ديوان الشاعر محمد الصالح الغريسي ...
رد: ديوان الشاعر محمد الصالح الغريسي .. قريبــا ...
ديـــــوان الشاعر
محمد الصالح الغريسي
مقدّمة الشّاعر
بسم اللّه الرّحمــن الرّحيم
عندما أصدرت مجموعتي الشّعريّة الأولى بعنوان "سنفونيّة العشق الأخير"، قرّرت بعد شيء من التّردّد، أن لا أقوم بتقديمها، أو أعهد به إلى أحد الشّعراء المشهورين، أو النّقّاد، أو أساتذة الجامعة التّونسيّة، كما يفعل جلّ الشّعراء، و بخاصّة الّذين ينشرون أعمالهم لأوّل مرّة، ونشر الكتاب في شهر ماي من سنة ثلاث وألفين، بدون أيّة مقدّمة، تجنّبا لطقوس المجاملات الّتي عادة ما تصدّر بها مثل هذه الأعمال، وآثرت أن يصدر كما هو، ليقدّم نفسه بنفسه إلى القرّاء.
أمّا و إنّي مقبل على إصدار مجموعتي الشّعريّة الثّانيّة، فإنّي لا أرى بأسا في تقديمه بنفسي.
لقد أسندت لمجموعتي هذه عنوان "دموع المحار" وهو عنوان إحدى قصائد المجموعة، أصوّر فيها واقع العرب المعاصر شأنهم في ذلك شأن المحار الّذي يبكي دررا ولآلئ، فيتاجر بها الآخرون، تماما كما يتاجر الغرب اليوم بمعاناة شعوبنا العربيّة، على أنّ المجموعة تنقسم شكلا إلى قسمين: قصائد عموديّة وأخرى ممّا يحلو للبعض أن يسمّيه بالشّعر الحرّ كما يحلو للبعض الآخر أن يسمّيه بقصائد التّفعيلة.
أمّا من حيث المضمون، فقد تضمّن هذا الكتاب، قصائد في مواضيع مختلفة تعكس مجمل الحالات النّفسيّة الّتي صاحبت ميلاد هذه القصائد، وبالتّالي فهي تعكس بصدق مختلف الأحاسيس الّتي كانت تنتابني أثناء الكتابة، ولعلّ هذه الأحاسيس هي الّتي كانت بالأساس الدّافع وراء كلّ ما كتبت.
كلّ قصائد هذه المجموعة لم ينشر من قبل ، ما عدا قصيدة "أمّي" الّتي كانت من أوائل قصائدي الّتي نشرتها على صفحات الملحق الثّقافي ّ لجريدة "الحرّيّة "، و كذلك قصيدة "بغداد " الّتي كنت ألقيتها في مهرجان "المربد" لسنة ثلاث وألفين أي قبيل اندلاع حرب الخليج الثّالثة، وقد نشرت في بعض الصّحف العراقيّة.
قسم من قصائد هذه المجموعة، يسجّل أحاسيس مرتبطة بظرف بعينه - أقصد تلك الّتي سبقت اندلاع حرب الخليج الثّالثة، وحتّى الّتي عقبتها بقليل، أبقيت عليها من باب الوفاء لمشاعري، وللتاّريخ، لذلك حرصت أن تكون مؤرّخة.
أمّا القسم الثّاني فقد سجّلت فيه مختلف الأحاسيس الّتي اختلجت في نفسي ووجداني، والواقع أنّني مع إيماني بضرورة أن يكون للشّعر موضوع، فإنّني لم أكن أبحث عن مواضيع محدّدة لأكتب فيها، وإنّما كان الظّرف والحالة النّفسيّة والإحساس، كلّ هذه العوامل مجتمعة هي الّتي تدفعني إلى الكتابة.
على أنّ الجامع بين كلّ قصائد هذه المجموعة هو الحبّ في أجلى معانيه وفي شتّى مظاهره: حبّ القيم السّامية الّتي ينشدها الإنسان ... حبّ الحياة ... حبّ المرأة ... حبّ الأمّ ... حبّ الذّات ... حبّ الآخرين ... حبّ الأوطان ... مع ما ينتاب هذه الحالات من الحبّ من معاناة، أو من متعة اللّحظة أو لذّة الحلم.
