخة مخطوطة ستمكن من ملء بياضات النسخة الموجودة حاليا. ودعا في ختام مداخاته إلى ضرورة غعادة تحقيقة رحلة أفوقاي.
وكانت آخر متدخلة هي بشرى بنبلا(أستاذة جامعية) بموضوع حمل عنوان "أدب الرحلة جنس شكالي كلي وواقعي."(بالفرنسية) أكدت في تدخلها، المستند على خلفية معرفية غربية، على أن أدب الرحلة ينتمي إلى الأدب المقارن لأنه يساهم في الكتابة عن الغير ويؤسس لكتابة غيرية تكتشف الآخر. وقد حاولت في ورقتها إبراز السمات المميزة لأدب الرحلة، إبراز إشكالية هذا الجنس المنفلت من كل تحديد، إبراز سعيه إلى إثبات ذاته باستجابته لأفق انتظار فئة من القراء تهتم بالغريب والعجيب.
اهتمت الجلسة الثانية( الخميس بعد الزوال) بالرحلة في الدراسات الأكاديمية والجامعية وقد ترأسها محمد الحاتمي وكان أول متدخل هو بوشعيب الساوري(ناقد وباحث) بموضوع حمل عنوان :"عبد الرحيم مؤدن: نحو أدبية للنص الرحلي" تناول جانب الدراسات من أعماله، وهي كتبه الثلاثة: الرحلة المغربية في القرن التاسع عشر مستويات السرد(2006)، أدبية الرحلة(1997)، والرحلة في الأدب المغربي(2006). الكتاب الأول دراسة أكاديمية ترصد أهم الخصوصيات الفنية والأدبية لمتن الرحلة المغربية خلال القرن التاسع عشر، مضبوطة زمنيا ومنهجيا، يحاول التأسيس للرحلة باعتبارها جنسا أدبيا، وذلك عبر التحليل النصي المستند إلى بعض التحديدات والمفاهيم التي تراعي خصوصيات وملابسات إنتاج النص الرحلي وتلقيه. الكتاب الثاني امتداد للأول، فيه يرصد أهم النتائج التي قاد إليها التحليل النصي في الكتاب الأول مع السعي إلى تعميمها على النص الرحلي، وإن ظلت مشدودة إلى متن الرحلة المغربية في القرن التاسع عشر، لذلك لن نهتم به في هذه المداخلة. أما الكتاب الثالث فهو تجميع لدراسات متفرقة سبق أن نشر أغلبها في الملاحق الثقافية، تدرس نصوصا رحلية تتجاوز القرن التاسع عشر؛ تعود إلى الوراء إلى رحلة ابن بطوطة، كما تتناول رحلات من القرن العشرين، شفوية ومكتوبة، شعبية وعالمة. وتتطرق إلى نصوص تطرح إشكالية تجنيسها خصوصياتها كأنماط رحلية، وهو موجه باستراتيجية توسيع ما تم التوصل إليه من نتائح في الكتاب الأول وجعلها منطلقات نظرية لمقاربة نصوص أخرى. وقد حاول في قراءته رصد المشترك والمختلف، التقاطعات والتداخلات والتفاعلات بين مكونات الكتب الثلاثة التي قادته إلى صياغة أسس أدبية النص الرحلي محايثة لإمكاناته الداخلية، بعيدا عن كل تعسف نظري.
ثم تدخل بعده المهدي السعدي(أستاذ جامعي) بتدخل حمل عنوان "أدب الرحلة في الدراسات الجامعية بالمغرب"تناول فيه طرق ومناهج دراسة أدب الرحلة في الدراسات الجامعية المغربية من خلال نموذج مختار، هو أطروحة لنيل دكتوراه الدولة تقدم بها الأستاذ محمد الحاتمي لنيل دكتوراه الدولة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير وهي بعنوان: رحلات السوسيين بين الإمتاع والإفادة. حاول العرض استجلاء منهج التعامل مع النص الرحلي في الجامعة المغربية، والتصورات التي تؤطره، خاصة أن العمل في هذا المجال يزاوح بين مجالين اثنين هما التحقيق (أو على الأقل البحث عن النصوص المخطوطة والعمل على قراءتها) والدراسة المبنية على وصف البنيات المضمونية والفنية.
