رد: أدب الرحـــــــلة ...
رد: أدب الرحـــــــلة ...
رد: أدب الرحـــــــلة ...
http://www.25q8.com/vb/uploaded/wrdaa.gif
قال رئيس قسم اللغة العربية في كلية المعلمين بأبها الدكتور عبد الله حامد: إن أدب الرحلة في المملكة العربية السعودية قد ظلم على أيدي بعض الباحثين العرب، مستشهداً بأحد الكتب العلمية لأحد النقاد العرب، الذي أدخل إلى هذا الأدب مجموعة من الكتب العلمية التي تدخل في علم البلدان والجغرافيا.
جاء ذلك في المحاضرة التي نظمها نادي الرياض الأدبي، والتي شدد فيها حامد على أهمية الأدبية في أي إنتاج ينتمي لهذا الجنس الأدبي، كما عرض لمضامين هذا الأدب من خلال الحس الإسلامي والحنين إلى الوطن ووسيلة الرحلة ورؤاه النقدية، إلى جانب عرض لآليات هذا الأدب التي اعتمدت في جزء كبير منها على آليات الصورة والقصة والإطراف الأدبي، مستشهداً بمجموعة من الرحالة السعوديين، الذين رأى حامد أنهم تفاوتوا في قدراتهم الفنية وفق قدرة كل منهم على التعامل مع المشاهد والحوادث الرحلية، وتقديمها في صورة أدائية متميزة.
واستشهد المحاضر على هذا التنوع بالتدليل على أن بعض هذه الكتب تنحى أحياناً نحو التقريرية كما عند محمد العبودي وعبد الله الحقيل، إلا أنه أشاد بالجهد الذي قدمه محمد العبودي في هذا الميدان معللاً تقريريته أحياناً "بالرسمية" التي حدت من حركته ومشاهداته إلى جانب رغبته في إفادة المتلقي، فيما رأى أن بدايات هذا الأدب لم يعتورها ما يعتور البدايات دوماً من ضعف وقصور حيث استفاد الأدباء السعوديون ممن سبقوهم من العرب، مستشهداً برحلات فؤاد حمزة وفؤاد شاكر ومحمد عمر رفيع، كما أثنى على الرحالة "عبد الله المدني، وغازي القصيبي، وعلي حسن فدعق، وإدريس الدريس، ومحمد عمر توفيق، ويحيى المعلمي"، مستشهداً ومحللاً بعض نصوصهم الرحلية.
وقد شهدت المحاضرة عدداً من المداخلات والأسئلة، حيث علق مجموعة من الأكاديميين منهم الدكتور حسين علي الذي تساءل عن غياب الرحلات التي تكتب في الدوريات إلى جانب تداخل الأجناس في أدب الرحلة، وعدم الإشارة إلى بعض الأدباء الذين عرّفوا هذا الأدب، فيما تساءل الدكتور حمدي حسين عن تداخل القصة مع أدب الرحلة، وأثنى الأكاديمي المصري الدكتور أحمد السعدني على المحاضرة ثم تساءل عن موقف الرحالة العرب والسعوديين خاصة من الآخر ورأى لو تم تقسيمهم إلى فئات، كما علق على رؤية أحد الرحالة من أن جنسية "صموئيل بيكت" لم تكن إيرلندية.
كما شن عبد الله الشهيل هجوماً على أنيس منصور في رحلاته حول العالم، والتي حاول من خلالها أن يمرر بعض القضايا الخرافية على وعي القارئ على حد رأي الشهيل، مشيداً ومطالباً المحاضر بإصدار مجموعة من الكتب الجديدة حول هذا الفن الجميل.
وقد استمرت المحاضرة حوالي ساعتين وسط حضور ثقافي جيد.
المصدر
http://home.att.net/~scorh3/Flower04a4.gif
حياكم الله
http://www.palintefada.com/upload/pic/beesssss.gif
http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/bo...orders-150.gif
د. أبو شامة المغربي
http://aklaam.net/aqlam/images/e_mail.gif
kalimates@maktoob.com
رد: أدب الرحـــــــلة ...
من خلال تجربتكم النقدية الخاصة، وتفاعلكم مع المنجز النقدي العربي، ما هي في منظوركم أهم الإشكاليات التي يطرحها النقد الأدبي العربي المعاصر؟
قد أكون قاسيا ولربما خيبت ظنكما، إذا قلت لكما إن النقد العربي المعاصر لا يطرح إشكاليات بالمعنى الحقيقي للكلمة، بقدر ما يعيد صياغة المنجز الغربي دون استيعاب جدي لخلفيته الإبستيمولوجية، ودون مراعاةِ الخصوصية النصية للإبداع العربي. ولذا كثيرا ما نجد أنفسنا وجها لوجه أمام تمرينات نقدية تتعسف على النص وتخضِعه لسلطة المصطلح النقدي الغربي. إننا لا ننصت إلى النصوص بقدر ما ننساق وراء نزوة التجريب والاختبار وسراب تجديد المناهج والقفز البهلواني بين تخوم المدارس واللهث وراء التقليعات الوافدة بانبهار مبالغ فيه في كثير من الأحيان.
