لقـــاء حواري مع الأخ الكريـــم .. حمـــادة البيلي ...
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4...noos9ktsx4.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
لقــــــاء حـــواري مــــع الأخ الكريـــــم
حمادة البيلي
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
الراقدون .. قياماً !!
انقطعت أخباره عني فترة ليست بالقصيرة، وكنت أظنه فقد كغيره ممن ذهبوا ولم يعودوا، وضعت الحرب أوزارها والناس في لهوهم ماضون، وكنت أتعجب مما يحدث من حولي، وكنت بيني وبين نفسي أسأل أتصنع المأساة ملهاة؟ وحاولت أن أسير على درب الحياة أنا الآخر، على أني لقيته صدفة في أحد الأزقة، وقد تبدل حاله كثيرا، كنت من قبل ألقاه باسم المحيا، صفي الروح، معتدلا في كل شيء أفعاله وأقواله، ولكني وجدته هذه المرة غريبا عني كأني لا أعرفه، وأقبلت عليه فرحا جذلا بلقيائي له بعد غياب، وكلي قلق أود الاطمئنان عليه، ولكنه ما إن رآني حتى هرول فزعا من رؤيتي ...
حمادة البيلي
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
قبل أن أهديك أخي حمادة علامات استفهامي على هذه الصفحة المربدية المزهرة المتألقة، أبدأ لقائي الحواري معك بهذه الحروف الإستهلالية، وأسأل الله لنا جميعا التوفيق والسداد في رحاب هذه الجامعة المربدية الثقافية المباركة ...
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
يستطيع المرء أن يلاحظ في غير عناء أو مشقة إقبالا مثيرا للفضول العلمي على كتابة الأقصوصة والقصة القصيرة، لكن من حق المرء أن يبادر إلى الإستفهام حول هذا المنحى الواضح:
ترى هل الباعث على كتابة الأقصوصة والقصة القصيرة، هو ما يسمها من قصر الحجم، مما يوفر على الكاتب شديد العناء؟
أم أن الاقصوصة والقصة القصيرة أدب ليس من اليسير أو الهين كتابته، وأن القليل القليل مما يتلقاه القارئ في هذا الباب، هو الذي يصل فن القص والحكي بسبب، في حين أن أكثر ما تتم كتابته ليس من هذا الفن في قليل أو كثير؟
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
سؤال قبل الأسئلة
من هو حمادة البيلي جملة وتفصيلا؟
علامة استفهامي الأولى
ما الذي يعنيه فن القص والحكي بالنسبة إليك، ثم ما الذي يدل عليه حسب اعتقادك؟
علامة استفهامي الثانية
كيف كان مستهل الكتابة الأدبية لديك، وما أثر ما تتلقاه بفعل القراءة من أدب في ما تقصه من قصص؟
علامة استفهامي الثالثة
إن لأدب القص لدى الكثيرين من الكتاب، حسب ما أرى، مقاما مميزا في ما يكتبونه، ما حقيقة الباعث لهم، يا ترى، على الكتابة في دائرة هذا الضرب من التعبير الأدبي؟
علامة استفهامي الرابعة
هل لنا أن نعرف البعض من أهل الأدب والنقد العرب، الذين قرأت لهم أكثر من مرة، وما عنوان أول عمل أدبي وأول عمل نقدي قرأتهما؟
علامة استفهامي الخامسة
ما السمة الغالبة على الإبداعات الأدبية التي تعثر لها في نفسك على أصوات وأصداء فريدة من نوعها، وما الذي يبعث منها في ذاتك الرغبة في الكتابة والشوق الدائم إليها؟
علامة استفهامي السادسة
ترى هل فعل الكتابة الأدبية، شعرا كانت أم نثرا، وفعل قراءة الأدب عموما، في نظرك، هما في حاجة إلى تنظيم محكم ونهج سبيل يجب أن يعتمد بصرامة؟
علامة استفهامي السابعة
كيف ترى اليوم حال النثر والشعر، وأساليب الناثرين والشعراء، وكيف تجد حال النقد الأدبي، وأساليب نقاد الأدب في البلاد العربية الإسلامية؟
علامة استفهامي الثامنة
ما الذي يعنيه الأدب القديم بالنسبة إليك، ثم هل استطاع الأدباء والنقاد المحدثون أن يأتوا في باب الأدب بما لم يأت به الأقدمون؟
علامة استفهامي التاسعة
هل ثمة من رابط قوي وعميق بين ما خلفه القدماء من أعمال أدبية ونقدية عتيقة، وما شهده العصر الحديث من أدب ونقد؟
علامة استفهامي العاشرة
ما هو في اعتقادك حظ الخيال ونصيب الواقع مما يقصه نثرا القصاصون العرب المعاصرون، ثم أمن حقنا أن نتحدث عن النثر الشعري، وعن الشعر النثري في الظرف الراهن؟
علامة استفهامي الحادية عشرة
ترى هل لسيرة أهل النثر والشعر الذاتية من أصوات وأصداء تسكن قلب ما يبدعون من أدب؟
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
إنه نثر حواري بسطته حروفا على هذه الصفحة المربدية، وغاية القصد أن يؤتي أكله تاما غير منقوص بحول الله عز وجل وقوته ...