لم أحاول أن أطرح في قصائدي نظريّة أو فلسفة ولا أن أتناول قضايا أو مواقف، إلاّ بما تسمح به اللّمسة الشّعريّة، لاعتقادي أنّ مجال ذلك في غير الشّعر، ولكن قد أكون عبّرت عن ذاتي أو عمّا حولي داخل إطار من هذه الأطر، فإن كان كذلك، فليس عن سابق إضمار وتخطيط.
وفي النّهاية، هذه قطعة من حياتي ووجداني أضعها بين أيدي القرّاء والنّقاد، كما هي، وبدون تجميل، إيمانا منّي بأنّ الإنسان يموت، ولكنّ الحرف باق من بعده.
واللّه وليّ التّوفيق
http://www.onlyshojo.com/Gif/natale1.gif
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
رد: ديوان الشاعر محمد الصالح الغريسي .. قريبــا ...
ديـــــوان الشاعر
محمد الصالح الغريسي
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
أمّي الحبيبة
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
نادت بنيّ، فقلـــــــــــت مــــــن ناداني
أمّي الحبيبة، صـــــوتها أشجــــــــاني
نادت بنيّ، فصـــوتها يحييــــــــــــــــني،
ويزيد من عزمي ومن إيمـــــــــــــاني
أمّـــــــاه يا لحنا جميـــلا خـــــــــــــــالدا
في مسمعي من أعذب الألحـــــــــــــان
أمّاه يا صوتا إلــهيّا، شجـــــــــــــــــيــ
ــــيا قادما من أرحب الأكــــــــــــوان
علّمتني معنى الحيــــــاة وســــــــــرّها:
حبّ الإلــــــه وعزّة الأوطــــــــــــــان
لولاك ما كان الصّفـاء ولا الوفــــــــــا
ولما تجلّت روعــــــة الوجـــــــــدان
ما أروع البيت الجميــــــــــل الهادي،
تسعـــــــين فيه بثوبك المــــــــــــــزدان
بالحبّ أمسى روضة فيحــــاء من
ورد ومـــن فـلّ ومـن ريــــــــحان،
بل جنّـــــــــــة فتّــانة ألوانــــها،
قد زيّنتــــــــــــها ريشة الفنــــــــــــّان
أعطيتــــــــه كلّ العطاء محبّـــــــــــــــة،
فغـــدا سعيــــــــــدا هادئ الأركان
أمّاه، إن بعـــــد المــــــــــزار مسافة،
ناديت طيفك في دجى الأكــــــــوان،
فإذا الدّجى شـــــــــــــلاّل نور دافق،
يهدي فـــــــــــؤاد التّائه الحــــــــــــيران؛
أروي به ضمئي إليـــــك فأرتــــوي
وأشــــــقّ دربي ثابت الإيمـــــــــــان
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
رد: ديوان الشاعر محمد الصالح الغريسي .. قريبــا ...
رد: ديوان الشاعر محمد الصالح الغريسي .. قريبــا ...
أحبّك قلبي
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
أحبّك قلبي
لأنّك نوّرت بالحبّ دربي
وعلّمتني الصّبر
كي لا أملّ …
وكي لا أملّ دروب الحياة،
نثرت على جانبيها
بهارا وفلّ …
وأثّثت حلمي
بشتى الأماني وأحلى الرّؤى
وأترعت فجري بنور الأمل …
أحبّك قلبي،
لأنّك توّجت ليلي،
بسحر النّجوم …
ورصّعت ثغر الغواني
بأشهى القبل …
أحبّك قلبي
لأنّك حلّقت فوق المدى …
وألغيت كلّ الحدود،
و كلّ السّدود،
وكلّ الحفر …
وأعلنت رفضك للمستحيل،
فلم يبق للمستحيل أثر …
وعلّمتني، أن أحبّ الوجود،
وسحر الوجود، وكلّ البشر …
فلا تخش قلبي هموم الحياة،
فمن يعرف الخوف لا ينتصر …
أحبّك قلبي …
وما الحبّ إلاّ لقلب
تعلّق بالحبّ منذ الصّغر …
رد: ديوان الشاعر محمد الصالح الغريسي .. قريبــا ...
رد: ديوان الشاعر محمد الصالح الغريسي .. قريبــا ...
