لقــــاء حواري مع الأخ الكريم .. محمد الصالح الغريسي ...
رد: لقــــاء حواري مع الأخ الكريم .. محمد الصالح الغريسي ...
الأخ العزيز أبو شامة المغربي
السّلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته
إنّه لشرف عظيم لي أن يقع اختياري ضيفا لمنتداكم في ركن حوارات .أرجو أن يجد القرّاء في هذا الحوار ما يأملونه، وما تطيب إليه نفوسهم.
1 –
· - محمد الصالح الغريسي
· من مواليد 09/12/1949 بتونس العاصمة .
· زاول دراسته الابتدائيّة بالفرع الصّادقي بالعاصمة .
· تنقّل خلال دراسته الثّانويّة بين المعهد الصّادقي و معهد ابن شرف و معهد خزندار بالعاصمة.
· زاول دراسته العليا بمدرسة الأسلتذة المساعدين بالعاصمة.
· درّس اللّغة العربيّة و آدابها في العديد من المدارس الإعداديّة و المعاهد الثّانويّة في مناطق مختلفة من القطر التّونسيّ خلال الفترة ما بين 1973 و 1994.
· شغل خطّة ناظر دراسات – مساعد مدير – في المعاهد الثّانويّة في الفترة بين 1994 و 1996.
· شغل خطّة مدير مدرسة إعداديّة في أماكن مختلفة من العاصمة التّونسيّة منذ سنة 1996 إلى تاريخ هذا الحوار.
· عضو اتّحاد الكتاب التّونسيّين.
· عضو اتّحاد كتّاب الأنترنات العرب.
· شارك في العديد من الملتقيات الأدبيّة و الأمسيات الشّعريّة في تونس و خارجها.
· عضو في العديد من المنتديات الأدبيّة في مواقع عربيّة مختلفة .
· له أشعار منشورة في العديد من المواقع الألكترونيّة العربيّة.
· له أشعار منشورة في العديد من الجرائد التّونسيّة و العربيّة.
· له مجموعتان شعريّتان : الأولى بعنوان سيمفونيّة العشق الأخير 2003 و و الثّنية بعنوان دموع المحار 2005.
· له مجموعة ثالثة منشورة في جريدة العرب ،لم تنشر بعد في كتاب.
2 –
الشّعر
هو كهف الشّعراء
يأوون إليه من الكافرين
بمبادئ الحقّ و العدل و الجمال...
هو واحتهم...
يستجيرون بها
من رمضاء الشّرور الّتي تأكل
كلّ جميل في هذا الكون...
هو الصوت الصّادي إلى البوح
يقبع في أعماق الإنسان
يبحث عن فجوة يعبر منها
إلى المسامع و القلوب
ليصنع المحبّة و الأمان...
18/05/2005
بدايتي الشّعريّة كالكثير من الشّعراء بإرهاصات تتمثّل في كتابة محاولات شعريّة تكون نهايتها الإهمال و التّمزيق .إلاّ أنّ هذه الفترة كانت طويلة نوعا ما .أمّا بدايتي الشّعريّة الجديّة فكانت سنة 1994 إثر وفاة الوالد رحمه اللّه.منذ تلك الفترة كتبت
و نشرت العديد من النّصوص و شاركت في العديد من الملتقيات الأدبيّة و الأمسيات الشّعريّة.و قد شاركت في مربد 2002 بالعراق قبيل حرب الخليج الثّالثة .و قد كان لتلك المناسبة تأثبر كبير على نصوصي الشّعريّة ، إذ أصبحت القضايا الوطنيّة و القوميّة تطغى على جلّها.
3 –
ليس ثمّة مسافة بين الشّعر و النّثر في تقديري.يبقى المحدّد في النّهاية هو الشّكل
و الجنس، فتقول هذه قصيدة و هذه قصّة و هذه رواية إلخ....أمّا الشّعر باعتباره تفاعلا وجدانيّا فهو حاضر – إن وجد – في أغلب النّصوص الإبداعيّة مهما اختلفت الاتّجاهات و المدارس، و إن بدرجات متفاوتة.