في انتظار إجاباتك
حياك الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com
رد: لقـــاء حواري مع الأخ الكريـــم .. حمـــادة البيلي ...
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4...noos9ktsx4.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
لقــــــاء حـــواري مــــع الأخ الكريـــــم
حمادة البيلي
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
تحياتي أولا ..
وأشكرك أن فتحت لي المجال للحديث بعيدا عن التقيد بالنص والالتزام به .. حقيقة أخي العزيز إن ما وضعته في حوارك حرك داخلي الكثير من الشجن .. والحقيقة أني سأجيب علي ما ورد ولكن دون ترتيب، وسأجيب حسب الأهمية من وجهة نظري، التي احترمت هذا الحوار الثري الذي بدأ، وأتمنى أن يدوم هذا الحوار مع كل أعضاء المربد ..
حمادة البيلي
علامة استفهامي السابعة
كيف ترى اليوم حال النثر والشعر، وأساليب الناثرين والشعراء، وكيف تجد حال النقد الأدبي، وأساليب نقاد الأدب في البلاد العربية الإسلامية؟
أبو شامة المغربي
ما حمله هذا الاستفهام أثار حزني وشجني حقيقة، وسأكون صريحا لدرجة تحزن غيري، ولكن صراحتي لن أغيرها أبدا ..
عن حال النثر والشعر وأدبنا العربي، فإني أجده مأساة بمعني الكلمة .. ولم هو كذلك؟
لننظر مثلا إلى ما سمي بجيل ما بعد محفوظ في فن القصة العربية، وجيل ما تمخض عن معارك مدرسة الديوان والإحياء في الشعر، وما هو النتاج بعقد مقارنة بين ما كان وما أصبح .. جيل محفوظ هو المؤسس الفعلي لفن القص .. وثمة سؤال يجب أن نجيب عليه: كيف كانت فترة محفوظ؟ معتقلات، وكوارث، وكان هناك حركة نشر وترجمة، وقلما سمعنا عن مصادرة كتاب إلا في حالات كأولاد حارتنا، والإسلام وأصول الحكم، والشعر الجاهلي، وهذه الفترة شهدت أكبر حركات الترجمة حتى الآن في القاهرة ولبنان والعراق، والكثير من الأقطار، وظهر نجيب ظهورا طاغيا هو وأعوانه، وظهر إدريس بحبه لجوركي والسير على مبدئه الاعتراضي وكراهيته للحب العذري، وما أسماه التمرد على الجمود القديم، ومحاولة التجديد المتواصل لدرجة أنه هدم المعبد بالكامل كشمشون، وحاول أن يكون دون كيشوت أدبي، وقد حدث لما بدل الكثير من مفاهيم المسرح لما خرجت الفرافير والبهلوان تحديدا، بل لما تحدى اللغويين، وأصر أن يعنون كتابه الأول بالخطأ (أرخص ليالي) وليس (أرخص ليال)، وقال أنا قصاص ولست مدرس لغة، ولن أكون ..
وفي السودان كان قطبها الأوحد الجميل الطيب صالح، وفي السعودية منيف دون النظر لانتماء منيف وصالح للجيل المحفوظي .. ثم في الشعر وصرخة العقاد الشهيرة بأن الشعر الحر مهزلة أدبية، وقال رحمه الله (الشعر الحر مهزلة أدبية .. شعر حر مم؟ .. من وزن أو قافية أو عروض .. إن الجهلاء أبدعوا ملاحما شعرية كأبي زيد الهلالي، وسيف بن ذي يزن، والسيرة الهلالية، وبأوزان وقوافي، وإذا كان الوزن سهلا على غير المتخصص، فكيف يكون صعبا على المتخصص؟ وإذا كان صعبا، فليتركه بدلا من العبث).