إدريس الخضراوي(ناقد وباحث) كان ثالث متدخل بموضوع موسوم ب "مناهج دراسة الرحلة كتاب الرحلة والنسق لـ بوشعيب الساوري نموذجا" ركز في تدخله على تنوع الدراسات الرحلية بالمغرب التي احتمى أصحابها بمناهج ومرجعيات متنوعة لمساءلة النص الرحلي وإنجاز تقصيات عميقة في بنياته ومستوياته الخطابية والجمالية. وهذا ما أبرزه كذلك من خلال انكبابنا على محاورة الدراسة الهامة التي أنجزها الباحث المغربي بوشعيب الساوري بعنوان: الرحلة والنسق، مستفيدا فيها من التطور الذي تعرفه الدراسة الأدبية وكذلك مفهوم الأدب في إطار ما بعد البنيوية بانطلاقه من الدراسات الثقافية والنسقية، مقربا نصا من أهم العلامات الوضاءة في الرحلة العربية وهو رحلة بن فضلان في القرن الرابع الهجري.
أما التدخل الأخير فقد كان للباحثة أسماء المكناسي تحت عنوان "إشكالية الرحلة في القرن التاسع عشر"( بالفرنسية) وتعرضت فيه الباحثة للأسباب الموضوعية والذاتية التي كانت وراء ظهور ظاهرة الرحلة عند الكتاب الفرنسيين (الرومانسيين) خصوصا مع بداية القرن التاسع عشر إذ كانت الرحلة بالنسبة غليهم فرصة للبحث عن منافذ جديدة للإبداع، بعد إعطاء نبذة مقتضبة عن صورة الشرق عند الغربيين قبل ذلك.
أما الجلسة الثالثة (الخميس بعد الزوال2) فقد تركزت حول "النص الرحلي: مقاربات نقدية" تراسها الأستاذ أحمد السعيدي كان أول متدخل هو الأستاذ محمد رزوق(أستاذ جامعي) بموضوع "قضايا التاريخ الموريسكي في رحلة الشهاب الحجري"أبرز فيها أن الشهاب الحجري تطرق إلى العديد من القضايا التي تهم الموريسكيين، وتأتي أهمية ما طرحه من قضايا إلى العوامل التالية:
- لأنه يحكي تجربته كموريسكي، وبالتالي فكلامه عيارة عن وثيقة تاريخية تسجل الحدث.
- عاصر جل القضايا الكبرى التي سجلها سواء بالندلس أو البلدان العربية التي زارها.
- اتصالاته بالرهبان والأحبار بفرنسا وهولندا ومجادلتهم في العديد من القضايا التي تهم العالم الإسلامي.
ثاني متدخل كان هو الحسن الغشتول(ناقد وباحث) بتدخل حمل عنوان "نموذج المجتمع المغربي وثقافته في رحلة أنس الساري" ذهب في تدخله إلى القول بأن التأريخ للمناطق المغربية ـ من الحواضر والبوادي ـ يفرض العودة إلى كتابات الرحالين الذين يغوصون في جملة من الحقائق التي قد تتجاوزها بعض الوثائق والشهادات. لهذا، فإن صنوفا خاصةً من الرحلات تقرِّبنا ولا ريب، من طبيعة المؤسسات الفكرية والدينية السائدة، خلال مراحل تاريخية معينة، كما تتيح لنا السعي إلى فهم بنية الخطاب الذي تنتجه تلك المؤسسات في عصرها لحفظ توازنها، أو لمجابهة التحديات والمخاطر التي تحدق بها وتسعى إلى قضم شوكتها. وقد وظف الباحث بعض التقنيات والأساليبن من اجل استجلاء مكنونات الرحلة وبيان عمقها الفكري، استنادا إلى وسائط أسلوبية يراعى فيها الخصوصية الفنية والأدبية، دون تجاوز الحقيقة باعتبار أن الرحلة ضرب من المجازلت والاستطرادات التي تظل شديدة الصلة بالواقع، خصوصا وأنها تمثل حدثا عينيا خلافا للتشكلات الفنية المفارقة والاستيهامية كالرواية والقصة.
كان ثالث متدخل هو محمد دخيسي(باحث) بتدخل تحت عنوان " قراءة في فضاءات الإكسير في فكاك الأسير لابن عثمان المكناسي"(باللغة الفرنسية) أكد فيه أن وصف الفضاء أهم مكون في رحلة الإكسير في فكاك الأسير لابن عثمان المكناسي(ق18 م) لكن هذا الوصف هو أيضا فضاء لأصوات متعددة تعكس خطابا متعدد الأوجه يساهم في بناء صورة الاخر. وذلك بهدف الكشف عن هذه الصورة في علاقتها مع فضاء الرحلة.