أنا طبعا أومن بالمثاقفة، لكن ليس على حساب الخصوصية الثقافية والحضارية والإرث النقدي. وخلاصة القول: قد أبدو لكما متشائما إذا قلت لكما إن النقد العربي المعاصر لا يطرح إشكاليات بقدر ما يراكم من المشاكل التي تؤزم وضعه، ولعل الأزمة تكون بداية للتفكير الجدي الهاديء في ضوء التحولات التي تعرفها الكثير من جامعاتنا.
بالنظر إلى اهتمامكم بالترجمة الأدبية ، حيث امتلكتم خبرات متنوعة عبر تقديم ترجمات دقيقة لنصوص نقدية غربية وعربية ، نسألكم الأستاذ الفاضل، هل يمكن اعتبار الترجمة بوابة للتفاعل الثقافي مع الآخر، مما يفسح المجال للتساؤل عن علاقة الترجمة بالمثاقفة؟
لا خلاف في أن الترجمة عموما هي الرئة التي نتنفس بها الهواء النقي الذي قد يأتي من الضفة الأخرى، ولا جدال في أن المثاقفة نافذة تفتحنا على التجدُّد والتلاقح الثقافي البنّاء والتفاعل المخصب، لكن لا ينبغي لهذا التثاقف أن يكون أعرج يمشي برجل واحدة وفي اتجاه واحد، وإنما عليه أن يطول الاتجاهين معا أخذا وعطاءً دون مركّب نقص أو تعالٍ مَرَضي. كما ينبغي لهذه المثاقفة المبنية على الترجمة المكّوكية أن تمشي وفق إستراتيجية ثقافية لها ضوابطها. ويسوؤني أن أخبركم أن وضع الترجمة في الكثير من بلادنا العربية لا يسير وفق إستراتيجية دقيقة ذات أبعاد محددة وآفاق مضبوطة، فالأمر موكول لمزاج المترجمين وما سمح به وقت الباحثين الأكاديميين وغير الأكاديميين.
في سياق انشغالكم بالترجمة، ما هي بعض القضايا الإبستمولوجية والسياقية التي يواجهها فعل الترجمة عامة، والترجمة الأدبية خاصة؟
نظرا للتسيب الحاصل في مجال الترجمة، قَلَّما نظفر بترجمة أو مترجم تحركهما خلفية إبستيمولوجية مضبوطة ودقيقة وواضحة المعالم، لأن الأمر موكول لغير المحترفين ولأصحاب الحاجة الظرفية من الأكاديميين.
ونحن بكل أسف لا نتوفر في العديد من البلاد العربية على مشروع حضاري في ترجمة النصوص الأدبية العالمية، وتلعب السياقات الثقافية لكل قطر على حدة دورا في توجيه المترجمين غير المنتظمين وغير المنظَّمين، وحمْلِهم ـ بشكل عشوائي ـ على استحضار نصوص دون غيرها قد تمليها تعزيمات إيديولوجية أو أكاديمية أو ذاتية ضيقة.
بحكم انشغالكم بالبحث في أدب الرحلة، وبحكم إدارتكم للمركز المغربي للتوثيق والبحث في أدب الرحلة ، كيف تنظرون إلى وضعية الدرس الرحلي في الجامعة المغربية خاصة والعربية عامة؟ وفي السياق نفسه هل يشكل في نظركم "المركز.." فضاء لإنشاء شراكة نقدية مغربية، أو حتى عربية، في إطار مجموعات بحث وأعمال جماعية تقوي الإنتاج النقدي، وتتجاوز عراقيل الأعمال الفردية؟
من حسن حظنا أن الدراسات الرحلية في المغرب عرفت تطورا كبيرا بفضل جيل الرواد كالعلاّمة المحقق محمد الفاسي، والأكاديمي الرصين عباس الجراري الذي أشرف على أطاريح تعتبر تأسيسية في هذا الباب كأطروحة فاطمة خليل حول "أدب الرحلة في المغرب"، وهناك أعمال أخرى لها أهميتها الكبيرة كأطاريح عبد الرحيم مؤذن وواسطي بوسيف ومحمد بوكبوط والحسن شاهدي ومحمد مكَامان ومحمد حاتمي، والطائع الحداوي، وشعيب حليفي، وعز العرب معنينو،إلخ.
والمؤسف أن الكثير من هذه الدراسات الرحلية الأكاديمة ما يزال حبيس رفوف الجامعات، ونحن في المركز المغربي للتوثيق والبحث في أدب الرحلة تعوزنا الإمكانيات المادية لدعم إخراج هذه الأعمال إلى النور.
ويبدو أن هناك بارقة أمل في شراكة مع مشروع ارتياد الآفاق بدولة الإمارات، حيث كانت لي محادثات في صيف هذه السنة مع المشرف على المشروع الشاعر نوري الجراح، وفكرنا معا في إسماع صوت المركز بإعداد ندوة دولية بإحدى المدن المغربية.