جيل محفوظ النثري، وما بعد حكم العقاد العملاق على ما سمي الشعر الحر يجعلنا ننظر إلى ما تلاه حتى وقتنا الحالي .. جيل محفوظ إنحاز للمجتمع وللفقراء وهم الغالبية فبقي أدبهم .. محفوظ انحاز للحارة، وإدريس انحاز للقرية، وغراب كان كارثيا مبكيا ومكاوي كان متفلسفا في انحيازه للفقراء والدكتور يوسف عز الدين عيسى هو الآخر خاطب الخطر بالسلاح ذاته .. خاطب الشاب الفقير، والبنت عديمة التجربة (الرجل الذي باع رأسه - العسل المر).
ثم شعر علي محمود طه، ومحمود حسن اسماعيل، ومن قبل شوقي، وحافظ، والبارودي، والمظلوم جدا عبد الحميد الديب .. بالنظر للحركة الشعرية بما ذكرته من أمثلة تفاوتية من الزمن، والمحتوى، والاتجاه، نقف على خلاصة تجربة شعرية متفردة، كان يجب أن تخلق جيلا عميق التجربة ليؤصل الشعر العربي أكثر وأكثر، ولكن وللعجب حدث العكس واتجه الأكثرية لعمنا بيرم، رغم أن بيرم حالة نادرة جدا لا تصلح في اعتقادي للتكرار .. والحديث يطول ويطول، فإلى وقت لاحق ..
وأشكر لك أن منحت لي هذه الفرصة
تحياتي
حمادة البيلي
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
رد: لقـــاء حواري مع الأخ الكريـــم .. حمـــادة البيلي ...
رد: لقـــاء حواري مع الأخ الكريـــم .. حمـــادة البيلي ...
تحياتي مجددا ..
لم أزل بعد في علامة استفهام سابعة إذ أراها بحاجة إلي المزيد من التفصيل والتوضيح . حال الأدب العربي حقيقة بكل فروعه يثير الحزن بل الرثاء والقرف وعذرا للتبسط في القول . كما ذكرت من قبل كانت التجربة الأولي مثمرة وربما هي تأكيدا مبشرة . فقد أخذ الأقدمون من أستاذتنا علي عاتقهم مشاق البدايات والتجارب وما إلي ذلك وانتظر الكبار من الجيل القادم أن يحذو حذو من سبقه أو علي الأقل أن يحافظ علي ما وصله أو أضعف الإيمان أن يترك ما ترك كما هو بدلا من العبث به فماذا جد من الوارثون بإرث الأقدمون ؟.
بداية كانت الشللية التي هدمت المعبد علي أهله وأهله هم حاملي التراث الأدبي . أسس إحسان عبد القدوس وصاحبه الجميل يوسف السباعي نادي القصة وقام الحكيم صاحب البيريه محب الحمير والصرصور بوضع اتحاد كتاب مصر فما النتيجة ؟.
وموهبة شعرية فذة اسمها عبد الحميد الديب لم يكن يجد قوت يومه فاتخذ من شعره سوطا يسخر به من المجتمع الذي لا يقدر الديب ؟!!
وكانت ظاهرة اسمها بيرم .
ثالوث يسير كل في اتجاهه وكان مفترضا أن تسير السفينة مهما كان الموج عاتيا لأن لها قوة خارقة مكتسبة .
ولكن للأسف صدمتني النتائج حتى أنني أكاد أسمع كبرائنا الحكيم والسباعي وعبد القدوس والديب نادمون علي وقت أضاعوه من أجل الجيل التالي ..
فنادي القصة تنكر من فيه للأب الشرعي . واتحاد الكتاب فقد معناه إزاء التكالب والشللية التي به وأنا عضو في نادي القصة وكذلك اتحاد الكتاب وأجزم أن عصر اتحاد الكتاب الذهبي مع الراحل ثروت أباظة رحمه الله ..
ثم الظاهرة .. بيرم ..
كان لابد أن ينتج بيرم .. بيرم صوت الشعب بالفعل ولولا أن رأيي في مسألة الشعر الحر لم يأت بعد لقلت ما لم أقله فيه من قبل .