التدخل الأخير كان لعبد العزيز بلبكري(باحث) بعنوان "الرحلة الداخلية لأحمد بن الحسن السبعي" في البداية عرف بصاحب الرحلة أحمد بن الحسن السبعي الإدريسي المنتسب إلى قرية تالسينت شرق المغرب(توفي في اواخر العقد الثاني من القرن العشرين). وقد جاءت رحلته في سياق المقاومة المغربية المسلحة الشعبية التي قادتها زعامات شعبية محلية، فقام السبعي لحث السكان على مواجهة الغزاة المتربصين بالتراب المغربي. وتعكس هذه الرحلة جوانب مختلفة كغيرها من المتون الرحلية، ومنها:
- الجانب الطبيعي المتمثل في التضاريس التي عبرها خلال خط الرحلة، بما رافق ذلك من تنوع تضاريسي وتباين مناخي.
- الجانب الاقتصادي الذي يعكس صورة مصغرة وواقعية لبعض مظاهر النشاط الفلاحي والتجاري والحرفي للمجال المعبور.
- الجانب الاجتماعي بمكوناته التنوعة وتمظهراته المتباينة كزيارة الأضرحة واللباس...
- الجانب الفكري المتجلي في حلقات الدرس التي جمعته وعلماء كثر صادفهم او قصدهم في رحلته، او ذكر المؤلفات التي كانت رائجة في حينه.
- الجانب المعماري حيث سجلت الرحلة معطيات عمرانية متباينة وفق تباين المكنة التي عبرها الرحالة سواء في نوع السكن أو في شكله أو في زخرفته...
رد: أدب الرحـــــــلة ...
باحثون مغاربة يناقشون
آفاق البحث الرحلي بالمغرب
سعيد الراقي
شهدت قاعة محمد حجي للمحاضرات بكلية الآداب بالرباط، وعلى امتداد يوم كامل(الخميس 6 دجنبر 2007) ندوة علمية تحت عنوان آفاق البحث الرحلي بالمغرب نظمتها الجمعية المغربية للبحث في الرحلة. وجمعت نخبة من الباحثين المغاربة من عدة جامعات مغربية(تطوان، الرباط، الدار البيضاء، القنيطرة، وجدة، اكادير.) ومن تخصصات علمية مختلفة(الأدب العربي، التاريخ، الأدب الفرنسي). وقد توزعت أشغال هذه الندوة على ثلاث جلسات علمية.
انشغلت الجلسة الأولى(الخميس صباحا) التي ترأسها الحسن الغشتول بأفاق البحث الرحلي افتتحها عبد الرحيم مؤدن(أستاذ جامعي) بتدخل موسوم ب"قراءة في مشروع ارتياد الآفاق للبحث الجغرافي" وصف فيه هذه التجربة، كما وكيفا، المخصصة للنص الرحلي، تحقيقا وتعريفا ونقدا وتداولا، مع إبراز مدى إسهام هذه المؤسسة في التعرف على الذات والآخر، من جهة، وتحصين من جهة ثانية، قيمة الاختلاف والمغايرة كأداة للحوار بين الشعوب والثقافات النتعددة بعيدا عن الأحادية أو القطبية الإبداعية والإيديولوجية.
ثم تلاه محمد الحاتمي(أستاذ جامعي) بتدخله بموضوع تحت عنوان" رحلة العبدري من النشر إلى التحقيق العلمي" تتبع فيه مسار تحقيق رحلةالعبدري الذي بدأه بن جدو ثم تبعه محمد الفاسي ثم تلاه المحققون الآخرون وتوقف عند كل محطة وبين بعض نواقصها وذلك من أجل تحفيز الباحثينإلى المزيد من العناية بهذا المجال - تحقيق النصوص- متى يجد من يتصدى لدراسة الرحلةنصا محققا يطمئن إليه.
