ذكريات طارق شفيق حقي عن الكتاتيب القرآنية ..
ذكريات طارق شفيق حقي عن الكتاتيب القرآنية
ذكريات طارق شفيق حقي عن الكتاتيب القرآنية ...
رد: ذكريات طارق شفيق حقي عن الكتاتيب القرآنية
سلام الله عليك
كلما أردت الكتابة في هذا الموضوع أتراجع لأني أريد الاحتفاء والاحتفال بذكرياتي عن دورات القرآن الكريم التي دخلتها في صغري
يا سيدي الكريم
كنت في الصف الخامس الابتدائي حين ذهبت وأخي لأول حلقة قرآن في مدينة القامشلي في جامع زين العابدين
وكان معلمنا الشيخ الفاضل محمد صالح، وكنا نحضر كذلك دروس الشيخ الفاضل خاشع حقي
كنا نحفظ كل يوم صفحة من كتاب الله
وكان شيخنا يعلمنا القراءة والتجويد والإعراب والصرف والتفسير والمعاني
ثم أضاف لدرس القرآن في السنة التالية حفظ الأربعين النووية
وكانت مؤونة هذه الدروس تكفيني حتى أنهيت الشهاة الثانوية
ولازلت أذكر أني لم أدرس مادة الديانة الإسلامية المقررة حتى أنهيت الثانوية وكنت أناقش أستاذ الديانة بأمور لم تذكر في المنهاج
للكتاتيب دور كبير في تفجير طاقات الذهن
وبناء السليقة السليمة
ولأحكام التجويد دور هام في حسن مخارج الحروف
كما إننا أمة التلاوة
ولسنا أمة إقرأ كما تردد الفضائيات الجوفاء
نحن أمة فقنا كل الأمم بالتلاوة
هذا غيض من فيض لما بذهني من تفاصيل جميلة عن هذه الحلقات
ولا بد أن اشير أن هذه الكتاتيب انتشرت اليوم انتشاراً واسعاً وصار لكل معلم القدرة أن يعلم بأي شكل أراد في أي مسجد
بفضل معاهد الأسد لتحفيظ القرآن الكريم
رد: ذكريات طارق شفيق حقي عن الكتاتيب القرآنية
وانعكس تعليم القرآن الكريم على لغتي، فكنت أتحصل دائماً على أعلى العلامات في مادة اللغة العربية
وكنت مميزاً جداً بدرس التعبير حتى أني كنت دائماً أول من يقرأ موضوعه
وبعد أن تخرجت من كلية الأدب العربي
شعرت بكل أسف أني نسيت ما تعلمته قبل الجامعة
وزاد حسرتي كلام أحد الأستاذة إذ قال لي أن الكليات اليوم لا تعد أكثر من ثانويات متقدمة
وربما هي أحياناً ثانويات متخلفة
فشعرت أني سليقتي فسدت
فدخلت في دائرة مفرغة من حفظ القواعد ونسيانها
وعلمت أن اللغة ليس قواعد جامدة
إنما هي سليقة سليمة تنظمها القواعد
وحين تلسم السليقة فلن نكون بحاجة للقواعد أصلاً
اللهم إلا في التعليم لمن يعلم
وعرفت أنني لن أصلح ما فسد من سليقتي بقراءة الكتب السيئة الترجمة، خاصة مع التفاف وتعقيد تراكيب وأساليب المناهج النقدية الحديثة
حتى رميت بها كلها فالخير فيها نزر يسير
وكان الحل هو اصلاح السليقة بقراءة القران الكريم والحديث الشريف
وكتب التراث القديمة
وهنا أشير بضرورة ارتباط تعليم اللغة العربية مع القرآن الكريم والحديث الشريف
وإلا لن تقوم للغة العربية قائمة
رد: ذكريات طارق شفيق حقي عن الكتاتيب القرآنية
كنا وصديق لي ذات يوم نمشي في أسواق حلب القديمة
وكنا نتكلم عن النقد والمناهج والأدب والشعر وما إلى ذلك كان هوى الرجل مع الحداثة
ثم دخلنا نصلي في المسجد الأموي بحلب -جامع سيدنا زكريا-
وللجامع صحن رائع من صحن المسجد الأموي بدمشق
فإذا دخلته حضنك التراث بروعتك وإجلاله وعظمته
وأخذتك السكينة وقذفت بك في قلب الهدوء والراحة
حتى تحار أين تقلب قلبك
ثم دخلنا وصلينا صلاة المغرب على ما أذكر
وإذ كانت هناك حلقة لتعليم القرآن الكريم وكان شيخ كبير ومعلم في آن واحد يعلمان الحضور القرآن الكريم
فوقفت عند حسن صوته المعلم وجودة تعليمه وملاحقته للصغيرة والكبيرة ، وطلبات الشيخ بجانبه وإضافاته وملاحظاته القيمة
فقلت لصديق بالله عليك إليس هذا الحديث أحسن من الترهات التي كنا نقلبها - وأقصد الحداثة -
فقال الله بلا والله
فزدته
بالله عليك لو درسنا عند هذا الشيخ ، أما كان أفضل من ما تعلمناه في الجامعة
قال بلا والله
متى يكون المحاضر في الجامعة صادقاً مثل صدق هؤلاء