4 –
سأكون صريحا معك.أكثر ما يشدّني ،هي النّصوص و ليس أصحابها – أعني النّصوص الجميلة.و هذا يعني أنّك قد تقرأ نصوصا متواضعة لشعراء مشهورين سواء في الشّعر القديم أو الحديث على حدّ سواء.لذلك لا أقرأ لشاعر بعينه و لا أدّعي أنّني تأثّرت بشاعر محدّد .و هذا لا يعني عدم وجود هذا التّأثّر.فقد أجد نفسي أحيانا في جوّ قصيدة قديمة أو حديثة .و هذا يرجع إلى المخزون الأدبي الّذي تحصّل لديّ.
5 –
لا أخفيك سرّا – و هذا قد لا يروق للكثيرين – أنّني أميل إلى قصيدة الموضوع أو الفكرة.فالكثير من الشّعراء اليوم يميلون في كتاباتهم إلى القصيدة المغلقة أو إلى قصيدة اللاّموضوع، فإذا نصوصهم عبارة عن تداعيات للصّور الشّعريّة ،فلا تجد علاقة بين صورة و أخرى فإذا انت أمام هذيان جميل.و إن كنت لا أرى عيبا في ذلك إلاّ أنّني أحسّ في داخلي أنّ النّصّ الشّعري لا بدّ أن يحمل رسالة ما.و لا يمكن لهذه الرّسالة أن تصل واضحة إذا كانت القصيدة خالية من موضوع أو قضيّة أو همّ ما، أو إذا كانت مجرّد تداعيات لصور شعريّة قد تتّسم بالغموض و الإغلاق في كثير من الأحيان.فالصّور الشّعريّة ليست غاية في حدّ ذاتها ، بل هي أدات تخدم الموضوع مع جملة من الأدوات الأخرى.
وفي النّهاية أرى من الطّبيعيّ أن تختلف النّصوص الشّعريّة من حيث الاتّجاه و الرّؤية، والأسلوب، وهذا في رأيي ثراء للأدب العربيّ.
6 –
من الأكيد أنّ القصيدة في حاجة إلى تذوّق الأعمال النّثريّة ، أكثر من ذلك هي في حاجة إلى تذوّق الأعمال الفنّيّة بل أكثر من ذلك هي في حاجة إلى تذوّق جمال الوجود في كنهه، وجمال الحياة في عمقها، ذلك انّ عين الشّاعر عبارة عن عدسة لاقطة لمواطن الجمال ووجدانه، عبارة عن حاضنة لها و قلمه هو أداة التّبليغ.
7 –
ما عليه الشّعر العربيّ المعاصر ، يعكس في تقديري واقع الإنسان العربيّ المعاصر بما يحمله هذا الواقع من تناقضات و أحلام و آلام و آمال.و هو لا يمكن بأيّ حال من الأحوال إلاّ أن يكون كذلك ، لأنّ الشّاعر في رأيي هو ضمير الأمّة و قلبها و وجدانها ، و لا يمكن أن يصدر عن فراغ.
8 –
لا يمكن لأيّ كاتب أو أديب أو شاعر أو مفكّر أن يكون في منأى عن النّقد ،لكلّ دوره . و دور النّاقد التّمحيص و التّثمين بما يساعد هؤلاء على الارتقاء بملكاتهم و إبرازها للنّاس في أحسن ثوب و حتّى لا يكونوا تكرار لأنفسهم أو لغيرهم؛على أن لا يكون النقد سجنا للفكر و القلب و الوجدان.فلك أن تكتب ما تراه و ما تحسّة ، و للنّاقد أن يمحّص
و يثمّن ما تكتبه، و يبقى للتّاريخ أن يسجّل له البقاء أو النّسيان، و في أحسن الأحوال أن يبقي للأجيال القادمة صورة عمّن سبقوهم يستلهمون منها ما بصلح لبناء حاضرهم و رسم مستقبلهم.و هذا لا يعني بالمرّة الاستهانة بالنّقد و ترك الحبل على الغارب للنّصوص الهابطة و المبتذلة.