من المعروف أن الظاهرة لابد أن يكون مدادها طفرات ولكن لأن التساهل من شيمنا فهناك من كتب وأسمى ما كتبه شعرا وحرا بل وله من الدواوين الكثير ثم كانت الطامة الكبرى التي قالوا عنها أنها تطور فن القص بحيث خلا هذا الفن من معالمه وأسسه حتى أنني لم أقو علي المضي في كثير من الكتب وبدا لي أني قديم قدم من أقرأ لهم حتى كانت صدمتي فيما سمي كذبة رواية ..
يعقوبيان ..
عمارة يعقوبيان
وعن أزمتى وصدمتي في يعقوبيان حديث طويل .. فإن مللتم مني فقولوا أيها المجنون توقف ؟.
فما علي المجنون من حرج !!!
إلي الملتقي
حمادة البيلي
رد: لقـــاء حواري مع الأخ الكريـــم .. حمـــادة البيلي ...
وهل على المجنون من حرج؟
أجل كانت صدمتي في يعقوبيان كبيرة للغاية، ولم لا؟
فقد مضى وقت طويل علي دون أن أجد احتفاء وإقبالا على كتاب ما حتى وجدته في يعقوبيان، والحقيقة أنه أمر مفرح وصادم في الوقت ذاته أخي الكريم .. مفرح أن القوم أخيرا استيقظوا وصادم أن قوما أصابهم النعاس أو نومة أخرى من نومة أهل الكهف، فهل يكون حكمهم على الأمور من نصابها الحقيقي؟ أم أن أمورا تداخلت واختل الميزان واختل كل شيء بعده؟ .. وتركتها وقتا طويلا رغم إلحاح الكثير علي أن أقرأ ما كتبه علاء الأسواني، وأن ألحق بالركب، وأكون مادحا لها كغيري امتدح فتلمع اسمه والتمع بيعقوبيان، ووقفت حائرا وأنا أقلب في أوراقها ورقة وأخرى وأنا أتذكر مقالات بالمئات نشرت هنا وهناك مدحا ومديحا في الكتاب وصحبه، لدرجة أن أديبا كالغيطاني يري أنها الرواية الأهم في سنوات مصر والعرب العشرون الماضية، ولست أدري حقيقة كيف انزلق أديب كالغيطاني أحترم ما يكتبه، وإن كنت حقيقة لا أكثر من القراءة له ينزلق لهذا الحكم، ومن أعطاه الحق ليصدر رأيا كهذا؟ وهل قرأ كل ما نشر عربيا في مجال الرواية ليصدر أمرا كهذا؟
قرأت يعقوبيان مرة وأخرى وثالثة وعاشرة علني أخطأ في تصوري الأول، ولكن القراءة الأولي كانت كالقراءة العاشرة لها ولا جديد .. وما كان مني إلا أن نشرت رأيي مفصلا في الأهرام المسائي لتبدأ الدائرة تضيق بي وتضيق، وبدأت أرى الأدب كأني لم أعرف دروبه وخفاياه من قبل، وقالوا أنت مخادع تخلط الصحافة وألاعيبها بفن النقد .. كن منصفا وكن إلى درب أستاذة نقدوا فأنصفوا الكاتب والقصة، ولا تكن أحمقا وتغاير رأي قوم هم أهل الأدب والنقد، فيخرجوك من دربهم، ولا تعود إليهم وأنت العبيد في دنياهم فكن عاقلا وأرجع واهتدي وسر على رأيهم وعلى دربهم ..
لكن أنى للمجنون أن يفيق وأن يهتدي؟
إلي الملتقى
حمادة البيلي
رد: لقـــاء حواري مع الأخ الكريـــم .. حمـــادة البيلي ...
رد: لقـــاء حواري مع الأخ الكريـــم .. حمـــادة البيلي ...
علامة استفهامي السابعة
كيف ترى اليوم حال النثر والشعر، وأساليب الناثرين والشعراء، وكيف تجد حال النقد الأدبي، وأساليب نقاد الأدب في البلاد العربية الإسلامية؟
أبو شامة المغربي
تحياتي من جديد ..