وفي نفس الموضوع تدخل أحمد السعيدي(باحث) بتدخل موسوم ب"النص الرّحلي وتحقيقاته: قراءة في تحقيقات رحلة "ناصر الدين على القوم الكافرين" انطلاقا من تعدد تحقيقات رحلة أفوقاي "ناصر الدين، على القوم الكافرين" البالغة أربعا (تحقيق محمد رزوق البيضاء، 1987،/ تحقيق شورد فان كوننكزفلد، مدريد 1997/ تحقيق أحمد حسن، بيروت 1999/ تحقيق محمد رزوق في طبعة أخرى) وقد بين في هذا العرض أسباب التحقيق وإعادة التحقيق ومسوّغاتهما وخُطط المحققين في ذلك، مع الموازنة بين أعمال التحقيق هذه المهتبلة بالنصّ الرحلي نفسه وتقويم لها، وهذا كله ينطلق من منظور مناهج التحقيق المعاصرة مع ما يتصل بها من تخريج وتوثيق وفهرسة وتقديم أو دراسة للعمل المحقَّق، مع غبراز إيجابيات وسلبيات كل تحقيق. وقد أغنى تدخله باكتشافه لنسخة مخطوطة ستمكن من ملء بياضات النسخة الموجودة حاليا. ودعا في ختام مداخاته إلى ضرورة غعادة تحقيقة رحلة أفوقاي.
وكانت آخر متدخلة هي بشرى بنبلا(أستاذة جامعية) بموضوع حمل عنوان "أدب الرحلة جنس شكالي كلي وواقعي."(بالفرنسية) أكدت في تدخلها، المستند على خلفية معرفية غربية، على أن أدب الرحلة ينتمي إلى الأدب المقارن لأنه يساهم في الكتابة عن الغير ويؤسس لكتابة غيرية تكتشف الآخر. وقد حاولت في ورقتها إبراز السمات المميزة لأدب الرحلة، إبراز إشكالية هذا الجنس المنفلت من كل تحديد، إبراز سعيه إلى إثبات ذاته باستجابته لأفق انتظار فئة من القراء تهتم بالغريب والعجيب.
اهتمت الجلسة الثانية( الخميس بعد الزوال) بالرحلة في الدراسات الأكاديمية والجامعية وقد ترأسها محمد الحاتمي وكان أول متدخل هو بوشعيب الساوري(ناقد وباحث) بموضوع حمل عنوان :"عبد الرحيم مؤدن: نحو أدبية للنص الرحلي" تناول جانب الدراسات من أعماله، وهي كتبه الثلاثة: الرحلة المغربية في القرن التاسع عشر مستويات السرد(2006)، أدبية الرحلة(1997)، والرحلة في الأدب المغربي(2006). الكتاب الأول دراسة أكاديمية ترصد أهم الخصوصيات الفنية والأدبية لمتن الرحلة المغربية خلال القرن التاسع عشر، مضبوطة زمنيا ومنهجيا، يحاول التأسيس للرحلة باعتبارها جنسا أدبيا، وذلك عبر التحليل النصي المستند إلى بعض التحديدات والمفاهيم التي تراعي خصوصيات وملابسات إنتاج النص الرحلي وتلقيه. الكتاب الثاني امتداد للأول، فيه يرصد أهم النتائج التي قاد إليها التحليل النصي في الكتاب الأول مع السعي إلى تعميمها على النص الرحلي، وإن ظلت مشدودة إلى متن الرحلة المغربية في القرن التاسع عشر، لذلك لن نهتم به في هذه المداخلة. أما الكتاب الثالث فهو تجميع لدراسات متفرقة سبق أن نشر أغلبها في الملاحق الثقافية، تدرس نصوصا رحلية تتجاوز القرن التاسع عشر؛ تعود إلى الوراء إلى رحلة ابن بطوطة، كما تتناول رحلات من القرن العشرين، شفوية ومكتوبة، شعبية وعالمة. وتتطرق إلى نصوص تطرح إشكالية تجنيسها خصوصياتها كأنماط رحلية، وهو موجه باستراتيجية توسيع ما تم التوصل إليه من نتائح في الكتاب الأول وجعلها منطلقات نظرية لمقاربة نصوص أخرى. وقد حاول في قراءته رصد المشترك والمختلف، التقاطعات والتداخلات والتفاعلات بين مكونات الكتب الثلاثة التي قادته إلى صياغة أسس أدبية النص الرحلي محايثة لإمكاناته الداخلية، بعيدا عن كل تعسف نظري.