رد: ديوان الشاعر محمد الصالح الغريسي .. قريبــا ...
رد: ديوان الشاعر محمد الصالح الغريسي .. قريبــا ...
http://www.zmzm.net/images/bsmlah.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
http://img176.imageshack.us/img176/4...noos9ktsx4.gif
ديـــــوان الشاعر
محمد الصالح الغريسي
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
سعدى …
إن نثرت الدّمع حزنا،
خلف آهات القصيد…
فلأنّ القلب قد أمسى غريبا،
في متاهات الوجود …
خلت لمّا أبصرت عيناي سعدى،
أنّ نار الحبّ من جمر الخدود،
فاعتصرت الجمر خمرا،
من شفاه كالورود …
ولثمت الخدّ حتّى قاطعتني:
ذبت إذ قبّلت خدّي،
كيف لو قبّلت جيدي
قلت يا "سعدى" ارحميني،
وارحمي أوتار عودي …
قد عزفت الحبّ لحنا،
رائعا فوق الحدود
فاحفظي لحني وعهدي،
لا كما قد خنت آلاف العهود …
فانثنت عنّي، وردّت في برود …
أنت ملكي يا حياتي …
أنت عبد من عبيدي:
هل رأت عيناك حسنا مثل حسني،
بين أبكار وغيد؟ …
هل رأت عيناك قدّا مثل قدّي،
بين ربّات القدود؟ …
هل رأت عيناك نهدا مثل نهدي،
بين ربّات النّهود؟…
ستظلّ الدّهر مملوكا لسعدى،
بل أسيرا بين نهديّ وجيدي
يأمر النّهد فتصغي وتلبّي
ويقول الجيد: افعل …
فتلبّي من جديد
قلت يا سعدى حرام
لست من يغريه جيد
أو يصلّي للنّهود
إنّما أحببت سعدى نصف ذاتي
ذاتي الملقاة في هذا الوجود
***
رجـاء ...
قالت رجاء و ما درت بمصـــابي
أتحــبّــــــــــــــــــــني، يا أيّها المتصـــــــــابي؟
فأجبتها بل أعشق الـــكأس الّتي
منها ارتشفت فأسكرت برضــــــــاب،
وأقبّل النّسمــات، إن هي قبّلـت
شفتيك أو مرّت على الأهـــــــــــداب،
أو راقصت أعطـاف ثوبك وانثنت
سكــــرى بسحر جمالك الجـــــذّاب
قالت أصبت بــقولك القلب الّذي
نسي العواطف من زمان شـــــباب،
وإذا به حرّ يرفـــرف كالقطى
يسري إليك محمّــــــــــلا بجـــــــواب.
قد بات يحلم باللّقــاء مسـهّدا
ورمى بزورقه لخـــــوض عـــــــباب
يا حبّي الأسمى الّذي اضطربت له
أنفاس صدري بعد طول غـــــياب
جمحت إليك خيول قلبي إذ رأتـــ
ـــك وعـربدت لمّا حللت بــبابي
فامسك أعنّتها وهدّئ روعـها
حتّى تلين وتهتدي لصـــــــــــــواب
فأجبتها: ما كان يجدر يا رجا
أن تلعبي بعواطفي ولـــــــــــــبابي
قالت: كسرت القلب ويحك لا تزد
فكفى عتابا، لست حمل عتاب
***
لأنّي أحبّك
لأنّي أحبّك،
أحرقت كلّ المراكب خلفي
وأبحرت في الحبّ
دون قلوع ...
لأنّي أحبّك
حاربت كلّ الطّقوس
وأسكنتك القلب
خلف الضّلوع ...
لأنّي أحبّك
بايعت كلّ محبّ
وأحرقت في معبد الحبّ
ألف بخور
وأشعلت كلّ الشّموع ...
لأني أحبّك
آمنت بالمستحيل
وأعلنت في العاشقين خضوعي.
2/10/2002
***
وداع
اخرجي معبودة العشّاق
من محراب قلبي ...
اخرجي من بين جلدي والعظام ...
