فن العروض 1- الكتابة العروضية
كما وعدت أخي الحبيب الأستاذ طارق أبدأ معكم دورسا مبسطة في علم العروض .
أولاً يجب أن نعلم أن علم العروض هو علم سهل ، وأنا أحب أن أسميه فن العروض ، وسيكون أسهل لمن يتمتع بأذن موسيقية ، ومن يكثر من قراءة الشعر العربي ، ومن يعرف في النحو والصرف أيضا فجميع علوم اللغة تستفيد من بعضها البعض.
ثانياً يجب أن نعلم أنه مع سهولته يحتاج للمتابعة والتدريب والجدية في التعلم شأنه شأن أي معارف من أية نوع ولن يصل المر إن شاء الله لأن أستشهد بقول الشاعر :
لا تحسبن المجد تمرا أنت آكله ......... لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا
فما دمنا اتفقنا على سهولته وعلى مواصفات من يمكنه إجادة هذا الفن ، وما دمنا اتفقنا على الجدية في التعلم والمتابعة للدروس أولا فأول فهيا بنا نبدأ .
أولا :- الكتابة العروضية
قلت أن أهم صفة لمن يتعلم فن العروض هي الأذن الموسيقية ، فالعروض يعتمد على الأصوات التي ينطقها اللسان ، ووزن الشعر يقوم على تتابع الحركات والسكون ، لذلك لا يعتد بالحروف التي تكتب لكن لا تنطق ، ولذلك فالكتابة العروضية تختلف عن الكتابة الإملائية ، فالكتابة العروضية تقوم على قاعدة هامة وهي (ما ينطق يكتب ، وما لا ينطق لا يكتب)مثلا نحن نكتب في الكتابة الإملائية هذه الكلمات بهذه الصورة (الله ، الرحمن ، هزَّ ، واستمع)ولكنّا حين نكتبها عروضيا نسقط الحروف المكتوبة ولا تنطق ، ونثبت الحروف التي تنطق ولا تكتب فنكتبها هكذا (اللاه ، الرحمان ، هزز، وستمع)
فكما ترون هناك حروف تنطق ولا تكتب في الكتابة الإملائية ولذلك تزاد هذه الحروف عند الكتابة العروضية وهذه الحروف هي :-
1- الألف في بعض أسماء الإشارة مثل :- هذا ، هذه ، هذان،هذين ، هؤلاء
فنكتبها عروضيا هكذا هاذا ، هاذه ، هاذان ، هاذين ، هاؤلاء
2- الألف في لفظ الجلالة الله ، والرحمن ، وكلمة لكن نكتبها عروضيا كما يكتبها الطالب الفاشل في الإملاء هكذا لاكن .
3- الواو في بعض الأسماء مثل داود وطاوس فتكتبان عروضيا هكذا داوود ، طاووس .
4- إذا كان الحرف مشددا يفك التشديد إلى حرفين الأول متحرك والثاني ساكن مثل رقَّ ، مدَّ تكتبان رقْقَ ، مدْدَ.
5- إذا كان منونا نكتب التنوين نون (كما يفعل الطلبة الفاشلون في الإملاء أيضا) سواء كان التنوين رفعا أو نصبا أو جرا مثل أسدٌ ، جبلا ، شجرٍ تكتب هكذا أسدن ، جبلن ، شجرن
6- حركة القافية تكتب حرفا مجانسا لها (يعني لو ضمة تكتب واو ، ولو فتحة تكتب ألف ، ولو كسرة تكتب ياء ، ولو سكون ........ ما نكتبش حاجة) مثل
ولو قتل الهوى رجلا ......... فإني ذلك الرجلُ
نكتب هذا البيت عروضيا هكذا
ولو قتلل هوا رجلن ..... فإنني ذالك لرجلو
وعلى العكس من ذلك هناك حروف تكتب ولا تنطق ويتم حذفها عند كتابة الكلمة عروضيا وهي :-
1- همزة الوصل(ولها شرح آخر لو مش عارفينها) إذا سبقت بحركة مثل وامرأة ، فانطلق تكتبان (ومرأة- فنطلق)
2- اللام في (أل) الشمسية (مصيبة تكونوا مش عارفين أل الشمسية من القمرية) تحذف وطبعا الحرف التالي لها يكون مشددا فيفك تشديده مثل الشمس تكتب اششمس ، والألف تحذف لو سبقت بحركة مثل والشمس تكتب وششمس.