ثم تدخل بعده المهدي السعدي(أستاذ جامعي) بتدخل حمل عنوان "أدب الرحلة في الدراسات الجامعية بالمغرب"تناول فيه طرق ومناهج دراسة أدب الرحلة في الدراسات الجامعية المغربية من خلال نموذج مختار، هو أطروحة لنيل دكتوراه الدولة تقدم بها الأستاذ محمد الحاتمي لنيل دكتوراه الدولة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير وهي بعنوان: رحلات السوسيين بين الإمتاع والإفادة. حاول العرض استجلاء منهج التعامل مع النص الرحلي في الجامعة المغربية، والتصورات التي تؤطره، خاصة أن العمل في هذا المجال يزاوح بين مجالين اثنين هما التحقيق (أو على الأقل البحث عن النصوص المخطوطة والعمل على قراءتها) والدراسة المبنية على وصف البنيات المضمونية والفنية.
إدريس الخضراوي(ناقد وباحث) كان ثالث متدخل بموضوع موسوم ب "مناهج دراسة الرحلة كتاب الرحلة والنسق لـ بوشعيب الساوري نموذجا" ركز في تدخله على تنوع الدراسات الرحلية بالمغرب التي احتمى أصحابها بمناهج ومرجعيات متنوعة لمساءلة النص الرحلي وإنجاز تقصيات عميقة في بنياته ومستوياته الخطابية والجمالية. وهذا ما أبرزه كذلك من خلال انكبابنا على محاورة الدراسة الهامة التي أنجزها الباحث المغربي بوشعيب الساوري بعنوان: الرحلة والنسق، مستفيدا فيها من التطور الذي تعرفه الدراسة الأدبية وكذلك مفهوم الأدب في إطار ما بعد البنيوية بانطلاقه من الدراسات الثقافية والنسقية، مقربا نصا من أهم العلامات الوضاءة في الرحلة العربية وهو رحلة بن فضلان في القرن الرابع الهجري.
أما التدخل الأخير فقد كان للباحثة أسماء المكناسي تحت عنوان "إشكالية الرحلة في القرن التاسع عشر"( بالفرنسية) وتعرضت فيه الباحثة للأسباب الموضوعية والذاتية التي كانت وراء ظهور ظاهرة الرحلة عند الكتاب الفرنسيين (الرومانسيين) خصوصا مع بداية القرن التاسع عشر إذ كانت الرحلة بالنسبة غليهم فرصة للبحث عن منافذ جديدة للإبداع، بعد إعطاء نبذة مقتضبة عن صورة الشرق عند الغربيين قبل ذلك.
أما الجلسة الثالثة (الخميس بعد الزوال2) فقد تركزت حول "النص الرحلي: مقاربات نقدية" تراسها الأستاذ أحمد السعيدي كان أول متدخل هو الأستاذ محمد رزوق(أستاذ جامعي) بموضوع "قضايا التاريخ الموريسكي في رحلة الشهاب الحجري"أبرز فيها أن الشهاب الحجري تطرق إلى العديد من القضايا التي تهم الموريسكيين، وتأتي أهمية ما طرحه من قضايا إلى العوامل التالية:
- لأنه يحكي تجربته كموريسكي، وبالتالي فكلامه عيارة عن وثيقة تاريخية تسجل الحدث.
- عاصر جل القضايا الكبرى التي سجلها سواء بالندلس أو البلدان العربية التي زارها.
- اتصالاته بالرهبان والأحبار بفرنسا وهولندا ومجادلتهم في العديد من القضايا التي تهم العالم الإسلامي.
ثاني متدخل كان هو الحسن الغشتول(ناقد وباحث) بتدخل حمل عنوان "نموذج المجتمع المغربي وثقافته في رحلة أنس الساري" ذهب في تدخله إلى القول بأن التأريخ للمناطق المغربية ـ من الحواضر والبوادي ـ يفرض العودة إلى كتابات الرحالين الذين يغوصون في جملة من الحقائق التي قد تتجاوزها بعض الوثائق والشهادات. لهذا، فإن صنوفا خاصةً من الرحلات تقرِّبنا ولا ريب، من طبيعة المؤسسات الفكرية والدينية السائدة، خلال مراحل تاريخية معينة، كما تتيح لنا السعي إلى فهم بنية الخطاب الذي تنتجه تلك المؤسسات في عصرها لحفظ توازنها، أو لمجابهة التحديات والمخاطر التي تحدق بها وتسعى إلى قضم شوكتها. وقد وظف الباحث بعض التقنيات والأساليبن من اجل استجلاء مكنونات الرحلة وبيان عمقها الفكري، استنادا إلى وسائط أسلوبية يراعى فيها الخصوصية الفنية والأدبية، دون تجاوز الحقيقة باعتبار أن الرحلة ضرب من المجازلت والاستطرادات التي تظل شديدة الصلة بالواقع، خصوصا وأنها تمثل حدثا عينيا خلافا للتشكلات الفنية المفارقة والاستيهامية كالرواية والقصة.