اخرجي من كلّ شريان بجسمي
واتركيني بسلام
اتركيني في شعاب الدّرب أمشي،
عاري الأحزان
في وسط الزّحام …
اتركيني أدفع الصّخرة وحدي
نحو أعلى التّلّ دفعا للأمام
ثمّ تهوي صخرتي
بعد ارتفاع
بين أكوام الرّكام …
إنّني "سيزيف" في عصري
غريب بين أهلي …
بين صنّاع الكلام …
لم يعد في الحبّ ما يغري فؤادي
قد عرفت الحبّ من سنّ الفطام …
فتنحّي عن قصيدي
واخرجي …
من بحر لحني ونشيدي
ثمّ مرّي، في الهوى مرّ الكرام
فأنا حرّ كريم
ليتك تدرين ما يعني كلامي
***
أحبّك حبّا عنيفا
أحبّك حبّا عنيفا
كعنف الشّتاء
أحبّك رغم شموخك والكبرياء
لأنّك لست كهند
ولست كسلمى
ولست وحقّ السّماء ككلّ النّساء ...
تعوّد قلبي على النّبض من ألف عام
ومن ألف عام
تردّد في القلب رجع الصّدى
ينادي ... ... ...
فيأخذني الانتشاء
إلى قمّة الانتشاء ...
أنا عندما أستجير
بمملكة الشّعر
ألمح وجهك بين الحروف
وبين القوافي
فيرقص قلبي كطفل صغير
ويقفز بين الضّلوع
كما يقفز الصّبية الأشقياء ...
ويأسرني الشّوق
بين الحروف وبين القوافي
فيولد في مطلع الفجر طفل القصيد
ويكبر ... يكبر عبر الثّواني
لألمح وجهك في المنتهى ...
وألمح نفسي
أنادي ... ...
لماذا؟...
لأنّك لست كسعدى
ولست كلبنى
ولست كما أيّ أنثى
فإنّي أحبّك
بالعقل والقلب والانتماء ...
21/05/2003
***
رسالة وفاء
سلاما وبعد
لقد هزّني الشوق دوما إليك
فما طقت نوما
ولا طقت طول السّهر ...
وها أنا ذا أقرأ اللّيل نجما فنجما
وأرقب ضوء القمر
وأبعث أحلى قصيد إليك
مع الفجر
حين تغنّي الطّيور
ويصحو غفاة البشر ...
حبيبة روحي ...
إذا ما فتحت كتابا
لأقرأ قصّة حبّ
أراك عروسا بحضنني
تقبّل خدّي
وتمسح شعري كطفل صغير
فيجذبني العشق نحو البعيد
وأفقد وزني
وأمسي خفيفا ... خفيفا
كما العاشقين الأخر ...
أراني وحيدا إذا كنت بين الرّفاق
وأشعر بالدّفء
حين تكونين قربي
فأنسى همومي وأنسى الكدر
حبيبة عمري
متى نلتقي مثل كلّ الأحبّة
رغم الرّقيب
ورغم الوشاة ورغم الخطر
فإنّي إذا برّح الوجد بي
تبعثر فكري
ولم يبق فيّ أثر ...
فلا تتركيني أسير الرّياح
ولا تسلميني لسيف القدر ...
ختاما
إليك سلامي وحبّي
وباقة ورد عطر ...
فلا تبخلي بلطيف الجواب
فإنّ جواب الحبيب يطيل العمر ...
10/06/2003
***
قصّة حلم
قالت: رأيتك والأنام نيام
والماء في لغة المنام ســـــــــلام
وكأنّّما كنّا بأرض جزيرة
سكت اللّسان وللعيون كلام
كنّا وماء البحر يرقص حولنا
والرّمــــــل فيه تـــموّج ونظام
اثنين كنّا لا وجود لغيرنا
تشدو لنا الأمواج والأنســام
قلت: اسلمي يا توأم الروح اسلمي
نطق الفؤاد بما تشي الأحــــــلام
إن كنت في الحلم الجميل رأيتني
فلأنّ لي بهوى الفؤاد مقــــــــــــام
قولي أحبّك، لا تبالي في الهوى
فالكبر في شرع الغرام حـــــــرام
وتخلّصي من كبرياء أميرة
سرقت قلوب العاشقين فهاموا
ردّي عليهم بالوفاء قلوبهم
ودعي عيون العاشقين تنام
هذا فؤادي، إن أردت ملكته
أو فاقتليه ولا عليك ملام
قالت: عيون النّاس ترقب حبّنا
عذرا، وقاك الخالق العلاّم
ما كلّ من عرف الهوى متعفّف
أو كلّ من عرف الغرام كرام
28/11/2003
***
تمثال الشّمع
عند نبع الماء ليلا
قد تعرّت مثلما لاح القمر
ذات حسن قد تهادت في حياء وخفر
يا ترى تمثال شمع ما أرى
أم ترى "فينوس" في ثوب البشر
أم ترى حوّاء في جنّات عدن
بين ماء وشجر
قد نضت عنها ثيابا
ضاع منها العطر ضوعا وانتشر
يا إلهي قد رأت عيناي بدرا
في سما اللّيل معلّق
وعلى الأرض رأت
في اللّيل بدرا قد تألّق
وفؤادي بات بين البدر والبدر يحلّق
نزلت في الماء سرّا تغتسل
أشهرت نهدين للشلاّل في كبر ودلّ
فهوى الشلاّل من عليائه
ساجدا للحسن عبدا ممتثل ...
