شعر عماد الدين .../ سقتني الخمر عيناها ..........
سَقَتنِي الخَمرَ عيناهَا
....................... وَمَا أُسْكِرْتُ لَوْلاهَا
فَسِحْرُ عُيُوْنَهَا سُكْرٌ
.......................... وَأُثْمَلُ عِنْدَ مَرآهَا
لأنَّ زَرَاقَهَا بَحْرٌ
........................خَلِيْجُ التِبْرِ مَرْسَاهَا
فَلا ْعَيْنَان ِإلَّاها
وَزَوْرَقُ جِفْنِهَا كُحْلٌ
........................ يُسَافِرُ فِيْ خَفَايَاها
لَهُ بِالرِمْش ِ أَشْرِعَةٌ
........................وَتَهْدُلُ فِيْهِ حُسْنَاهَا
فتسحرني وتسكرني
..........................بلا خمر فأهواها
فَأَغْدُوْ مِنْ رَمَاْيَاْهَاْ
لها شفتانِ مِنْ كرزٍ
........................ وكالتفَّاح خدَّاهَا
وأزهارٌ مُلَوَّنَةٌ
...................... تُفَتِّحُ فِيْ محيَّاهَا
يفوح عبيرها طِيْبٌ
.............. ويسري حيث مسراها
بأميالٍ تعدَّاها
صَفَارُ الشَعر ِ شَلَّالٌ
.................عَلَى الأكتَافِ غَطَّاهَا
وملتحفٌ وملتفُّ
................. مَعَ النَسْمَاتِ غَنَّاهَا
يُهَفْهِفُ فَوْقَ جَوْهَرِهَا
...................همَاْ حسنا ووَافَاهَا
فآه ٍ آه ِ يَا آهَا
غَزَاْلٌ فِيْ تَنَقُّلِهَا
................. . وألحان ٌ بِمَمْشَاهَا
فخلخال يراقصها
..................على ساق بيسراها
وَبِالحِنَّاءِ أصْدَافٌ
.....................وَنَجْمَاتٌ بِيُمْنَاهَا
فَقَامَ الحُسْنُ حَيَّاهَا
ألا كالشمع قد سكبت
.................. ... أصابعها وَحَلَّاها
طِلاءٌ أحْمَرٌ يَزْهُوْ
................... عَلَىْ الأظفَارِ نَدَّاهَا
تَكَاْدُ الأرضُ تَحْسُدُهَا
................. ....إذا مَالَتْ بِمَغْنَاهَا
بَهَا تَحْلُوْ مَزَايَاهَا
مَلاكٌ فيْ تَعَامُلِهَا
................ فَلا الأوْصَافُ تَخْفَاهَا
وأخلاقٌ بِهَا تسموْ
................. كما الأخلاقُ تَنْهَاهَا
فَعَيْنُ الله تَحْرُسُهَا
...................وَعَيْنُ الله تَرْعَاهَا
عطاءً مَنْ عَطَايَاهَا
عَفَافُ النَفْس ِقَيَّدَها
................. من الزلَّاتِ أعْفَاهَا
أأجزم أنَّهَا حور ٌ
............... مِنَ الجنَّات مَسْرَاهَا
فلا شَمْسٌ وَلا قَمَرٌ
..................كَمَا الخَلَّاقُ أبْدَاهَا
عماد الدين
30/7/2010
