الرواية والتحليل النصّي لحسن المودن
http://www.alriyadh.com/2009/06/25/i...3444352900.jpg
جديد الناقد حسن المودن كتاب «الرواية والتحليل النصّي.. قراءات من منظور التحليل النفسي» عن الدار العربية للعلوم –ناشرون- منشورات الاختلاف، 2009.
يقدّم هذا الكتاب محاولات تطبيقية تستعين بالمرجعيات النفسية في مقاربة بعض الأعمال الروائية العربية المعاصرة من المغرب والمشرق. ويتخذ من أجل ذلك، منهجاً خاصاً في التحليل النصي الذي يفتح الطريق ليصبح النص الأدبي هو بؤرة التحليل، من دون إقصاء كلي للكاتب أو القارئ أو السياق. وتكمن أهمية هذا المنهج في كونه يسمح بإبراز العناصر المختلفة التي تكوّن النص الروائي، موضوعات وأشكال وتقنيات وأساليب وتخيلات ولغات، ويجعل من الكتابة فضاء تخيلياً يشرع نوافذه على المناطق الملتبسة التي تخاطب مشاعر وتجارب الذات..». يتضمن الكتاب، مدخلاً نظرياً يبحث في العلاقة بين الأدب والتحليل النفسي، ويقلب المعطى المسلّم به والذي يقول إنه يمكن تطبيق التحليل النفسي على الأدب، ليصبح السؤال: هل يمكن تطبيق الأدب على التحليل النفسي، وذلك سعياً الى بناء اقتراب جديد لإشكالية التحليل النفسي الأدبي. في المحاولات التطبيقية التي يتضمنها القسم الأول من الدراسة، يسعى الباحث من خلال تحليل النص، الى إرساء تلك المقاربة التي تستفيد من الدراسات النصية المعاصرة مع إدماجها ضمن مقاربة مفتوحة ومنفتحة. والغاية ليست الكشف عن أمراض الكتاب وعقدهم، بل هي مقاربة هذه العلائق والروابط المعقدة بين السردي والنفسي، بين الكتابة واللاشعور، بالشكل الذي يسمح بفتح آفاق أخرى أمام المعرفة، فيتساءل عن فحوى حاجة الإنسان للكتابة، وعن معناها وحوافزها وغاياتها، ويطرح أشكال علاقاتها مع مفاهيم متعددة، مثل العنف والألم واللامعقول والصحراء وغيرها.
عملية المزج بين مقاربة الأسلوب والمقاربة النفسية يجريها الباحث في القسم الثاني من الكتاب، بشكل يسمح بقراءة العمل الأدبي في حد ذاته، في أساليبه ومناهجه في الكتابة، وبإعادة طرح الأسئلة المرتبطة بصناعة النص الروائي، من الأساليب والتقنيات، وتلك المتعلقة بالتحليل النفسي للشخصية الروائية مقدماً تحليلاً نموذجياً وأمثلة من نصوص بعض الروايات العربية.
هذه المقاربات جميعها تفضي الى عالم الأدب، الذي هو الموطن اللغوي الذي يعبّر فيه الواقع السري للإنسان عن نفسه بشكل وقوة خاصين، واللغة الأدبية «لا تجعلنا نسمع أصوات الآخرين فقط، بل هي اللغة الأخرى التي تكاد تتخصص في إسماع ذلك الآخر الموجود في الداخل، في داخل الذات، الكاتبة والقارئة» على السواء.
المصدر
ألف صفحة وصفحة من الأدب والنقد
صدر عن وكالة البدر للدعاية والإعلان بالقاهرة، إصدار بعنوان ( ألف صفحة وصفحة من الأدب والنقد ) لعبد الفتاح أبو مدين، وذلك في (1023) صفحة من القطع المتوسط.
وقد ضم إصدار أبو مدين العديد من الموضوعات الأدبية والأخرى النقدية التي أعاد عبدالفتاح قراءتها من خلال معايشته لها، وإعادة استقراء ما عاصره منها، وما دار في المشهد المحلي والعربي ثقافيا وخاصة في مجالي النقد والأدب، وقد جاء الإصدار من تقديم الدكتور عبدالله بن محمد الغذامي.
ضم الكتاب بين دفتيه الكثير من المتناغمات الأدبية والنقدية التي جاء منها: الفتى علامات، مكة المكرمة المكان والمكانة، بين زكي مبارك والسباعي وبيومي، المعركة الأدبية بين أحمد أمين وزكي مبارك، نظرات نقدية لأحمد أمين، معارك أنور المعدواي النقدية، مسرحية مجنون ليلى بين الواقع والخيال، بين فريد وجدي والزهاوي، سبعون عاما من الإبداع الشعري،الشاعر وضاح اليمن، تبعية الاستلاب، نقد لتحقيق تراثي، مراثي حافظ إبراهيم في مرآة النقد المعاصر،ولدت والحرب، العود وذاكرة التاريخ، طه حسين وشعراء العصر، الحكيم في مجمع اللغة، استقبال دياب، سوق عكاظ، العماد الأصفهاني، كنت إلى التكسب ذهبت، فلسفة الحياة العصرية، العواد وهؤلاء، أطروحة ثقافة التخلف، مع زعيم الأدب في القرن العشرين،العماد الأصفهاني،يا باشا عميد كلية الآداب ليس عمدة، الجواهري آخر الفحول.
لقد قدم ( الفتى علامات ) في إصداره ألف صفحة وصفحة، أكثر من ألف وجهة ووجهة في خارطة الثقافة العربية، التي قدمها في تنوع تجانس، من خلال مشهد يستطيع القارئ أن يجد فيه لوحة تشكلية ترسم بلوحة (الفتى مفتاح) حضور الجواهري من بلاد الرافدين، ووضاح اليمن من أقصى الجنوب، إلى وادي النيل وما أورده أبو مدين عن المشهد الثقافي والمدرسي في أرض الكنانة..كل جاء ذلك برؤية راصد واع وقارئ متمكن من مد ألف صفحة وصفحة ،بالكثير من التنوع الأدبي، والتناغم النقدي، مهما حفل بها من معارك فكرية، وأطروحات تعددية.
المصدر