ثمّ من بعد انتعاش
خرجت تنوي ارتداء الثوب
من بعد البلل
قلت: حيّاك الإله
يا ملاك الحسن
يا بدرا أطل
ومددت الثّوب ألقيه إليها
أعرضت إذ قد رأتني، ثمّ قالت:
ابتعد ... إياك عنّي
إن تكن جانا فإنّي بنت جنّ
أو تكن إنسا فمن أنباك عنّي
قلت مهلا ... لا تخافي
لست إنسا أو أنا من أهل جنّ
إنّما حرّ كماء النّهر أجري
أين منّي مستقرّ؟
هارب من قيد أمسي
هل يروم القيد حرّْْْْ؟
سرت لمّا أن رأيت البدر ليلا
فسباني في سكون اللّيل بدر
لم أعد واللّه أدري
أين يرسو بي شراعي، أو إلى أين المفرّ..؟
أقبلت نحوي بخطو متّئد
ثمّ قالت:
هل رآك اللّيل في القرب أحد
قلت: مهلا
" قل هو اللّه أحد"
وتراجعت قليلا
من جمال وكمال في الجسد
ضحكت منّي و قالت:
هل أرى حرّا طليقا
أم أرى عبدا جبانا يرتعد
قلت: كلاّ
بل أنا الآن جحيم يتّقد ...
أنت تمثال جميل قدّ من شمع وند
فاحذري ... لا تقربيني
ستذوبين بناري وأواري
ويذوب الحسن منك والجسد
ضحكت منّي وقالت:
حبّذا لو ذاب منّا واحد
في لظى الثّاني انصهارا واتّحد ...
وتمادت في اقتراب لا تبالي
أشرعت نحوي ذراعين وصدرا
واستعدّت للنّزال
وطبقت الجفن لمّا عانقتني
فإذا البركان في شمع تلاشى كالخيال
وفتحت الجفن حين النّوم طار
ما جرى يا سادتي
هل عرفتم ما جرى؟
كان حلما في القطار
06/ 03/2004
***
سمراء
سمراء ما عرف الزّمان كحسنها
سكنت بقلبي دون إذن مسبق
وتربّعت في عرشها مزهوّة
فوجدتني من حبّها في مـــــأزق
فمتى أكون بقلبها متربّعا
وتكون مثلي في الغرام بمـأزق
***
ضعيف النّفس
ضعيف النّفس ترقصه الدّفوف
وترهبه المعارك والسّـــــيوف
ويهرب من مقارعة الرّزايا
وتقعده المصائب والصّروف
فيبقى مفلسا حرجا حزينا
فقيرا لا يحالفــــــــــه الرّغيــــف
12/12/2003
***
صبرا أخي ...