3- واو عمرو لا تنطق طبعا فتحذف في الكتابة العروضية.
4- تحذف الألف والياء في أواخر الحرف المعتلة مثل (إلى ، على ، في ) إذا كان ما بعدها ساكنا ، مثل في البيت ، على الطاولة ، إلى الجبل تكتب هكذا (فلبيت ، عللطاولة ، إللجبل)
5- ياء الاسم المنقوص وألف الاسم المنقوص إذا كان ما بعدهما ساكنا مثل القاضي القدير ، الفتى القريب تكتب هكذا (القاضلقدير ، الفتلقريب)
والسر في الحذف هو توالي الأحرف الساكنة ، فلا يمكن أن ننطق ساكنين متتاليين ، لذلك نحذف الساكن الأول في النطق ونثبته في الكتابة (الإملائية طبعا مش العروضية) .
طيب الآن يمكننا أن نكتب أي بيت عروضيا ، علينا إذا أن نميز بين الحركة سواء فتحة أو ضمة أو كسرة ، وبين السكون أو الوقف ثم نرمز للمتحرك ب/ وللساكن ب× لاحظوا معي الآتي
نَبْكِي عَلى الدُّنْيَا وَمَا مِنْ مَعْشَرٍ ...... جَمَعَتْهُمُ الدُّنْيَا فَلَمْ يَتَفَرَّقُوا
هذا بيت جميل للمتنبي حين نكتبه عروضيا نكتبه هكذا (لاحظوا الحروف التي تزاد والتي تنقص)
نبكي عل ددنيا وما من معشرن ..... جمعتهم ددنيا فلم يتفررقو
/×/×//×/×/×//×/×/×//× ...... ///×//×/×/×//×///×//×
لاحظوا كيف وضعنا الرمز / للحرف المتحرك والرمز × للحرف الساكن
سأتوقف هنا لأرى رأيكم وأعرف استفساراتكم ، وبعد ذلك سنعرف ماذا نفعل بالبيت بعد كتابته عروضيا وبعد معرفة المتحرك والساكن فيه .
1 مرفق
رد : فن العروض 1- الكتابة العروضية
رائع الأستاذ قطب
الدورة مثبتة وسيهتم بها بالشكل اللائق
أدعو كل من لديه علم أن يفيد به هذه الأمة
لأن زكاة العلم تعليمه
ونرجو التفاعل الجميل وحسن الفائدة
نتابع بشغف
رد : فن العروض 1- الكتابة العروضية
تابع ننتظر حلقات تالية في نفس السياق 000 وجزاك الله خيرا 0
رد : فن العروض 1- الكتابة العروضية
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عمار
تابع ننتظر حلقات تالية في نفس السياق 000 وجزاك الله خيرا 0
مازلنا نتابع معاً
أهلا بك محمد عمار في المربد
حياك الله
رد : فن العروض 1- الكتابة العروضية
أخى الفاضل " الشريف " شكراً على العرض الطيب لمبادئ فن العروض
خالص تحياتى لك .
والفاتحة لعمى الشيخ صالح .