كان ثالث متدخل هو محمد دخيسي(باحث) بتدخل تحت عنوان " قراءة في فضاءات الإكسير في فكاك الأسير لابن عثمان المكناسي"(باللغة الفرنسية) أكد فيه أن وصف الفضاء أهم مكون في رحلة الإكسير في فكاك الأسير لابن عثمان المكناسي(ق18 م) لكن هذا الوصف هو أيضا فضاء لأصوات متعددة تعكس خطابا متعدد الأوجه يساهم في بناء صورة الاخر. وذلك بهدف الكشف عن هذه الصورة في علاقتها مع فضاء الرحلة.
التدخل الأخير كان لعبد العزيز بلبكري(باحث) بعنوان "الرحلة الداخلية لأحمد بن الحسن السبعي" في البداية عرف بصاحب الرحلة أحمد بن الحسن السبعي الإدريسي المنتسب إلى قرية تالسينت شرق المغرب(توفي في اواخر العقد الثاني من القرن العشرين). وقد جاءت رحلته في سياق المقاومة المغربية المسلحة الشعبية التي قادتها زعامات شعبية محلية، فقام السبعي لحث السكان على مواجهة الغزاة المتربصين بالتراب المغربي. وتعكس هذه الرحلة جوانب مختلفة كغيرها من المتون الرحلية، ومنها:
- الجانب الطبيعي المتمثل في التضاريس التي عبرها خلال خط الرحلة، بما رافق ذلك من تنوع تضاريسي وتباين مناخي.
- الجانب الاقتصادي الذي يعكس صورة مصغرة وواقعية لبعض مظاهر النشاط الفلاحي والتجاري والحرفي للمجال المعبور.
- الجانب الاجتماعي بمكوناته التنوعة وتمظهراته المتباينة كزيارة الأضرحة واللباس...
- الجانب الفكري المتجلي في حلقات الدرس التي جمعته وعلماء كثر صادفهم او قصدهم في رحلته، او ذكر المؤلفات التي كانت رائجة في حينه.
- الجانب المعماري حيث سجلت الرحلة معطيات عمرانية متباينة وفق تباين المكنة التي عبرها الرحالة سواء في نوع السكن أو في شكله أو في زخرفته...
رد: أدب الرحـــــــلة ...
"أوروبا في مرآة المرحلة؛ صورة الآخر في الرحلة المغربية المعاصرة"
سعيد بنسعيد العلوي
http://www.neelwafurat.com/images/lb...142/142522.gif
الأهلية للنشر والتوزيع تاريخ النشر: 01/01/2006
الطبعة الأولى
223 صفحة
تحمل قراءة متون الرحلة العربية إلى أوروبا، في القرون الثلاثة الأخيرة، المرء على التنقل في رحلة أخرى، رحلة في طبيعة مغايرة، هي تلك التي يقطعها الوعي بالذات، أو تقطعها الذات في لحظات وعيها بذاتها، وفي هذه الدراسة الشائقة يبرهن الباحث على أن الانتقال في مطالعة المتون المغربية، ابتداءً من رحلة "البدر السافر"، و"الإكسير" إلى "إتحاف الأخيار" مروراً بنصوص رحلات كل من الصفار، والعمراوي، والطاهر الفاسي، وانتهاءً بالحجوي في "الرحلة الأوروبية"، انتقال يؤكد لنا وجود الارتباط العلي المباشر بين حصول الوعي بالذات وكيفية تجلية أو ظهوره، وبين إدراك الآخر: ذاك الذي تقضي الذات بمغايرته لها واختلافه عنها.
دراسة تركز على صورة الآخر من متون الرحلة المغربية، من خلال جنس أدبي يتسم بالطرافة منى ما قورن بالأجناس الأدبية الأخرى، ويمتاز بجمعه بين ألإفادة والإمتاع، وقارئ الرحلة، كما تذهب هذه الدراسة، لا يطلع على العالم الذي ينقله إليه المسافر صاحب الرحلة وحسب، بل يتعرف أيضاً على أفكار وتصورات ورؤى عصر من خلال عيني الرحالة.