صبرا عليّ أخي لا تكثر العتبا
فالنّفس مرهقة، والجسم قد تعبــا
إن كنت قد علقت نفسي بفاتنة،
فالقـــدس من تعبت نفسي بها تعبــا
قرطاجة و طني ما عشت أعشقها
ولكم عشقت معا، بغـداد والحلبا
أهوى العيون وفي نفسي لها أرب
يا ربّ، يا ملكي، حـقّق لي الأربا
لكنّ بي وجعا في القلب يعصرني،
مـن أعين خدعت عشّاقها العـــربا
يا سادة صرفوا أوقاتهم طـربا،
إن تفعلوا ردحا، قد تندموا حقـبـا
ضيّعتمــو شـرفا بالعزّ طوّقنــا،
إذ ضاع أندلس، بالأمس قـد ذهبـا
واليوم، من فتن ضاعت أواصــرنا،
حتّى مضى عبثا، ما كان مكتسبـا
ما عاد من شرف يسمــو بعزّتنـا،
أو من مكارم قد كانت لنا نسبــــــا
ما بال عرضكمو، قد صار منتهـكا
والمال مالكمو، قد صــار منتهبـا
والأرض قد ذهبت نهبا، لغاصبـها
يجري بها مرحا، زهوا بما اغتصبـا
والقدس مثخنة بالجرح يؤلمهـــا،
والكلّ منجذب، ماض لما انجذبـا …
هذي العراق غدت مرمى لمن ظلموا،
والكلّ مغتبط، فخـرا بما ارتكبــا
هلاّ استفاق رجال العرب من سنة،
أم أنهم ألفـــــــــوا الأفيــــــاء و الرّببــــــــا
الموت ير صدكم في كلّ زاويـــة
والغرب يحصدكم حــصدا، بما جلبا
هيّا انهضوا، وقفوا، للحقّ وقفتكم،
فالموت مركبــــــه عــزّ لمــن ركبــــــــــــا
ما أفلحت أمم غطّت بنومتهـــا،
اصحــــوا، فإنّ الحلــم قد كـــــــــــذبا
الأفياء: مفردها، فيء، وهو الظلّ
الرّبب: الماء الكثير
***
بغداد
بغداد، جئتك والفؤاد متيّـــــــــــــم
ولسان حالي من جوى يتكلّـم
يروي على العشّاق قصّة عاشــق
يهوى العراق، بحبّها يترنّــــــــــــم
يا أهل أرض الرّافدين أحبّكــــــم
واللّه أدرى بالقلوب وأعلـــــم
من تونس الخضراء جئت محمّــلا
شوقا إليكم بالوفاء يترجـــــــــم
لي في العراق أحبّة نفسي إليــــ
ــهم قد هفت هم للفؤاد البلسم
بهروا الشّعوب بصبرهم وببأسهم
وعدوّهم من بأسهم يتــــــــبرم
قل للأعادي الحاقدين تأمّلــــــــــــوا
تاريخ بابل في القديم لتعلمـــــــوا
أنّ العراق بمجده في أمّــــــــــــــة
أمجادها عن نفسها تتكلّـــــــــــم
يا أهل دجلة والفرات تقدّمــــوا
فالدّرب نصر والعزيمة أسلـــــم
إمّا سلام عادل ومشــــــرّف
نسمو به بين الشّعوب ونعظـــم
أو قاتلوا متسلّحين بصـــبركم
والنّصر آت لا محـــالة قــــــــادم
"لا يسلم الشرف الرّفيع من الأذى
حتّى يــراق على جوانبه الـدّم"
المربد 09/12/2002
***
قال الحكيم
... يقول الحكيم
وقد تعتع السّكر قوما سهارى
يناجون ضوء القمر:
بنقطة ضوء
يبدّد فجر الصّباح الظّلام ...
بقطرة ماء ... وقطرة ماء
تفيض السّيول
وتجرف صلب الصّخر ...
فقلت وفي الصّوت بعض اضطراب
وقد نال منّي عناء السّفر:
ألا فاقتصد يا حكيم فإنّ المواعظ
قد لا تعيد صواب السّكارى
كما لا تفيد السّكارى العبر ...
فقال الحكيم:
لئن كان فينا ضعاف النّفوس
ففي كلّ درب بأرض العروبة حرّ أغر
كما في ظلام اللّيالي سواد
ففيه نجوم لمن رام طول السّهر ...
فقلت:
تمهّل جناب الحكيم
فوعظ السّكارى هباء ... هذر
وأصغ إليّ بقلب الحكيم
لتسمع منّي صريح الخبر:
أتى من وراء البحار عدوّ
يهدّد أمن العروبة
بحرا ... سماء ... وبر ...
يبشّر بالخير والعدل زورا
ويضمر في قلبه كلّ شر ...