رد : فن العروض 1- الكتابة العروضية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً جزاكم الله خيراً على ما تفضلتم به
نشكرك أخى جزيل الشكر على هذه النبذة
الحقيقة لقد قرأت عن العروض القليل
وفهمت الى حيث ما تفضلتم به
لكن اذا كنت أريد أن أكتب قصيدة
كيف أكتبها عروضياً
فأنا أهوى كتابة الشعر وما يأتى بخاطرى أكتبه
ولا أعرف اذا كان من الناحية العروضية سليم أم لا
واريد أيضاً أن نعرف كيفية وزن القصيدة وموسيقاها
أتمنى ان أرى شرحاً عملياً
كما أتمنى لو ما فى مانع من التواصل معك لاستزيد من علمك
كل الشكر لك
حنان سرور
رد: فن العروض 1- الكتابة العروضية
رد: فن العروض 1- الكتابة العروضية
السلام عليكم
ما مدى الافادة هنا
نريد مواضيع نستفاد منها
واتمنى ان تكون فى الوزن
والموسيقى
مع الشكر
رد: فن العروض 1- الكتابة العروضية
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hananalex3
السلام عليكم
ما مدى الافادة هنا
نريد مواضيع نستفاد منها
واتمنى ان تكون فى الوزن
والموسيقى
مع الشكر
سلام الله عليكم
أرجو قراءة الفاتحة على الأخ الكريم المرحوم الأستاذ محمد قطب الشروني الملقب بالمربد ب ( الشريف)
وقد كان انبرى لهذه الدورة التي لها من الفائدة الكثير
رحمك الله يا أخي محمد قطب
ثم أختي الكريمة
كمرحلة أولى
نقول لا شعر بلا وزن لأن الوزن يجذب الأذن والقلب قبل الفكر والعقل
والنفس والروح بطبعها موقعة تحب الايقاع
لذا كان الشعر أرقى الفنون
وحين غاب الوزن عنه في الشعر الحديث ضاع الشعر
أي شاعر يريد أن يتقن أدواته عليه بقراءة الكثير من الشعر الموزن لكبار الشعراء وحفظ الجميل منه
وسترين كيف تؤثر هذه الأوزان في سليقتك لتنسكب بلا شعور في شعرك
ثم ياتي تقويم هذه الأوزان عبر هذه دراسة فن العروض لما فيه من زيادة اتقان
أرجو أن نرى شاعرة مميزة نفتخر بها
رد: فن العروض 1- الكتابة العروضية
باسم الله الرحمن الرحيم، بداية أستسمح الزميل الكريم الأستاذ الشريف على إضافة رد على مقاله فن العروض والكتابة العروضية، وإن كانت إضافتي هذه قد جاءت متأخرة عن تاريخ كتابة المقال المنوه به، فأتساءل لماذا لم يتمم الموضوع؟ ولماذا لم يواصل في تقديم دروسه؟
هذا من جهة ومن ناحية أخرى، إن ما ذكره الزميل الكريم حول سهولة فن العروض صحيح جدا، لكن هذه السهولة تظل بعيدة المنال بفعل وجود مصطلحات وأدوات وآليات كثيرة ومعقدة يعرفها كل من يمارس العروض: إبداعا ودراسة، وهي تتجلى خصوصا في ما يعرف "بالزحافات والعلل"، وصعوبتها ليست وليدة اليوم، وإنما هي صعوبة بنيوية، منذ ولادة هذا النظام على يد العالم العبقري خليل الفراهيدي وتستمر إلى غاية الآن...1
هناك جهود حثيثة من طرف بعض الباحثين، قديما وحديثا، لتسهيل هذا الفن، من بينها مثلا محاولات كل من الجوهري، والقرطاجني، وبعض المستشرقين(جورج بوهاص)، وأنيس، وكمال أبي ديب، وسليمان أبي ستة، وخشان صاحب العروض الرقمي، وعنيبة الحمري..من هذه المحاولات ما أصاب الهدف من بعض الوجوه، كما فعل أنيس، ومنها ما حاد عن الطريق وأضاف تعقيدا إلى تعقيد، كما نشاهد في العروض الرقمي لدى خشان..
بالنسبة لي شخصيا لدي محاولة جد مبسطة لفن العروض، وهي تؤكد، بما لا يدع مجالا للشك، ما توصل إليه الزميل في موضوعه أعلاه، من سهولة فن العروض، مفادهذه المحاولة أنها تحافظ على جوهر نظام البنية الإيقاعية في العروض الخليلي، لكنها قد أسقطت كل تعقيداته وهي التعقيدات النابعة من "الزحافات والعلل"، أي أنه محاولة قد تخلت بصفة نهائية عن كل ما يتعلق بالزحافات والعلل، واعتمدت بدلا منها مصطلحات قليلة جدا، ووحدات إيقاعية ثابتة لا تتغير، ولا تتعدى أصابع اليد الواحدة، وهي طريقة إذا تم اعتمادها تؤدي إلى فهم أفضل لفن العروض، ولتحليل الشعر وتركيبه بسرعة قصوى، وقد تم نشر بعض أجزاء هذه المحاولة، في موقع العروض العربي، لصاحبه الأستاذ سليمان أبي ستة، وفي أطروحة جامعية، منذ سنة2001، وأرجو أن تتاح لي الفرصة لتوضيح بعض أجزائها، ومعذرة على هذا الطول، وشكرا جزيلا. والسلام.
