تأمل جمال البحر .. وإياك أن تتهمه بالغدار !!
ما أجمل البحر ..
ورغم أنّي بعيد عنه ..
لكنّ سحره يمتد لآلاف الكيلومترات ..
فالبحر يسحرك من أول نظرة ..
البحر جميل ..
البحر غدار ..
البحر مسلّي ..
البحر مخيف ..
في البحر منافع ..
وفيه كذلك مهالك ..
ركوب البحر يصنع الرجال ، يفتح الآفاق ، يبني الأخلاق الفاضلة ..
لكنه مع ذلك ، في لحظة لا تفهم مقدماتها ، قد تأتيك وقد لا تأتيك ..
يكشف عن وجهه القبيح ، فيبتلعك ..
احترنا في هذا البحر ..
لا نعرف كيف نصنّفه ..
هل هو شرّير .. أم خيّر ؟
هل هو فاضل .. أم خبيث ؟
احترنا فيه كحيرتنا في الدنيا ..
هل الدنيا لجلب الخير للإنسان .. أم لجلب الشر ؟
هل هي جميلة .. أم قبيحة ؟
هل الإنسان مخيّر فيها .. أم مسيّر ؟
هل الأصل في الإنسان الخير .. أم الشر ؟
الطيبة .. أم الخبث ؟
الكمال .. أم النقص ؟
لماذا خلقنا الله - عز وجل - بهذه الطريقة ؟
تبا لهذه الأسئلة .. !
تبا لثقافة الأسئلة .. !
تبا للميتافيزيقا .. !
تبا للفلسفة .. !
حيرتنا .. وضيعتنا ..
وجعلتنا كورقة خضراء انفصلت عن شجرتها وآيلة للاصفرار ..
ما أتفه عقل الإنسان عندما يغتر بنفسه .. !
ما دخل البحر ؟!
لِمَ يلومه ويحمّله ما لا يحتمل ؟
عندما يغرق الإنسان ، هل قتله البحر .. أم هو الذي سقط فيه ؟
عندما يقفز أحدهم من علِ ، فيسقط وتُكسر رقبته ، هل نلوم الهواء ونصفه بالغدر والنذالة والحقارة والخباثة ؟!
عجبا لأمر الإنسان .. !
هل لأن البحر مرئي يكيل له التهم ؟!
هل لأن البحر جميل يغار منه فيتتبع زلات يتوهم أنها زلات ؟!
ما ذنب الدنيا هي الأخرى ؟
عندما ينعم في الخيرات .. يصفها بأجمل الكلمات ..
ولكنه يسبها ويشتمها إذا يأس من بلوغ الملذات ، أو إذا فقدها ..
يا أيها الإنسان !
لم دائما تحاول أن تجد هدفا ترميه بسهامك ؟!
ولم تعشق رمي السهام ؟!
ألم تنسَ حياة الصيد التي كان يعيشها أجدادك ؟!
هل فكرت مرة أن توجه سهمك إلى قلبك ؟
على الأقل ، مجرد التوجيه ..
دع عنك حياة الهمج ..
ويمم وجهك نحو البحر .. ذلك البحر الجميل ..
تأمل هذا الجمال .. وكل جمال ..
ولا تدنس حياتك بتفقد القمامة ..
عش جميلا تحب الجمال ..
عاشقا .. للحق باحثا ..
يسأل بن حيران .................................................. .......................