9 –
ما أراه شخصيّا – وليس فيه اتّهام لأحد – أنّ ثمّة هوّة بين تشكيل القصيدة العربيّة الحديثة و محتواها.للأسف يطغى الشّكل فيها على المضمون، ذلك أنّ همّ الكثير من الأدباء و الشّعراء كسر الأشكال القديمة تحت نظريّة الفوضى الخلاّقة دون ان يقدّموا أشكالا و مضامين جديدة تتلاءم و همومهم و مشتغلهم و واقع مجتمعاتهم همّهم في ذلك السّير على نغمة العصر في استيراد أشكال جاهزة و مضامين غريبة عن واقهم.و هذا لا يعني عدم وجود نصوص راقية شكلا و مضمونا .فليس من الإنصاف أن نعمّم القول في هذا المجال.إلاّ أنّ واجب الصّراحة - و إن كانت مؤلمة أحيانا - أن نسمّي الأشياء بمسمّياتها.
10 –
سؤالك هذا في محلّه.كثيرا ما نسمع في بعض الأمسيات الشّعريّة نصوصا جيّدة يسيء إليها أصحابها بإلقائهم الرّتيب و أخطائهم اللّغوية ، و في المقابل كثيرا ما نستمع إلى نصوص متواضعة يلقي عليها أصحابها هالة من الشّطحات الخطابيّة الّتي لا تنطلي على السّامعين.ما أقوله هنا : هناك قواعد دنيا لا بدّ من احترامها في كلّ الأمور لا سيما إذا كان الأمر يتعلّق بالشّعر حافظة الوجدان الإنسانيّ.
11 –
إذا كنت تسأل عن تأثير السّيرة الذّاتيّة للشّاعر على المتلقّي بحيث يطغى اسمه على نصّه، فهذا وارد، كثيرا ما تطالعنا أسماء وقعها أكبر من وقع نصوص أصحابها.
وهنا كثيرا ما يلعب الإعلام والأساليب الملتوية في بروز هذا الشّاعر أو ذاك ، ولا يجرؤ أحد أن يتناولهما بالنّقد حتّى لا يتّهم بالجهل و القصور.
أمّا إذا قصدت من سؤالك إن كان ما يكتبه الشّعراء العرب اليوم يعكس سيرهم الذّاتيّة و شخصيّاتهم،فأعتقد أنّ ما يكتبه الشّاعر أيّا كان لا بدّ أن يعكس زاوية ما من شخصيّته، ومن سيرته الذّاتيّة بل، ومن ثقافته وواقع مجتمعه وهموم عصره.
12–
سبق ان كنت صريحا معك في سؤالك الرّابع، و ساكون معك صريحا في هذا السّؤال و إن كنت أعتقد أنّهما واحد.قد لا يشدّ اهتمامي شاعر بعينه مثلما لا يشدّ اهتمامي ديوان أو عنوان بعينه .ما يشدّني هو النّصّ الجيّد الّذي يرشح صدقا و جمالا و قدرة فنيّة .
ولكي أكون صادقا معك،لقد شدّت اهتمامي نصوص عديدة من الأدب الجاهليّ لامرئ القيس و عنترة ،و في فترة ما بعد الشّعر الجاهلي نصوص عديدة لعمر بن أبي ربيعة والمتنبّي و في الأدب الحديث نصوص كثيرة لميخائيل نعيمة و جبران خليل جبران والشّابي وبدر شاكر السيّاب و مظفّر النّواب و نزار قبّاني ومحمود درويش.
***في الختام أجدّد شكري إليك أخي أبو شامة ،و آمل أن يجد القرّاء في هذا الحوار ما يأملونه من محمد الصالح الغريسي، وسأترك الباب مفتوحا لكلّ أسئلتكم، وسأجيب عليها بكلّ رحابة صدر.
مع حبّي وتقديري للجميع
محمد الصالح الغريسي
رد: لقــــاء حواري مع الأخ الكريم .. محمد الصالح الغريسي ...
رد: لقــــاء حواري مع الأخ الكريم .. محمد الصالح الغريسي ...
رد: لقــــاء حواري مع الأخ الكريم .. محمد الصالح الغريسي ...
شكرا للأستاذ محمد الصالح الغريسي علي هذا الفيض السيري الصريح
أتفق معكم أن القصائد تشدني أكثر من الكتاب إنني أقوم بقراءة النصوص لا الشخوص
ولكنني أطرب للقصيدة العربية الأصيلة وأقصد بالأصالة احترام تقاليد الموسبقا العربية يطربني صوت المتنبي مثلما يطربني صوت قصائد محمود درويش ونزارقباني
سهيلة مع الشكر والتقدير9/9/2007