رد: فن العروض 1- الكتابة العروضية
أخي الكريم محمد علي خنفر
حياك الله على هذه الجهود التي ننتظر ثمارها في المربد , لما فيه من خير للجميع
لكن أحب أن أنوه أن كاتب المقال , الأستاذ الشريف قد انتقل إلى رحمة الله منذ أكثر من سنة
لذلك أدعوكم لقراءة الفاتحة على روحه الطاهرة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد علي خنفر
باسم الله الرحمن الرحيم، بداية أستسمح الزميل الكريم الأستاذ الشريف على إضافة رد على مقاله فن العروض والكتابة العروضية، وإن كانت إضافتي هذه قد جاءت متأخرة عن تاريخ كتابة المقال المنوه به، فأتساءل لماذا لم يتمم الموضوع؟ ولماذا لم يواصل في تقديم دروسه؟
هذا من جهة ومن ناحية أخرى، إن ما ذكره الزميل الكريم حول سهولة فن العروض صحيح جدا، لكن هذه السهولة تظل بعيدة المنال بفعل وجود مصطلحات وأدوات وآليات كثيرة ومعقدة يعرفها كل من يمارس العروض: إبداعا ودراسة، وهي تتجلى خصوصا في ما يعرف "بالزحافات والعلل"، وصعوبتها ليست وليدة اليوم، وإنما هي صعوبة بنيوية، منذ ولادة هذا النظام على يد العالم العبقري خليل الفراهيدي وتستمر إلى غاية الآن...1
هناك جهود حثيثة من طرف بعض الباحثين، قديما وحديثا، لتسهيل هذا الفن، من بينها مثلا محاولات كل من الجوهري، والقرطاجني، وبعض المستشرقين(جورج بوهاص)، وأنيس، وكمال أبي ديب، وسليمان أبي ستة، وخشان صاحب العروض الرقمي، وعنيبة الحمري..من هذه المحاولات ما أصاب الهدف من بعض الوجوه، كما فعل أنيس، ومنها ما حاد عن الطريق وأضاف تعقيدا إلى تعقيد، كما نشاهد في العروض الرقمي لدى خشان..
بالنسبة لي شخصيا لدي محاولة جد مبسطة لفن العروض، وهي تؤكد، بما لا يدع مجالا للشك، ما توصل إليه الزميل في موضوعه أعلاه، من سهولة فن العروض، مفادهذه المحاولة أنها تحافظ على جوهر نظام البنية الإيقاعية في العروض الخليلي، لكنها قد أسقطت كل تعقيداته وهي التعقيدات النابعة من "الزحافات والعلل"، أي أنه محاولة قد تخلت بصفة نهائية عن كل ما يتعلق بالزحافات والعلل، واعتمدت بدلا منها مصطلحات قليلة جدا، ووحدات إيقاعية ثابتة لا تتغير، ولا تتعدى أصابع اليد الواحدة، وهي طريقة إذا تم اعتمادها تؤدي إلى فهم أفضل لفن العروض، ولتحليل الشعر وتركيبه بسرعة قصوى، وقد تم نشر بعض أجزاء هذه المحاولة، في موقع العروض العربي، لصاحبه الأستاذ سليمان أبي ستة، وفي أطروحة جامعية، منذ سنة2001، وأرجو أن تتاح لي الفرصة لتوضيح بعض أجزائها، ومعذرة على هذا الطول، وشكرا جزيلا. والسلام.
رد: فن العروض 1- الكتابة العروضية
باسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، ملك يوم الدين، إياك نعبد وإياك نستعين، اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم، ولا الضالين، صدق الله العظيم، اللهم اجعل هذه الآيات الكريمة ثوابا ورحمة ومغفرة لروح كاتب مقال فن العروض المرحوم الشريف، اللهم إن كان محسنا فزد في إحسانه، وإن كان مسيئا فتجاوز عن سيئاته، اللهم اغفر لنا ولوالدينا ولكل المشرفين على هذا الموقع، وللمسلمين أجمعين، يا أرحم الرحمين، يا رب العالمين،وإنا لله وإنا إليه راجعون.