في علاقة بالرحلة دائما، نسألك أستاذنا الفاضل ، أولا : هل ثمة اهتمام نقدي ـ في إطار نقد النقد ـ بالإنتاج النقدي حول الرحلة ؟ وثانيا: كيف تنظرون إلى موروثنا الرحلي من حيث قيمته الثقافية المتنوعة؟
إن نقد الرحلة بدأ متأخرا جدا، فلا تتجاوز البدايات السنوات الثمانين، ونحن ما زلنا لم نحقق التراكم الكافي لتجاوز عتبة النقد إلى " نقد النقد".
طبعا هناك جهود تبذل في هذا الباب، لكنها تظل محصورة في مقدمات الأطاريح في صيغتها المرقونة مما يحول دون تداولها بين النقاد، وقد سبق لي أن خصصت مقالا يتيما لهذا المبحث في العدد السادس عشر من مجلة الثقافة المغربية تحت عنوان: "الدراسات الرحلية المغربية بين سنتي 1898 ـ 1998"، حاولت من خلاله أن أقوم تجربتنا النقدية لأدب الرحلة طوال قرن من الزمان. كما كانت مقدمة كتابي: "الرحلة العربية إلى أوروبا وأمريكا والبلاد الروسية" فرصة لخوض غمار "نقد النقد" الرحلي خاصة في الفصل الأول الموسوم بـ"مجادلة السائد في الدراسات الرحلية ـ أعراض الأزمة وآفاق البحث"، وقد نشرت هذه الدراسة مستقلة في العدد المزدوج 61/62 من مجلة آفاق. أما عن موروثنا الرحلي فهو أكثر مما نتصور، والمؤسف أن الكثير من نصوصنا المحققة وغير المحققة والمطبوعة طبعة حجرية والمخطوطة في الخزانات العامة والخاصة ما تزال تتداولها أيدي قلة قليلة من المتخصصين، وأملنا في "المركز المغربي للتوثيق والبحث في أدب الرحلة" أن نتمكن من دعم الجامعات ووزارة الثقافة في إخراج تلك النفائس إلى النور، سيما وأنها تشكل العنصر الحيوي في التنمية البشرية أما وأنها تنشأ من شرارات الانقداح بأنوار المغايرة. فموروثنا الثقافي الرحلي مشرف جدا بغناه وتنوعه، ويحزنني أن حفدة ابن بطوطة قد تأخروا كثيرا في التعرف على قيمة الجد. في الوقت الذي تهافتت فيه دراسات المستشرقين على "تحفة النظار" منذ وقت مبكر جدا، فأغدقت عليها من النقد والتحقيق والترجمة، ما عجزت عنه تهذيبات البعض وتشذيباته، وقرصنة البعض الآخر وترويضاته.
في علاقة بالترجمة والرحلة،أستاذنا الفاضل،هل ترى صلة للكتابة الرحلية والترجمة بالتحولات الحضارية ـ أي ما يعرف بالعولمة ـ التي يشهدها العالم بما فيه العالم العربي؟
لا يمكن أن تكون العولمة حقيقية وإيجابية إلا بالترجمة من الجانبين في بعد تثاقفي لا يلغي الخصوصية ولا يطمس الهوية. ولن يتأتى تخليق العولمة وتفعيلها إلا بالترجمة الناضجة والإيجابية. وكيفما كان الحال، فالترجمة هي مفتاح العولمة ومَشْتَل الاختراق، ولتلافي خروقاتها لا بد من التسلح بمناعة ثقافية وحضارية لا ترى مانعا في الانفتاح على الآخر ببصر مفتوح على الآني وبصيرة لا تتنمّر لعناصر الهوية الثقافية. وأرى أن للرحلة دورا في خلق وشائج التقارب والتسامح والدمج لا الاندماج والانمحاء.
في سياق آخر،وقريبا من حقل الترجمة والانفتاح الثقافي على الآخر، ما موقع النقد المقارن في خريطة النقد العربي عامة والمغربي خاصة؟
لنبدأ بوضعنا في المغرب، ولنتحسر على إغلاق تخصص الأدب المقارن في جامعاتنا المغربية. وقد خسر إغلاق هذا التخصص في السلك الثالث بكلية الآداب بالرباط الشيء الكثير عقب وفاة الدكتور أمجد الطرابلسي والدكتور محمد أبو طالب وسفر الدكتور سعيد علوش إلى جامعة عربية مدة من الزمن. ورغم الجهود غير المنتظمة للجمعية المغربية للأدب المقارن، تبقى الحاجة ماسة إلى إعادة الاعتبار لهذا الدرس في خريطة الإصلاح الجامعي الحالي رغم ما يتربص به من نقائص ومثبطات ليس هذا مجال تعدادها، والعبرة بما سيأتي. أما عن وضع النقد المقارن في البلاد العربية، فهو لا يقلُّ انحسارا عن وضع الأدب المقارن في جامعاتنا العربية، لأنه يتطلب حِنكة في اللغات والثقافات. صحيح أن هذا التخصص تعرفه العديد من الجامعات في البلاد العربية، لكن النتيجة على مستوى العطاء والتحصيل ما تزال هزيلة، وهذا يفسر ضحالة نظمنا التعليمية وقلة جدواها.
المصدر
رد: أدب الرحـــــــلة ...
رد: أدب الرحـــــــلة ...