ويحشد عبر الحدود جيوشا
فكيف الصّنيع
وقومي سكارى
بشتّى صنوف الخدر ...
ومزّق صمت اللّيالي نداء المنادي
ألا أنصتوا يا غفاة البشر
"إذا الشّعب يوما أراد الحياة
فلا بدّ أن يستجيب القدر"
وردّ الحكيم بصوت رصين:
إليك العراق ...
فها هو ذا يستجيب ...
يلبّي نداء الحياة
وقرّر بالعزم أن ينتصر
فلا صولة الظّلم تثني خطاه
ولا قعقعات السّلاح
ولا جعجعات "الرّعاة البقر"
ومن يتوهّم أنّ العراق ضعيف
فإمّا غبيّ
وإمّا كليل البصر ...
لأنّ النّخيل بأرض العراق
تموت وهاماتها في السّماء
وتنحني أو تخر ...
وفيما الحكيم يحاول وصل الكلام
تناهى إلى السّمع صوت الأذان
فخرّ الجميع سجودا لصوت القدر
10/02/2003
***
إلى أصحاب الضمائر الميّتة
عار على أمم ما تفعل الأمم
يعلو صهاينة حتّى وإن ظلـــــــــــموا
أمّا العراق إذا زادت مراتبه
ثار الطّغاة وصبّت فوقه النّقـــــــــم
تأتي جحافلهم بالشّر مثقلة
الموت منطقهم والنّار والرّجــــــــم
يؤذى العراق وعين الكلّ شاخصة
بئس العيون وبئست تلكم الشيــم
عار على أمم ذلّ ومسكنة
داست كرامتهم صهيون والعجم
صمّ مسامعهم، عمي لواحظهم
أفواههم لجمت، هل مسّهم بكــــم
دانوا لمغتصب ضعفا بما كسبوا
قد قال قائلهم: بالحقّ نعتصـــــــــم
خابوا و ما انتصفوا للحقّ لو علموا
لكنّهم ظلموا ظلما بما اعتصمـــوا
آووا جيوش عدوّ الأرض قاطبة
جاءت بوارجهم بالموج ترتطـــــم
ترغي و تزبد بالعدوان مشرعة
نيرانها صلفا، بالحقد تضطــــــرم
جاءت تهدّد بغدادا بما حشدت
هل أنّها حجر بغداد أو صنـــــــــــــــــم
أطفال غزّة عنوان، وما حملت
أيديهم حجــــرا، لكنّها النّقــــــــــــــــــــم
تنصبّ هادرة كالسّيل، بل حمما
نار الجحيم و ما أدراك ما الحـــــــمم
أمّ الرّسالة فالعنوان مطلعها
يغني لمن فهموا ... لو أنّهم فهمـــــــــــوا
قل للّذين أتوا للحرب في عدد
ليس العراق بمصطاف لمن قدمــــوا
كلّ النّخيل بأرض الحقّ صامدة
مثل الجبال، كذاك البيد والأكـــــم
عضّوا أصابعكم من ظلمكم ندما
هيهات من ندم، لو ينفع النّــــــــدم
أرض العراق إذا رامت طلائعكم
غدرا، سنجعلها قبرا لمن ظلموا
25/02/2003
***
دموع المحار
لم يعد للبحر لون البحر
أو لون السّماء ...
لم يعد للموج صوت الموج
أو رجع الهدير ...
أيّها البحّار
ما للبحر أمسى كالغدير ...
أين يا بحّار أسراب النّوارس؟ ...
أين موّال الرّجال الكادحين
هل غدا القرصان للشّطآن حارس؟ ...
يزرع الأحزان في الشّرق الحزين؟ ...
أيّ ريح مزّقت تلك المراكب؟ ...
بعثرت في البحر أشلاء الشّراع ...
لوّحت بالملح زادا للجياع ...
ورمت بالشّرق في حضن الضّياع ...
فمحار الشّرق يوما
كان يبكي
من دموع البحر لألاء الدّرر
ومحار الشّرق يبكي اليوم من حمق البشر ...
وعيون الشّرق
لمّا شاقها الحلم القديم
أسبلت للنّوم عينا
ثمّ هبّت
فإذا بغداد غطّتها المشانق
وغراب البين
في الشّطّين ناعق
يطلب الثّأر القديم
رأس "هارون الرّشيد"...