لم أزل في علامة استفهام سابعة أرى أنها بحاجة للكثير من القول لأني أراها نقطة فاصلة في الحوار كله .. أعتقد أنني ذكرت الكثير عن حال النثر والشعر، ولا مانع أن ألقي فيه مزيدا من القول، واقصص القصص وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ..
حال النثر والشعر العربي عموما لا يبشر بخير حسبما أري بكل أسف . تقولونها نظرة حزينة متشائمة منكسرة قولوا ما شئتم فقد أتفقنا قبلا أن ما علي المجنون من حرج .. الحقيقة أن أزمتي مع الشعر تولدت لما قرأت الشعر وقارنت بين ما كنت أقرأ فيه إذ أوصى به من قبل من أهمهم أمري وربما رأوا في ابن العشرين ربيعا شيئا مما ظنوا أنهم فقدوه، وكنت في حيرة من أمري وأمرهم فكنت أقرأ ما أومر به الشعر بالذات . قرأت شعر شوقي وأعجبني فيه الكثير ولم يعجبني فيه الكثير كذلك، وقرأت حافظ فأحببته ورأيت فيه موهبة صادمة ضيعتها تبعيتها لشوقي وقرأت البارودي فراق لي شعره النظامي ولكني لم أقوي أن أتواصل معه ثم قرأت الرافعي وغزله ولكن ما بقي لي منه هو وحي القلم كتابه الرائع .. وصدمني الجواهري في عراقنا الحبيب، ثم احتواني شعر المتبني زمنا وكيف أنه ينام ملء جفونه بعدما يلقي شعره ليمضي القوم في محاولة فهم ما يقوله وصدمني ابن الرومي وأبي العلاء الذي يري صلاح عبد الصبور أن ثلاثة أرباع الشعر عنده أبي العلاء والبقية كل الشعراء وقرأت ما كتبه طفيل الغنوي وكيف أن النساء كأشجار خلقن لنا ومنها المرار وبعض المر مأكول وعدت للعراق أنهل من السياب ومضيت لسوريا باحثا عن سطوة نزار وطغيانه وعدت لمصرنا أعجب لما طرأ عليها وما استجد فرجعت إلي العبقري المظلوم عبد الحميد الديب ورأيت أن الشعراء في الزمان أربعة شاعر يجري ولا يجري معه وشاعر يمشي وسط المعمعة وشاعر تخجل أن تسمعه وشاعر تستحي أن تصفعه . هكذا أوصاتي أبي عبد الفتاح الطلخاوي، الذي أدين له بالفضل الكثير في كل كتبي التي صدرت رغم أنني لا زلت في الثامنة والعشرين من عمري، ودخلت في صدامات رقابية كثيرة حول كتابي الأخير، والذي لم يزل قيد سفه الرقيب، وهو ما أخرني كثيرا عن المضي في هذا الحوار الشيق الذي أخرجني من جو القص وتبعاته من البحث عن الفكرة والتمهل عليها حتى تنضج، وأهدافي الثلاثة الذين لم يخرج عنهم أي نص أدبي لي وهم هدف سياسي واجتماعي وانساني وشرح هذا الأمر يطول تأكيدا ..
عدت ثانية لقاهرة المعز فوجدتهم قد فرغوا الشعر من أسسه وقالوا إن هذا هو الطرح الجديد وهو نتاج التجربة التي تعرفها تأكيدا وأنه آن الأوان لأن نخرج من عباءة الجمود القديم والذي استمر طويلا جدا من أيام المعلقات، وعلينا أن لا نبحث عن الوزن والقافية، فقد ضجر الناس أوزاننا وقوافينا، فالمهم المعنى، قلت والله لو كان الأمر مفيدا للمعنى فيا هلا بما استجد وما استحدث، فقرأت للعقاد قولا طويلا عن الشعر الحر، وقرأت كتابه مع المازني وكان كتابا فارقا في نظرتي للشعر الحر هذا إذا كنت أراه شعرا من الأساس !!
إلي الملتقى
حمادة البيلي
رد: لقـــاء حواري مع الأخ الكريـــم .. حمـــادة البيلي ...
رد: لقـــاء حواري مع الأخ الكريـــم .. حمـــادة البيلي ...
كل التحية أخي الكريم وعذرا للغياب الطويل ولكن ما علي المريض من حرج أليس كذلك
حمادة البيلي
قاص وصحفي
رد: لقـــاء حواري مع الأخ الكريـــم .. حمـــادة البيلي ...
