بسم الله الرحمن الرحيم
العجمة لغة وعرقا
كتبها: فيصل الملوحي
وردني في الواتز ما انتشر انتشار الهشيم، يُلمّح إلى الحطّ من الأصل الأعجميّ لأن التنقيط وضع من أجل الأعاجم.
رغم أن هذه الفكرة مرفوضة في الأصل من الجميع، لكن هذه الظروف تمنعنا التفكير الصحيح.
معلوم أن لفظ العَجَم اسم جنس لخلاف العرب، الواحد منهم أعجمي.
وقد يطلق على الفُرس خصوصا.
أما القرآن الكريم فقد عبّر بلفظ العُجْمة عن اللسان:
ï´؟ وَ لَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌغ النحل ظ،ظ***ظ£ï´¾
ï´؟وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍغ فُصّلت ظ¤ظ¤ï´¾
ï´؟ و لَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَغظ،ظ©ظ¨فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ مَا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَغ ظ،ظ©ظ© الشعراءï´¾
( الأعجمين: الذين لا يفهمون العربيّة )
والاستنتاج الذي نجمع عليه أن العبرة في الموضوع للسان، لا للعرق و لا الجنس.
نعم! لا يكتمل إسلام المرء إلا بمعرفة العربية، لأنه بها وحدها يفهم إسلامه حق الفهم. وهي لغة نقدّسها لأن الله اختارها لكتابه الخاتم.
و لتكن بعدها من تكون: من أصل عربيّ أو من أصل أعجمي، فلا قيمة للأمر. ما دمت قد علمت العربية واستعنت بها في حياتك. فما نزل القرآن ليكون عرقيا ولا ( شوفونيّا )، إنمّا هو رحمة للعالمين.
أمّا أن تلمح بأن فلانا من أصل فارسيّ أو أفرنجي.. فقد افتريت على الإسلام، وكنت من الآثمين.
ماذا تقول في سلمان الفارسيّ وبلال الحبشي هل تهبط بهما عن منزلة صحبة رسول الله _ صلى الله عليه وسلّم – لأصليهما غير العربيّين؟! ( أمّا صهيب الذي لقبه الرومي ، فهو عربيّ الأصل وإن أُسر وسيق إلى خارج الجزيرة العربيّة، ثمّ أُعيد بعدها ).
انظر إلى الإمام أبي حنيفة الذي يختلفون في تحديد انتمائه العرقي، هناك روايات متعددة، منها أنه من أصل فارسي وهذه الرواية متداولة ومعروفة والقول أنه من أصل نبطي بابلي، عراقي منذ القدم ، وقال بعض المؤرخين إنه من أصل عربي .
نشأ سيبويه بالبصرة بعد أن رحلت أسرته من بلاد فارس إليها، وهو مولى بني الحارث بن كعب، وقيل مولى آل الربيع بن زياد،
واختلف المؤرخون حول أصول طارق بن زياد، فمنهم من قال أنَّه عربي كابن خلكان، ومنهم من قال أنَّه أفريقي بربري، ويميل معظم المؤرخين إلى هذا الرأي لأنه كان مولى موسى بن نصير والي أفريقية، وآخرون قالوا أنَّه فارسي .
فهل منعت أبا حنيفة أصوله أن يكون الإمام الأعظم ( مع تحفظي على هذا اللقب! )؟!
وهل بقي سيبويه على النظر إليه أنه أعجميّ بعد أن أتقن هذا الفنّ؟!
وهل نزل طارق بن زياد عن تقديرنا له أن كان بربريا أم فارسيا؟!
كُتبت مصاحف عثمان خالية من النقط والتشكيل، لتحتمل قراءتُها الأحرف السبعةالتي نزل بها القرآن الكريم، وعندما أرسلت إلى الأمصار رضي بها الجميع، ونسخوا على غرارها مصاحف كثيرة خالية من النقط والشكل، واستمروا على ذلك أكثر من أربعين سنة، وخلال هذه الفترة توسعت الفتوح، ودخلت أممٌ كثيرة لا تتكلم العربية في الإسلام، فتفشت العجمة بين الناس، وكثر اللحن، حتى بين العرب أنفسهم بسبب كثرة اختلاطهم ومصاهرتهم للعجم، ولما كان المصحف الشريف غير منقوط خشي ولاة أمر المسلمين عليه أن يتطرق له اللحن والتحريف.
هناك خلاف تاريخي عن حقيقة نشأة التنقيط، ربما قال قوم: إنه قديم، ولم تنقّظ المصاحف الأولى لمراعاة الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن الكريم.
والعربيّ الأصل الذي يولد بين الأعاجم، هل تكون لغته سليمة؟
فلنعلم أن العبرة بالنشأة لا بالدم، وإذا أسلم المجوسيّ فماذا لك عنده بعدها إن صدق إسلامه؟
نحن في وضع تاريخي عصيب، نختلف و نتقاتل، لكن، إيّاكم أن تجنوا على العلم لعواطف وقتية لا بد أن تزول بإذن الله بعد هذا الليل الطويل.
والله أعلم.
ملحوظة: المصادر متوفرة يعرفها أهل العلم، وربما أسهلها للجميع موسوعة المعارف( لا أثق بها كثيرا، لكنها سهلة الرجوع. )