لا تخف أوليس بعد اليوم
أطلق راحتيك
قد إذا شئت جيوش النّصر
خلف البحر
أو نحو الجزر
فعروس البحر غابت في الأفق...
امض أوليس بعيدا...
امض لا تخش الغرق ...
لم يعد للبحر بعد اليوم سحر
لم يعد للشّرق بعد اليوم عذر ...
وتعالى من خلال الموج صوت
صوت بحّار حزين
أطلق الموّال مخمورا يغنّي:
حلموا بالشّرق يوما فشرقنا
إذا شربنا الفجر راحا
وحلمنا بحسان الغرب يوما فجنينا
من ورود الغرب شوكا وجراحا
أيّها الشّرق كفاك اليوم نوما
قد غدا الشّرق ضعيفا مستباحا ...
20/07/2003
***
إلى من سأسكب عطر القصيد
إلى من سأسكب عطر القصيد
وأصدح حرّا بعذب النّشـــــــــيد
إلى من سأنثر أوجاع قلبي
وأبكي من الحزن مثل الوليـــــــــــد
إلى من أبثّ لواعج حبّي
وألقي سلامي وأهدي ورودي
أنام وأصحو جريح الفؤاد
وأمضي وحيدا بدربي العنيـــــد
أنا عبرة من دموع الثّكالى
أنا قطــــرة من دماء الشّهـــــــــــــيد
أنا أنّة من أنيــــن الصّبايا
وصيحة طفل يتيم شريـــــــــــــــــد
أنا قطرة من فرات جريح
ومن فيض دجلة ماء الوريــــــــــد
وفي مهجة القلب يسري عراق
وبغداد تسكن روحي وعودي
إلى من سأسكب بعد العراق
رحيق الحياة وعطر القصــــــيد
ولي وطن في المدى منتهاه
إذا ما نظرت بعيد الحــــــــــدود
ولكن ّ أهلي وصحبي وقومي
أضاعوا التّراث ومجد الجدود
وبالنّفط باعوا نقيّ السّجايا
وباعوا الضّمير ببخس الوعود
26/11/2003
***
لست حلمي
لست حلمي
لست منّي
لست من روحي وجسمي
لست من إبداع رسمي
لم تكن بالأمس نجما
كي تكون اليوم نجمي ...
ارتحل عنّي
ودعني
أرسم الأحلام وحدي
أرتق الجرح وأرمي
في مهاوي الجرح همّي ...
منذ أزمان بعيدة
لم أجد في اللّيل نجما واحدا
يهفو لنجمي ...
منذ أزمان بعيدة
لم يزرني طيف ليلى
لم يغنّ عندليب الحبّ لحني
أيّها الحلم ارتحل عنّي
ودعني ...
أصنع الأحلام من أشلاء وهمي
وأصلّي لإلهي
علّني ألقي سهامي
فيصيب الحلم سهمي
قد غدا حلمي سرابا
منذ أضحى الشّرق غربا
وأقضّ الحزن نومي
أيّّها الحلم لماذا
كنت بالأمس صديقي وغدوت اليوم خصمي
18/01/2004
***
الفهرس
قصائد من عطر
1- أمّي الحبيبة
2- مناجاة
3- أحبّك قلبي
4- عيناك
5- مولد الحبّ
6- صمت على صمت
7- سعدى
8- وفاء
9- لأنّي أحبّك
10- وداع
11- أحبّك حبّا عنيفا
12- رسالة وفاء
13- قصّة حلم
14- تمثال الشّمع
15- سمراء
قصائد من جمر
16- ضعيف النّفس
17- صبرا أخي
18- بغداد
19- قال الحكيم
20- إلى أصحاب الضّمائر الميّتة
21- دموع المحار
22- إلى من سأسكب عطر القصيد
23- لست حلمي
http://www.onlyshojo.com/Gif/natale1.gif
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
رد: ديوان الشاعر محمد الصالح الغريسي ...
القصائد لغتها عذبة وموسيقاها أخاذة
رد: ديوان الشاعر محمد الصالح الغريسي ...
تحية إعزار إلى أنشودة العشاق، وإلى العاشق من ألف عام.
رد: ديوان الشاعر محمد الصالح الغريسي ...